بازگشت

اهل البيت و الشعائر الهادفة


لتوضيح الفكرة اكثر يلزم بنا ان نشير إلي ان ّ اساليب إحياء أفراح اهل البيت (ع) واحزانهم ، ولا سيّما الشعائر الحسنية العاشورائية منها، و إن كانت هي نابعة من صميم الحب والعشق التي يبديها الشيعة تجاه مولاهم الحسين (ع)، راحت تتخذّ و بمرور الازمنة طابعاً يتغاير وما هو المفروض علي المؤمن الشيعي الداعي إلي الحسين و اهدافة المتعالية ؛ و إن كانت هي ضئيلة بالقياس إلي جميع الشعائر و حجمها وثقلها؛ حيث نحس بالوجدان حصول تعارض بين مقولة الإمام الصادق (ع)، والتي افتتحنا بها مقالنا وهويبدي فيها كنه استئناسه بشيعته ، و يعلّق أقصي آماله عليهم حين يقول :شيعتنا منّا، وبين ما يقوم به هؤلاء القلائل المحسوبون علي خط أهل البيت (ع) من تقاليد وتصرّفات ، لا يتفاعل بل لا يستطيع ان يتفاعل من خلالها المؤمن الشيعي مع الحسين (ع) ونهضته .

ذلك كلّه بسبب الزيادات الوافدة علي هذه الشعائر المباركة ، و علي التشيّع كمذهب حقّاني ، صارت سبباً للاستخفاف و السخرية من قبل المخالفين و الاعداء.

هذا في الوقت الذي ليس لاتباع أهل البيت (ع) حاجة ماسة لإثبات حقّانيتهم و مظلوميتهم من خلال هذه الزيادات المشينة للمذهب ، بعد ماتوجهم الباري بفضائل و مكارم تغنيهم عنها.

وامّا بالنسبة لهذه الشعائر واساليبها المشروعة و المجازة و المعقولة التي ورد بشأنها نص من قبل الشارع المقدّس ، فلو راجعنا كتب الحديث و الزيارات و السير، و تمعنّا فيما نقل عن ائمتنا وكيفية تعاملهم مع الثورة الحسينية ، و كذا ماسنّه علماؤنا الاعلام و صنّفوه في هذا الحقل ،لاستطعنا ان نقسم وظيفة المؤمن الشيعي تجاه ولي نعمته الحسين (ع)، و احداث محرّم و صفر إلي صنفين من الشعائر و الممارسات :

أوّلاً، الممارسات والشعائر الفردية التي يستطيع ان يقوم بها كل فردشيعي حتي لو كان يعيش لوحده ومن دون الاستعانة باخوته الآخرين .

ثانياً، الممارسات و الشعائر العامّة و التي يلزم فيها تشريك مساعي مجموعة من الموالين للحسين (ع).

وغرضنا من هذا التقسيم الابتكاري هو أن ّ المؤمن الشيعي إذا كان معذوراً من القيام بالممارسات العامّة التي لها طابع جماهيري علني ، و هو يعيش في اجواء اغلبية اهلها من المخالفين او الشرورين ، والذي تفرض عليه التقية و الاحتياط ، فلا يوجد عليه هناك مانع إذا ما قام بالممارسات الفردية أو أكثرها و نال اجرها، دون ان يتحسس بذلك الآخرون .