بازگشت

في فضل كربلاء و زيارة الحسين و استحباب أخذ السبحة من تربتها


في كامل الزيارات مسندا، عن عبدالله بن أبي يعفور، قال: سمت أباعبدالله عليه السلام يقول لرجل من مواليه: يا فلان أتزور الحسين عليه السلام؟ قال: نعم اني أزور بين ثلاث سنين أو سنتين مرة، فقال له و هو مصفر الوجه: أما والله الذي لا اله الا هو لو زرته كان أفضل مما أنت فيه.

فقال له: جعلت فداك أكل هذا الفضل؟ فقال: نعم، والله لو أني حدثتكم


بفضل زيارته لتركتم الحج رأسا و ما حج منكم أحد، ويحك أما تعلم أن الله اتخذ كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة حرما؟

قال ابن أبي يعفور: فقلت له: قد فرض الله علي الناس حج البيت، و لم يذكر زيارة قبر الحسين عليه السلام، قال: و ان كان كذلك، فان هذا شي ء جعله الله كذلك، أما سمعت قول أميرالمؤمنين عليه السلام حيث يقول: ان باطن القدم أحق بالمسح من ظاهر القدم؟ و لكن الله فرض هذا علي العباد، أو ما علمت أن الموقف لو كان في الحرم كان أفضل لأجل الحرم؟ و لكن الله صنع ذلك في غير الحرم [1] .

و فيه: مسندا عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن أبي عبدالله عليه السلام: ان أرض الكعبة قالت: من مثلي [2] و قد بني بيت الله علي ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، و جعلت حرم الله و أمنه، فأوحي الله اليها أن كفي و قري ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء الا بمنزلة الأبرة غرست في البحر، فحملت من ماء البحر، و لولا تربة كربلاء ما فضلتك، و لولا ما تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك و لا خلقت البيت الذي تفتخرين به، فقري و استقري و كوني دنيا متواضعا ذليلا مهينا، غير مستنكف و لا مستكبر لأرض كربلاء، و الا سخت بك، و هويت بك في نار جهنم [3] .

و فيه: مسندا عن أبي الجارود، قال قال علي بن الحسين عليهماالسلام: اتخذ الله أرض كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة و يتخذها حرما، بأربعة و عشرين ألف عام، و انه اذا زلزل الله الأرض و سيرها، رفعت كما هي بتربتها نورانية صافية، فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة، و أفضل مسكن في الجنة، لا يسكنها الا النبيون و المرسلون، أو قال: اولوا العزم من الرسل، و انها لتزهر بين رياض الجنة، كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض، يغشي نورها أبصار أهل الجنة جميعا، و هي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة


المباركة التي تضمنت سيد الشهداء، و سيد شباب أهل الجنة [4] .

و فيه: في رواية: ألا و ان الملائكة زارت كربلاء ألف عام قبل أن يسكنه الحسين جدي عليه السلام، و ما من ليلة تمضي الا و جبرئيل و ميكائيل يزورانه [5] .

و فيه: مرسلا، قال أبوجعفر عليه السلام، الغاضرية هي البقعة التي كلم الله فيها موسي عليه السلام، و ناجي نوحا فيها، و هي أكرم أرض الله عليه، و لولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءه و أبناء نبيه، فزوروا قبورنا في الغاضرية. و قال أبوعبدالله عليه السلام: الغاضرية تربة من بيت المقدس [6] .

و روي فيه: و فيها - أي: في كربلاء - قبة الاسلام التي نجي الله عليها المؤمنين الذين آمنوا مع نوح في الطوفان [7] .

و في فرحة الغري: مسندا، عن داود الرقي، قال: قال الصادق عليه السلام: أربع بقاع ضجت الي الله تعالي في أيام الطوفان: البيت المعمور فرفعه الله، و الغري، و كربلاء، و طوس [8] .

و في كامل الزيارات: مسندا عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: خرج أميرالمؤمنين عليه السلام يسير بالناس، حتي اذا كان من كربلاء علي مسير ميل أو ميلين، تقدم بين أيديهم حتي صار بمصارع الشهداء، ثم قال: قبض فيها مائتا نبي، و مائتا وصي، و مائتا سبط، كلهم شهداء بأتباعهم، فطاف بها علي بغلة خارج رجله من الركاب، فأنشأ يقول: مناخ ركاب و مصارع الشهداء، لا يسبقهم من كان قبلهم، و لا يلحقهم من أتي بعدهم [9] .

و فيه: باسناده، عن صفوان الجمال، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: ان الله تعالي فضل الأرضين و المياه بعضها علي بعض، فمنها ما تفاخرت، و منها ما بغت، فما من ماء و لا أرض الا عوقبت لتركه التواضع لله، حتي سلط الله علي


الكعبة المشركين، و أرسل الي ماء زمزم ماء مالحا فأفسد طعمه، و ان كربلاء و ماء الفرات أول أرض و أول ماء قدس الله تبارك و تعالي، فبارك الله عليها، فقال لها: تكلمي بما فضلك الله.

فقالت: لما تفاخرت الأرضون و المياه بعضها علي بعض، قالت: أنا أرض الله المباركة المقدسة، الشفاء في تربتي و مائي و لا فخر، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك، و لا فخر علي ما دوني، بل شكرا لله، فأكرمها و زاد في تواضعها و شكرها لله بالحسين و أصحابه، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: من تواضع لله رفعه الله، و من تكبر وضعه الله [10] .

و في التهذيب: محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن جعفر المؤدب، عن الحسن بن علي بن شعيب الصائغ، يرفعه الي بعض أصحاب أبي الحسن موسي عليه السلام، قال: دخلت عليه، فقال: لا يستغني شيعتنا عن أربع: خمرة يصلي عليها، و خاتم يتختم به، و سواك يستاك به، و سبحة من طين قبر أبي عبدالله الحسين عليه السلام فيها ثلاث و ثلاثون حبة، متي قلبها ذاكرا لله، كتب الله له بكل حبة أربعون حسنة، و اذا قلبها ساهيا يعبث بها، كتب له عشرون حسنة. و في رواية: خمسة بزيادة خاتم عقيق [11] .

و عنه: عن أبيه، عن محمد الحميري، قال:كتبت الي الفقيه أسأله هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر؟ و هل فيه فضل؟ فأجاب و قرأت التوقيع و منه نسخت: تسبح به، فما من شي ء من التسبيح أفضل منه، و من فضله أن المسبح ينسي التسبيح و يدير السبحة، فيكتب له ذلك التسبيح.

قال: و كتبت اليه أسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره، هل يجوز ذلك أم لا؟ فأجاب و قرأت التوقيع و منه نسخت: يوضع مع الميت في قبره، و يخلط بحنوطه [12] .

روي الفاضل في كتاب مزار البحار، عن مؤلف المزار الكبير باسناده، عن


ابراهيم بن محمد الثقفي، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام، قال: ان فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كانت سبحتها من خيط صوف، مفتل معقود عليه عدد التكبيرات، و كانت عليهاالسلام تديرها بيدها تكبر و تسبح، حتي قتل حمزة بن عبدالمطلب، فاستعملت تربته و عملت التسابيح، فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين عليه السلام عدل بالأمر اليه، فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل و المزية [13] .

و عنه: باسناده، عن أبي القاسم محمد بن علي، عن الرضا عليه السلام قال: من أدار الطين من التربة، فقال: سبحان الله و الحمدلله و لا اله الا الله والله أكبر، مع كل حبة منها كتب الله له ستة آلاف حسنة، و محا عنه ستة آلاف سيئة، و رفع له ستة آلاف درجة، و أثبت له من الشفاعة مثلها [14] .

و في كتاب الحسن بن محبوب: سئل الصادق عليه السلام عن التفاضل بين التربتين طين قبر حمزة و الحسين عليه السلام؟ فقال عليه السلام: السبحة التي من طين الحسين تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح [15] .

و عنه أيضا: روي أن الحور العين اذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط الي الأرض لأمر ما يستهدين منه السبح و التربة من طين قبر الحسين عليه السلام [16] .

و روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: السبح الزرق في أيدي شيعتنا مثل الخيوط الزرق في أكسية بني اسرائيل: ان الله عزوجل أوحي الي موسي أن مر بني اسرائيل أن يجعلوه في جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق، و يذكرون بها اله السماء.

قال الفاضل: الظاهر كون حبات السبح زرقا، و يحتمل أن يكون المراد كون خيطها كذلك كما قيل [17] .

و في المصباح: روي معاوية بن عمار، قال: كان لأبي عبدالله عليه السلام خريطة ديباج صفراء فيها تربة أبي عبدالله عليه السلام، فكان اذا حضرت الصلاة صبه علي


سجادته و سجد عليه، ثم قال عليه السلام: السجود علي تربة الحسين عليه السلام يخرق الحجب السبع [18] .

و في هداية الامة للحر العاملي: سئل المهدي عليه السلام عن السجدة علي لوح من طين القبر هل فيه فضل؟ فأجاب: يجوز ذلك و فيه الفضل [19] .

و في المصباح: روي جعفر بن عيسي أنه سمع أباالحسن عليه السلام يقول: ما علي أحدكم اذا دفن الميت و وسده بالتراب، أن يضع مقابل وجهه لبنة من طين الحسين عليه السلام، و لا يضها تحت رأسه [20] .

و نقل في المدارك شرح الشرائع للسيد محمد رحمه الله: ان امرأة قذفها القبر مرارا؛ لأنها كانت تزني و تحرق أولادها، و أن امها أخبرت الصادق عليه السلام بذلك، فقال: انها كانت تعذب خلق الله بعذاب الله، اجعلوا معها شيئا من تربة الحسين عليه السلام فجعل، فاستقرت [21] .


پاورقي

[1] بحارالأنوار 33: 101 ح 33 عن کامل الزيارات ص 266.

[2] قد مضي في مجلس الأول من الخاتمة، و هو مجلس رجعة الحسين عليه‏السلام في حديث المفضل الطويل نبذ من فضل کربلا حين تفاخرت البقاع، فتذکر «منه».

[3] بحارالأنوار 107 - 106: 101 عن کامل الزيارات ص 267.

[4] بحارالأنوار 108: 101 ح 10 عن کامل الزيارات ص 268.

[5] بحارالأنوار 109: 101 ح 16 عن کامل الزيارات ص 269.

[6] بحارالأنوار 109 - 108: 101 ح 13 و 14 عن کامل الزيارات ص 269 -268.

[7] بحارالأنوار 109: 101 ح 15 عنه.

[8] بحارالأنوار 106: 101 ح 2 عن فرحة الغري ص 70.

[9] بحارالأنوار 116: 101 ح 42 و 43 عن التهذيب 72: 6 و الکامل ص 270.

[10] بحارالأنوار 109: 101 ح 17 عن کامل الزيارات ص 270.

[11] بحارالأنوار 132: 101 ح 61 عن التهذيب 75: 6.

[12] بحارالأنوار 133 -132: 101 ح 62 عن التهذيب 76 -75: 6.

[13] بحارالأنوار 133: 101 ح 64 عن المزار الکبير ص 119.

[14] بحارالأنوار 133: 101 ح 65 عنه.

[15] بحارالأنوار 133: 101 ح 66 عنه.

[16] بحارالأنوار 134: 101 ح 67 عنه. و 106: 101 ح 17 عنه.

[17] بحارالأنوار 134: 101 ح 68 عنه.

[18] بحارالأنوار 135: 101 ح 74 عنه.

[19] هداية الامة 189: 3.

[20] بحارالأنوار 136: 101 عنه.

[21] مدارک الأحکام 140: 2.