بازگشت

مقام الحسين عند الله


الزيارة:[ بِاَبي اَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ فَاَسْئَلُ اللهَ الَّذي اَكْرَمَ مَقامَكَ وَاَكْرَمَني بِكَ اَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ اِمام مَنْصُور مِنْ اَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّد (صلي الله عليه وآله) ].

الشرح: جملة «بأبي أنت واُمّي» دعاءٌ يُقال للاحترام والتعظيم وهو: تعبير عن الاستعداد للتضحية بأعزّ الأفراد وأكرمهم، وتقديمهما فداءً للإمام (عليه السلام).

والله تعالي قد أكرم الحسين (عليه السلام) بمقام عظيم، لعظم التضحية التي قدّمها الإمام (عليه السلام) لله وفي سبيل إحياء دينه والحفاظ علي كرامة المسلمين في عصره، بما قد بقي إلي الأبد، فكان للإمام (عليه السلام) منّةٌ وحقٌّ علي كلّ المسلمين مدي التاريخ، وقليل أن يُقدّم المسلم فداءً له بأعزّ من يملك وما يملك، وقد أكرم الله الحسين (عليه السلام)بالشهادة، وجعل له ما خصّه به من الكرامات.

قال الصادق (عليه السلام): «إنّ الله عوّض الحسين (عليه السلام) من قتله، أن جعل الإمامة في ذرّيته، والشفاء في تربته، وإجابة الدعاء عند قبره، ولا تعدّ أيّام زائريه جائياً وراجعاً من عمره» [1] .

واما الخصوصيات

الأوّل: أنّه والد الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) التسعة من ولده وصلبه.

الثاني: وجعل الشفاء في تربته الشريفة.

إنّ أرض كربلاء كانت مقدّسة، في حضارات الأنبياء السابقين وآثارهم وقد كانت تفد الملائكة عليها لتقديسها من قبل.

قال الصادق (عليه السلام): ألا وإنّ الملائكة زارت كربلاء، ألف عام من قبل أن يسكنها جدّنا الحسين (عليه السلام).

كما أنّ الأنبياء جميعاً زاروا هذه الأرض المقدّسة، لكونها مدفناً لجسد الحسين (عليه السلام) بعد أن يكون مشهداً لعاشوراء وقد عبّروا جميعاً عن قدس الأرض، كما عبّر الأئمّة (عليهم السلام) عن عظمة التربة وقدسها وكون الشفاء فيها.

فقد زارها آدم

وفي الأثر: لمّا وصل آدم (عليه السلام) إلي مقتل الحسين (عليه السلام) عثر رجله وسقط وسال الدم منها، فرفع رأسه وقال: إلهي، هل حدث ذنبٌ آخر فعاقبتني؟ فأُوحي إليه: لا، ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلماً، فسالَ دمُك مواساةً لدمه فقال آدم (عليه السلام): من القاتل له؟ فاُوحي إليه: يزيد، فالعنه، فلعنه أربعاً، ومشي خطوات إلي جبل عرفات [2] .

وزارها نوح

لمّا وصلت سفينة نوح وهي تسري في الماء، وحاذت فوق أرض مقتل الحسين (عليه السلام)، سحبته الأرض، وخاف نوح الغرق، فقال: إلهي، طفتُ الدنيا، وما أصابني فزع مثل هذا؟!

فنزل جبرائيل (عليه السلام) بقضية الحسين (عليه السلام) وقال: يقتل في هذا الموضع فبكي نوحٌ وأصحاب السفينة، ولعنوا قاتله ومضوا.

وزارها إبراهيم (عليه السلام):

وكان راكباً، وهو يمرّ بكربلاء، فعثرت به فرسه وسقط وشجّ رأسه، فقال: إلهي، ما حدث منّي؟ فأخذ فرسه يقول: عظمتْ خجلتي منك، والسبب في ذلك أنّه يقتل هنا سبط خاتم الأنبياء فقد سال دمك موافقةً لدمه [3] .


پاورقي

[1] وسائل الشيعة (ج10 ص329).

[2] خصائص الحسين (عليه السلام) (ص145).

[3] خصائص الحسين (عليه السلام) (ص147).