بازگشت

الحرية و تأثير انتهاكها بين الامام الحسين والاعلان


تناول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ديباجته مسألة الكرامة الفطرية كأساس للحرية الإنسانية، وحقوق الإنسان، "إن الاعتراف بأن الكرامة الفطرية، والحقوق المتساوية وغير القابلة للانتقاص منها لكل أعضاء الأسرة الإنسانية هي أساس الحرية، والعدالة والسلام في العالم" [1] ، وقد اعتبر انتهاك هذه الكرامة والحرية الإنسانية بمختلف أنواعها مما يقود إلي الحروب، والويلات، والمآسي، والثورات،" وحيث أن تجاهل وازدراء حقوق الإنسان قد أدي إلي أعمال همجية، أثارت غضب ضمير الجنس البشري... وحيث أنه من الضروري، إذا لم يجبر الإنسان علي اللجوء، كملجأ أخير إلي الثورة ضد الطغيان والقمع، فإن حقوق الإنسان يجب أن تحمي بحكم القانون" [2] .

عليه ـ بناء علي الإعلان العالمي ـ تلزم صيانة الحرية، والكرامة الإنسانية، وحقوق الإنسان إذا أريد للمجتمع ـ الداخلي أو الدولي ـ أن يعيش حالة من الأمن والاستقرار بحيث يصلح لعيش الإنسان في بالمقدار الذي يكون فيه قادرا علي البناء والإنتاج.

أما الإمام الحسين (عليه السلام) فلم يكن قد توقف في هذه المسألة بحدود إطارها النظري حسب، وإنما أنزلها، بل نزل بها إلي حيز الواقع العلمي، ومارسها شخصيا. فحين أحس الإمام الحسين (عليه السلام) بمدي انتهاك حقوق الإنسان، والحرية الذي باشرت به حكومة يزيد بن معاوية ابن أبي سفيان بحق أبناء الشعب لم يكن ليقف مكتوف الأيدي إزاء ذلك، بعد أن استنفد كل الوسائل الممكنة لثني ذلك الطاغية عن ممارساته تلك عندها باشر شخصيا بممارسة التغيير الذي عبر عنه بقوله: "ألا وإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر" [3] .

وبقوله: "لا ينبغي لنفس مؤمنة تري من يعصي الله فلا تنكر عليه" [4] ، وأي عصيان لله أكبر من استعباد خلقه الذين كرمهم بقوله تعالي: (ولقد كرمنا بني آدم).


پاورقي

[1] الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الديباجة.

[2] الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الديباجة.

[3] الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الديباجة.

[4] علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي، کنز العمال، مؤسسة الرسالة، بيروت، ج3، الحديث 5614.