بازگشت

من هو مروان


وأمّا مروان: فهو ابن الحكم بن أبي العاص بن اُميّة ـ وهنا يجتمع مع نسب يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن اُميّة.

وقد طرد رسول الله (صلي الله عليه وآله) الحكم من المدينة لتجسّسه علي الرسول، ونقله المعلومات إلي المشركين، وقد لعنه الرسول، ولعن ذرّيته في ما رواه أبو هريرة، عن رسول الله (صلي الله عليه وآله): «رأيت في منامي: كأنّ بني الحكم بن أبي العاص ينزون علي منبري، كما ينزو القردة» [1] .

ولقد صدقت رؤياه (صلي الله عليه وآله) حيث أنّ مروان بن الحكم ـ وبعد تاريخ أسود: اشترك مع المشركين في وقعة اُحد ضدّ الرسول (صلي الله عليه وآله) واشترك مع الناكثين في حرب الجمل ضدّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثمّ تولّي لمعاوية وليزيد المدينة، وأخرجه أهلها فسبّب وقعة الحرّة الفجيعة، وبعد يزيد، تولّي خلافة الشام، واستمرّت في نسله آل مروان.

وقال الحسن المجتبي (عليه السلام): أمّا أنت يامروان، فلست أنا سببتُك ولا سببتُ أباك، ولكن الله عزّوجلّ لعنك ولعن أباك وأهل بيتك وذرّيتك، وما خرج من صلب أبيك إلي يوم القيامة علي لسان نبيّه محمّد (صلي الله عليه وآله) [2] .

وقد شملت آل مروان اللعنة الإلهية الواردة في القرآن الكريم حيث قال الله تعالي: (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) [3] .

فقد أجمع المفسّرون أنّ «الشجرة الملعونة» هم آل اُميّة، فيشمل آل مروان لأنّهم ينتهون إلي اُميّة كما عرفت.


پاورقي

[1] حياة الحيوان للدميري (2/203).

[2] الاحتجاج، للطبرسي (ج2 ص44).

[3] سورة الإسراء (17)، الآية (60).