بازگشت

الي ان يقول


«لقد خشيت ُ عليكم ايّها المتمنّون علي الله ان تحل ّ بكم نقمة من نقماته ؛ لانّكم بلغتم من كرامة الله منزلة فُضّلتم بها، ومن يعرف بالله لا يُكرم ، وانتم في عباده تُكرمون ، وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تفزعون ، وانتم لبعض ذمم ابائكم تفزعون ،ولو صبرتم علي الاذي وتحمّلتم المؤونة في ذات الله؛ كانت اُمور الله عليكم ترِد، وعنكم تصدُر، وإليكم ترجع ، ولكنّكم مكّنتم الظلمة من منزلتكم واستسلمتم ، وتركتم اُمور الله في ايديهم ، يعملون بالشبهات ويسيرون في الشهوات ، سلّطهم علي ذلك فراركم من الموت وإعجابكم بالحياة التي هي مفارقتكم ، فاسلمتم الضعفاء في ايديهم وهم ما بين مستعبد مقهور، او مستضعف علي عيشه مغلوب ».

حتي ينتهي سلام الله عليه ، في هذه الخطبة الخالدة ، الي قوله :

«اللهم ّ إنّك تعلم انّه لم يكن ما كان منّا تنافساً في سلطان ، ولا التماساً في فضول الحطام ، ولكن لنردّ المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك ، ويامن المظلومون من عبادك ، ويُعمل بفرائضك وسننك في بلادك ».

وبعد ان وضع الإمام الحسين (ع) اهم ّ نقطة علي اهم حرف ٍ في نهضته ، وهي طلب الاصلاح في اُمّة جدّه وخاصّة بعد ان تنصّل عن تحمّل المسؤولية مَن ْ يوهمون غيرهم انهم اولي بحملها من تلك العصابة التي هي بالعلم مشهورة وبالخير مذكورة ، ممّن لم يخاطروا بنفس ٍ ولم يضحّوا بمنزلة ٍ، وتركوا اُمور الله بايدي الظلمة ، جاءت النقطة الاُخري علي حرف اخر حين خاطب محمّد بن الحنفية اخاه الحسين قائلاً:

«يا اخي انت احب ّ الناس إلي ّ واعزّهم علي ّ، ولست ُ ادّخر النصيحة لاحد من الخلق احق ّ بها منك ، تنح ّ بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الامصار ما استطعت ، ثم ابعث رُسُلك الي الناس فادعهم الي نفسك ، فإن بايعوا لك حمدت الله علي ذلك ، وإن اجمع الناس علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك ، ولا تذهب به مروؤتك ولا فضلك ».

وهنا جاءت نقطة الحسين علي حرف كبير اخر في قوله (ع) :

«لو لم يكن في الدنيا لي ملجا ولا ماوي لما بايعت ُ يزيد بن معاوية ، وإني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت ُ لطلب الإصلاح في اُمّة جدي كي امر بالمعروف وانهي عن المنكر، فمَن قبلني بقبول الحق ّ فالله اولي بالحق ، ومن ردّعلي ّ هذا اصبر حتي يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ّ وهو خير الحاكمين ».