بازگشت

في ورود أهل بيت المحنة الي الكوفة


قال السيد: ثم ان عمر بن سعد بعث برأس الحسين عليه السلام في ذلك اليوم و هو يوم عاشوراء، مع خولي بن يزيد الأصبحي، و حميد بن مسلم الأزدي، الي عبيدالله بن زياد [1] .


روي الفاضل المتبحر، عن أبي مخنف، أن عمر بن سعد لما دفع الرأس الي خولي الأصبحي ليحمله الي ابن زياد، أقبل به خولي ليلا، فوجد باب القصر مغلقا، فأتي به منزله، و له امرأتان، امرأة من بني أسد، و اخري حضرمية يقال لها: النوار، فآوي الي فراشها، فقالت له: ما الخبر؟ فقال: جئتك بالذهب، هذا رأس الحسين معك في الدار، فقالت: ويلك جاء الناس بالذهب و الفضة، و جئت برأس ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، والله لا يجمع رأسي و رأسك و سادة أبدا.

قالت: فقمت من فراشي فخرجت الي الدار، و دعا الأسدية، فأدخلها عليه، فما زلت والله أنظر الي نور مثل العمود يسطع من الاجانة التي فيها رأس الحسين عليه السلام الي السماء، و رأيت طيورا بيضاء ترفرف حولها و حول الرأس [2] .

قال ابن نما: ذكر البلاذري في مختاره: أن رأس الحسين عليه السلام أول رأس حمل علي خشبة.

قال السيد: ثم ان ابن سعد أمر برؤوس الباقين من أصحابه و أهل بيته، فنظفت و سرح بها مع شمر بن ذي الجوشن، و قيس بن الأشعث، و عمرو بن الحجاج، فأقبلوا حتي قدموا بها الكوفة، و أقام بقية يوم و اليوم الثاني الي زوال الشمس، ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين عليه السلام، و حملوا نساءه علي أحلاس أقتاب [3] بعير وطاء، مكشفات الوجوه بين الأعداء، و هن ودائع خير الأنبياء، و ساقوهن كما يساق سبي الترك و الروم، في أسر المصائب و الهموم، و لله در القائل حيث يقول:



يصلي علي المبعوث من آل هاشم

و يغزي بنوه ان ذا لعجيب



و سار ابن سعد بالسبي المشار اليه، فلما قاربوا الكوفة، اجتمع أهلها للنظر اليهن، قال: فأشرفت امرأة من الكوفيات، فقالت: من أي الاساري أنتن؟ فقلن: نحن اساري محمد صلي الله عليه و آله و سلم، فنزلت عن سطحها، فجمعت ملاء [4] و ازرا و مقانع


فأعطتهن فتغطين. قال: و كان مع النساء علي بن الحسين عليه السلام، قد نهكته العلة، و الحسن بن الحسن المثني، و كان قد واسي عمه و امامه في الصبر علي الرماح، و انما ارتث [5] و قد أثخن بالجراح.

و كان معهم أيضا زيد و عمرو و ولد الحسن السبط عليه السلام، فجعل أهل الكوفة ينوحون و يبكون، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: أتنوحون و تبكون من أجلنا، فمن الذي قتلنا [6] .

قال ابن شهرآشوب: و جاؤا بالحرم اساري الا شهربانويه، فانها أتلفت نفسها في الفرات [7] .

روي الفاضل عن المفيد باسناده: أنه لما أقبل بالنسوة الي الكوفة علي الجمال بغير وطاء، جعل نساء الكوفة يبكين و يندبن، فسمعت علي بن الحسين عليه السلام و هو يقول بصوت ضئيل، قد نهكته العلة، في عنقه الجامعة، و يده مغلولة الي عنقه: ان هؤلاء النسوة يبكين فمن قتلنا؟ [8] .

و في المنتخب: أن علي بن الحسين عليه السلام كان يقول و هو في أسر بني امية: أيها الناس ان كل صمت ليس فيه فكر فهو عي، و كل كلام ليس فيه ذكر فهو هباء، ألا و ان الله تعالي أكرم أقواما بآبائهم، فحفظ الأبناء بالآباء، لقوله تعالي: (و كان أبوهما صالحا) [9] فأكرمهما، و نحن والله عترة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فأكرمونا لأجل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؛ لأن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يقول فوق منبره: احفظوني في عترتي و أهل بيتي، فمن حفظني حفظه الله، و من آذاني فعليه لعنة الله، و نحن والله أهل بيت أذهب الله عنا الرجس و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، و نحن والله أهل بيت اختار الله لنا الآخرة، وزوي عنا الدنيا و لذاتها، و لم يمتعنا بلذاتها [10] .

قال السيد: قال بشير بن خزيم الأسدي: و نظرت الي زينب بنت علي


يومئذ، و لم أر خفرة [11] قط أنطق منها، كأنما تفرغ [12] من لسان أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب، و قد أومأت الي الناس: أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس، و سكنت الأجراس.

ثم قالت: الحمدلله، و الصلاة و السلام علي أبي محمد و آله الطيبين الأخيار، أما بعد: يا أهل الكوفة، يا أهل الختل و الغدر، أتبكون؟!. فلا رقأت الدمعة، و لا هدأت الرنة، انما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، تتخذون أيمانكم دخلا بينكم.

ألا و هل فيكم الا الصلف النطف، و الصدر الشنف، و ملق الاماء، و غمز الأعداء، أو كمرعي علي دمنة، أو كفصة علي ملحودة، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم و في العذاب أنتم خالدون، أتبكون و تنتحبون؟ اي والله فابكوا كثيرا، و اضحكوا قليلا، فلقد ذهبتم بعارها [13] و شنارها، و لن ترحضوها بغسل بعدها أبدا، و أني ترحضون قتل سليل خاتم النبوة، و سيد شباب أهل الجنة، و ملاذ خيرتكم، و مفزع نازلتكم، و منار حجتكم، و مدرة سنتكم، ألا ساء ما تزرون، بعدا لكم و سحقا.

فلقد خاب السعي، و تبت الأيدي، و خسرت الصفقة، و بؤتم من الله، و ضربت عليكم الذلة و المسكنة.

ويلكم يا أهل الكوفة أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ و أي كريمة له أبرزتم؟ و أي دم له سفكتم؟ و أي حرمة له انتهكتم؟ لقد جئتم بها صلعاء عنقاء سوآء فقماء نأواء [14] - و في بعضها: خرقاء شوهاء - كطلاع الأرض، و ملأ السماء،


أفعجبتم أن مطرت السماء دما؟ فلعذاب الآخرة أخزي و أنتم لا تبصرون، فلا يستخفنكم المهل [15] ، فانه لا يحفزه [16] البدار و لا يخاف فوت الثأر، و ان ربكم لبالمرصاد.

و قال: فو الله رأيت الناس يومئذ حياري يبكون، و قد وضعوا أيديهم في أفواههم، و رأيت شيخا واقفا الي جنبي يبكي حتي اخضلت لحيته، و هو يقول: بأبي أنتم و امي، كهولكم خير الكهول، و شبابكم خير الشباب، و نساؤكم خير النساء، و نسلكم خير النسل، لا يخزي و لا يبزي [17] .

و روي زيد بن موسي، قال: حدثني أبي، عن جدي عليهماالسلام، قال: خطبت فاطمة الصغري بعد أن وردت من كربلاء، فقالت: الحمد لله عدد الرمل و الحصي، وزنة العرش الي الثري، أحمده و اومن به، و أتوكل عليه، و أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله، و أن أولاده عليه السلام ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل [18] و لا ترات.

اللهم اني أعوذبك أن أفتري عليك الكذب، و أن أقول عليك خلاف ما أنزلت، من أخذ العهود لوصيه علي بن أبي طالب، المسلوب حقه، المقتول من غير ذنب، كما قتل ولده بالأمس في بيت من بيوت الله فيه معشر مسلمة بألسنتهم، تعسا لرؤوسهم ما دفعت عنه ضيما في حياته و لا عند مماته، حتي قبضته اليك محمود النقيبة، طيب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه فيك اللهم لومة لائم، و لا عذل عاذل، هديته اللهم للاسلام صغيرا، و حمدت مناقبه كبيرا، و لم يزل ناصحا لك و لرسولك، حتي قبضته اليك، زاهدا في الدنيا، غير حريص عليها، راغبا في الآخرة، مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فهديته الي صراط مستقيم.

أما بعد: يا أهل الكوفة، يا أهل المكر و الغدر والخيلاء، فأنا أهل بيت ابتلانا


الله بكم، و ابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسنا، و جعل علمه عندنا، و فهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، و وعاء فهمه و حكمته، و حجته علي الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، و فضلنا بنبيه محمد صلي الله عليه و آله و سلم علي كثير ممن خلق تفضيلا بينا، و كذبتمونا و كفرتمونا، و رأيتم قتالنا حلالا، و أموالنا نهبا، كأنا أولاد ترك أو كابل، فقتلتمونا كما قتلتم جدنا بالأمس، و سيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، لحقد متقدم، قرت لذلك عيونكم، و فرحت قلوبكم، افتراء منكم علي الله، و مكرا مكرتم، والله خير الماكرين.

فلا تدعونكم أنفسكم الي الجذل بما أصبتم من دمائنا، و نالت أيديكم من أموالنا، فانما أصابنا من المصائب الجليلة و الرزء العظيم [19] في كتاب من قبل أن نبرأها، ان ذلك علي الله يسير، لكيلا تأسوا علي ما فاتكم، و لا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور.

تبا لكم فانتظروا اللعنة و العذاب، فكأنما [20] قد حل بكم، و تواترت من الساء نقمات، فيسحتكم بعذاب، و يذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله علي الظالمين.

ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم، و أية نفس نزعت الي قتالنا؟ أم بأية رجل مشيتم الينا؟ تبغون محاربتنا، قست قلوبكم، و غلظت أكبادكم، و طبع علي أفئدتكم، و ختم علي سمعكم و بصركم، و سول لكم الشيطان، و أملي لكم، و جعل علي أبصاركم غشاوة، فأنتم لا تهتدون.

تبا لكم يا أهل الكوفة، أي ترات لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قبلكم، و ذحول له لديكم، بما غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب جدي، و بنيه و عترة النبي الطيبين الأخيار، و افتخر بذلك مفتخر، فقال:



نحن قتلنا عليا و بني علي

بسيوف هندية و رماح



و سبينا نساءهم سبي ترك

و نطحناهم فأي نطاح




بفيك أيها القائل الكثكث و الأثلب [21] ، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله و طهرهم و أذهب عنهم الرجس، فأكظم و أقع كما أقعي أبوك، فانما لكل امري ء ما اكتسب و ما قدمت يداه، أحسدتمونا ويلا لكم علي ما فضلنا الله:



فما ذنبنا ان جاش دهرا بحورنا

و بحرك ساج ما يواري الدعامصا



ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، و من لم يجعل الله له نورا فماله من نور.

قال: فارتفعت الأصوات بالبكاء، و قالوا: حسبك يا ابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا، و أنضجت نحورنا، و أضرمت أجوافنا، فسكتت.

قال: و خطبت ام كلثوم بنت علي عليه السلام في ذلك اليوم من وراء كلتها [22] ، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت: يا أهل الكوفة سوأة لكم، مالكم خذلتم حسينا، و قتلتموه، و انتهبتم أمواله و ورثتموه، و سبيتم نساءه و نكبتموه، فتبا لكم و سحقا، ويلكم أتدرون أي دواه دهتكم؟ و أي وزر علي ظهوركم حملتم؟ و أي دماء سفكتموها؟ و أي كريمة أصبتموها؟ و أي صبية سلبتموها؟ و أي أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و نزعت الرحمة من قلوبكم، ألا ان حزب الله هم الفائزون، و حزب الشيطان هم الخاسرون، ثم قالت:



قتلتم أخي صبرا فويلك لامكم

ستجزون نارا حرها يتوقد



سفكتم دماء حرم الله سفكها

و حرمها القرآن ثم محمد



ألا فابشروا بالنار انكم غدا

لفي سقر حقا يقينا تخلدوا



و اني لأبكي في حياتي علي أخي

علي خير من بعد النبي سيولد



بدمع غزير مستهل مكفكف

علي الخد مني ذائبا ليس يجمد



قال: فضج الناس بالبكاء و الحنين و النوح، و نشرت النساء شعورهن، و وضعن التراب علي رؤوسهن، و خمشن وجوههن، و ضربن خدودهن، و دعون بالويل والثبور، و بكي الرجال، ونتفوا لحاهم، فلم ير باكية و باك أكثر من ذلك اليوم.


ثم ان زين العابدين عليه السلام أومأ الي الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام قائما، فحمد الله و أثني عليه، و ذكر النبي فصلي عليه، ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، و من لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشط الفرات، من غير ذحل و لا ترات، أنا ابن من انتهك حريمه، و سلب نعيمه، و انتهب ماله، و سبي عياله، أنا ابن من قتل صبرا، و كفي بذلك فخرا، أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم الي أبي و خدعتموه، و أعطيتموه من أنفسكم العهد و الميثاق و البيعة و قاتلتموه و خذلتموه، فتبا لما قدمتم لأنفسكم، و سوأة لرأيكم، بأية عين تنظرون الي رسول الله غدا في القيامة؟ اذ يقول لكم: قتلتم عترتي، و انتهكتم حرمتي، فلستم من امتي.

قال: فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية، و يقول بعضهم لبعض: هلكتم و ما تعلمون.

فقال عليه السلام: رحم الله امرء قبل نصيحتي، و حفظ وصيتي في الله و في رسوله و أهل بيته، فان لنا في رسول الله اسوة حسنة.

فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، و لا راغبين عنك، فمرنا بأمرك يرحمك الله، فانا حرب لحربك، و سلم لسلمك، لنأخذن يزيد و نبرأ ممن ظلمك و ظلمنا.

فقال عليه السلام: هيهات هيهات، أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم و بين شهوات أنفسكم، أتدرون أن تأتوا الي كما أتيتم الي آبائي من قبل، كلا و رب الراقصات [23] ، فان الجرح لما يندمل، قتل أبي بالأمس و أهل بيته، و لم ينسني ثكل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ثكل أبي و بني أبي، و وجده بين لهاتي، و مرارته بين حناجري و حلقي، و غصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا و لا علينا، ثم قال:



لا غرو ان قتل الحسين فشيخه

لقد كان خيرا من حسين و أكرما



فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي

اصيب حسين كان ذلك أعظما



قتيل بشط النهر روحي فداؤه

جزاء الذي أرداه نار جهنما




ثم قال عليه السلام: رضينا منكم رأسا برأس، فلا يوم لنا و لا علينا [24] .

و في المنتخب: نقل أن علي بن الحسين عليه السلام كان عمره يوم قتل أبوه عشر سنين، أو احدي عشرة، فدخل جامع بني امية في يوم الجمعة، و استأذن الخطيب أن يأذن له بالصعود علي المنبر، فأذن له، فقال بعد كلام له: أنا ابن من انتهك حريمه، و قطع كريمه، و ذبح فطيمه، و سلب قميصه، و نهب ماله، و سبي عياله الي آخره [25] .

و في المنتخب روي مرسلا، عن مسلم الجصاص، قال: دعاني ابن زياد لاصلاح دار الامارة بالكوفة، فبينما أنا اجصص الأبواب، و اذا أنا بالزعقات قد ارتفعت من جنبات الكوفة، فأقبلت علي خادم كان يعمل معنا، فقلت: مالي أري الكوفة تضج؟ قال: الساعة أتوا برأس خارجي خرج علي يزيد، فقلت: من هذا الخارجي؟ فقال:الحسين بن علي.

قال: فتركت الخادم حتي خرج، و لطمت وجهي، حتي خشيت علي عيني أن تذهبا، و غسلت يدي من الجص، و خرجت من ظهر القصر، و أتيت الي الكناسة، فبينما أنا واقف و الناس يتوقعون وصول السبايا و الرؤوس، اذ قد أقبلت نحو أربعين شقة تحمل علي أربعين جملا، فيها الحرم و النساء و أولاد فاطمة عليهاالسلام، و اذا بعلي بن الحسين عليهماالسلام علي بعير بغير وطاء، و أوداجه تشخب [26] دما، و هو مع ذلك يبكي و يقول:



يا امة السوء لا سقيا لربعكم

يا امة لم تراع جدنا فينا



لو أننا و رسول الله يجمعنا

يوم القيامة ما كنتم تقولونا



تسيرونا علي الأقتاب عارية

كأننا لم نشيد فيكم دينا



بني امية ما هذا الوقوف علي

تلك المصائب لا تلبون داعينا



تصفقون علينا كفكم فرحا

و أنتم في فجاج الأرض تسبونا



أليس جدي رسول الله ويلكم

أهدي البرية من سبل المضلينا






يا وقعة الطف قد أورثتني حزنا

والله يهتك أستار المسيئينا



قال: فصار أهل الكوفة يناولون الأطفال الذين علي المحامل بعض التمر و الخبز و الجوز، فصاحت بهم ام كلثوم، و قالت: يا أهل الكوفة ان الصدقة علينا حرام، و صارت تأخذ ذلك من أيدي الأطفال و أفواههم و ترمي به الي الأرض.

قال: كل ذلك و الناس يبكون ما أصابهم، ثم ان ام كلثوم أطلعت رأسها من المحمل، و قالت لهم: صه يا أهل الكوفة، تقتلنا رجالكم، و تبكينا نساؤكم، فالحاكم بيننا و بينكم الله يوم فصل القضاء.

فبينما هي تخاطبهن اذا بضجة قد ارتفعت، و اذا هم بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين، و هو رأس زهري قمري، أشبه الخلق برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لحيته كسواد الشيح [27] ، قد اتصل بها الخضاب، و وجهه دائرة قمر طالع، و الريح تلعب بها يمينا و شمالا، فالتفتت زينب، فرأت رأس أخيها، فنطحت جبينها بمقدم المحمل، حتي رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، و أومأت اليه بحرقة، و جعلت تقول:



يا هلالا لما استتم كمالا

خاله خسفه فأبدي غروبا



ما توهمت يا شقيق فؤادي

كان هذا مقدرا مكتوبا



يا أخي فاطم الصغيرة كلمها

فقد كاد قلبها أن يذوبا



يا أخي قلبك الشفيق علينا

ماله قد قسا و صار صليبا



يا أخي لو تري عليا لدي الأسر

مع اليتم لا يطيق وجوبا



كلما أوجعوه بالضرب ناداك

بذل يفيض دمعا سكوبا



يا أخي ضمه اليك و قربه

و سكن فؤاده المرعوبا



ما أذل اليتيم حين ينادي

بأبيه و لا يراه مجيبا [28] .



قال السيد: ثم ان ابن زياد جلس في القصر للناس، و أذن اذنا عاما، وجي ء برأس الحسين عليه السلام فوضع بين يديه [29] .

روي ابن نما، قال: رويت أن أنس بن مالك قال: شهدت عبيد الله، و هو


ينكت بقضيب علي أسنان الحسين عليه السلام، و يقول: انه كان حسن الثغر، فقلت: أم والله لأسوأنك لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقبل موضع قضيبك من فيه.

و عن سعيد بن معاذ، و عمر بن سهل، أنهما حضرا عبيدالله يضرب بقضيبه أنف الحسين و عينيه، و يطعن في فمه، فقال زيد بن أرقم، ارفع قضيبك أني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم واضعا شفتيه علي موضع قضيبك، ثم انتحب باكيا، فقال له: أبكي الله عينيك عدو الله، لولا أنك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك، لضربت عنقك.

فقال زيد: لاحدثنك حديثا هو أغلظ عليك من هذا، رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أقعد حسنا علي فخذه اليمني و حسينا علي فخذه اليسري، فوضع يده علي يافوخ كل واحد منهما، و قال: اللهم اني أستودعك اياهما و صالح المؤمنين، فكيف كان وديعتك لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ [30] .

و في البحار و المنتخب و غيرهما، ما ملخصه: أنه لما اجتمع عبيدالله بن زياد و عمر بن سعد بعد قتل الحسين عليه السلام، قال عبيدالله لعمر: ايتني بالكتاب الذي كتبته اليك في معني قتل الحسين و ملك الري، فقال عمر بن سعد: والله انه قد ضاع مني، فقال ابن زياد: لابد أن تجيئني به في هذا اليوم، و ان لم تأتني به فليس لك عندي جائزة أبدا؛ لأني كنت أراك مستحيا معتذرا في أيام الحرب من عجائز قريش، ألست أنت القائل:



فو الله ما أدري و اني لصادق

افكر في أمري علي خطرين



أأترك ملك الري و الري منيتي

أم أرجع مأثوما بقتل حسين



قال عمر: والله لقد نصحتك في الحسين نصيحة لو استشارني بها أبي سعد كنت قد أديت حقه، فقال ابن زياد: كذبت يا لكع، فقال عثمان بن زياد أخو عبيدالله: صدق والله عمر، لوددت أنه ليس من بني زياد رجل الا و في أنفه خزامة الي يوم القيامة، و ان حسينا لم يقتل، قال عمر بن سعد، والله ما رجع أحد بشر مما رجعت، أطعت عبيدالله، و عصيت الله، و قطعت الرحم، و خرج مغضبا مغموما،


و هو يقول: ذلك هو الخسران المبين [31] .

قال السيد و الشيخ فخر الدين بن طريح في المنتخب، و الملخص: أنه ادخل نساء الحسين و صبيانه اليه، فجلست زينب بنت علي عليه السلام متنكرة في ناحية، قد حفت بها اماؤها، و عليها أرذل ثيابها، و هي تتخفي بين النساء، و تستر وجهها بكمها؛ لأن قناعها اخذ منها، فسأل عنها، فقيل: هذه زينب بنت علي.

فأقبل عليها، فقال: كلميني بحق جدك رسول الله، فقالت: و ما الذي تريد؟ و قد هتكتني بين الناس، قال: الحمد لله الذي فضحكم، و أكذب احدوثتكم، فقالت: انما يفتضح الفاسق، و يكذب الفاجر، و هو غيرنا، فقال ابن زياد: كيف رأيت صنع الله بأخيك و أهل بيتك؟ فقالت: ما رأيت الا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا الي مضاجعهم، و سيجمع الله بينك و بينهم، فتحاج و تخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، هبلتك امك يابن مرجانة.

قال: فغضب ابن زياد و استشاط و كأنه هم بها، فقال له عمرو بن حريث: انها امرأة، و المرأة لا تؤاخذ بشي ء م منطقها، فقال لها ابن زياد، لقد شفي الله من طاغيتك الحسين، و العصاة المردة من أهل بيتك، فقالت: لعمري لقد قتلت كهلي، و قطعت فرعي، و اجتثثت أصلي، فان كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت، فقال ابن زياد، هذه سجاعة، و لعمري قد كان أبوك شاعرا سجاعا، فقالت: يابن زياد ما للمرأة و للسجاعة [32] .

و روي في المنتخب و مقتل ابن نما بعد هذا: و أني لي السجاعة، و اني لفي شغل عنها، و لكن صدري نفث بما قلت، و اني لأعجب ممن يشتفي بقتل أئمته، و يعلم أنهم منتقمون منه في آخرته [33] .

قال السيد: ثم التفت ابن زياد الي علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال: من هذا؟ فقيل: علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟ فقال علي عليه السلام: قد كان لي أخ يسمي علي بن الحسين، قتله الناس، فقال ابن زياد: بل الله قتله،


فقال علي: الله يتوفي الأنفس حين موتها، فقال ابن زياد: و بك جرأة علي جوابي، اذهبوا به و اضربوا عنقه.

فسمعت به عمته زينب، فقالت: يابن زياد انك لم تبق منا أحدا، فان كنت عزمت علي قتله فاقتلني معه، فقال علي عليه السلام لعمته: اسكتي يا عمة حتي اكلمه، ثم أقبل علي بن الحسين عليه السلام عليه، فقال: أبا القتل تهددني يابن زياد، أما علمت أن القتل لنا عادة، و كرامتنا الشهادة [34] .

و قال المفيد و ابن نما: فتعلقت به زينب، و قالت: يابن زياد حسبك من دمائنا، و اعتنقته و قالت: لا والله لا افارقه، فان قتلته فاقتلني معه، فنظر ابن زياد اليها و اليه ساعة، ثم قال: عجبا للرحم، والله لأظنها ودت أني قتلتها معه، دعوه فانه لما به مشغول [35] .

و في المنتخب ما حاصله: أن سبب غضب اللعين علي علي بن الحسين عليه السلام، أنه بعد ما تفوه اللعين بالترهات في أمر الحسين عليه السلام و عتاب زينب، غار علي بن الحسين عليه السلام علي عمته، فقال لابن زياد: الي كم تهتك عمتي بين من يعرفها و من لا يعرفها، قطع الله يديك و رجليك، فاستشاط غضبا، فأمر بضرب عنقه الي آخر ما مضي [36] .

و فيه: أنه قال من حضر - أي: مجلس ابن زياد -: رأيت نارا قد خرجت من القصر كادت تحرقه، فقام ابن زياد عن سريره هاربا، و دخل بعض بيوته، كل ذلك و لم يرتدع عن غيه و شقاوته [37] .

قال السيد: ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين عليه السلام و أهله، فحملوا الي دار الي جنب المسجد الأعظم، فقالت زينب بنت علي عليه السلام: لا يدخلن علينا عربية الا ام ولد أو مملوكة، فانهن سبين و قد سبينا، ثم أمر ابن زياد برأس الحسين عليه السلام، فطيف به في سكك الكوفة، و يحق لي أن أتمثل هاهنا بأبيات لبعض ذوي العقول


يرثي بها قتيلا من آل الرسول:



رأس ابن بنت محمد و وصيه

للناظرين علي قناة يرفع



و المسلمون بمنظر و بمسمع

لا منكر منهم و لا متفجع



كحلت بمنظر العيون عماية

و أصم رزؤك كل اذن تسمع



أيقظت أجفانا و كنت لها كري

و أنمت عينا لم تكن بك تهجع



ما روضة الا تمنت أنها

لك حفرة و لخط قبرك مضجع [38] .



قال الفاضل المتبحر: قال المفيد: و لما أصبح عبيدالله بن زياد بعث برأس الحسين عليه السلام، فدير به في سكك الكوفة و قبائلها، فروي عن زيد بن أرقم أنه لما مر به علي و هو علي رمح و أنا في غرفة لي، فلما حاذاني سمعته يقرأ: (أم حسبت أن أصحاب الكهف و الرقيم كانوا من آياتنا عجبا) [39] فقف والله شعري علي، و ناديت: رأسك يابن رسول الله أعجب و أعجب [40] .

قال السيد: ثم ان ابن زياد صعد المنبر، فحمد الله و أثني عليه، و قال في بعض كلامه، الحمدلله الذي أظهر الحق و أهله، و نصر أميرالمؤمنين و أشياعه، و قتل الكذاب ابن الكذاب، فما زاد علي هذا الكلام شيئا، حتي قام اليه عبدالله بن عفيف الأزدي، و كان من خيار الشيعة و زهادها، و كانت عينه اليسري قد ذهبت في يوم الجمل، و الاخري في يوم صفين، و كان يلازم المسجد الأعظم، يصلي فيه الي الليل، فقال: يابن مرجانة ان الكذاب ابن الكذاب أنت و أبوك، و من استعملك و أبوه، يا عدو الله أتقتلون أبناء النبيين، و تتكلمون بهذا الكلام علي منابر المؤمنين.

قال: فغضب ابن زياد و قال: من هذا المتكلم؟ فقال: أنا المتكلم يا عدو الله، أتقتل الذرية الطاهرة التي قد أذهب الله عنها الرجس، و تزعم أنك علي دين الاسلام؟ واغوثاه أين أولاد المهاجرين و الأنصار، لينتقموا من طاغيتك اللعين ابن اللعين علي لسان محمد رسول رب العالمين؟

قال: فازداد غضب ابن زياد، حتي انتفخت أوداجه، و قال: علي به،


فبادرت اليه الجلاوزة [41] من كل ناحية ليأخذوه، فقامت الأشراف من الأزد من بني عمه، فخلصوه من أيدي الجلاوزة [42] ، و أخرجوه من باب المسجد، و انطلقوا به الي منزله.

فقال ابن زياد: اذهبوا الي هذا الأعمي، أعمي الأزد، أعمي الله قلبه، كما أعمي عينه، فأتوني به، قال: فانطلقوا، فلما بلغ ذلك الأزد، اجتمعوا و اجتمعت معهم قبائل اليمن ليمنعوا صاحبهم.

قال: و بلغ ذلك ابن زياد، فجمع قبائل مضر، و ضمهم الي محمد بن الأشعث، و أمرهم بقتال القوم، قال: فاقتتلوا قتالا شديدا، حتي قتل بينهم جماعة من العرب.

قال: و وصل أصحاب ابن زياد الي أصحاب عبدالله بن عفيف، فكسروا الباب، و اقتحموا عليه، فصاحت ابنته: أتاك القوم من حيث تحذر، فقال: لا عليك ناوليني سيفي، قال: فناولته اياه، فجعل يذب عن نفسه، و يقول:



أنا ابن ذي الفضل العفيف الطاهر

عفيف شيخي و ابن ام عامر



كم دارع من جمعكم و حاسر

و بطل جدلته مغاور [43] .



قال: و جعلت ابنته تقول: يا أبة ليتني كنت رجلا اخاصم بين يديك اليوم هؤلاء الفجرة قاتلي العترة البررة، قال: و جعل القوم يدورون عليه من كل جهة، و هو يذب عن نفسه، فليس يقدم عليه أحد، و كلما جاؤه من جهة، قالت ابنته: يا أبة جاؤك من جهة كذا، حتي تكاثروا عليه و أحاطوا به، فقالت ابنته: واذلاه يحاط بأبي، و ليس له ناصر يستعين به، فجعل يدير سيفه و يقول:



أقسم لو يفسح لي عن بصري

ضاق عليهم موردي و مصدري



قال: فما زالوا به حتي أخذوه، ثم حمل فادخل علي ابن زياد، فلما رآه، قال: الحمدلله الذي أخزاك، فقال عبدالله بن عفيف: يا عدو الله و بماذا أخزاني الله.



والله لو فرج لي عن بصري

ضاق عليك موردي و مصدري




فقال ابن زياد: يا عدو الله ما تقول في عثمان بن عفان؟ فقال: يا عبد بني علاج يابن مرجانة - و شتمه - ما أنت و عثمان بن عفان؟ أساء أم أحسن، أصلح أم أفسد، والله تبارك و تعالي ولي خلقه، يقضي بينهم و بين عثمان بالعدل و الحق، و لكن سلني عن أبيك و امك، و عن يزيد و أبيه، فقال ابن زياد: والله لا سألتك عن شي ء أو تذوق الموت.

فقال عبدالله بن عفيف: الحمدلله رب العالمين، أما اني قد كنت أسأل الله ربي أن يرزقني الشهادة من قبل أن تلدك امك، و سألت الله أن يجعل ذلك علي يدي ألعن خلقه و أبغضهم اليه، فلما كف بصري يئست من الشهادة، و الآن فالحمد لله الذي رزقنيها بعد اليأس منها، و عرفني الاجابة منه في قديم دعائي، فقال ابن زياد: اضربوا عنقه، فضربت عنقه، ثم صلب في السبخة [44] .


پاورقي

[1] اللهوف ص 62، و البحار 107: 45 عنه.

[2] بحارالأنوار 125: 45.

[3] القتب بالکسر ما استدار من البطن و الاکاف و بالتحريک أکثر، أو الاکاف الصغير علي قدر سنام البعير، جمع أقتاب. القاموس.

[4] الملاءة بالمد: الريطة، الجمع ملاء. القاموس.

[5] ارتث افتعل علي مالم يسم فاعله، أي: حمل من المعرکة رثيثا، أي: جريحا به رمق.

[6] اللهوف ص 63 -62 و البحار 108 -107: 45عنه.

[7] مناقب آل أبي‏طالب 112: 4.

[8] بحارالانوار 165: 45.

[9] الکهف: 82.

[10] المنتخب ص 249.

[11] الخفرة بالتحريک: شدة الحياء، و جارية خفرة و متخفرة.

[12] في اللهوف: تفرع.

[13] الظاهر أن الضمائر راجعة الي الفتنة و المصيبة «منه».

[14] الصلعاء: الداهية و الصلع محرکة انحسار شعر مقدم الرأس، و هو أصلع و هي صلعاء. و العنقاء: الداهية، و الأعنق الطويل العنق. و السوأة: الفرج و الفاحشة. والفقم محرکة تقدم الثنايا العليا فلا تقع علي السفلي فقم فهو أفقم. و الفقم بضمتين من الامور الأعوج. والنأ و کسحاب و الناوي کحبالي: الداهية، و نأوا الداهية فلانا دهته، کذا في القاموس. و الضمير في «جئتم بها» اما الضمير المبهم، فيفسره ما بعده، نظير ربه رجلا. أو راجع الي المذکور قبله بقرينة السياق، فيناسبه المعاني الأخيرة التي نقلت للصلعاء و ما بعدها، فلا تغفل «منه».

[15] المهل و يحرک و المهلة بالضم: السکينة و الرفق. القاموس.

[16] حفزه عن الأمر: أعجله و أزعجه.القاموس.

[17] بزي يبزو: اذا قهره و بطش به. القاموس.

[18] الذحل: الثار أو طلب مکافاة بجناية جنيت عليک و هو العداوة و الحقد. القاموس.

[19] في اللهوف: و الرزايا العظيمة.

[20] في اللهوف: فکأن.

[21] الکثکث کجعفر و زبرج: التراب و فتاة الحجارة، و الأثلب و يکسر، التراب و الحجارة أو فتاتها. القاموس

[22] الکلة: الستر الرقيق يخاط کالبيت يتوقي به من البق.

[23] الراقصات: الطيور الصافات في الجو.

[24] اللهوف ص 69 -64، و بحارالأنوار 113 -108: 45 عنه.

[25] المنتخب ص 481.

[26] انشخب عرقه دما: انفجر. القاموس.

[27] الشيح بالکسر: نبت و قد أشاحت الأرض. القاموس.

[28] المنتخب ص 464 -463.

[29] اللهوف ص 69.

[30] بحارالأنوار 118: 45 عن مثير الاحزان لابن نما ص 92 - 91.

[31] بحارالأنوار 118: 45.

[32] اللهوف ص 70، و البحار 116 - 115: 45.

[33] المنتخب ص 465، و مثير الأحزان، ص 91 - 90.

[34] اللهوف ص 71 -70 و البحار 117: 45 عنه.

[35] البحار 118 - 117: 45 عنهما.

[36] المنتخب ص 466.

[37] المنتخب ص 466.

[38] اللهوف ص 71، و البحار 119 -118: 45 عنه.

[39] الکهف: 9.

[40] بحارالأنوار 121: 45 عن الارشاد 117: 2.

[41] الجلواز بالکسر: الشرطي، جمع الجلاوزة.

[42] و في رواية المفيد: فلما کان الليل، أرسل اليه ابن‏زياد من أخرجه من بيته، فضرب عنقه و صلبه في السبخة «منه».

[43] غار: عجل في المشي و شد القتل و ذهب في الأرض، و رجل مغوار کثير الغارات. القاموس.

[44] اللهوف ص 72 -71، و البحار 121 -119: 45.