بازگشت

ختم مرام و اجمال كلام في ذكر نبذة من الظلامات و الثارات


و كمال الاختصار التي وقعت علي أئمة الأطهار و شيعتهم الأخيار، صلي الله عليهم ما كر الليل و النهار، و ما ناح الحمام في الأوكار.

في المنتخب: روي عن الصدوق القمي: أن جميع الأئمة عليهم السلام خرجوا من الدنيا علي الشهادة، قتل علي عليه السلام فتكا، و سم الحسن عليه السلام سرا، و قتل الحسين عليه السلام جهرا، و سم الوليد زين العابدين عليه السلام، و سم ابراهيم بن الوليد الباقر عليه السلام، و سم أبوجعفر المنصور الصادق عليه السلام، و سم الرشيد الكاظم عليه السلام، و سم المأمون الرضا عليه السلام، و سم المعتصم محمد الجواد عليه السلام، و سم المعتز علي بن محمد


الهادي عليه السلام، و سم المعتمد الحسن بن علي عليه السلام، و أما القائم عليه السلام فروي أنه هرب خوفا من المتوكل لأنه أراد قتله.

و كان أول من استفتح بالظلم من أخر عليا عليه السلام عن الخلافة، و غصب فاطمة عليهاالسلام ميراث أبيها، و قتل المحسن في بطن امه، و وجأ عنق سلمان، و كسر أضلاع عبدالله بن مسعود، و قتل سعد بن عبادة، و مالك بن نويرة، و داس بطن عمار بن ياسر، و نفي أباذر الي الربذة، و أشخص عمار بن قيس، و غرب الأشتر النخعي، و أخرج عدي بن حاتم الطائي، و سير عمر بن زرارة الي الشام، و نفي كميل بن زياد الي العراق، و خاض في دم محمد بن أبي بكر، و نكب كعب بن الجبل، و نفي جارية بن قدامة، و عذب عثمان بن حنيف، و عمل ما عمل بحباب بن زهير، و شريح بن هاني، و نحو هؤلاء ممن مضي قتلا، أو عاش في غصة ذليلا.



لولا حدود من صوارم

أمضي مضاربها الخليفة



لنشرت من أسرار آل

محمد نكتا لطيفة



و أريتكم أن الحسين

اصيب في يوم السقيفة



و لأي شي الحدت

بالليل فاطمة الشريفة



فانظروا يا اخواني الي فعل أوائلهم، و اقتفاء أرجاس بني امية آثارهم، يقتلون من قاربهم، و يعذبون من ظاهرهم، كقتل معاوية عمار بن ياسر، و زيد بن صوحان، و صعصعة بن صوحان، و حنيف بن ثابت، و أويس القرني، و مالك بن الأشتر، و محمد بن أبي بكر، و هاشم بن مرقال، و عبدالرحمن بن حسان و غيرهم.

و تسليط زياد بن سمية علي قتل الالوف من الشيعة، و هو الذي دس في قتل الحسن عليه السلام الي جعدة بنت الأشعث بن قيس، و تبعه ابنه يزيد علي ذلك، حتي قتل الحسين عليه السلام في نيف و سبعين رجلا، منهم تسعة من بني عقيل، و ثلاثة من بني جعفر، و تسعة من بني علي عليه السلام، و أربعة من بني الحسن عليه السلام، و ستة من بني الحسين عليه السلام، و الباقي من أصحابه، مثل حبيب بن مظاهر، و مسلم بن عوسجة، و نافع بن هلال و أضرابهم.

ثم تسلط علي الشيعة عبيدالله بن زياد، فجعل يصلبهم علي جذوع النخل، و يقتلهم ألوان القتل، و هو الذي خرب سناباذ لما رجم أهلها من كان مع رأس


الحسين عليه السلام، فبقيت خرابا الي يومنا هذا.

ثم تسلط آل الزبير علي الحجاز و العراق، فقتلوا المختار بن أبي عبيد، و السائب بن مالك، و عبدالله بن كامل و نحوهم، و كان [1] قد حبسوا محمد بن الحنفية يريدون احراقه، و نفوا عبدالله بن العباس الي الطائف و مات بها.

ثم استولي مروان بن الحكم، و قتل عبدالله بن معاويه بن جعفر بالهرات، ثم استولي عبدالملك بن مروان، و سلط الحجاج علي الحجازيين و العراقيين، فقتل سعيد بن جبير، و قتل يحيي بن ام الطويل، و ميثم التمار [2] ، و كميل بن زياد، و قنبرا و أشباههم، حتي محي آثار أهل البيت عليهم السلام.

و قتل زيد بن علي بن الحسين عليه السلام علي يد نصر بن خزيمة الأسدي، و صلبه يوسف بن عمر بالكناسة عريانا، فكسي من بطنه جلدة سترت عورته، و بقي مصلوبا أربع سنوات، لا يقدر أحد أن يندب عليه، و ألقوا امرأة زيد علي المزبلة بعد ما دقت بالضرب حتي ماتت.

ثم تبعه الوليد بن يزيد، و أنفذ الي يحيي بن مسلم بن جون في عشرة آلاف فارس، و ليس مع يحيي يومئذ الا مائة و خمسون رجلا، فقتلوا أجمعون، و بقي يحيي يقاتل حتي قتل يوم الجمعة، ثم صلب و احرق و ذري، و هكذا فعل بأشياعهم و التابعين لهم، و لله در من قال:



كأن الرزايا ظلم آل محمد

اذا مر قوم جاء قوم علي الأثر



فانظروا يا اخواني الي حال من تبع بني امية الأرجاس، الي أن ظهرت الدولة العباسيه، افتتح أبومسلم بقتل عبدالله بن الحسن بن الحسن بخراسان، ثم سل المنصور سيفه في آل علي عليه السلام، فقتلهم في كل ناحية، و قصدهم بالجيوش من كل وجه، و حمل عبدالله بن الحسن في أحد عشر رجلا، و هم: علي بن الحسن بن علي، و الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي و نحوهم، من الحجاز الي العراق فوق الأقتاب بالقيود و الأغلال، و خلدهم في سجنه معذبين حتي ماتوا كلهم، و خرج


محمد بن عبدالله و قاتل حتي قتله حميد بن قحطبة بن عيسي بن موسي، و بني جامع المنصور، و جعل أساسه علي السادات من آل الرسول، و يقال: انه دس في سور الرقة كثيرا منهم.

نقل أنه لما بني المنصور الأبنية ببغداد، جعل يطلب العلوية طلبا شديدا، و يجعل من ظفر منهم بالاسطوانات المجوفة المبنية من الجص والآجر، و ظفر ذات يوم بغلام منهم حسن الوجه عليه شعر أسود من ولد الحسن بن علي عليهماالسلام، فسلمه الي البناء الذي كان يبني له، فأمر أن يجعله في جوف اسطوانة و يبني عليه، و وكل به من ثقاته من يرعي ذلك، فجعله البناء في جوف اسطوانة، فدخلته رقة عليه و رحمة له، فترك في الاسطوانة فرجة يدخل منها الروح، و قال للغلام: لا بأس عليك، فاصبر اني ساخرجك اذا جن الليل، فلما جن الليل جاء البناء في ظلمته و أخرج ذلك العلوي من جوف تلك الاسطوانة، و قال له: اتق الله في دمي، و دماء الفعلة الذين كانوا معي، و غيب شخصك، فاني أخرجتك في ظلمة هذا الليل؛ لأني خفت ان تركتك في جوفها يكون رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خصمي بين يدي الله، ثم أخذ شعره بآلات الجصاصين ما أمكن، و قال له: لا ترجع الي امك.

قال الغلام: فان كان هذا هكذا، فعرف امي أني نجوت و هربت لتطيب نفسها، و يقل جزعها و بكاؤها، و انه لم يكن لعودي اليها وجه، فهرب الغلام و لا يدري أين قصد من أرض الله، قال البناء: و كان ذلك الغلام عرفني مكان امه، و أعطاني شعره، فانتهيت اليها في الموضع الذي كان دلني عليه، فسمعت دويا كدوي النحل من البكاء، فعلمت أنها امه، فدنوت منها، و عرفتها خبر ابنها، و أعطيتها شعره و انصرفت.

فلما ولي الدوانيقي قتل عبدالله بن محمد بن عبدالله الحسني بالسند علي يد هشام بن عمر التغلبي، و خنق عبدالله بن الحسن في حبسه، و قتل ابنيه محمدا و ابراهيم علي يد عيسي بن موسي العباسي، و هزم ادريس بفخ حتي وقع علي الأندلس فريدا، و ما مات الدوانيقي الا أن ملأ سجونه من أهل بيت النبوة.

و اقتفيت هذه الآثار، حتي قتل في أيام المهدي الحسين بن علي بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهماالسلام، و عبدالله بن اسحاق بن ابراهيم بن الحسن بن


علي عليهماالسلام، و عبدالله بن الحسن بن علي بن الحسين المعروف بالأفطس، و كان مع القوم بفخ، و قتل يحيي بن زيد بالسجن بالجوع و العطش، و يحيي بن عبدالله بن الحسن الي تمام ست مائة رجل من أولاد فاطمة عليهماالسلام قتلوا في مقام واحد.

و قتل المأمون محمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن الحسن بن الحسن عليه السلام، و كان قد خرج و معه أبوالسرايا علي بن هرثمة بن اعين.

و قتلوا من اصحاب زين العابدين عليه السلام مثل خالد الكابلي، و سعيد بن جبير و من اصحاب الباقر عليه السلام مثل بشر الرحال، و الكميت بن زيد، و مثل المعلي بن الخنيس من اصحاب الصادق عليه السلام.

و قتل المتوكل من أصحاب الرضا عليه السلام، مثل يعقوب بن السكيت الأديب، و سبب قتله انه كان معلما للمعين و المؤيد ابني المتوكل، وكان ذات يوم حاضرا عند المتوكل اذ اقبلا، فقال له: يا يعقوب أهما أحب اليك ام الحسن و الحسين؟ فقال: و الله ان قنبرا غلام علي خير منهما و من ابيها، فقال المتوكل: سلوا لسانه من قفاه، فمات رحمة الله عليه، و مثل دعبل الخزاعي.

و انتهت بالمتوكل العداوة لاهل البيت عليهم السلام الي ان امر بهجو علي و فاطمة و أولادها عليهم السلام، فهجاهم ابن المعتز، و ابن الجهم، و ابن سكرة، و آل أبي حفصة و نحوهم، و صار امر المتوكل الي ان امر بهدم البناء علي قبر الحسين عليه السلام، و احراق مقابر قريش.

ثم جري الظلم علي ذلك الي ان هدم سبكتكين مشهد الرضا عليه السلام، و اخرج منه وقر الف جمل مالا و ثيابا، و قتل عدة من الشيعة.

قيل: و ممن دفن حيا من الطالبيين عبدالعظيم الحسني بالري، و محمد بن عبدالله بن الحسن، و لم يبق في بيضة الاسلام بلدة الا قتل فيها طالبي او شيعي حتي تري العامة يسلمون علي من يعرفونه دهريا او يهوديا او نصرانيا، و يقتلون من عرفوه شيعيا، و يسفكون دم من اسمه علي.

الا تسمعون بيحيي المحدث كيف قطعوا لسانه ويديه و رجليه، و ضربوه الف سوط ثم صلبوه، و بعلي بن يقطين كيف اتهموه، و بزرارة بن أعين كيف جبهوه، و أبي تراب المروزي كيف حبسوه، و منصور بن الزبرقان من قبره كيف نبشوه.


و لقد لعن بنو امية عليا عليه السلام ألف شعر في الجمع و الأعياد، و طافوا باولاده في الأمصار و البلاد، و ليس فيها مسلم ينكر ذلك، حتي ان خطيبا من خطبائهم بمصر نسي اللعنة في الخطبة، فلما ذكرها قضاها في الطريق، فبني في ذلك الموضع مسجد، و سموه الذكر يتبركون به، ثم انهم لم يرضوا بذلك حتي قالوا: مات ابوطالب كافرا و سكتوا عن الاول و الثاني، فيا عجباه بقيت آثاركسري الي الآن، و آثار رسول الله دارسة، و أعلامه طامسة زيرنويس=المنتخب ص 6-10.@ انا لله و انا اليه راجعون، و الحمدلله علي التمام.

و جاء في آخر نسخة الاصل: صورة تاريخ خط المؤلف دام ظله بمحمد و آله، قال أيده الله تعالي: هذا ما اتفق تخريجه من اخبار تلائم شرح اللهوف، و تناسب وقايع القتلي من اهل الطفوف.

و قد كنت فيما مضي سنة مائة و نيف بعد الف من الهجرة، جمعت منها نبذا، و الفت علي شاكلتها طرفا، الي ان وقع في يدي نسختا البحار و منتخب المراثي فالتقطت فرائدها، و جمعت فوائدهما، و اضفتهما الي ما الفته سابقا، فجاء بحمد الله كتابا جامعا، لكن النسخ التي في بلدنا كانت عزيزة جدا، و سقيمة بتا، فلم آل جهدا في تصحيحه، و لم ازل مجدا في تهذيبه.

فمن وجد فيه هفوة، فليقبل معذرتي، و ليقل عثرتي، و ليصفح عن زلتي، و ليرفع كبوتي، بل عليه ان يجيد بقلم الاصلاح نصحا، و يضرب عن سوء ذكري صفحا، و يطوي عن مثالبه كشحا، و يجود بمحاسنه فضلا و اكراما، ليحشر في زمرة من اذا مروا باللغو مروا كراما، فان البقة في بلاد الجبل شواء، و اللعقة من العسل لذاء المرضي شفاء، و ليس كتابي هذا الا كعظام في جراب، او كشن ماء في سراب، و انهما قد تنفعا لمساكين جوعي في شفا جرف خراب، و صعاليك عطشي طالبي شراب.

فوافق تاريخ التمام سنة ثمانية عشر و مائة بعد الف من هجرة من هاجرها الي الكهف، علي هاجرها المقدس الصلاة و السلام، و علي اله الغر الكرام التحية


و الاكرام، صلاة متتابعة علي مر الكرور و الاعوام، ما ناح القمري و صاح الحمام.

و قد وفق الكريم المنان الفقير الي الله عبدالله بن ناصر بن حميدان الخطي لاتمام هذا الكتاب، المسمي بتظلم الزهراء، من خط المصنف حفظه الله من موجبات التلف و التأسف، في اليوم الخامس عشر من ربيع الثاني، سنة الرابعة و العشرين و مائة و الف من الهجرة النبوية، علي مهاجرها و اله الف الف سلام و تحية، في البلدة المحروسة قزوين.

و تم تصحيح الكتاب و تحقيقه و التعليق عليه في اليوم السادس و العشرين من شهررمضان المبارك سنة (1416) ه ق علي يد العبد الفقير المحتاج الي عفو ربه الكريم السيد مهدي الرجائي في بلدة قم المقدسة.


پاورقي

[1] افراده باعتبار ضمير الشأن، أو باعتبار لفظ الآل «منه». أقول: و في المنتخب: و کانوا.

[2] هنا حصل اشتباه من الشيخ طريح رحمه‏الله، حيث نسب قتل ميثم الي الحجاج، و انما قتله ابن‏زياد لعنه الله قبل قدوم الحسين عليه‏السلام الي العراق بعشرة أيام، کما مضي في الفائدة التاسعة «منه».