بازگشت

الشعائر الحسينية الفردية


وهي كما أسلفنا ممارسات عزائية يستطيع كل ّ فرد من الشيعة أن يأتي بها لوحده .

1 ـ التظاهر بالحزن ومعايشة ماساة الحسين (ع) وانصاره علي مستوي القلب والوجه كما حبّذ لنا ذلك الإمام الرضا (ع) حين قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح و همّه لنا عبادَة .

2 ـ عدم الضحك والهزل ، وذلك بصرف الوقت في امور تتغاير و صفات الشيعي الموالي والحزين . في هذا المجال ينقل عن الإمام الرضا (ع) قوله : كان ابي (موسي بن جعفر) إذا دخل شهر محرم لم يُرضاحكاً حتي يمضي منه عشرة ايّام .

3 ـ ارتداء السواد ونصبه في المآتم . وهذ العمل ايضاً من السُنن العرفية الجارية من قديم الازمنة بل ان ّ الوثائق التأريخية المروية تسنده إلي زمن واقعهة الطف ؛ حيث تنص الروايات أنّه بعد شهادة الحسين (ع) لم تبق هاشمية و لا قرشية إلاّ ولبست السواد علي الحسين (ع) وندبته .

4ـ زيارة الحسين (ع) و الشهداء من انصاره ، إن امكن ذلك من قرب ،اي بالحضور في حرمه الشريف ، و مالها من كرامة يكون زائر قبر المولي قد نالها، بحيث صار مستوجباً للثناء من الإمام الصادق (ع) وذلك حين استفسر من تلميذه حمّاد الكوفي عن كيفية زيارة أهل العراق لمزارالحسين (ع) فقال (ع) بلغني ان ّ اناساً من أهْل الكوفة وَقَوْماً آخرين من ْ نواحيها يأتون قبْر أبي عبد الله في النصف من شعبان فبين قاري ء يقرأالقرآن ، و قاص ّ يقص ّ ومادح لنا ونساء يندبنه قال حمّاد: قد شهدت بعض ما تصف ، قال الإمام (ع): الحمد لله الذي جعل في الناس من يفد الينا و يمدحما ويرثي لنا وان لم يمكن فمن البعد، اي من اي ّ نقطة من العالم .كما صرّح الإمام الباقر (ع): إن َّ البَعيَد يُومي إليه ِ باِلسَلام ِ وَيجهَد في الدُعاءِعَلي قاتِليه ِ وَليَبْكيِه وَ يَأمُرْ مَن في داره ِ البُكاءِ عَليه .

6 ـ البكاء المؤدي إلي ذرف الدموع ؛ وذلك بعد ما يتلوع قلب المؤمن المُحب للحسين (ع).

فبغض ّ النظر عن ان ّ البكاء في هكذا مناسبات يزيل العقد النفسية التي تعتري الإنسان المجبور علي ممارسة نشاطاته الاجتماعية المنهكة للعواطف و الاعصاب ، وهناك روايات كثيرة من أهل البيت (ع) يؤكدون فيها علي ضرورة ذرف الدموع بمصاب الحسين (ع).

قال إمامنا الصادق (ع): إن ّ البُكاءَ وَالجَزَع َ مَكْرُوه ٌ للْعَبدِ ماخَلا البُكاءَ و الجَزَع َ عَلي الحُسَيْن بْن عَلي (ع) فانَّه مَأجُورٌ.

بل واكثر من ذلك يترحم (ع) علي شيعة جدّة الحسين (ع) قائلاً: اللّهُم َّ،وَارْحم ْ تلك الاعْيُن التي جَرَت دُمُوعُها رَحمة لنا.

7 ـ التباكي هو التظاهر بالبكاء، حيث قد لا يرافقه ذرفاً للدموع ،و بالتالي هو دليل علي عدم تلوّع القلب وحنينه كما في البكاء. ولكن علي كل ّ حال يكون المتباكي عن صدق ، مأجوراً و مثاباً كما قال النبي (ص): من تباكي فله الجنّة .

8 ـ الإمساك عن الطعام والإكثار من الدعاء في يوم العاشر من المحرّم ،و ذلك مشاطرة للإمام الحسين (ع) ومن غير نيّة ٍ للصوم بالطبع . كما قال الإمام الرضا (ع) للرّيان بن شبيب : يا بن شبيب ، من صام هذا اليوم ، ثم ّ دعا الله عزّ وجل ّ استجاب الله له كما استجاب لزكريا (ع)؛ (وذلك عندما طلب من الله الذرية فوهبه الباري سبحانه و تعالي ). و لا سيما في الساعات الاخيرة من عصر عاشوراء الذي كان يكثر فيها الحسين (ع) الدعاء فيها،مضافاً إلي كونها ساعة شهادته .

و أمّا الدعاء المفضّل لهذه الساعة حسب ما اوصي به الإمام الرضا (ع): ياليْتني كُنْت ُ مَعَهُم ْ فَافُوزَ مَعَهُم ْ فَوْزَاً عظِيماً.

9 ـ انشاد الشعر في اظهار مظلومية الإمام الحسين (ع) وامّا المؤيّدلجواز انشاد هذه الاشعار الرثائية فهي :

اولاً، منع الائمة من إنشاد الاشعار في أيام العزاء، سوي الاشعار المتحدّثة عن مظلومية الحسين (ع).

ثانياً، النص المنسوب للإمام الصادق (ع) يقول فيه مَن ْ قال َ في الحُسَيْن ِ شِعْراً فبكي وَابْكي غَفَرَ الله له ُ، وَوجَبَت ْ لَه ُ الجَنَّة .

10 ـ لعن قتلة الحسين (ع) ولا سيّما عند شُرب الماء كما عن داود الرقي ّ قال : كنت عند ابي عبد الله الصادق (ع) إذا استسقي الماء، فكلّما شربه رأيته قد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ، ثم ّ قال : ياداود لَعَن َ اللهُ قاتِل َ الحُسَيْن (ع) فَما مِن ْ عَبْدٍ شَرِب َ المَاءَ فَذَكرَ الحُسَيْن َ وَلَعَن َ قاتِله ُ إلاّ كَتَب َ اللهُ لَه ُ مائَة َ ألف ْ حَسَنَة وَحَط َّ عَنْه ُ مائَة َ ألف َ سَيِئَة وَحَشَره ُ اللهُ تَعالي يَوْم َ القِيَامة ثَلْج الفُؤاد.

11 ـ اللطم علي الصدور وبتبعه الوجوه و الرؤوس ، و الذي يمكن القول بأنها من أوائل المراسيم التابينيّة التي اتّخذها الشيعة و بتقرير من ائمة زمانهم في الحداد علي ابي عبد الله الحسين (ع) حين تطوّرت و تكاملت في ازمنتنا المتأخرة هذه .

والمؤيد لذلك هو التقارير المروية عن الإمام السجاد و الباقر و الصادق (ع)؛ ذلك إذا لم يؤدّ إلي ضرر معتد به علي خلقة الإنسان و خُلقه و عقله بالطبع .

هذا موجز ما اردنا ذكره في هذا المقال ، وإن كان هناك شعائر أخري ضيقة الانتشار يمارسها اتباع أهل البيت في مناطق تواجدهم ، اعرضناعن ذكرها

ومن الله نستمد العون .