بازگشت

معني الحجب السبع


(1) إمّا: هي السماوات السبع، فالصلاة مع السجود علي التربة الحسينية تخرقها لتصل إلي محلّ القرب الإلهي، وهو عالم الملكوت، بعد تجاوز عالم الملك والأفلاك، فتكون في قاب قوس والقبول.

(2) أو: هي الحجب النورانية، وهي المنازل التي يطويها الأولياء في السفر الباطني، ولابدّ لهم من تجاوزها للوصول إلي الله تعالي، وهي: 1ـ مقام النفس. 2ـ ومقام القلب. 3ـ ومقام العقل. 4ـ ومقام الروح. 5ـ ومقام السِرّ. 6ـ والمقام الخفيّ. 7ـ والمقام الأخفي.

وإنّما تكون «مقامات» إذا رسخت في وجود صاحبها، وأصبحت «ملكةً» له، وإلاّ فهي «حالات» تتجدّد وتزول.

وهي المراد من قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في المناجات الشعبانية: «وأَنِرْ أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتّي تخرق أبصارُ قلوبنا حجبَ النور، فتصل إلي معدن العظمة، وتصير أرواحُنا معلّقةً بعزّ قدسك» [1] .

فالمصلّي الساجد لله علي التربة الحسينية، تخرق صلاته الحجب الباطنية، فيري بعين الباطن جمال المحبوب، ويشعر بحقيقته الإيمان.

(3) وقال الإمام الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء: لعلّ المراد بالحجب السبع ـ في حديث الإمام الصادق (عليه السلام) ـ هي الحاءات السبع من الرذائل التي تحجب النفس عن الاستضاءة بأنوار الحقّ وهي: الحقد، والحسد، والحرص، والحدّة، والحماقة، والحيلة، والحقارة.

فالسجود علي التربة من عظيم التواضع والتوسّل بأصفياء الحقّ، يخرق تلك الحجب ويمزّقها ويبدّلها إلي الحاءات السبع من الفضائل، وهي: الحكمة، والحزم، الحلم، والحنان، والحصانة، والحياء، والحبّ [2] .

2 ـ وقال الصادق (عليه السلام): «من أدار السبحة من تربة الحسين (عليه السلام) فاستغفر مرّة واحدة كتب الله سبعين مرّة، وإن أمسك السبحة بيده ولم يسبّح بها ففي كلّ حبّة منها سبع مرّات» [3] .

فالتسبيح يتضاعف إذا كانت السبحة من طين أرض الحسين (عليه السلام).


پاورقي

[1] مفاتيح الجنان.

[2] الأرض والتربة الحسينية، لکاشف الغطاء.

[3] مصباح المتهجّد (ص512).