بازگشت

التولي والتبري


الزيارة:[ بَرِئْتُ اِلَي اللهِ وَاِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ اَشْياعِهِمْ وَاَتْباعِهِمْ وَاَوْلِيآئِهِم يا اَبا عَبْدِ اللهِ اِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ اِلي يَوْمِ الْقِيامَةِ ].

الشرح: التولّي والتبرّي، هما من فروع الدين الإسلاميّ العَشَرة، بعد الصلاة، والصوم، والزكاة، والخمس، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.

وهما مهمّان جدّاً، إذ لولاهما لم يخلص دين الإنسان، ولم يكمل، ولاختلط الحقّ بالباطل، وذلك، لأنّ كلّ أمر لابدّ في كماله من جمعه للأعيان وهي التحلية، وخلوّه من الأغيار وهي التخلية، فالدين يريد البلوغ إلي الكمالات الأخلاقية، فلابدّ أن يتخلّي من الصفات الرذيلة والأخلاق الذميمة، كالحسد والقسوة وحبّ الشهوات من النساء والأموال والرئاسة، ثمّ تتحلّي بأضدادها من الصفات الجميلة والأخلاق الفاضلة كالإخلاص وحبّ الله والتقوي ورقّة القلب.

فالإيمان بالله لابدّ في كماله من جزئين:

البراءة من أعداء الله، وهو التخلّي عن ودّهم، والبعد عنهم، ورفضهم.

والولاية لأولياء الله، وهو التحلّي بحبّهم والتقرّب منهم، والتزامهم.

فلو لم يتخلّ عن الأعداء، فلابدّ من وجودهم معه، والتوادّ معهم فهذا يعني مراعاة جانبهم ومداراة شؤونهم، والميل إليهم، والسير في ركابهم فكرياً وأخلاقياً وهذا يؤدّي إلي نقص في الإيمان لفقدان جزء «التخلية» ومقتضاه عدم وجود محلّ للتحلية التي هي الجزء الآخر، ومع فقدان التخلية والتحلية يبقي الإيمان ناقصاً ضعيفاً مهزوزاً، لا خير فيه.