بازگشت

الاستقامة والثبات


ثمّ إنّ الزائر يسأل الله في الزيارة:[ اَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْق فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ ].

الشرح: إنّ الوصول إلي الوسيلة، إذا تحقّق فإنّ نفس الوصول إليها كرامة إلهيّة بلا ريب، ولا يسهل لكلّ أحد إلاّ بعد شقّ الأنفس، لكنّه مهما تيسّر لأحد بعد الصعوبات والعراقيل، فإنَّ الأهمّ من ذلك هو المحافظة علي استمراريته وبقائه، والحيلولة دون انقطاعه وحرمانه. فلذلك يسأل الزائر «الثبات بقدم صِدق».

ولكن كيف يحصل له الثبات:

إنّ عنصر العقل والملكوت في وجود الإنسان هو المؤدّي إلي الثبات والاستقامة لأنّه من نعم الله وفضله ولكن ذلك في صراع مستمرّ مع عنصر الملك والغطرسة والحيوانية في وجود الإنسان أيضاً، وهو ما يسمّي «الجهاد الأكبر جهاد النفس» ولغلبة عنصر الخير بحاجة إلي قوّة غيبية قاهرة، وليست إلاّ قدرة الله تعالي مريد الخير وفاعله، فإنّه (الذي بيده ملكوت كلّ شيء وهو علي كلّ شيء قدير).

ولأجل انتصار عنصر الملكوت، والحصول علي نتيجة الثبات، لابُدّ من الاستعانة بالله تعالي في كلّ الحالات والأوقات: فلذا كان النبي (صلي الله عليه وآله) يدعو ويقول مكرّراً: «اللهمّ لا تكلني إلي نفسي طرفة عين أبداً» [1] .

فلابدّ من السعي أن لا ننفصل عن الله تعالي ولا بلحظة عين، لتكون العناية الإلهية شاملة لنا في جميع الأوقات وكلّ الأقوال، ولقد حدّد الله تعالي الطرق لذلك:


پاورقي

[1] من لا يحضره الفقيه (4/138).