بازگشت

اللعن علي الظالمين


الزيارة:[ فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً اَسَّسَتْ اَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ اَهْلَ الْبَيْتِ وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَاَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها].

الشرح: اللعن: هو الطرد، والبعد عن رحمة الله تعالي.

(س1) هل يجوز اللعن؟ وأمّا من يجوز لعنه؟ فقد حدّد الله تعالي ذلك في القرآن، في آيات: منها قوله تعالي: (إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً) [1] .

ومنها قوله تعالي: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [2] .

ومنها قوله تعالي: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالاْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً) [3] .

فقد لعن الله تعالي: الكافر، وقاتل المؤمن، ومن يؤذي الله ورسوله.

فظهر أنّ أصل اللعن جائز علي مَنْ كان بمستوي هؤلاء وعلي المنهج الذي يفكّرون عليه، وأمّا لعن من لا يستحقّ اللعن، فإنّ اللعنة ترجع علي اللاعن، كما أرشدت إليه الأحاديث التالية:

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): إذا خرجت اللعنة من فيّ صاحبها، نظرت: فإنّ وجدت مسلكاً في الذي وجّهت إليه، وإلاّ، عادت إلي الذي خرجت منه.

وقد حدّدت الأحاديث مَنْ يجوز لعنهم: عاقّ الوالدين، ولاعنهما والساحر، والمغنية، و.

قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): لعن الله من لعن والديه. قيل: يارسول الله، أيوجد رجل يلعن أبويه؟

قال (صلي الله عليه وآله): نعم يلعن آباء الرجال واُمّهاتهم، فيلعنون أبويه [4] .

وقال الصادق (عليه السلام): ملعون ملعون مَنْ ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من عَقَّ والديه، ملعون ملعون قاطع رحم [5] .

وقال الصادق (عليه السلام): الساحر ملعون، والمغنية ملعونة، ومن آواها ملعون، وآكل كسبها ملعون [6] .

وآثار اللعن: أنّ الملعون الذي استحقّ ذلك، هو مطرود من المجتمع ومبعّد عنه، لأنّه قد ابتعد عن الله والدين وعن القيم الإسلامية، فاتّبع هواه وانحرف عن مسيرة التوحيد الخالصة.

وإعلان لعنه، يعني أنّ الزائر يعلن عن معرفته بهؤلاء الظالمين، كما يعلن عن ابتعاده عن سيرتهم وتصرّفاتهم المخالفة للحقّ، كما انّ إعلان الزائر للعن تصريح بخروجه من زمرة الكفّار والمنافقين، ويدخل في مَنْ ناوأ الملعونين وجاهدهم.

والهدف من هذه الفقرة: أنّ المؤمن لابُدّ أن يراقب نفسه ويُحاسبها علي هواها ونواياها، ويعرف الحقّ وأهله، والباطل وأهله، واستحقاق الملعونين في الزيارة للعن بسبب أنّهم قد آذوا الله ورسوله لتعدّيهم علي الحسين وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام).

فهم قد آذوا الحسين (عليه السلام)، وأذيّته أذيّة لجدّه الرسول، ومن آذي رسول الله فقد استحقّ اللعنة.

ثمّ إنّهم قتلوا المؤمنين عن علم وعمد، ومن قتل مؤمناً جاز لعنه، فكيف إذا كان المقتول هو سبط رسول الله وخير الناس في عصره؟ وهو الحسين (عليه السلام)؟


پاورقي

[1] سورة الأحزاب (33): الآية (64).

[2] سورة النساء (4)، الآية (93).

[3] سورة الأحزاب (33)، الآية (57).

[4] الکافي (8/71).

[5] بحار الأنوار (74/85).

[6] بحار الأنوار (13/58).