بازگشت

الشامة المعنوية


قال الله تعالي: (وَلَمَّا فَصَلَتْ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لاََجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَنْ تُفَنِّدُونِي) [1] .

إنّ يوسف لمّا أصبح والياً في مصر، وجاءه إخوته من كنعان فعرفهم وعرفوه، أعطاهم قميصه ليلقوه علي أبيه فيرتدّ بصيراً، ولمّا سارت القافلة من مصر، أعلن يعقوب إنّه يحسّ بريح يوسف، مع أنّ قميص يوسف لم يصل إليه بعد، وكان علي مسافة بعيدة منه، ولم يكن يدرك تلك الرائحة إلاّ بحاسّة الشامّة الروحانية المعنوية.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): «تعطّروا بالاستغفار لا تفضحكم روائح الذنوب» [2] .

ومن المعلوم أنّ الذنوب لا رائحة لها ظاهراً، ولا تدرك رائحتُها إلاّ بحاسّة باطنية هي التي تشمُّ رائحة الاستغفار العطرة، وليست إلاّ حاسّة الشمّ الباطنية.


پاورقي

[1] سورة يوسف (12): الآية (94).

[2] بحار الأنوار (52/278).