بازگشت

في كيفية زيارته و صلاتها لمن نأت داره و بعدت شقته


و في الكامل: باسناده عن حنان بن سدير، عن أبيه في حديث طويل، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا سدير و ما عليك أن تزور قبر الحسين عليه السلام في كل جمعة خمس مرات، و في كل يوم مرة، قلت: جعلت فداك بيننا و بينه فراسخ كثيرة، قال: تصعد فوق سطحك، ثم تلتفت يمنة و يسرة، ثم ترفع رأسك الي السماء، ثم تحول


نحو قبر الحسين عليه السلام، ثم تقول: السلام عليك يا أباعبدالله، السلام عليك يابن رسول الله، السلام عليك و رحمة الله و بركاته؛ يكتب لك زورة، و الزورة حجة و عمرة، قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة [1] .

روي الفاضل المتبحر في ترجمته المسماة بزاد المعاد، عن بعض أكابر العلماء، عن أبي الحسن القادسي، قال: اني كنت أكثر زيارة الحسين عليه السلام، فلما كبر سني و قلت ذات يدي تركته أحيانا، فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الحسن و الحسين عليهماالسلام عنده، فلما دنوت منهم شكي الحسين عليه السلام الي جده أن هذه الرجل كان يزورني كثيرا، فتركها الآن، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أمثل الحسين يترك زيارته؟ قلت: يا رسول الله عاقني عن سعادتي قله ذات يدي و كبر سني.

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: اعل فوق سطحك كل ليلة، و أشر باصبعك الي ناحية قبره، و قل: السلام عليك و علي جدك و أبيك، السلام عليك و علي امك و أخيك، السلام عليك و علي الأئمة من بنيك، السلام عليك يا صاحب الدمعة الساكبة، السلام عليك يا صاحب المصيبة الراتبة، لقد أصبح كتاب الله مهجورا، و رسول الله فيك موتورا، السلام عليك و رحمة الله و بركاته، السلام علي أنصار الله و خلفائه، السلام علي امناء الله و أحبائه، السلام علي محال معرفة الله، و معادن حكمة الله، و حفظة سر الله، و حملة كتاب الله، و أوصياء نبي الله، و ذرية رسول الله، صلي الله عليه و آله و رحمة الله و بركاته. فاطلب كل حاجة لك، فان فعلت كان زيارتك مقبولة من قرب أو بعد.

و في الكامل: مرفوعا، قال: دخل حنان بن سدير الصيرفي علي أبي عبدالله عليه السلام، و عنده جماعة من أصحابه، فقال: يا حنان بن سدير تزور أباعبدالله عليه السلام في كل شهر مرة؟ قال: لا، قال: ففي كل شهرين مرة؟ قال: لا، قال ففي كل سنة؟ قال: لا، قال: ما أجفاكم بسيدكم، فقال: يابن رسول الله قلة الزاد و بعد المسافة.

قال له: ألا أدلكم علي زيارة مقبولة و ان بعد النائي؟ قال: فكيف أزوره يابن


رسول الله؟ قال: اغتسل يوم الجمعة، أو أي يوم شئت، و البس أطهر ثيابك، و اصعد الي عالي [2] موضع في دارك أو الصحراء، و استقبل القبلة بوجهك بعد ما تبين أن القبر هناك، يقول الله تبارك و تعالي: (فأينما تولوا فثم وجه الله) [3] .

ثم قل: السلام عليك يا مولاي و ابن مولاي، و سيدي و ابن سيدي، السلام عليك يا مولاي الشهيد و ابن الشهيد، و القتيل و ابن القتيل، السلام عليك و رحمة الله و بركاته، أنا زائرك يابن رسول الله بقلبي و لساني و جوارحي، و ان لم أزرك بنفسي و المشاهدة.

فعليك السلام يا وارث آدم صفوة الله، و يا وارث نوح نبي الله، و وارث ابراهيم خليل الله، و وارث موسي كليم الله، و وارث عيسي روح الله و كلمته، و وارث محمد حبيب الله و نبيه و رسوله، و وارث أميرالمؤمنين وصي رسول الله و خليفته، و وارث الحسن بن علي وصي أميرالمؤمنين، لعن الله قاتلك، و جدد عليهم العذاب في هذه الساعة و كل ساعة.

أنا يا سيدي متقرب الي الله، و الي جدك رسول الله، و الي أبيك أميرالمؤمنين، و الي أخيك الحسن، و اليك يا مولاي، فعليك سلام الله و رحمته و بركاته بزيارتي لك بقلبي و لساني و جميع جوارحي، فكن يا سيدي شفيعي لقبول ذلك مني و أنا بالبراءة من أعدائك و اللعنة لهم و عليهم أتقرب الي الله و اليكم أجمعين، فعليك صلوات الله و رضوانه و رحمته.

ثم تتحول علي يسارك قليلا، و تحول وجهك الي قبر علي بن الحسين عليه السلام، و تسلم عليه مثل ذلك، ثم ادع الله بما أحببت من أمر دينك و دنياك.

ثم تصلي أربع ركعات، فان صلاة الزيارة ثمانية، أو ستة، أو أربعة، أو ركعتان، و أفضلها ثمان، ثم تستقبل نحو قبر أبي عبدالله عليه السلام و تقول: أنا مودعك يا مولاي و ابن مولاي، و سيدي و ابن سيدي، و مودعك يا سيدي و ابن سيدي، يا علي بن الحسين، و مودعكم يا سادتي يا معاشر الشهداء، فعليكم سلام الله و رحمته


و رضوانه و بركاته [4] .

أقول: و صلاة زيارته من بعد يجوز أن تؤدي قبل الزيارة و بعدها.

روي الفاضل الشيخ الحر في هداية الامة في افادة هذا، قال الباقر عليه السلام في زيارة الحسين عليه السلام لمن كان في بعيد البلاد: اذا كان ذلك برز الي الصحراء، أو صعد سطحا مرتفعا، و أومأ اليه بالسلام، و اجتهد في الدعاء علي قاتله، و صلي من بعد ركعتين، و ليكن ذلك في صدر النهار من قبل أن تزول الشمس، و ذكر زيارته، ثم قال: ان استطعت أن تزوره كل يوم من دارك بهذه الزيارة فافعل [5] .

و روي في الزيارة من بعد أنه يصلي ثم يزور [6] .

و في الكامل مسندا، عن سليمان بن خالد، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: عجبا لأقوام يقولون: انهم شيعة لنا يقال: ان أحدهم يمر به دهره لا يأتي قبر الحسين عليه السلام جفاء منه و تهاون و عجز وكسل، أما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون و لا كسل، قلت: جعلت فداك و ما فيه من الفضل؟ قال: فضل و خير كثير، أما أول ما يصيبه أن يغفر له ما مضي من ذنوبه، و يقال له: استأنف العمل [7] .

فيه باسناده، عن أبي أيوب، قال: حق علي الغني أن يأتي قبر الحسين عليه السلام في السنة مرتين، و حق علي الفقير أن يأتيه في السنة مرة [8] .

و روي مرفوعا الي علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: يا علي بلغني أن قوما من شيعتنا يمر بأحدهم السنة و السنتان لا يزورون قبر الحسين عليه السلام، قلت: جعلت فداك اني أعرف اناسا كثيرة بهذه الصفة.

قال: أما والله لحظهم حطوا [9] ، و عن ثواب الله زاغوا، و عن جوار محمد صلي الله عليه و آله و سلم تباعدوا، قلت: جعلت فداك في كم الزيارة؟

قال: يا علي ان كنت تقدر أن تزوره في كل شهر فافعل، قلت: لا أصل الي


ذلك، لأني أعمل بيدي و امور الناس بيدي، و لا أقدر أن أغيب وجهي عن مكاني يوما واحدا، قال: أنت في عذر و من كان يعمل بيده، و انما عتبت علي من يعمل بيده ممن ان خرج في كل جمعة هان ذلك عليه ألا أنه ماله عند الله من عذر، و لا عند رسوله ممن عذر يوم القيامة، قلت: فان أخرج عنه رجلا فيجوز ذلك؟

قال: نعم و خروجه بنفسه أعظم أجرا و خيرا له عند ربه، يراه ربه ساهر الليل ثغب [10] النهار، ينظر الله اليه نظرة توجب له الفردوس الأعلي مع محمد و أهل بيته، فتنافسوا في ذلك، و كونوا من أهله [11] .

و فيه مسندا، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل، قلت: و من يأتيه زائرا ثم ينصرف، متي يعود اليه؟ و كم يوما؟ [12] و كم يسع الناس تركه؟ قال: لا يسع أكثر من شهر، و أما بعيد الدار، ففي كل ثلاث سنين، و ما جاز من ثلاث سنين فلم يأته فقد عق رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و قطع حرمته الا من علة [13] .

تتميم: فيه مسندا، عن عمرو بن عثمان، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من لم يقدر علي صلتنا فليصل صالحي موالينا، يكتب له ثواب صلتنا، و من لم يقدر علي زيارتنا فليزر صالحي موالينا، يكتب له ثواب زيارتنا [14] .

بشارة: فيه مسندا، عن الرضا عليه السلام، عن أبيه، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان أيام زائري الحسين بن علي عليه السلام لا تحسب من أعمارهم، و لا تعد من آجالهم [15] .

أقول: لعل المراد أن الله تعالي زاد لمن يعلم أنه يزور الحسين عليه السلام علي عمره الذي ينبغي له ان كان لا يزور مقدار ما يزور من الأيام، أو المراد أنه لا يضيق


عليهم في أعمالهم أيام زيارتهم بل يتسامح فيها، نظير أنه لا يكتب علي الحجاج أربعة أشهر والله يعلم.

في أمالي الطوسي، قال: سمعت أباجعفر و جعفر بن محمد عليهماالسلام يقولان: ان الله تعالي عوض الحسين عليه السلام من قتله أن جعل الامامة في ذريته، و الشفاء في تربته، و اجابة الدعاء عند قبره، و لا تعد أيام زائره جائيا و راجعا من عمره.

قال محمد بن مسلم: قلت لأبي عبدالله هذه الخلال تنال بالحسين فماله في نفسه، قال: ان الله ألحقه بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم، فكان معه في درجته و منزلته، ثم قال: (و الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بأيمان ألحقنا بهم ذريتهم) [16] الآية [17] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار 365: 101 ح 2 عن کامل الزيارات ص 287.

[2] في البحار: أعلي.

[3] البقرة: 115.

[4] بحارالأنوار 368 -367: 101 ح 11 عن کامل الزيارات ص 288.

[5] هداية الامة 489: 5 ح 26.

[6] هداية الأمة 493: 5 ح 11.

[7] بحارالأنوار 7: 101 ح 28 عن کامل الزيارات ص 292.

[8] بحارالأنوار 12: 101 ح 2 عن کامل الزيارات ص 293.

[9] في البحار: أخطأوا.

[10] کذا في النسخ، قال في القاموس: الثغب محرکة ذوب الجهد. و ليس بأنسب من هذه اللغة فيه، و الظاهر أن يکون سغب بالغين المضرسه، قال في القاموس: سغب جاع، أولا يکون الا مع تعب، و هو سغبان و سغب، و قال: و السغب العطش، و ليس بمستعمل «منه». أقول: و في البحار: تعب.

[11] بحارالأنوار 12: 101 ح 1 عن کامل الزيارات ص 295.

[12] في البحار: يأتي.

[13] بحارالانوار 12: 101 ح 1 عن کامل الزيارات ص 295.

[14] کامل الزيارات ص 319.

[15] کامل الزيارات ص 136.

[16] الطور: 21.

[17] بحارالانوار 69: 101 ح 2 عن الأمالي للشيخ ص 317.