بازگشت

شمر بن ذي الجوشن


الزيارة:[ وَلَعَنَ اللهُ شِمْراً ].

الشرح: هو شمر بن ذي الجوشن ـ ويقال في اسم أبيه: أوس بن أعور ـ وكان قد دخل علي كِسري ـ ملك ايران ـ فأعطاه جوشناً ـ وهو الدرع الذي يلبس في الحرب ـ فلبسه ـ وكان أوّل عربي يلبسه ـ وقيل: يسمّي بذلك لأنّه كان ناتيء الصدر [1] .

وكان ذو الجوشن مشركاً، ولم ينقل أنّه أسلم، وأمّا شمر فكانت اُمّه راعية، فيما قال الإمام الحسين (عليه السلام) له: «يابن راعية المعزي».

ويذكر المؤرخّون: أنّ اُمّ شمر خرجت من جبّانة السبيع إلي جبّانة كندة، فعطشت في الطريق، ولقيت راعياً، فطلبت منه الماء، فأبي أن يعطيها إلاّ بالإصابة منها، فمكّنته، فواقعها فحملت بشمر [2] .

وكان شمر، من الشجعان، وحضر مع أمير المؤمنين (عليه السلام) صفين ضدّ معاوية، وكانت عاقبته السوأي أن انحرف ومال إلي حطام الدنيا، وكان أبرص.

وقد نظر إليه الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء، فقال (عليه السلام): صدق الله ورسوله، قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «كأنّي أنظر إلي كلب أبقع، يلغُ في دماء أهل بيتي» [3] .

وهو ضبابيٌّ، من بني كلاب، وفي يوم عاشوراء جاء بكتاب أمان للعبّاس السقّاء وعبيدالله، وعثمان وجعفر أولاد اُمّ البنين الكلابية، ونادي: أين بنو اُختنا، فلم يجيبوه، فقال الحسين (عليه السلام): «أجيبوه وإن كان فاسقاً فإنّه بعض أرحامكم».

وكان في حرب عاشوراء، أحد قوّاد جيش الكوفة البارزين وكان علي الرجّالة، وهمّ بإحراق الخيام قبل قتل الحسين (عليه السلام) فقال له: يابن ذي الجوشن، أتريد إحراق الخيام علي أهل بيتي، الله يحرقك في ناره» فتراجع.

وفي أشهر الروايات أنّه هو الذي ذبح الحسين (عليه السلام) وقطع رأسه، وبعد قتل الحسين (عليه السلام)هجم علي الخيام فأحرقها وشرّد أهل البيت (عليهم السلام) في وادي كربلاء، وهو حامل رأس الحسين (عليه السلام) إلي عبيدالله.

وانتهي مصيره إلي الهرب من الكوفة إلي الاهواز، فقتله أصحاب المختار (رحمه الله) وذبحوه وأرسلوا رأسه إلي المختار، وألقوا بجثّته إلي الكلاب.


پاورقي

[1] الإصابة (1/485).

[2] الکامل في التاريخ لإبن الأثير الجزري (13/303).

[3] الوافي بالوفيّات (16/180).