بازگشت

الجود والسخاء


إنّ المشاكل الاقتصادية للاُمّة من أهمّ العراقيل أمام وحدتها وتقدّمها وسعادتها وانشدادها إلي القيادة فكريّاً وعمليّاً، فلذا كانت الأحكام الإلهيّة والسيرة النبوية وسيرة المعصومين مركّزةً علي حلّها بتقديم التشريعات والوصايا، وبالقيام بأدوار بارزة في العطاء وبسخاء، لرفع حاجيات المعوزين، وقطع شأفة الفقر والحاجة التي هي اُمّ المفاسد في المجتمع.

وللأئمّة (عليهم السلام) في هذا المجال اُطروحات وروايات وتصرّفات وقصص تقربُ من الخيال، ولا تأتي علي بال، خصوصاً في تلك العصور البعيدة عن التقنين والتنظيم.

ويتميّز الحسين (عليه السلام) في عطائه باُمور فذّة، منها: الحياء من السائل عند العطاء، فكان يخفي وجهه عن السائل لئلاّ يري ذلّ السؤال علي وجهه، ولئلاّ ينظر السائل إليه فيزداد خَجلا وذُلا، وإنّما يمدّ يده إليه بما يجود به من شقّ الباب، أو يغطّي وجهه وهو يدفع إلي السائل سؤله.

إنّه نموذج تربوي فذّ، تتميّز به سيرة الإمام الشهيد (عليه السلام).