بازگشت

ائمة اهل البيت : والتربة الطاهرة


باشر الائمة الاطهار: توجيه شيعتهم إلي التربة الحسينية بعداستشهاد سيد الشهداء (ع) حيث أخذ الإمام زين العابدين (ع) قبضة من تراب مقتل أبيه (ع) وصرّها في قطعة قماش ٍ وأخذها معه .

ولَفت َ النظر إلي شرف هذه التربة وميزتها الإمام الباقر (ع) من بعده .

وباتساع دائرة مدرسة الإمام الصادق (ع) وانتشار طلبته أكَّد الإمام (ع)علي أهمّية هذه التربة وقدسيتها، «وإذا كان من حق الارض السجود عليهاوعدم السجود علي غيرها، أفليس من الافضل والاحري أن يكون السجود علي أفضل وأطهرِ تربة ٍ من الارض وهي التربة الحسينة »؟

قال الصادق (ع): «السجود علي طين قبر الحسين (ع) ينوِّر إلي الارض السابعة ».

وعن الحسن بن محمد الديلمي في الإرشاد قال : «كان الصادق (ع) لايسجد إلاّ علي تربة الحسين تذلّلاً لله واستكانة ً إليه ».

وعن محمد بن الحسن في (المصباح ) بإسناده عن معاوية بن عمار قال : «كان لابي عبدالله (ع) خريطة ديباج ٍ صفراء فيها تربة أبي عبدالله (ع)، فكان إذا حضرته الصلاة صبّه علي سجّادته و سجد عليها، ثم قال (ع): «إن ّ السجود علي تربة أبي عبدالله (ع) يخرق الحُجُب السبعة ».

أمّا الإمام الرضا (ع) فكان يعرف تربة جدّه الحسين (ع) بشمِّها فقط ،وهي تحرّك فيه الاشجان والاحزان ، و تذّكره بمصابه وأهل بيته ، و هتك حرمته ، وحرق خيام عماته ، وفرارهن في البراري ثم ما جري عليهم من ذل ٍّ و سبي ٍ موجع .

عن حكيم بن داود، عن سلمة ، عن أحمد بن إسحاق القزويني عن أبي بكار قال : «أخذت ُ من التربة التي عند رأس قبر الحسين بن علي (ع) فإنّها طينة حمراء، فد خلت علي الرضا (ع) فعرضتها عليه ، فأخذها في كفّه ثم شمّها ثم بكي حتي جرت دموعه ، ثم قال : «هذه تربة جدّي ».

بصريح العبارة قال الإمام الرضا (ع): «هذه تربة جدّي »، أي أن ّ لها خاصيتها الفريدة ، وأنّها للحسين (ع) فقط ، وأنّها تراب كربلاء الشهادة والإيثار، وأنّها رمز لانتصار الحق علي الظلم و العبودية .

إن ّ هذه التربة لها أسرار إلهية ، وكرامات ربانية ، فهي تجعل الساجد عليها في صلاته يتذكر عظمة فداء الحسين (ع) ودمه الطاهر الذي سال عليها.

فأيّة قدسية ٍ عظيمة ٍ تحملها تلك الطينة الطبيعية و التي يقول الصادق (ع) بحقها: «السجود علي طين قبر الحسين (ع) ينوِّر إلي الارضين السبع ،و من كانت معه سبحة من طين قبر الحسين (ع) كتب مسبِّحاً وإن لم يسبّح بها»؟