بازگشت

الذائقة المعنوية


أن يستذوق المؤمن حلاوة ومحبّة الله تعالي وطاعته، ومرارة المعصية والذنب.

قال الإمام زين العابدين السجّاد (عليه السلام) في مناجاة المحبّين: «إلهي، فمن ذا الذي ذاق حلاوة محبّتك فرامَ منك بَدَلا».

وفي دعاء الحسين (عليه السلام) يوم عرفة: «يامن أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملّقين».

وكلمة «أذاق» تعطي أنّ تحصيل هذه الحواسّ المعنوية لا يكون إلاّ من الله تعالي، والله وهب لجميع خلقه الحواسّ الظاهرية، علي السواء، لكن الحواس الباطنية خصّها بأحبّائه دون غيرهم، ولا يصدق الحبّ من المحبّ إلاّ إذا سلك الطرق الآمنة للوصول إلي ما يطلبه الحبيب، وقد أمرنا الله باتّخاذ الوسيلة إليه، وعيّنها أنّهم محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم.

وهذه زيارة عاشوراء، تفتح لنا أبواب بركة الحسين (عليه السلام) الذي هو من أعظم الوسائل إلي رضا الله وحبّه، فليرتق الزائر الكريم في أسبابه ودرجاته ليعرج إلي مقامات القُدس، ويحظي بلقاء الله تعالي مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (عليه السلام).