بازگشت

في شهادة بعض ممن شهد قبل الواقعة أو بعدها من أصحاب أميرالمؤمنين


قال المفيد في ارشاده: روي العلماء أن جويرية بن مسهر وقف علي باب القصر، فقال: أين أميرالمؤمنين عليه السلام؟ فقيل له: نائم، فنادي: أيها النائم استيقظ، فو الذي نفسي بيده لتضربن ضربة علي رأسك تخضب منها لحيتك، كما أخبرتنا بذلك من قبل.

فسمعه أميرالمؤمنين عليه السلام، فنادي: أقبل يا جويرية حتي احدثك بحديثك، فأقبل فقال: و أنت والذي نفسي بيده لتعتلن الي العتل الزنيم [1] ، و لتقطعن يدك و رجلك، ثم ليصلبنك تحت جذع كافر [2] ، فمضي علي ذلك دهر حتي ولي زياد في أيام معاوية، فقطع يده و رجله، ثم صلبه الي جذع مكعبر، و كان حذعا طويلا، فكان تحته [3] .

و فيه و في البحار أيضا ما رووه: أن ميثما التمار كان عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه أميرالمؤمنين عليه السلام منها و أعتقه، و قال له: ما اسمك؟ قال: سالم، قال: أخبرني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم، قال: صدق الله و صدق رسوله، و صدقت يا أميرالمؤمنين، والله انه لاسمي، فقال: فارجع الي اسمك الذي سماك به رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ودع سالما، فرجع الي ميثم و اكتني بأبي سالم.

قال: و قد كان اطلعه علي عليه السلام علي علم كثير، و أسرار خفية من أسرار


الوصية، و كان ميثم يحدث ببعض ذلك، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة، و ينسبون عليا في ذلك الي المخرفة و الايهام و التدليس، حتي قال له يوما بمحضر خلق كثير من أصحابه و فيهم الشاك والمخلص: يا ميثم انك تؤخذ بعدي فتصلب و تطعن بحربة، فاذا كان اليوم الثاني، ابتدر منخراك و حلقك و فمك دما، فيخضب لحيتك، فاذا كان اليوم الثالث، طعنت بحربة فيقضي عليك فانتظر ذلك، و تصلب علي باب دار عمرو بن حريث، انك لعاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، و أقربهم من المطهرة يعني الأرض، و امض حتي اريك النخلة التي تصلب علي جذعها، فأراه اياه.

فكان ميثم يأتيها، فيصلي عندها، و يقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي عليه السلام، حتي قطعت، و حتي عرف الموضع الذي يصلب عليه بالكوفة.

قال: فكان يلقي عمرو بن حريث، فيقول له: اني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو بن حريث: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ و هو لا يعلم ما يريد.

و حج في تلك السنة التي قتل فيها، فدخل علي ام سلمة رحمة الله عليها، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا ميثم، قالت: والله لربما سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوصي بك عليا عليه السلام في جوف الليل، فسألها عن الحسين عليه السلام، فقالت: هو في حائط له، فقال: اخبريه اني قد أحببت السلام عليه، و نحن ملتقون عند رب العالمين ان شاء الله، و لا أقدر اليوم علي لقائه، و اريد الرجوع، فدعت له ام سلمة بطيب فطيبت لحيته، فقال لها: أما انها ستخضب بدم، قالت: من أنبأك هذا؟ قال: أنبأني سيدي، فبكت ام سلمة و قالت: انه ليس بسيدك وحدك، هو سيدي و سيد المؤمنين، ثم ودعته.

فقدم الكوفة، فأخذه عبيدالله بن زياد، فادخل عليه، فقيل له: هذا كان من آثر الناس عند علي عليه السلام، قال: ويحكم هذا الأعجمي، قيل له: نعم، فقال له عبيد الله بن زياد: أين ربك؟ قال: بالمرصاد لكل ظالم، و أنت أحد الظلمة، قال له عبيد الله: انك علي عجميتك لتبلغ الذي تريد؟ أخبرني ما الذي أخبرك صاحبك أني فاعل بك؟


قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، أنا أقصرهم خشبة، و أقربهم من المطهرة، قال: لنخالفنه، قال: كيف تخالفه، فو الله ما أخبرني الا عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، عن جبرئيل عليه السلام عن الله جل و عز، فكيف تخالف هؤلاء، و لقد عرفت الموضع الذي اصلب عليه أين هو من الكوفة، و أنا أول خلق الله الجم في الاسلام.

فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيد، فقال ميثم للمختار: انك تفلت و تخرج ثائرا بدم الحسين عليه السلام، فتقتل هذا الجبار الذي يقتلنا.

فلما دعا عبيدالله بالمختار ليقتله، طلع بريد بكتاب يزيد الي عبيدالله يأمره بتخلية سبيله فخلاه، و أمر بميثم أن يصلب، فاخرج فقال له رجل لقيه: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم، فتبسم و قال و هو يؤمي الي النخلة: لها خلقت، ولي غذيت، فلما رفع علي الخشبة اجتمع الناس حوله علي باب عمرو بن حريث، فقال عمرو: قد كان والله يقول لي: اني مجاورك، فلما صلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته و رشه و تجميره.

فجعل ميثم رحمه الله يحدث بفضائل بني هاشم، و مخازي بني امية، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد، فقال: ألجموه، فكان أول خلق الله الجم في الاسلام، و كان مقتل ميثم رحمه الله قبل قدوم الحسين بن علي عليهماالسلام العراق بعشرة أيام.

فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخره و فمه دما، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن ميثم بالحربة فكبر ثم انبعث في آخر النهار فمه و أنفه دما [4] .

و روي في روضة الواعظين و غيرها قصة ميثم بطريق آخر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: أتي ميثم التمار و النهرواني دار أميرالمؤمنين عليه السلام، فقيل له: انه نائم، فنادي بأعلي صوته: انتبه أيها النائم، فو الله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه عليه السلام فقال: أدخلوا ميثما، صدقت و أنت والله لتقطعن يداك و رجلاك و لسانك، و لتقطعن النخلة التي في الكناسة، تنشق أربع قطع، فتصلب أنت علي ربعها، و حجر بن عدي علي ربعها، و محمد بن أكتم علي ربعها، و خالد بن مسعود علي ربعها.


قال ميثم: فشككت في نفسي، و قلت: ان عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له: أهو كائن ذاك يا أميرالمؤمنين؟ قال: اي و رب الكعبة، كذا عهده الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: ليأخذنك العتل الزنيم، ابن الأمة الفاجرة عبيدالله بن زياد.

قال: و كان يخرج الي الجبانة و أنا معه، فيمر بالنخلة، فيقول لي: يا ميثم ان لك و لها لشأنا من الشأن، فلما ولي عبيدالله بن زياد الكوفة و دخلها، تعلق علمه بالنخلة التي بالكناسة فتخرق، فتطير من ذلك، فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من النجارين، فشقها أربع قطع.

قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسمارا من حديد، فانقش عليه اسمي و اسم أبي، و دقه في بعض تلك الأجذاع، قال: فلما مضي بعد ذلك أيام، أتوني قوم من أهل السوق، فقالوا: يا ميثم انهض معنا الي الأمير نشتكي اليه عامل السوق، فنسأله أن يعزله عنا و يولي علينا غيره.

قال: و كنت خطيب القوم، فنصت لي و أعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث: أصلح الله الأمير تعرف المتكلم؟ قال: و من هو؟ قال: ميثم التمار الكذاب مولي الكذاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوي جالسا، فقال لي: ما تقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الأمير، بل أنا الصادق مولي الصادق علي أميرالمؤمنين عليه السلام حقا، فقال لي، لتبرأن من علي، و لتذكرن مساويه، و تتولي عثمان، و تذكر محاسنه، أو لأقطعن يديك و رجليك و لأصلبنك.

فبكيت: فقال لي: بكيت من القول دون الفعل؟ فقلت: والله ما بكيت من القول، و لكني بكيت من شك كان قد دخلني يوم أخبرني سيدي و مولاي، فقال لي،: و ما قال لك؟ فقلت: أتيت الباب، فقيل لي: انه نائم، فناديت انتبه أيها النائم، فو الله لتخضبن لحيتك من دم رأسك، فقال: صدقت والله لتقطعن يداك و رجلاك و لسانك و لتصلبن، فقلت: و من يفعل ذلك بي يا أميرالمؤمنين؟ فقال: يأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيدالله بن زياد.

فامتلأ غيظا ثم قال لي: والله لأقطعن يديك و رجليك، و لأدعن لسانك حتي اكذبك و اكذب مولاك، فأمر به، فقطعت يداه و رجلاه، ثم اخرج فأمر به أن يصلب، فنادي بأعلي صوته: أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن


أبي طالب، فاجتمع الناس و أقبل يحدثهم بالعجائب.

قال: و خرج عمرو بن حريث و هو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: ميثم التمار يحدث الناس عن علي بن أبي طالب، قال: فانصرف مسرعا، فقال: أيها الأمير بادر فابعث الي هذا من يقطع لسانه، فاني لست آمن أن يتغير قلوب الناس فيخرجوا عليك.

قال: فالتفت الي حرسي فوق رأسه، فقال: اذهب فاقطع لسانه، قال: فأتاه الحرسي، فقال له: يا ميثم اخرج لسانك، فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الفاجرة أنه يكذبني و يكذب مولاي؟ هاك لساني، فقطع و تشحط ساعة في دمه، ثم مات و أمر فصلب، قال صالح: فمضيت بعد ذلك بأيام، فاذا هو قد صلب علي الربع الذي كتبت و دققت فيه المسمار [5] .

و روي في البحار، قال أبوخالد التمار: كنت مع ميثم التمار بالفرات يوم الجمعة، فهبت ريح و هو في سفينة من سفن الرمان، قال: فخرج و نظر الي الريح، فقال: شدوا برأس سفينتكم ان هذا ريح عاصف، مات معاوية الساعة، قال: فلما كانت الجمعة المقبلة قدم بريد من الشام، فلقيته فاستخبرته، فقلت له: يا عبدالله ما الخبر؟ قال: الناس علي أحسن حال، توفي معاوية و بايع الناس يزيد، قال: قلت: أي يوم توفي؟ قال: الجمعة [6] .

و روي أن ميثم لقي ابن عباس في بيته فسلم عليه، فقال: يابن عباس سلني ما شئت من تفسير القران، فاني قرأت تنزيله علي أميرالمؤمنين عليه السلام و علمني تأويله، فقال: يا جارية هاتي الدواة و القرطاس، فأقبل يكتب، فقال: يابن عباس كيف بك اذا رأيتني مصلوبا تاسع تسعة أقصرهم خشبة و أقربهم بالمطهرة؟ فقال ابن عباس: فتكهن أيضا و خرق الكتاب، فقال: احتفظ بما سمعت مني، فان يك ما أقول لك حقا أمسكته، و ان يك باطلا خرقته، قال: هو ذلك.

فقدم الي الكوفة، ففعل به ما فعل ابن زياد، فاجتمع سبعة من التمارين،


فحملوه ليلا و الحراس يحرسونه، و قد أوقدوا النار، فحالت الناس بينهم و بينهم، حتي انتهوا به الي بعض ماء في مراد فدفنوه فيه، فأصبح و بعث الخيل فلم يجد شيئا [7] .

و فيه ايضا روي ابن عياش، عن مجالد، عن الشعبي، عن زياد بن النضر الحارثي، قال: كنت عند ابن زياد اذ اتي برشيد الهجري، فقال له ابن زياد: ما قال لك صاحبك - يعني عليا عليه السلام - انا فاعلون بك؟ فقال: تقطعون يدي و رجلي و تصلبوني، فقال ابن زياد، أم والله لأكذبن حديثه، خلوا سبيله.

فلما أراد أن يخرج، قال ابن زياد لعنه الله: والله ما نجد له شيئا شرا مما قال صاحبه، اقطعوا يديه و رجليه و اصلبوه، فقال رشيد: هيهات قد بقي لي عندكم شي ء، أخبرني به مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام، فقال ابن زياد: اقطعوا لسانه، فقال رشيد: الآن جاء والله تصديق خبر أميرالمؤمنين عليه السلام، و هذا حديث مشهور قد نقله المؤالف و المخالف عن ثقاتهم عمن سميناه، و اشتهر أمره عند علماء الجميع [8] .

و في مجالس الطوسي باسناده، عن أبي حسان العجلي، قال: لقيت أمة الله بنت رشيد الهجري، فقلت لها: أخبرني بما سمعت من أبيك، قالت: سمعته يقول: قال لي حبيبي أميرالمؤمنين عليه السلام: يا راشد كيف صبرك اذا أرسل اليك دعي بني امية، فقطع يديك و رجليك و لسانك؟ فقلت: يا اميرالمؤمنين أيكون آخر ذلك الجنة؟ قال: نعم يا راشد، و أنت معي في الدنيا و الآخرة.

قالت: فو الله ما ذهبت الأيام حتي أرسل اليه الدعي عبيدالله بن زياد، فدعاه الي البراءة من أميرالمؤمنين عليه السلام، فأبي أن يتبرأ منه، فقال له ابن زياد، فبأي ميتة قال لك صاحبك تموت؟ قال: أخبرني خليلي أنك تدعوني الي البراءة منه فلا أتبرأ، فتقدمني فتقطع يدي و رجلي و لساني.

فقال: والله لأكذبن صاحبك، قدموه و اقطعوا يده و رجله و اتركوا لسانه، فقطعوه ثم حملوه الي منزلنا، فقلت له: يا أبة جعلت فداك هل تجد لما أصابك


ألما؟ قال: لا والله يا بنية الا كالزحام بين الناس، ثم دخل عليه جيرانه و معارفه يتوجعون له، فقال له: ائتوني بصحيفة و دواة أذكر لكم ما يكون مما أعلمنيه مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام فأتوه بصحيفة و دواة، فجعل يذكر و يملي عليهم أخبار الملاحم و الكائنات، و يسندها الي أميرالمؤمنين عليه السلام.

فبلغ ذلك الي ابن زياد، فأرسل اليه الحجام حتي قطع لسانه، فمات من ليلته تلك رحمه الله، و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يسميه راشد المبتلي، و كان قد ألقي اليه علم البلايا و المنايا، فكان يلقي الرجل فيقول له: يا فلان بن فلان تموت ميتة كذا، و أنت يا فلان تقتل قتلة كذا، فيكون الأمر كما قاله راشد رحمه الله [9] .

و في ارشاد المفيد: روي عبدالعزيز بن صهيب، عن أبي العالية، قال: حدثني مزرع بن عبدالله، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: أم والله ليقبلن جيش حتي اذا كان بالبيداء خسف بهم، فقلت له: انك لتحدثني بالغيب، قال: احفظ ما أقول لك، والله ليكونن ما أخبرني به أميرالمؤمنين عليه السلام ليؤخذن رجل و ليقتلن و ليصلبن بين الشرفتين من شرف هذا المسجد، قلت: انك لتحدثني بالغيب، قال: حدثني بالغيب الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال أبوالعالية: فما أتت علينا جمعة حتي اخذ مزرع، فقتل و صلب بين الشرفتين، قال: و قد كان حدثني بثالثة فنسيتها [10] .

و فيه أيضا: روي جرير عن المغيرة، قال: لما ولي الحجاج طلب كميل بن زياد، فهرب منه، فحرم قومه عطاءهم، فلما رأي كميل بن زياد ذلك، قال: أنا شيخ كبير، فقد نفد عمري، و لا ينبغي لي أن أحرم قومي عطياتهم، فخرج فدفع بيده الي الحجاج.

فلما رآه، قال له: لقد كنت أحببت أن أجد عليك سبيلا، فقال له كميل: لا تصرف [11] علي سنابك، و لا تهدم [12] علي، فو الله ما بقي من عمري الا مثل كواهل [13] .


الغبار، فاقض ما أنت قاض، فان الموعد الله و بعد القتل الحساب، و لقد خبرني أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علي أنك قاتلي.

قال: فقال له الحجاج: الحجة عليك اذا؟ فقال له كميل: ذلك ان كان القضاء اليك، قال: بلي قد كنت فيمن قتل عثمان بن عفان، اضربوا عنقه، فضربوا عنقه [14] .

و فيه روي أصحاب السيرة من طرق مختلفة: أن الحجاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: احب أن اصيب رجلا من أصحاب أبي تراب، فأتقرب الي الله بدمه، فقيل له: ما نعلم أحدا كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه، فاتي به، فقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: أبوهمدان؟ قال: نعم، قال: مولي علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال: الله مولاي و علي بن ابي طالب أميرالمؤمنين ولي نعمتي، قال: ابرأ من دينه، قال: فاذا برأت من دينه تدلني علي دين غيره أفضل منه؟

قال: اني قاتلك، فاختر أي قتلة أحب اليك؟ قال: قد صيرت ذلك اليك، قال: و لم؟ قال: لا تقتلني قتلة الا قتلت مثلها، و لقد أخبرني أميرالمؤمنين عليه السلام أن ميتتي تكون ذبحا ظلما بغير حق، قال: فأمر به فذبح. و هذا أيضا من الأخبار التي صحت عن أميرالمؤمنين عليه السلام بالاخبار بالغيب [15] .

و في البحار: روي أن قنبر مولي أميرالمؤمنين عليه السلام دخل علي الحجاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من علي؟ فقال: كنت اوضيه، فقال له: ما كان يقول اذا فرغ من وضوئه؟ فقال: يتلو هذه الآية: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شي ء حتي اذا فرحوا بما اوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم


مبلسون - فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين) [16] فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا؟ قال: نعم، فقال: ما أنت صانع اذا ضربت علاوتك [17] ؟ قال: اذن أسعد فتشقي، فأمر به [18] .


پاورقي

[1] العتل: الجافي الغليظ، و الزنيم: المستلحق في قوم ليس منهم، و الدعي و اللئيم المعروف بلومه و شره، کذا في القاموس، و في تفسير الصافي نقلا عن معاني الأخبار، عن الصادق عليه‏السلام. العتل العظيم الکفر، و الزنيم المستهتر بکفره. و في المجمع: عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم العتل الزنيم هو الشديد الخلق المقمح الأکول الشروب الواجد للطعام و الشراب، الظلوم للناس الرحب الجوف «منه».

[2] انما قيل للزارع کافر لأنه اذا ألقي البذر کفره، أي: غطاه.

[3] بحارالأنوار 148: 42 ح 11 عن الارشاد 323 - 322: 1.

[4] بحارالأنوار 125 -124: 42 عن الارشاد 325 - 323: 2 مع اختلاف يسير.

[5] روضة الواعظين ص 289 - 288، و البحار 133 -131: 42.

[6] بحارالأنوار 128 -127: 42 ح 10.

[7] بحارالأنوار 128: 42 ح 11.

[8] بحارالأنوار 126 - 125: 42 ح 7.

[9] بحارالأنوار 122 -121: 42 ح 1 عن الامالي للشيخ ص 166 -165.

[10] بحارالأنوار 285: 41 ح 5 عن الارشاد 327 -326: 1.

[11] الصريف: صوت ناب البعير.

[12] تهدم عليه غضبا: توعده.

[13] في بعض النسخ «کوائل» بالهمز، فيحتمل أن يکون من الأکول و هو علي ما في القاموس النشز من الأرض شبه الجبل، أو من الکيول کعيوق آخر الصفوف في الحرب، و التشبيه ظاهر. و في البحار: الکواهل بالهاء، و قد صحح الفاضل بما هذا لفظه: کواهل الغبار: أوائله، شبه عمره في سرعة انقضائه بالغبار و بقيته بأوائله، فان مقدم الغبار يحدث بعد مؤخره و يسکن بعده انتهي. و هذا أيضا مثل الأول بعيد، سيما استخراجه من أصول اللغة «منه». أقول: و في الارشاد: کواسل.

[14] بحارالأنوار 149 -148: 42 عن الارشاد 327: 1.

[15] بحارالأنوار 126: 42 عن الارشاد 328:1.

[16] الانعام: 45: 44.

[17] العلاوة بالکسر: أعلي الرأس أو العنق. القاموس.

[18] بحارالأنوار 136 -135: 42 ح 16.