بازگشت

الشفاعة ارتباط روحاني


الشفاعة من الشفع، وهو العدد المزدوج، ويطلق في العرف علي المكمّل للشيء المكوّن من فردين ككفّتيْ الميزان، وهو بمعني العِدْل والقرين.

فالمؤمن الذي يرجو الشفاعة من شفعائه يوم القيامة، لابدّ أن يسعي كي يكون لائقاً للاقتران بهم واللحوق بركبهم كي يستحقّ مقام أن يكون شِفعاً لهم، ويكونوا هم شفعاء له، لأنّه بالشفاعة سوف يحسب عليهم، ولابدّ أن يواجههم، فلابدّ أن يحسّن علاقاته بهم في الدنيا بالتعرّف عليهم وفعل الجميل، وتبييض الوجه، والإحسان، والاقتداء والعون، وإلاّ فكيف يرجو ويأمل أن يواجههم فضلا عن أن يرجو شفاعتهم؟!

فوجود الشفاعة إذن عامل مهمّ في توجيه الراجي لها والمؤمّل من أهلها أن يعمل في الدنيا بما يحقّق أمله ويوثّق ارتباطه، ولا ينسف الجسور بينه وبينهم بشكل تامّ، وهذا أثر تربوي عظيم، فالزائر لمّا يسأل المقام المحمود إنّما يطلب من الله أن يجعله قابلا لمحلّ الفيوضات التي تأتي من أصحاب المقام المحمود، وأن يكون روُحه متهيّئة لقبول الأنوار الإلهية.

قال الباقر (عليه السلام): علم من زار بزيارة عاشوراء أن يرغب في قلبه مرافقة أصحاب المقام المحمود، وأن يستعين بهم لتحقيق هذه الرغبة وتلبية هذه الحاجة.

وإذا لم تستعدّ نفس الزائر والداعي، وتكون مكدّرة غير صافية فلا تستعدّ لاستقبال الفيوضات، كما أنّ المرآة إذا لم تكن صافية لم تنعكس فيها أشعّة الشمس بصورة جيّدة، لا لخلل في الأشعّة، وإنّما لخلل في المرآة.

وقال الصادق (عليه السلام): «إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب إنمحت، وإن زاد زادتْ حتّي تغلب علي قلبه فلا يفلح بعدها أبداً» [1] .


پاورقي

[1] الکافي (2/271).