بازگشت

في نبذة من الفضل و الثواب في زيارته


حبا للرسول و فاطمة و علي عليهم السلام، أو تشوقا، و في أن زيارته عليه السلام يزيد في العمر، و تركها ينقص، و في أن زيارته تعدل حججا، و في استحباب كثرة الانفاق فيها.

في الكامل مسندا، عن الرضا عليه السلام: من زار الحسين عليه السلام عارفا بحقه، كان من محدثي الله فوق عرشه، ثم قرأ: (ان المتقين في جنات و نهر - في مقعد صدق عند مليك مقتدر) [1] .

و فيه: عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: اذا كان يوم القيامة نادي مناد: أين زوار الحسين عليه السلام؟ فيقوم عنق من الناس لا يحصيهم الا الله، فيقول لهم: ما أردتم بزيارة قبر الحسين عليه السلام؟ فيقولون: يا رب أتيناه حبا لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و حبا لعلي و فاطمة و رحمة له مما ارتكب منه، فيقال لهم: هذا محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام، فالحقوا بهم، فأنتم معهم في درجتهم، ألحقوا بلواء رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فينطلقون الي لوائه و اللواء في يد علي عليه السلام حتي يدخلوا الجنة جميعا، فيكونون أمام اللواء و عن يمينه و عن شماله و من خلفه [2] .

و فيه مسندا، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: لو يعلم الناس ما في زيارة قبر الحسين عليه السلام من الفضل، لماتوا شوقا، و تقطعت أنفسهم عليه حسرات، قلت: و ما فيه؟ قال: من أتاه تشوقا كتب الله له ألف حجة متقبلة، و ألف عمرة مبرورة، و أجر


ألف شهيد من شهداء بدر، و أجر ألف صائم، و ثواب ألف صدقة مقبولة، و ثواب ألف عتق نسمة اريد بها وجه الله، و لم يزل محفوظا سنته من كل آفة أهونها الشيطان، و وكل به ملك كريم يحفظه من بين يديه، و من خلفه، و عن يمينه، و عن شماله، و من فوق رأسه، و من تحت قدمه.

و ان مات في سنته، خضرته ملائكة الرحمة، يحضرون غسله و اكفانه و الاستغفار له، و يشيعونه الي قبره بالاستغفار له، و يفسح له قبره مد بصره، و يؤمنه الله من ضغطة القبر، و من منكر و نكير أن يروعانه، و يفتح له أبواب الي الجنة، و يعطي كتاب بيمينه، و يعطي له يوم القيامة نورا يضي ء لنوره ما بين المشرق و المغرب، و ينادي مناد: هذا من زوار الحسين بن علي عليهماالسلام شوقا اليه، فلا يبقي أحد يوم القيامة الا يتمني أنه يومئذ كان من زواره [3] .

و فيه: قال الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الا أن لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين عليه السلام فضلهما، ثم قال عليه السلام: من زار قبر أبي عبدالله عليه السلام بشط الفرات كان كمن زار الله في عرشه فوق كرسيه [4] .

و فيه: عن منصور بن حازم، قال: سمعناه يقول: من أتي عليه حول و لم يأت قبر الحسين عليه السلام أنقص الله من عمره حولا، و لو قلت: ان أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، و ذلك لأنكم تتركون زيارة الحسين عليه السلام، فلا تدعوا زيارته يمد الله في أعماركم، و يزيد في أرزاقكم، و اذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم و أرزاقكم، فتنافسوا في زيارته، و لا تدعوا ذلك، فان الحسين عليه السلام شاهد لكم في ذلك عند الله و عند رسوله و عند فاطمة و أميرالمؤمنين عليهم السلام [5] .

و فيه، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل، قال: أتاه رجل فقال: يابن رسول الله هل يزار والدك؟ قال: نعم، و يصلي عنده؟ قال: و يصلي خلفه و لا يتقدم عليه، قال: فما لمن أتاه؟ قال: الجنة ان كان يأتم به، قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة، قال: فما لمن أقام عنده؟


قال: كل يوم بألف شهر، قال: فما للمنفق في خروجه اليه و المنفق عنده؟ قال درهم بألف درهم.

قال: فما لمن مات في سفره اليه؟ قال: تشيعه الملائكة، و تأتيه بالحنوط و الكسوة من الجنة، و تصلي عليه اذا كفن و تكفنه فوق أكفانه، و تفرش له الريحان تحته، و تدفع الأرض حتي تصور من بين يديه مسيرة ثلاثة أميال، و من خلفه مثل ذلك، و عند رأسه مثل ذلك، و عند رجليه مثل ذلك، و يفتح له باب من الجنة الي قبره، و يدخل عليه روحها و ريحانها حتي تقوم الساعة.

قلت: فما لمن صلي عنده؟ قال: من صلي عنده ركعتين لم يسأل الله شيئا الا أعطاه اياه. قال: ما لمن اغتسل من ماء الفرات ثم أتاه؟ قال: اذا اغتسل من ماء الفرات و هو يريده، تساقطت عنه خطاياه كيوم ولدته امه.

قال: فما لمن يجهز [6] اليه و لم يخرج لعلة تصيبه؟ قال: يعطيه الله بكل درهم أنفقه مثل احد من الحسنات، و يخلف عليه أضعاف ذلك بما أنفق، و يصرف عنه من البلاء مما قد نزل ليصيبه، و يدفع عنه و يحفظه في ماله.

قال: قلت: فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله؟ قال: أول قطرة من دمه يغفر له بها كل خطيئة، و تغسل طينته التي خلق منها الملائكة حتي تخلص، كما خلصت الأنبياء المخلصين، و يذهب عنها ما كان خالطها من أخباث [7] طين أهل الكفر، و يغسل قلبه و يشرح، و يملأ ايمانا، فيلقي الله و هو مخلص من كل ما يخالطه الأبدان و القلوب.

و يكتب له شفاعة في أهل بيته و ألفا من اخوانه، و تولي الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل و ملك الموت، و يؤتي بكفنه و حنوطه من الجنة، و يوسع قبره عليه، و يوضع له مصابيح في قبره، و يفتح له أبواب من الجنة، و تأتيه الملائكة بالطرف من الجنة.

و يرفع بعد ثمانية عشر يوما الي حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع أولياء الله


حتي تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فاذا كانت النفخة الثانية و خرج من قبره، كان أول من يصافحه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين و الأوصياء، و يبشرونه و يقولون له: ألزمنا و يتهنونه [8] علي الحوض، فيشرب منه، و يسقي من أحب.

قلت: فما لمن يحبس في اتيانه؟ قال: له بكل يوم يحبس و يغتم فرحة يوم القيامة، قلت: فان ضرب بعد الحبس في اتيانه؟ قال: له بكل ضربة حوراء، و بكل وجع يدخل علي بدنه ألف ألف حسنة، و يمحي بها عنه ألف ألف سيئة، و رفع له بها ألف ألف درجة، و يكون من محدثي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي يفرغ من الحساب، و يصافحه حملة العرش، و يقال له: سل ما أحببت.

و يؤتي بضاربه للحساب، فلا يسأل عن شي ء، و لا يحتسب بشي ء، و يؤخذ بضبعيه حتي ينتهي به الي ملك، فيحبوه و يتحفه بشربة من حميم، و شربة من ماء الغسلين، و يوضع علي مقال في النار، و يقال له: ذق ما قدمت يداك فيما أتيت الي هذا الذي ضربته، و هو وفد الله و وفد رسوله.

و يؤتي بالمضروب الي باب جهنم، و يقال له: انظر الي ضاربك و ما قد لقي، فهل شفيت صدرك؟ و قد اقتص لك منه، فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي ولولد رسول منه [9] .

و فيه، باسناده عن أبي عبدالله عليه السلام: ان لله عزوجل ملائكة موكلين بقبر الحسين عليه السلام، فاذا هم الرجل بزيارته أعطاهم ذنوبه [10] ، فاذا خطأ محوها: ثم اذا خطأ ضاعفوا حسناته، فلم يزل حسناته تضاعف حتي توجب له الجنه، ثم اكتنفوه و قدسوه.

و ينادون ملائكة السماء: أن قدسوا زوار حبيب حبيب الله، فاذا اغتسلوا ناداهم محمد صلي الله عليه و آله و سلم: يا وفد الله أبشروا بمرافقتي في الجنة، ثم ناداهم أمير


المؤمنين عليه السلام أنا ضامن لقضاء حوائجكم، و دفع البلاء عنكم في الدنيا و الآخرة، ثم اكتنفوهم عن أيمانهم و شمائلهم حتي ينصرفوا الي أهاليهم [11] .

و فيه مسندا، عن شهاب، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: سألني فقال: يا شهاب كم حججت من حجة؟ فقلت: تسعة عشر حجة، فقال: فتممها عشرين حجة تحسب لك بزيارة الحسين عليه السلام [12] .

و عنه عليه السلام من أتي قبر الحسين عليه السلام عارفا بحقه، كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [13] .

عن مسعدة بن صدقة، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: ما لمن زار قبر الحسين عليه السلام؟ قال: تكتب له حجة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: قلت: جعلت فداك حجة مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال عليه السلام: نعم و حجتان، قال: قلت: جعلت فداك و حجتان؟ قال: نعم و ثلاث، فما زال يعد حتي بلغ عشرا، قلت: جعلت فداك عشر حجج مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قال: نعم و عشرون حجة، قلت: جعلت فداك و عشرون فلم يزل يعد حتي بلغ خمسين فسكت [14] .

و فيه عن ميمون القداح، قال: قلت له: ما لمن أتي قبر الحسين عليه السلام زائرا عارفا بحقه غير مستكبر و لا مستنكف، قال: يكتب له ألف حجة مقبولة، و ألف عمرة مبرورة، و ان كان شقيا كتب سعيدا، و لم يزل يخوض في رحمة الله عزوجل [15] .

و فيه: عن الأصم، عن ابن سنان، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: جعلت فداك ان أباك كان يقول في الحج يحسب له بكل درهم أنفقه ألف درهم، فما لمن ينفق في المسير الي أبيك الحسين عليه السلام؟ فقال: يابن سنان يحسب له بالدرهم ألف و ألف حتي عد عشرة، و يرفع له من الدرجات مثلها، و رضا الله خير له، و دعاء محمد و دعاء أميرالمؤمنين و فاطمة و الأئمة عليهم السلام خير له [16] .


و في هداية الامة للحر العاملي، قال الصادق عليه السلام: في زيارة الحسين عليه السلام، انه ليجلب الرزق علي العبد، فيخلف عليه ما أنفق، و يجعل له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف درهم.

و روي: و له بكل درهم أنفقه عشرة آلاف مدينة له في كتاب محفوظ.

و روي: يحسب له بكل درهم ألف ألف حتي عد عشرة [17] .

و مما يحقق الفضل في زيارته نبذة من الروايات فيها غرائب الرؤيا و الحكايات:

منها: ما في البحار و المنتخب: روي عن الأعمش، قال: كنت نازلا بالكوفة و كان لي جار كثيرا ما كنت أقعد اليه، و كان ليلة الجمعة، فقلت له: ما تقول في زيارة الحسين عليه السلام؟ فقال: بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار، فقمت من بين يديه و أنا ممتلي ء غضبا، فقلت: اذا كان السحر أتيته و حدثته من فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام ما يسخن الله به عينيه.

قال: فأتيته و قرعت عليه الباب، فاذا بصوت من وراء الباب أنه قصد الزيارة في أول الليل، فرحت مسرعا فأتيت الحير، فاذا أنا بالشيخ ساجد، لا يمل من السجود و الركوع، فقلت له: بالأمس تقول لي بدعة، و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار، و اليوم تزوره.

فقال: يا سليمان لا تلمني، فاني ما كنت أثبت لأهل هذا البيت امامة حتي كانت ليلتي هذه، فرأيت رؤيا أرعبتني، فقلت: ما رأيت أيها الشيخ؟

فقال: رأيت رجلا لا بالطويل الشاهق، و لا بالقصير اللاصق، لا أحسن أصفه من حسنه و بهائه، مع أقوام يحفون به حفيفا و يزفونه زفا، بين يديه فارس علي فرس له ذنوب، علي رأسه تاج، للتاج أربعة أركان، في كل ركن جوهرة تضي ء مسيرة ثلاثة أيام، فقلت له: من هذا؟ فقالوا: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلي الله عليه و آله و سلم، فقلت: و الآخر؟ فقالوا: وصيه علي بن أبي طالب عليه السلام.

ثم مددت عيني، فاذا أنا بناقة من نور عليها هودج من نور تطير بين السماء


و الأرض، فقلت: لمن هذه الناقة؟ فقالوا: لخديجة بنت خويلد و فاطمة بنت محمد صلي الله عليه و آله و سلم، قلت: و الغلام؟ قالوا: الحسن بن علي عليهماالسلام، قلت: فالي أين يريدون بأجمعهم؟ فقالوا: الي زيارة المقتول ظلما الشهيد بكربلاء الحسين بن علي عليهماالسلام.

ثم قصدت الهودج، فاذا أنا برقاع تساقط من السماء أمانا من الله جل ذكره لزوار الحسين بن علي ليلة الجمعة، ثم هتف بنا هاتف: ألا انا و شيعتنا في الدرجة العليا من الجنة، والله يا سليمان لا افارق هذا المكان حتي تفارق روحي جسدي [18] .

و منها: ما في الكامل باسناده، عن اسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: اني كنت بالحيرة ليلة عرفة، و كنت اصلي و ثم نحو من خمسين ألفا من الناس، جميلة وجوههم، طيبة أرواحهم، و أقبلوا يصلون بالليل أجمع، فلما طلع الفجر سجدت، ثم رفعت رأسي، فلم أر منهم أحدا، فقال لي أبوعبدالله عليه السلام: انه مر بالحسين بن علي عليهماالسلام خمسون ألف ملك و هو يقتل، فعرجوا الي السماء، فأوحي الله اليهم: مررتم بابن حبيبي و هو يقتل فلم تنصروه، فاهبطوا الي الأرض، فاسكنوا عند قبره شعثا غبرا الي أن تقوم الساعة [19] .

و منها: ما فيه أيضا باسناده، عن الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي، قال: خرجت في آخر زمان بني مروان الي قبر الحسين بن علي عليهماالسلام مستخفيا من أهل الشام، حتي انتهيت الي كربلاء، فاختفيت في ناحية القرية، حتي اذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحو القبر، فلما دنوت منه أقبل نحوي رجل فقال لي: انصرف مأجورا، فانك لا تصل اليه، فرجعت فزعا حتي اذا كاد يطلع الفجر أقبلت نحوه، حتي اذا دنوت منه خرج الي الرجل، فقال لي: يا هذا انك لا تصل اليه.

فقلت له: عافاك الله و لم لا أصل اليه؟ و قد أقبلت من الكوفة اريد زيارته، فلا تحل بيني و بينه عافاك الله، و أنا أخاف أن اصبح، فيقتلوني أهل الشام ان أدركوني هاهنا، فقال لي: اصبر قليلا، فان موسي بن عمران عليه السلام سأل الله أن يأذن


له في زيارة قبر الحسين بن علي عليهماالسلام، فأذن له، فهبط من السماء في سبعين ألف ملك، فهم بحضرته من أول الليل ينتظرون طلوع الفجر، ثم يعرجون الي السماء.

قال: فقلت: فمن أنت عافاك الله؟ قال: أنا من الملائكة الذين امروا بحراسة قبر الحسين عليه السلام، و الاستغفار لزواره، فانصرفت و قد كاد أن يطير عقلي لما سمعت منه.

قال: فلما طلع الفجر أقبلت نحوه، فلم يحل بيني و بينه أحد، فدنوت منه، فسلمت عليه، و دعوت الله علي قتلته، و صليت الصبح، و أقبلت مسرعا مخافة أهل الشام [20] .

و منها: ما في المنتخب: روي الثقات، عن أبي محمد الكوفي، عن دعبل الخزاعي، قال: لما انصرفت عن أبي الحسن الرضا عليه السلام بقصيدتي التائية نزلت بالري، و اني في ليلة من الليالي و اذا أصوغ قصيدتي، و قد ذهب من الليل شطره، فاذا طارق يطرق الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أخ لك، فبدرت الي الباب ففتحته، فدخل شخص اقشعر منه بدني، و ذهلت منه نفسي، فجلس ناحية، و قال لي: لا ترع أنا أخوك من الجن، ولدت في الليلة التي ولدت فيها، و نشأت معك، و اني جئت احدثك لما يسرك، و يقوي يقينك و بصيرتك.

قال: فرجعت نفسي، و سكن قلبي، فقال لي: يا دعبل اني كنت من أشد خلق الله بغضا و عداوة لعلي بن أبي طالب عليه السلام، فخرجت في نفر من الجن المردة العتاة، فمررنا بنفر يريدون زيارة قبر الحسين عليه السلام قد جهنم الليل، فهممنا بهم، و اذا ملائكة تزجرنا من السماء، و ملائكة في الأرض تزجر عنهم هوامها، فكأني كنت نائما فانتبهت، أو غافلا فتيقظت، و علمت أن ذلك لعناية بهم من الله تعالي، لمكان من قصدوا له، و تشرفوا بزيارته.

فأحدثت توبة، و جددت نية، و زرت مع القوم، و وقفت بوقوفهم، و دعوت بدعائهم، و حججت بحجهم تلك السنة، و زرت قبر النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و مررت برجل حوله جماعة، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا ابن رسول الله الصادق عليه السلام.


قال: فدنوت منه، و سلمت عليه، فقال لي: مرحبا بك يا أخا أهل العراق، أتذكر ليلتك ببطن كربلاء، و ما رأيت من كرامة الله لأوليائنا، ان الله قد قبل توبتك، و غفر خطيئتك، فقلت: الحمد لله الذي من علي بكم، و نور قلبي بنور هدايتكم، و جعلني من المعتصمين بحبل ولايتكم، فحدثني يابن رسول الله بحديث أنصرف به الي أهلي و قومي.

فقال: حدثني أبي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا علي الجنة محرمة علي الأنبياء حتي أدخلها، و علي الأوصياء حتي تدخلها أنت، و علي الامم حتي تدخلها امتي، و علي امتي حتي يقروا بولايتك، و يدينوا بامامتك، يا علي والذي بعثني بالحق لا يدخل الجنة الا من أخذ منك بنسب أو سبب، ثم قال: خذها يا دعبل، فلن تسمع بمثلها من مثلي أبدا، ثم ابتلعته الأرض فلم أره [21] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار 73: 101 ح 20 عن کامل الزيارات ص 141.

[2] بحارالأنوار 21: 101 ح 11 عنه.

[3] بحارالأنوار 18: 101 ح 1 عن کامل الزيارات ص 142.

[4] بحارالأنوار 76: 101 ح 30 عن کامل الزيارات ص 147.

[5] بحارالأنوار 47: 101 ح 11 عن کامل الزيارات ص 151.

[6] قد صحح الفاضل النحرير الشيخ الحر العاملي رحمه‏الله «يجهز» بالياء التحتانية، و حمله علي الاستنابة في زيارته عليه‏السلام و لم يذکر غير هذا الخبر فيما هو بصدد اثباته من ثواب تجهيز غيره للاستنابة «منه».

[7] أدناس - خ ل. و في البحار: أجناس.

[8] في البحار: و يقيمونه.

[9] بحارالأنوار 80 -78: 101 عن کامل الزيارات ص 125 -123.

[10] لعل المراد من اعطاء ذنوب الزائر اياهم، تفويضها الي الملائکة و الي شفاعتهم کيفما أرادوا و استصوبوا، فهم يستوهبونها أولا و يمحونها، ثم يبدلون سيئاته حسنات باذن الله عزوجل، حتي استوجب رضوان الله و دخل الجنة «منه».

[11] بحارالأنوار 65 -46: 101 ح 50 عنه.

[12] بحارالأنوار 42: 101 ح 73 عنه.

[13] بحارالأنوار 42: 101 ح 77 عنه.

[14] بحارالأنوار 43: 101 ح 79 عن کامل الزيارات ص 163.

[15] بحارالأنوار 43: 101 ح 80 عن کامل الزيارات ص 164.

[16] بحارالأنوار 50: 101 ح 1 عن کامل الزيارات ص 128.

[17] هداية الامة 483: 5.

[18] بحارالأنوار 58: 101، و المنتخب ص 189.

[19] بحارالأنوار 226: 45 ح 20 عن کامل الزيارات ص 115.

[20] بحارالأنوار 59: 101 ح 29 عن کامل الزيارات ص 113 -111.

[21] المنتخب ص 209 -208.