بازگشت

في الحياة والممات


الزيارة:[ اَللّـهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ].

الشرح: إنّ حياة الرسول وأهل بيته (عليهم السلام) حياة طيّبة، قال عنها القرآن: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَر أَوْ أُنثَي وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً) [1] .

وقد فسّرت (الحياة الطيّبة) بالرزق الحلال، كما عن ابن عبّاس، وفسّرت بالقناعة والرضا بما قسّم الله.

وفسّرها أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) إنّها ولاية علي (عليه السلام) و ذرّيته.

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «من أراد أن يحيي حياتي ويموت ميتتي، ويدخل الجنّة التي وعدني ربّي، قضيب من قضبانه غرسه ربّي بيده، وهي جنّة الخلد، فليتولّ عليّاً وذرّيته من بعده، فإنّهم لا يخرجونكم من باب هديً، ولا يدخلونكم في باب ضلال» [2] .

فالموالاة لعلي وذرّيته هو الشرط الأساسي للكون معهم حيّاً وميّتاً، وكون حياته حياتهم يستدعي الاتّباع بنهجهم الفكري والعملي، فهذه هي الموالاة الحقيقية.

وكذلك الموت مثل موتهم يستدعي الجهاد في سبيل الله والدين، والعمل بالشريعة والسنّة إلي حدّ الشهادة التي هي غاية مُناهم، فلتكن غاية أماني الموالي لهم.

وأمّا من يعيش عيشة يزيد في الترف واللهو والمجون، وفي الإلحاد واللا اُبالية، والعلمانية، ويتّبع منهج اليزيديين في الحكم والسطوة والسيطرة علي الناس، فلن يوفّق لأنْ يكون موالياً لعلي وذرّيته ولن يوفّق لزيارة الحسين (عليه السلام)، وموته يكون كذلك يزيديّاً، ومصيره كيزيد.

إنّ الجنّة التي يتمنّاها الإنسان، إنّما اُعدّت للمتّقين، وللموالين الصادقين، والذين رخّصوا وجودهم لله، فرخّص لهم الجنّة، وأغلي أقدارهم ومقاماتهم وأعلاها.


پاورقي

[1] سورة النحل (16): الآية (97).

[2] الإمامة والتبصرة من الحيرة لوالد الصدوق (ص171 ـ 174) الأحاديث (23 ـ 27)، ولاحظ بصائر الدرجات (ص48 ـ 52)، وکامل الزيارات (ص69)، وأمالي الصدوق (ص237)، و بشارة المصطفي (ص186 و194)، والکافي (1/208 و209).

وأخرجه من الزيدية في الأمالي الخميسية (1/144).

ومن أهل السنّة والجماعة: أبو نعيم الأصفهاني في صفة الجنّة (ص38 ح12)، والقزويني في الأربعين المنتقي (ص109 ب14 ح19)، وابن عساکر في تاريخ دمشق ـ ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ـ (2/102)، ومناقب المغازلي (ص217 رقم 263)، ومناقب الخوارزمي (ص35)، وکفاية الکنجي (ص323)، وکنز العمّال (11/611).