بازگشت

فكيف بزيارة الحسين


وهو سيّد الشهداء، وأبو الأحرار، وقائد الأبطال، الذي أنقذ الإسلام من هوّة الانهيار والزوال، وأنقذ الاُمّة الإسلامية من الردّة إلي الجاهلية الاُولي، ودفعهم للسير علي الطريق المستقيم، وقد كلّفه (عليه السلام) ذلك جميع ما يملك علي وجه الأرض، حتّي طفله الرضيع!

فإنّ في زيارة الحسين (عليه السلام) مكاسب روحية عالية، وتعاليم تربوية وعقائدية سامية، لا توجد في زيارة غيره.

وقد عبّرت الأحاديث عن بعض هذه المكاسب:

فقال الصادق (عليه السلام): «من زار الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقّه، فكأنّما زار الله في عرشه» وفي رواية: «إنّما تضاهي حجّةً مع الرسول (صلي الله عليه وآله)» وفي اُخري: «عشر حجج» وفي ثانية: «ثلاثون حجّة».

وقد التزم أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم بالحفاظ علي زيارة الحسين (عليه السلام)حتّي في الظروف الصعبة والشاقّة، وقد كلّفتهم تضحيات غالية.

ففي عصر المتوكّل العبّاسي ـ وكان ناصبيّاً ـ فُرضتْ ضريبة ماليّة قدرها ألف دينار من ذهب علي كلّ شخص يرد كربلاء لزيارة قبر الحسين (عليه السلام) بل أضافوا عليها ضريبة دموية، فكانوا يقتلون من كلّ عشرة زائرين واحداً، ويعيّنون بالقرعة، ولابدّ أنّ الأئمّة (عليهم السلام) كانوا يعلمون كلّ هذه الصعوبات، ومع ذلك لم يرد أي منع منهم لزيارة الحسين (عليه السلام) ليتزوّدوا من بركاتها.

وكما أنّ للحسين (عليه السلام) خصائص من الله تعالي، فإنّ لزائره الموالي أيضاً فضائل خصّه الله بها، ببركة الحسين (عليه السلام)، ومنها: الوفود إليه، والبكاء عليه، وزيارته ذات الثواب العظيم، وإقامة المجالس الحسينية التي هي من أكبر الفيوض الإلهية علي هذه الاُمّة حيث هي مدارس سيّارة للتزوّد بالمعارف الإلهيّة الحقّة.

وأهمّ ما ينعم به موالي الحسين (عليه السلام) هو استلهام روح الجهاد والشهامة، والتكرّم بكرامة الشهادة في سبيل الله، فيكون إحدي أماني الزائر هو قوله: «أن يرزقني طلب ثاركم مع إمام منصور من أهل بيت محمّد» فإنّ الإمام المهدي (عليه السلام)هو «الطالب بدم المقتول بكربلاء» كما جاء في دعاء الندبة الشهير.