بازگشت

ضرورة الممارسة الفعلية للحاكمية


وهناك مسألة اساسية في الولاء لابدّ ان نشير إليها لكي نفهم معني الولاء، وندرك دوره وقيمته في حياة الإنسان المسلم .

فيجب ان نعرف بان ّ الممارسة الفعلية للحاكمية ضرورة لابدّ من وجودها في حياة الاُمة المسلمة ، وان حياة الاُمة و حركتها لا تنتظم من دون هذه الحاكمية و الممارسة القيادية .

إذ ان ّ الإسلام شريعة قائدة في حياة الإنسان ، تتولي تنظيم المجتمع و إدارة شؤونه و توجيه الناس باتّجاه تحقيق اهداف الدعوة و غاياتها، و لايمكن ان يتحقق شي ء من ذلك من دون وجود ممارسة فعلية للقيادة و الحاكمية في المجتمع المسلم ، و هذه القيادة و الحاكمية هي التي يسميهاالقرآن الكريم ب «الإمامة » او «الخلافة »، و هي ليست نفس الجانب التشريعي من هذا الدين ، وإنّما هي شي ء آخر يختلف عنه ، حيث إن ّ الطاعة فيما يبلغ الناس من احكام الله و تشريعاته ، إنّما هي طاعة لله تعالي ،و امّا الانبياء (ع) فهم مبلِّغون لتلك الاحكام ، ولا تمثل طاعة تلك الاحكام و التكاليف طاعة لهم : في حين انّنا نري بان ّ القرآن الكريم يصرّح بوجوب إطاعة الرسول (ص) و إطاعة اُولي الامر من بعد الرسول (ص) كامتداد لطاعة الله، حيث قال تعالي : (اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اُولي الامر منكم ).

فهذه الطاعة ليست هي طاعة الله في امتثال احكامه و الالتزام بالحلال والحرام ، وإلاّ لما امر الله بها وجعلها شيئاً مستقلاّ يختلف عن طاعته تعالي ، و لما كان هناك معني لطاعة الرسول واُولي الامر.

فطاعة الرسول (ص) و اُولي الامر - إذن - هي غير طاعة الله - و إن كانت من امتدادها، وانّها تكون في دائرة الفراغ التي تتركه الشريعة السمحاء لاولياء اُمور المسلمين فيما تتطلبه مصلحة الإسلام و الاُمة المسلمة ، ممالايمكن ضبطها في الشريعة باحكام ثابتة .

ومن اجل ان يمارس هذا الدين دوره القيادي في حياة الإنسان ، فإنّه لابدّ من وجود ممارسة فعلية للقيادة و الحاكمية في حياة الناس .

ولكي يؤدّي الحاكم مهماته الصعبة ويتمكن من مواجهة التحديات و إزالة العقبات و الاستمرار بالاُمة في المسيرة الصعبة - مسيرة ذات الشوكة - فإنه :

1 - لابدّ و ان يكون موضع نصرة المؤمنين .

2 - لابدّ و ان يكون موضع حب ّ المؤمنين و تقديرهم و احترامهم .

حيث إن ّ المهمات الكبيرة التي يجب علي الحاكم الإسلامي ان ّيحقّقها تتطلب انسجاماً كاملاً و تفاهماً تاماً بين الاُمة و الإمام ، فمن دون ان تسود المحبّة و المودّة و الانسجام النفسي بين الرعية و الحاكم ، فإن الحاكم لا يستطيع ان يوجّه المسيرة و يواجه العقبات .