بازگشت

من المجربات


إنّ زيارة عاشوراء تميّزت من بين الأدعية والأذكار والأوراد المتداولة لدي أهل العمل والعبادة والزهد من العرفاء والعلماء بأنّها مجرّبة للوصول إلي الحاجات والأغراض التي تُتلي لها.

وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) قوله لصفوان: «ياصفوان، كلّما كانت لك حاجةٌ عند الله، توجّه إليه تبارك وتعالي بقراءة هذه الزيارة، والدعاء بعدها، في أيّ مكان كنتَ، واطلب حاجتك، فإنّ الله لا يُخلف وعده» [1] .

ولقد التزمَ الذين قاموا بالتجربة في هذا الأمر، بأنْ يداوموا علي وِرْدهم بهذه الزيارة العظيمة أربعين يوماً متوالية، للوصول إلي الأغراض المطلوبة قال الإمام موسي بن جعفر (عليه السلام): «من قرأ زيارة عاشوراء مرّة ثمّ قال:

اللهمّ العنهم جميعاً تسعاً وتسعين مرّة، كان كمن قرءَها مائة مرّة.

ومن قرأ سلامها مرّةً واحدةً ثمّ قال: «السلام علي الحسين وعلي علي بن الحسين وعلي أولاد الحسين وعلي أصحاب الحسين تسعاً وتسعين مرّة» كمن قرأها مائة تامّة من أوّلها إلي آخرها.

ومن هنا فإنّه ـ يحتمل أن يكون (تسعاً وتسعين مرّة) بياناً للعدد، أي تكرار اللعن والسلام المختصر تسعاً وتسعين مرّةً [2] .

ولهم في هذا حكايات ووقائع، وشواهد ومشاهد، وقضاياً تشبه الألغاز والرؤي، لكنّها واقعة ومرويّة ومن شخصيّات لامعة في العلم والتقي، ولا يمكن إنكارها. يذكر أنّ المرحوم الميرزا المحلاّتي لم يترك زيارة عاشوراء في الثلاثين عاماً الأخيرة من عمره المبارك، وكان في اليوم الذي لا يمكنه قراءتها لأيّ سبب فإنّه يوكّل أحداً لقرائتها نيابةً عنه.

وكذلك كان العلاّمة الأميني صاحب كتاب الغدير، مع كثرة مشاغله وتأليفاته محافظاً ومستمرّاً علي قراءة زيارة عاشوراء.

وبعد:

فلندخل إلي رحاب هذه الزيارة المقدّسة، بعون الله وحسن توفيقه:


پاورقي

[1] مصباح التهجّد (ص781 و782).

[2] اللؤلؤ النضيد في شرح زيارة مولانا أبي عبدالله الشهيد (ص265).