بازگشت

لا تعد ايام زيارته من عمر الزائر


4 ـ وعن صفوان الجمّال، قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) ونحن في طريق المدينة نريد مكّة: يابن رسول الله، مالي أراك كئيباً حزيناً منكسراً؟ فقال لي: لو تسمع ما أسمع لشغلك عن مسألتي.

قلت: وما الذي تسمع؟

قال (عليه السلام): ابتهال الملائكة إلي الله علي قتلة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعلي قتلة الحسين (عليه السلام)ونوح الجنّ عليهما، وبكاء الملائكة الذين حولهم وشدّة حزنهم، فمن يتهنّأْ مع هذا بطعام أو شراب أو نوم؟

قلت له: فمن يأتيه زائراً ثمّ ينصرف فمتي يعود إليه؟ وفي كم يؤتي؟ وفي كم يسع الناس تركه؟

قال: أمّا القريب فلا أقلّ من شهر، وأمّا بعيد الدار ففي كلّ ثلاث سنوات، فما جاز الثلاث سنين فقد عقّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقطع رحمه إلاّ من علّة، ولو يعلم زائر الحسين (عليه السلام) ما يدخل علي رسول الله، وما يصل إليه من الفرح، وإلي أمير المؤمنين، وإلي فاطمة، والأئمّة، والشهداء منّا أهل البيت، وما ينقلب به من دعائهم له، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والآجل، والموفور له عند الله، لأحَبَّ أن يكون ما ثَمَّ داره ما بقي».

وهذا من لطف الله بزائر الحسين (عليه السلام)، كما يدلّ علي عظمة الزيارة وأهميّتها، وحثّ الناس عليها وعدم التأخير لها والتخلّف عنها.

وقال الصادق (عليه السلام): «إنّ أيّام زائر الحسين (عليه السلام) لا تحسب من أعمارهم ولا تُعدّ من آجالهم» [1] .

وكما حُبيَ الحسين (عليه السلام) بخصائص من الله تعالي، كذلك خصّ زائروه بفضائل كما تحدّثت بها الأخبار:

منها: قضاء حوائجِه ـ كما مرّ في صدر البحث، وزيادة الرزق، وغفران الذنوب، وسعيه مشكور، وغير ذلك.

قال الحلبي: سألت الصادق (عليه السلام) عن أجر زائر الحسين (عليه السلام)؟

قال (عليه السلام): من زاره كان الله من وراء حوائجه، وكفاه ما أهمّه من أمر دنياه، وإنّه ليجلب الرزق علي العبد، ويُخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلي أهله وما عليه ذنبٌ ولا خطيئةٌ إلاّ وقد مُحِيَتْ من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسّلته، وفتح له بابٌ إلي الجنّة حتّي يدخل عليه رَوْحُها حتّي يُنْشر» [2] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعة (14/214).

[2] بحار الأنوار (45/173).