بازگشت

الدلالات الوجدانية في انتخاب السجوع علي تربة الحسين


فإنّ التربة الحسينية رمزٌ عميق الدلالة علي ما جري علي أرض كربلاء من التضحية الكبري في تاريخ البشر في سبيل الحفاظ علي الدين الإلهي، وعموده الصلاة، حيث يتذكّر المصلّي بالتربة الحسينية ما قام به أبو عبدالله الحسين (عليه السلام)يوم عاشوراء في كربلاء، وفي وقت الزوال، حيث أقام صلاة الظهر، في خضمّ المعركة، وسط الميدان وفي أشدّ الحالات، حيث يحيط به أعداء الله، وسهامهم تتري عليه، فوقف قائماً بالصلاة، وأدّاها علي رغم كلّ ذلك، ليتمّ بذلك الحجّة علي أعداء الله، ويكشف عن أقنعتهم المزيّفة، التي تقنّعوا بها باسم الدين والخلافة.

ثمّ إذا كانت الصلاة ـ في واقعها ـ الصلة بالله والخضوع والخشوع له تعالي والارتباط الوثيق بين العبد وبين ربّه، فإنّ الحسين (عليه السلام) هو أحكم السُبُل والوسائل في القرب إلي الله بالمعرفة والصلة والارتباط، لأنّه من أبواب الله التي منها يؤتي.

مضافاً إلي ما ورد من الأحاديث الشريفة في فضل التربة الحسينية والسجود لله تعالي عليها، وباعتبارها من أفضل الخصائص الحسينية التي أكرم بها الإمام الحسين (عليه السلام).

1 ـ قال الصادق (عليه السلام): «إنّ السجود علي تربة أبي عبدالله (عليه السلام) يخرق الحجب السبع» [1] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعة (3/608).