بازگشت

ومع الامام المهدي


الزيارة:[ وَاَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ اِمام هُديً ظاهِر ناطِق بِالْحَقِّ مِنْكُمْ ].

الشرح: الزائر يدعو الله أن يوفّقه ليأخذ ثأر الحسين (عليه السلام) مع ولده المهدي صاحب الزمان (عليه السلام)، واصفاً له: بالهدي، وبالظاهر، وبالناطق.

فالإمام المهدي (عليه السلام) هو صاحب الهدي للناس، والدليل لهم إلي الحقّ.

وهو الإمام الظاهر، لأنّه سوف يظهر بدلائل واضحة وببراهين لائحة لا يخفي علي أحد من الخلق، بحيث لا ينكره أحدٌ من البشر من أوليائه ولا من أعدائه.

وهو في حال الغيبة أيضاً ظاهر ليس بخاف، وإنّما الغشاوة قد غطّت العيون عن رؤيته كما تكسِف الغيوم عين الشمس وتحجبها عن الرؤية، لكن لا عيب في عين الشمس، وحاشا نور الإمامة أنْ يطفأ أو يخبو.

ولذلك فإنّ الأعين الواعية بالإيمان تراه بوضوح وتلتقيه بالنهار فالحقيقة تقتضي أن تُسمّي الاُمّة غائبةً عن وعيها وقد عميت عينها عن رؤيته، لا الإمام الحقّ.

وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «واعلموا أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله ولكن الله سيعمي خلقه منها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علي أنفسهم، ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجّة لله لساخت بأهلها، ولكن الحجّة يعرفُ الناس ولا يعرفونه، كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون، ثمّ تلا (عليه السلام): (ياحسرة علي العباد ما يأتيهم من رسول إلاّ كانوا به يستهزؤون)» [1] .

والإمام هو الناطق بالحقّ، المعلن عنه، الذي لا يهابُ ولا يرتاب، لتمام الحجّة علي الخلق بعد مرور الأعوام والقرون، وانتشار المعلومات، فلم يبق لأحد عذر في الجهل به.


پاورقي

[1] بحار الأنوار (51/112).