بازگشت

الوصاية


الزيارة:[ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ ].

الشرح: الوصيّة: فرضٌ إلهيّ علي كلّ مسلم أن يعهد إلي شخص يقوم بعد موت الموصي بأداء دوره في القيام باُمور معيّنة.

وفي مجال المعارف، فالوصيّة تعني إيكال الأنبياء والأئمّة اُمور الدين إلي مَنْ يستحقّ القيام بها من بعدهم، وتعريفه للناس، وإعلان وصاية لهم، فهي إذن يعني الإمامة، أو الخلافة عن الموصي، أو الولاية الإلهيّة.

وقد ثبت هذا المقام الجليل للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنصّ الإلهي ومن خلال نصوص قاطعة موجبة للعلم واليقين، مرفوعة إلي سيّدنا الرسول (صلي الله عليه وآله) لمّا أعلن في يوم غدير خُمّ، رافعاً ليد علي (عليه السلام) منادياً في ملاء من الناس بقوله: «مَن كنتُ مولاهُ فهذا عليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَنْ والاه وعادِ مَنْ عاداهُ».

وقال (صلي الله عليه وآله) «ياعلي، أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».

وقال (صلي الله عليه وآله): «ياعلي مَنْ قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني ومن سبّك فقد سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إنّ الله تبارك وتعالي خلقني وإيّاك، واختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي» [1] .

وقال (صلي الله عليه وآله): «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب» [2] .

وهنا تتّحد روح الوصاية وهي المرجعية العلمية التي يجب أن تتوفّر في الوصيّ كما هي في الموصي، إضافة إلي السمات الروحية والأخلاقية، وتميّزهما ـ الموصي والوصي ـ بها عن جميع الخلق، حيث هي من أدوات الرئاسة العامّة، والإمامة الإلهيّة، وقد أثبتت النصوص جميع ذلك للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، كما أثبتها الواقع كذلك له.

فكما أنّ الرسول (صلي الله عليه وآله) سيّد النبيّين، فوصيُّه علي (عليه السلام) سيّد الوصيّين، وإذا كان الحسين (عليه السلام) ابن علي أمير المؤمنين وابن سيّد الوصيين (عليه السلام) فهو لابدّ أن يتّسم بسمات الوصاية، التي تعيّنت فيه بالنصّ، وتجسّدت فيه بما قام به في سبيل الله والدين والاُمّة، حيث احتاجت إلي وجوده وجهاده وتضحيته، وحيث لم يوجد علي وجه الأرض منجدٌ لها غيره.


پاورقي

[1] عيون أخبار الرضا (عليه السلام) (1/292).

[2] راجع کنز العمّال (ج11 ص600).