بازگشت

السجود علي التربة الحسينية


السجود في الصلاة علي ما لا يؤكل ولا يلبس، هو الواجب حسب فقه الشيعة الإمامية الاثني عشرية، تبعاً للأدلّة الشرعية عن الأئمّة (عليهم السلام) الدالّة علي ذلك، ولا يصحّ السجود علي الملبوس والمأكول، وحتّي لو كان محيكاً كالفرش والبُسط المصنوعة من جنس ما يلبس، والسجود علي الأرض داخل في هذا.

ومن الأدلّة، قوله (صلي الله عليه وآله): «جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» [1] .

فالأرضُ: هي اسم لما يُري علي وجهها من التراب أو الرمل أو الحجر والصخر والحصي، دون ما في باطنها من المعادن والفلزّات كالحديد والذهب والفضّة، والأحجار الكريمة، والجصّ والاسمنت.

والمسجِدُ: هو اسم لموضع السجود، وهو وضع الجبهة علي الأرض تعظيماً وخضوعاً.

والطَهُور: بمعني الشيء الذي يُطهِّر غيره، فالأرض الطبيعية تطهِّر الإنسان من الحدث بالتيمّم عند عدم التمكّن من الماء بفقدانه أو عسر استعماله، كما أمر به الله تعالي في قوله: (ولم تجدوا ماءً فتيمّموا صعيداً طيّباً) أي طاهراً من الأرض أو ترابه.

فالواجب الإسلامي في السجود هو أن يكون علي الأرض مباشرة بوضع الجبهة عليها، من دون حائل، ولكن بما أنّ الصعيد الطاهر قد لا يتهيّأ للمصلّي والساجد في كلّ وقت وفي كلّ موضع، لتغطية المساجد بالأبنية أو المفروشات ممّا لا يصحّ السجود عليه، فقد اتّخذ المؤمنون قطعاً من الصعيد الطاهر، معهم ليسجدوا عليها، امتثالا لأمر الله تعالي، ومنها ما يصنع من الطين كهيئة الأقراص المضغوطة حتّي لا تتفتّت، وتسهيلا لحاجة المصلّين.

ويتعمّد الشيعة بصنع مثل ذلك من تراب أرض كربلاء، أرض مدينة الحسين (عليه السلام) و مشهده، اتّباعاً لما ورد في التأكيد علي ذلك عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، واُسوةً بالنبي وآله الأطهار في تكريم تربة قبر الحسين (عليه السلام)، كما جاءت به الأحاديث الصحيحة والمتظافرة، والمتّفق عليها بين المسلمين [2] .


پاورقي

[1] صحيح البخاري (1/91).

[2] لاحظ کتاب سيرتنا و سنّتنا سيرة رسول الله (صلي الله عليه وآله) و سنّته للشيخ الأميني.