بازگشت

تاريخ السلام و معناه


الزيارة:[ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِ اللهِ ]

الشرح: هكذا يبدأ الزائر بالسلام قبل الكلام، وهو أدبٌ إنسانيّ وعرفٌ عامٌّ يلتزم به البشر علي مدي التاريخ، فيتلاقون بالتحيّة، ويعبّر عنها في كلّ حضارة بشكل خاصّ.

فتحيّة النصاري في الماضي، كانت بوضع اليد علي الفمّ، واليوم يرفعون القبّعات.

وتحيّة الفرس قبل الإسلام، كانت بالانحناء.

وتحيّة العرب قبل الإسلام، كانت بقول «حيّاك الله» أو «أَنْعِمْ صباحاً».

وجاء الإسلام بتحيّته المبتكرة وهي: «السلام...».

وكلمة السلام، تأتي في اللغة لمعان، أعرفها «السلامة من الآفات والشرور» فبالتحيّة بالسلام يواجه المؤمن أخاه بالدعاء له بهذه السلامة كما يُعطيه بكلامه عهداً بأن يكون في أمان وسلامة من الضرر والشرّ.

والتحيّة ممّا فرضها الله في كتابه علي المؤمنين، فقال عزّوجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّي تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَي أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [1] .

كما أمر نبيّه الكريم، أن يواجه المؤمنين بالتحيّة، فقال عزّوجلّ: (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَي نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [2] .

والسلامُ تحيّة الملائكة للمؤمنين عند الموت، في قوله تعالي: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلاَئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ) [3] .

والسلام تحيّة أهل الجنّة فيما بينهم، كما أخبر تعالي (تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ) [4] .

وقال تعالي: (لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً - إِلاَّ قِيلا سَلاَماً سَلاَماً) [5] وأكّدت الأحاديث الإسلامية علي فضل السلام وثوابه، وثواب الجواب عليه:

قال الإمام الحسين (عليه السلام): «السلام سبعون حسنة، تسع وستّون للمبتديء، وواحدة للرادّ» [6] .

وقال رسول الله (صلي الله عليه وآله): «من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه» وقال: «لا تدعُ إلي طعامك أحداً حتّي يُسلّمَ» [7] .


پاورقي

[1] سورة النور (24)، الآية (27).

[2] سورة الأنعام (6): الآية (54).

[3] سورة النحل (16): الآية (32).

[4] سورة يونس (10): الآية (10).

[5] سورة الواقعة (56): الآية (25 ـ 26).

[6] تحف العقول (ص248).

[7] بحار الأنوار (ج73 ص3).