بازگشت

دور الولاية و اهميتها في حياة الامة


هناك بعض النصوص الإسلامية التي وردت في اهميّة الولاية و قيمتها في حياة الاُمة ، و موقعها في هذا الدين الحنيف ، و منها:

عن ابي جعفر (ع) انّه قال : «بُنِي الإسلام علي خمس : علي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج ّ و الولاية ، و لم يناد بشي ء كما نودي بالولاية ».

و عن مجلان بن صالح قال : قلت لابي عبدالله (ع) اوقفني علي حدود الإيمان ، فقال (ع): شهادة ان لا إله إلاّ الله وان ّ محمّداً رسول الله والإقرار بماجاء من عند الله و صلاة الخمس واداء الزكاة وصوم شهر رمضان و حج ّالبيت و ولاية وليّنا و عداوة عدوّنا و الدخول مع الصادقين .

و عن ابي جعفر (ع) انّه قال : بُنِي الإسلام علي خمسة اشياء: علي الصلاة والزكاة والصوم والحج ّ و الولاية ، قال زرارة (راوي الحديث )فقلت ، واي ّ شي ء من ذلك افضل ؟ قال (ع): الولاية افضل لانّها مفتاحهن ،والوالي هو الدليل عليهن ّ... ثم قال (ع): ذروة الامر و سنامه و مفتاحه و باب الاشياء، ورضي الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته ان ّ الله عزّ وجل ّ يقول : (مَن يُطع الرسول فقد اطاع الله ومَن تولي فما ارسلناك عليهم حفيظاً)، امّا لو ان ّرجلاً قام ليله و صام نهاره وتصدّق بجميع ماله و حج ّ جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي ّ الله فيواليه ، وتكون جميع اعماله بدلالته اليه ما كان له علي الله حق ّ في ثوابه ، ولا كان من اهل الإيمان . ثم قال (ع): اُولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته )

و هذا الحديث يتوقّف الإنسان للتأمّل فيه طويلاً، فمن قام ليله و صام نهاره ، ولم يعرف ولاية الله ماكان له علي الله حق ّ في ثوابه ، ولا كان من اهل الإيمان ، و ذلك لان ّ جوهر الدين ليس عبارة عن مجموعة تعليمات من العبادات والمعاملات والعقود والإيقاعات ، و إنّما هو الارتباط بالله ورسوله واوليائه .

و عن طريق هذا الارتباط يتم ّ للإنسان المؤمن تحديد معالم دينه .

و قد امر الرسول (ص) اُمته من بعده بالارتباط باهل بيته : بعد كتاب الله لتحديد معالم دينهم .

يقول رسول الله (ص): «الا ايّها الناس ، فإنّما انا بشر يوشك ان يأتي رسول ربي فاجيب ، وانا تارك فيكم ثقلين ؛ اولهما: كتاب الله، فيه الهدي والنور فخذوا بكتاب اللهواستمسكوا به ، فحث ّ علي كتاب الله و رغّب فيه . ثم قال (ص): واهل بيتي ، اُذكركّم الله في اهل بيتي ، اُذكّركم الله في اهل بيتي ، اُذكّركم الله في اهل بيتي ».

وعن طريق هذا الارتباط يتم ّ تنظيم المجتمع و تحريك الاُمّة و توجيهها و قيادتها باتجاه تحرير الإنسان من عبودية الهوي و الطاغوت ،و تعبيده لله الواحد الاحد وترسيخ الدعوة إلي الله علي وجه الارض .

فمسألة الولاية - إذن - مسألة اساسية في هذا الدين ، و لا يستطيع هذا الدين ان يؤدّي دوره الاساسي في ربط الإنسان بالله تعالي ، وفي قيادة الإنسان إلي تحقيق اهداف هذا الدين في الحياة ، وتعبيد الإنسان لله، و إزالة الحواجز التي يزرعها الطاغوت في طريق هذه الدعوة . من دون «الولاية ».

وهذه الحقيقة تقرّر حتمية الصراع بين محوري «الولاية » و «الطاغوت »، بشكل دائم في تاريخ الإنسان .