بازگشت

الطوائف الملعونة


هذا، وقد ورد اللعن والبراءة في زيارة وارث لثلاث أمم و طوائف :

(فلعن الله اُمّة قتلتك ولعن الله اُمّة ظلمتك ولعن الله اُمّة سمعت بذلك فرضيت به ).

1 - الطائفة الاُولي : هي الطائفة التي باشرت قتال الحسين (ع) «لعن الله اُمة اسرجت والجمت و تهيّأت وتنقّبت لقتالك يا مولاي يا أبا عبدالله»

2 - الطائفة الثانية : هي الطائفة التي ظلمت الحسين (ع) وجارت عليه و مكّنت منه وشايعت وبايعت و ظاهرت عليه وخالفته . و هذه الطائفة تشمل كل ّ اُولئك الذين اعدّوا لقتال الحسين (ع)، او مكّنوا منه او خالفوه اوظاهروا عليه ، او ساهموا في الإعداد لقتاله او اعانوا الطاغية في سير قتال سيّد الشهداء بنحو من الانحاء و اشياع هؤلاء جميعاً واتباعهم .

و قد ورد اللعن و البراءة علي هذه الطائفة ، (وهي طائفة واسعة ) بصيغ مختلفة في زيارات الحسين (ع) المطلقة و المخصوصة ، ففي زيارة عاشوراء المخصوصة : «فلعن الله اُمّة اسّست اساس الظلم والجور عليكم اهل البيت ولعن الله اُمة دفعتكم عن مقامكم ، و ازالتكم عن مراتبكم التي رتّبكم الله فيها.(ولعن الله اُمّة قتلتكم ) ولعن الله الممهّدين لهم بالتمكين من قتالكم ، برئت إلي الله وإليكم منهم ومن اشياعهم و اتباعهم ».

و أيضاً في زيارة عاشوراء «وأبرا إلي الله و رسوله ممن اسّس اساس ذلك الظلم والجور عليكم اهل البيت ، وبني عليه بنيانه ، وجري في ظلمه وجوره عليكم و علي اشياعكم ، و برئت إلي الله وإليك منهم ».

وفي الزيارة المخصوصة الثانية لعاشوراء و المروّية في المزار القديم :

«لعن الله اُمّة اسست اساس الظلم لكم ، و مهّدت للجور عليكم ، وطرقت إلي اذيتكم و تحيفكم ، وجارت ذلك في دياركم واشياعكم ، برئت إلي الله عزّ وجل ّ و إليكم منهم ومن اشياعهم و اتباعهم ».

وكما نري ان ّ هذه الطائفة واسعة تشمل كل ّ اُولئك الذين ساهموا في قتال الحسين أو مكّنوا من قتاله او اعدّوا له او بايعوا الطاغية علي قتال ، اوشايعوا و ظاهروا عليه ، واشياعهم واتباعهم .

3 - الطائفة الثالثة هي الطائفة التي سمعت بذلك فرضيت به .

وهذه الطائفة ستوقف الإنسان طويلاً، فمَن هُم اُولئك الذين سمعوا بذلك فرضوا به ؟ إن ّ هذه الطائفة ليست بالتأكيد مشاركة في القتال ، ولا هي مشاركة في ممارسة الظلم بصورة عمليّة ، وإلاّ لكانت تدخل ضمن الطائفة الاُولي و الثانية ، و لم يكن موجب لإفرادها بالذكر ثالثاً، فهذه الطائفة لابدّوان تتكون - إذن - ممّن سمعوا استنصار الحسين (ع) و لم ينصروه ، و آثروا العافية علي الوقوف بجانب سيّد الشهداء (ع)، في معركة الطف ،وخذلوا سيّد الشهداء (ع)، و لم ينصروه يوم عاشوراء.

وهذه الطائفة لابدّ ان تكون راضية بما حدث في يوم عاشوراء، فلايمكن ان يتم هذا الخذلان والسكوت والقعود عن نصرة ابن بنت رسول الله (ص) في معركته مع طاغوت عصره و القعود بعد ذلك عن أخذثاره لولا انّهم كانوا راضين بما حدث . فإن ّ تخلّف هؤلاء عن الالتحاق بالحسين (ع) و تقاعسهم عن نصرة الحسين ، وإيثارهم للعافية في دنياهم علي آخرتهم ينطوي علي الرضا بما صنع يزيد، وإن لم يكن كذلك فإن ّ مثل هذا التخلّف و التقاعس و إيثار العافية يؤدّي أخيراً إلي الرضا بالظلم .

وقد ذُكرت هذه الطائفة في نصوص اُخري للزيارة بصيغ مختلفة ،كلّها تنصب ّ في معني التخاذل عن نصرة أبي عبد الله (ع) والتقاعس عن الالتحاق به و إيثار العافية علي الوقوف إلي جانب سيّد الشهداء (ع)، فقدورد في الزيارة المطلقة الثانية :

«لعنت اُمّة قتلتكم و اُمة خالفتكم ، واُمة جحدت ولايتكم و اُمة ظاهرت عليكم ،واُمة شهدت ولم تستشهد».

و موضع الشاهد من هذا المقطع من الزيارة هو الفقرة الاخيرة (واُمة شهدت ولم تستشهد).

و ورد في الزيارة المطلقة السابعة : «وأشهد ان ّ قاتِلك في النار. ادين لله بالبراءة ممّن قتلك ، وممن قاتلك ، وشايع عليك ، وممن جمع عليك ، و ممن سمع صوتك ولم يعنك ».

و موضع الشاهد: (و ممن سمع صوتك ولم يعنك ).

وورد في زيارة ليلة القدر وليلة العيدين :

«اشهد ان ّ الذين خالفوك وحاربوك والذين خذلوك والذين قتلوك ملعونون علي لسان النبي ّ الاُمّي ».

و واضح في هذا النص إن ّ الطوائف الثلاث الملعونة هي :

1 - الطائفة التي خالفت وظلمت .

2 - الطائفة التي قاتلت الحسين وقتلت .

3 - الطائفة التي خذلت الحسين (ع)، ولم تلب ّ دعوة الحسين (ع) و لم تنصره .

فالذين سمعوا صرخة الحسين (ع) في وجه يزيد وسمعوا نداء الحسين (ع)، و هو يستنصر المسلمين لإسقاط الطاغية وإنقاذ الإسلام و المسلمين من ظلم الطاغية و لم يتحرّكوا، و خذلوا سيّد شباب اهل الجنة ،و آثروا عافية دنياهم علي سلامة الآخرة ، و تخلّفوا عن الالتحاق بالحسين (ع)؛ اُولئك هم من اهل البراءة و من الذين يستحقّون اللعن .

أجل إن ّ معركة الطف كانت معركة حقيقيّة في الابعاد العقائديّة و الحضاريّة و السياسيّة ؛ ولذلك فهي تتطلب مواقف حقيقيّة من الولاء و البراءة ، وترفض موقف المتفرّج و اللامبالاة اليوم كما كانت ترفضه أمس ، وتجسّد المواقف المتفرّجة من الموقف المعادي .