بازگشت

فيما وقع بعد الداهية الدهياء و الواقعة العظمي الي أن رحلوا من كربلاء


قال السيد: و ارتفعت الي السماء في ذلك الوقت غبرة شديدة سوداء مظلمة، فيها ريح حمراء، لا تري فيها عين و لا أثر، حتي ظن القوم أن العذاب قد جاءهم، فلبثوا كذلك ساعة ثم انجلت عنهم [1] .

و في مجالس ابن بابويه: أقبل فرس الحسين عليه السلام حتي لطخ عرفه و ناصيته بدم الحسين عليه السلام، و جعل يركض و يصهل، فسمعت بنات النبي صلي الله عليه و آله و سلم صهيله فخرجن، فاذا الفرس بلا راكب، فعرفن أن حسينا عليه السلام قد قتل، و خرجت ام كلثوم بنت الحسين عليه السلام واضعة يدها علي رأسها تندب، و تقول: وامحمداه هذاالحسين بالعراء، و قد سلب العمامة و الرداء [2] .

و في المنتخب و المناقب: نقل أنه لما قتل الحسين عليه السلام جعل جواده يصهل و يحمحم، و يتخطي القتلي في المعركة، واحدا بعد واحد [3] ، فنظر اليه عمر بن سعد، فصاح بالرجال خذوه و آتوني به، و كان من جياد خيل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قال: فتراكضت الفرسان اليه، فجعل يرفس برجليه، و يمانع عن نفسه، و يكدم بفمه، حتي قتل أربعين رجلا، و نكس فرسانا عن خيولهم و لم يقدروا عليه، فصاح ابن سعد، ويلكم تباعدوا عنه، و دعوه لننظر ما يصنع، فتباعدوا عنه، فلما أمن الطلب جعل يتخطي القتلي و يطلب الحسين عليه السلام، حتي اذا وصل اليه، جعل يشم رائحته، و يقبله بفمه، و يمرغ [4] ناصيته عليه، و هو مع ذلك يصهل و يبكي بكاء


الثكلي، حتي أعجب كل من حضر، ثم انفتل يطلب خيمة النساء، و قد ملأ البيداء صهيلا.

فسمعت زينب صهيله، فأقبلت علي سكينة، و قالت: هذا فرس أخي الحسين قد أقبل، لعل معه شيئا من الماء، فخرجت متخمرة من باب الخباء تتطلع الي الفرس، فلما نظرتها فاذا هي عارية من راكبها، و السرج خال منه، فهتكت عند ذلك خمارها و نادت: قتل والله الحسين، فسمعت زينب فصرخت و بكت.

قال: فخرجن النساء، فلطمن الخدود، و شققن الجيوب، و صحن: وامحمداه، واعلياه، وافاطمتاه، واحسناه واحسيناه، و ارتفع الضجيج، و علا الصراخ، فصاح ابن سعد أضرموا عليهم النار في الخيمة، فقيل له: يا ويلك يا عمر ما كفاك ما صنعت بالحسين عليه السلام، و تريد تحرق حرم رسول الله بالنار؟ لقد عزمت أن تخسف بنا الأرض، فأمرهم بعد ذلك بنهب ما في الخيم [5] .

و روي الفاضل عن صاحب المناقب و محمد بن أبي طالب، أن الفرس يصهل و يضرب برأسه الأرض عند الخيمة حتي مات [6] .

قال السيد: ثم أقبلوا علي سلب الحسين عليه السلام، فأخذ قميصه اسحاق بن جوية [7] الحضرمي، فلبسه فصار أبرص و امتعط شعره، و روي أنه وجد في قميصه مائة و بضع عشرة ما بين رمية و طعنة سهم و ضربة.

أقول: قد مضي عدد جميع جراحاته عليه السلام قبيل ذلك.

ثم قال السيد: و الفاضل: و أخذ سراويله أبجر بن كعب التيمي، فروي أنه صار زمنا مقعدا من رجليه، و أخذ عمامته الأخنس بن مرثد بن علقمة الحضرمي، و قيل: جابر بن يزيد الأودي، فاعتم بها فصار مجذوما.

و أخذ درعه مالك بن بشير الكندي، فصار معتوها، و أخذ نعليه الأسود بن خالد، و أخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي فقطع اصبعه عليه السلام مع الخاتم، و هذا الذي أخذه المختار، فقطع يده و رجليه و تركه يتشحط بدمه حتي هلك.


و أخذ قطيفة له عليه السلام كانت من خز قيس بن الأشعث، و أخذ درعه البتراء عمر بن سعد: فلما قتل عمر و هبه المختار لأبي عمرة قاتله، و أخذ سيفه جميع بن الخلق الأودي، و يقال: رجل من بني تميم، يقال له: الأسود بن حنظلة، و في رواية ابن سعد: أنه أخذ سيفه القلافس النهشلي، و زاد محمد بن زكريا أنه وقع بعد ذلك الي بنت حبيب بن بديل، و هذا السيف المنهوب ليس بذي الفقار، فان ذلك كان مذخورا و مصونا مع أمثاله من ذخائر النبوة و الامامة، و قد نقل الرواة تصديق ما قلناه و صورة ما حكيناه.

قال: و جاءت جارية من ناحية خيم الحسين عليه السلام، فقال لها رجل: يا أمة الله ان سيدك قتل، قالت الجارية: فأسرعت الي سيدتي و أنا أصيح، فقمن في وجهي و صحن.

قال: و تسابق القوم علي نهب بيوت آل الرسول و قرة عين الزهراء البتول، حتي جعلوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها، و خرجن بنات الرسول و حريمه يتساعدن علي البكاء، و يندبن فراق الحماة و الأحباء.

و روي حميد بن مسلم، قال: رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في أصحاب عمر بن سعد، فلما رأت القوم اقتحموا علي نساء الحسين عليه السلام فسطاطهن، و هم يسلبونهن أخذت سيفا و أقبلت نحو الفسطاط، و قال: يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله؟ لا حكم الا لله، يا لثارات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فأخذها زوجها و ردها الي رحله [8] .

قال الصدوق: في مجالسه: باسناده، عن فاطمة بنت الحسين عليه السلام قالت: دخل الغانمة علينا الفسطاط، و أنا جارية صغيرة، و في رجلي خلخالان من ذهب، فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي و هو يبكي، فقلت: ما يبكيك يا عدو الله؟ فقال: كيف لا أبكي و أنا أسلب بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقلت: لا تسلبني، قال: أخاف أن يجي ء غيري فيأخذه، قالت: وانتهبوا ما في الأبنية [9] ، حتي كانوا


ينزعون الملاحف عن ظهورنا [10] .

روي الفاضل، عن صاحب المناقب، و محمد بن أبي طالب: فأقبل الأعداء، فأخذوا ما كان في الخيمة، حتي أفضوا الي قرط كان في اذن ام كلثوم اخت الحسين عليه السلام، فأخذوه و خرموا اذنها، حتي كانت المرأة لتنازع ثوبها علي ظهرها حتي تغلب عليه، ثم مال الناس علي الفرش و الحلي و الحلل و الابل فانتهبوها [11] .

و في المنتخب: نقل عن زينب بنت علي عليه السلام، قالت: في اليوم الذي أمر ابن سعد بسلبنا و نهبنا، كنت واقفة علي باب الخيمة، اذ دخل الخيمة رجل أزرق العينين، و أخذ جميع ما كان فيها، و أخذ جميع ما علي، و نظر الي زين العابدين عليه السلام فرآه مطروحا علي نطع من الأديم و هو عليل، فجذب النطع من تحته، و جاء الي فأخذ قناعي و قرطين كانا في اذني، و هو مع ذلك يبكي، فقلت له: لعنك الله هتكتنا و أنت مع ذلك تبكي؟ قال: أبكي مما جري عليكم أهل البيت، قالت زينب: فقد غاظني، فقلت له: قطع الله يديك و رجليك، و أحرقك الله بنار الدنيا قبل نار الآخرة، فو الله ما مرت به الأيام، حتي ظهر المختار و فعل به ذلك، ثم أحرقه بالنار [12] .

و فيه: أن فاطمة الصغري قالت: كنت واقفة بباب الخيمة، و أنا أنظر الي أبي و أصحابه مجزورين، كالأضاحي علي الرمال، و الخيول علي أجسادهم تجول، و أنا افكر فيما يقع علينا بعد أبي من بني امية، أيقتلوننا أو يأسروننا؟ فاذا برجل علي ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه، و هن يلذن بعضهن ببعض، و قد اخذ ما عليهن من أخمرة و أسورة، و هن يصحن: واجداه، واأبتاه، واعلياه، واقلة ناصراه، أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟

قالت: فطار فؤادي، و ارتعدت فرائصي، فجعلت اجيل بطرفي يمينا و شمالا علي عمتي ام كلثوم خشية منه أن يأتيني، فبينا أنا علي هذه الحالة، و اذا به قد قصدني، ففررت منهزمة، و أنا أظن أني أسلم منه، و اذا به قد تبعني، فذهلت خشية


منه، و اذا بكعب الرمح بين كتفي، فسقطت علي وجهي، فخرم اذني و أخذ قرطي و مقنعتي، و نزل الدماء تسيل علي خدي و رأسي تصهره الشمس.

و ولي راجعا الي الخيمة، و أنا مغشي علي، و اذا أنا بعمتي عندي تبكي، و هي تقول: قومي نمضي، ما أعلم ما جري علي البنات و أخيك العليل، فقمت و قلت: يا عمتاه هل من خرقة أستر بها رأسي عن أعين النظار؟ فقالت: يا بنيتاه و عمتك مثلك، فرأيت رأسها مكشوفة، و متنها قد اسود من الضرب، فما رجعنا الي الخيمة الا و هي قد نهبت و ما فيها، و أخي علي بن الحسين عليه السلام مكبوب علي وجهه، لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع و العطش و الأسقام، فجعلنا نبكي عليه و يبكي علينا [13] .

حكي [14] بعض نقلة الأخبار: أنه لما سقط الحسين عليه السلام عن سرجه عفيرا بدمه، رامقا بطرفه الي السماء، و أم جواده الي خيامه، و سمعت زينب صهيله، خرجت لاستقباله؛ لأنها كانت كلما أقبل أخوها الحسين عليه السلام من الحرب تتلقاه، تقع علي صدره و تقبله و هو يقبل رأسها.

فلما رأت الفرس خالية من راكبها و عنانها يسحب علي وجه الأرض، خرت مغشيا عليها، فلما أفاقت من غشوتها، ركضت الي نحو المعركة، تنظر يمينا و شمالا، و هي تعثر بأذيالها، و تسقط علي وجهها من عظم دهشتها، فرأت أخاها الحسين عليه السلام ملقي علي وجهه في الأرض، و يقبض يمينا و شمالا، و الدم يسيل من جراحاته، و كان فيه ثلاثمائة و ثمانين جرحا ما بين ضربة و طعنة.

فطرحت نفسها علي جسده الشريف، و جعل لسان حالها يقول: أنت الحسين، أنت أخي، أنت ابن امي، أنت نور بصري، و أنت مهجة فؤادي، أنت حمانا، أنت رجانا، أنت ابن محمد المصطفي، و أنت ابن علي المرتضي، أنت ابن فاطمة الزهراء، كل هذا و هو لا يرد عليها جوابا، و لا يسمع لها خطابا، لأنه كان مغشيا عليه من شدة ما لاقاه من الجهد الجهيد، و العطش المبرح الشديد.


فلما ألحت عليه بالخطاب، و كثر منها البكاء و الانتحاب، رمقها باحدي عينيه، و أشار اليها بيديه، فغشي عند ذلك عليها، و كادت أن تدب المنية اليها، فلما أفاقت، قالت له: أخي بحق جدي رسول الله الا كلمتني، بحق أبي علي المرتضي الا ما خاطبتني، بحق امي فاطمة الزهراء الا ما أجبتني و جاوبتني، يا ضياء عيني كلمني، يا شق روحي جاوبني، يا ثمرة فؤادي خاطبني، فعندها جاوبها بصوت ضعيف: اخية زينب كسرت قلبي، و زدتيني كربا علي كربي، فباالله الا ما سكنت و سكت.

فصاحت: واويلاه يا أخي و ابن امي، كيف أسكت؟ و أنت بهذه الحالة تعالج سكرات الموت، روحي لروحك الفداء، و نفسي لنفسك الوقاء، فبينما هي تلك الحالة، و اذا بسوط يلتوي علي كتفها، و قائل يقول لها: تنحي عنه، و الا ألحقتك به، فالتفتت اليه فاذا هو شمر، فاعتنقت أخاها، و قالت: والله لا أتنحي عنه، و ان ذبحته فاذبحني قبله، فجذبها عنه قهرا، و ضربها ضربا عنيفا، و قال: و الله ان تقدمت اليه ضربت عنقك بهذا السيف.

ثم انه دنا اليه، و كان قد اغمي عليه، فارتقي علي صدره المطهر، ثم قلبه علي وجهه المنور، فلما رأته يفعل بذلك، أقدمت اليه و جذبت السيف من يديه، و قالت: يا عدو الله ارفق به لقد كسرت صدره، و أثقلت ظهره، فبالله عليك الا ما أمهلته سويعة لأتزود منه، ويلك أما علمت أن هذا الصدر تربي علي صدر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و صدر فاطمة الزهراء، ويحك تجلس علي صدر حازم علوم الأولين و الآخرين، ويحك هذا ناغاه جبرئيل و هز مهده ميكائيل.

فعندها فتح الحسين عليه السلام عينيه، و قال لها: يا اختاه دعيني أنا اكلمه: ماذا تريد يا عدو الله؟ لقد ارتقيت مرتقا عظيما، و ركبت أمرا جسيما، فقال: اريد التقرب الي يزيد بذبحك، فقال له الحسين عليه السلام: اذا كان لابد من ذلك اسقني شربة من الماء، فقد نقضت كبدي من الظمأ، فقال الملعون: الآن أسقيك ماء سيفي هذا.

فلما سمعت زينب كلامه بصوت يقرح القلب، قالت: يا شمر دعني اودعه، يا شمر دعني أغمضه، يا شمر دعني انادي البنيات يتزودن منه، يا شمر دعني آتيه بولده العليل يشتاق بلقائه، فغار عليها بالسيف، فوقعت علي وجهها بكل هذا، و لم


يعبأ اللعين بكلامهما، و لا رق قلبه عليها، و جعل يهتبر نحره الشريف بقطع عنيف، و هو ينادي: واجداه، واأباه، وااماه، واأخاه.

فأخذت الناس الزلازل، و أمطرت السماء دما عبيطا و ترابا أحمر، فتسابقوا علي نهب خيم النسوان، فاخرجن بالضرب و الهوان، و اضرمت في مضاربهن النيران، و خرجن حاسرات، و اجتمعن عند الجسد المرضوض بحوافر الخيول المغسل بالدماء المكفن بالرمول، الا علي بن الحسين عليهماالسلام، فانه بقي مطروحا بمضارب الخيام: لأنه كان لا يستطيع القيام من شدة الجوع و العطش و السقام، و كل منهم شاهر سيفه عليه، قابض علي كتفيه بكلتا يديه، هذا يقول: ألحقوه بأبيه، و ذاك يقول: دعوه لعماته يتسلين فيه، و منهم من يقول: لا ندع من أهل هذا البيت صغيرا و لا كبيرا، و بعضهم يقول: لا تعجلوا عليه حتي نستشير بقتله الأمير، كل هذا و هو مشغول بنفسه لا يدري ما يقولون.

فلما أفاق نظر يمينا و شمالا، فلم ير الا نارا مشبوبة، و خياما منهوبة، فنادي: وا ويلتاه أين عمتي ام كلثوم؟ أين عمتي زينب؟ أين اختي سكينة؟ أين أخي علي؟ أين الخيام؟ أين النسوان؟ أين امي شاه زنان؟ أين عمي العباس؟ أين أهل الشدة و البأساء.

ثم نهض ليقوم فلم يقدر، فمد طرفه الي خيم الأعداء، فرأي عجاجة ثائرة، و خيولا غائرة، و نساء مجتمعات، و أصواتا عاليات، و شعورا منشرات، كل هذا و هو يظن أن أباه الحسين من جملة الأحياء، الا أنه ذهب الي الماء.

فبينما هو علي تلك الحال، اذ سمع صهيل فرس، يقرح القلوب، و يهيج الأحزان و الكروب، فقام متكئا علي عصاة كانت بيده، و هو يمسح الدموع بكفيه، فنظر اليه و اذا فرس أبيه الحسين عليه السلام يجول في الميدان، خالي السرج، و ملقي العنان.

فصاح صيحة مهولة، و نادي: يا للرجال، يا للأصحاب، يا للأحباب، خبروني أعلموني قتل أبي الحسين، قتل قرة العين، قتل أسد الله الباسل، قتل كهف الأرامل، قتل بقية الخلفاء، قتل سيد الأوصياء، قتل ابن فاطمة الزهراء، اوتمت الأطفال، اسبيت العيال، قتل الامام، نهبت الخيام، أين علي بن أبي طالب؟ أين


فارس المشارق و المغارب؟

فما زال يقول هذا، الي أن سقط علي وجهه و غشي عليه، و ليس عنده أحد من عماته و أخواته، فذهب من شهد الوقعة من نساء الأعراب و صحن: يا ام كلثوم يا زينب، يا سكينة، يا رقية، يا شاه زنان، يا ام السجاد، أدركن زين العباد، أدركن بقية الأولاد، أدركن مهجة الفؤاد، فابتدرت عمته ام كلثوم، و تبعتها زينب، و امه شاه زنان، فرأينه مكبوبا علي وجهه، مغشيا عليه.

فانكبت عليه عمته، و وضعت رأسه في حجرها، و نادت: اجلس تفديك عماتك، اجلس تفديك أخواتك، اجلس يا بقية السلف، اجلس يا نعم الخلف، اجلس قتل أبوك، اجلس ذبح أخوك، يابن أخي أين عمك العباس؟ أين أخوك الصغير؟ و هو لا يجيب نداها، و لا يسمع شكواها.

فعند ذلك انكبت عليه عمته زينب، و مسحت التراب عن خديه، و نادت: يا زين العباد، يا مهجة الفؤاد، هذه امك شاه زنان، و هذه عمتك ام كلثوم، و أنا عمتك زينب.

قال: و كانت امه مغشيا عليها، لا ترد جوابا، و لا تسمع خطابا، فحملت زينب ابن أخيها، و رجعوا قاصدين سيد الشهداء، و وقعوا علي جسده الشريف، يتمرغون بدمه، و هم ينادون: يا ذبيحاه، واصريعاه، واحسيناه، فبينما هم كذلك، و اذا بالمنادي ينادي: هلموا الي الرحيل، و اتركوا كثرة القال و القيل.

و كانت فاطمة الصغيرة في ذلك الوقت محتضنة أباها، و هي تارة تقبل كفيه، و اخري تشم قدميه، و تارة تضع راحتها عي صدره، و هي تقول: يا أبتاه أيتمتني صغيرة، يا أبتاه ما أسرع ما رحلت عني، يا أبتاه من بعدك لا أستر فؤادي.

ثم ان زجر بن قيس تقدم اليهن، و هن بجسد الحسين عليه السلام محدقات، فصاح صيحة عظيمة، و جعل يضربهن بالسوط، فأركبهن علي أقتاب الجمال بغير وطأ، و سار بهم في أرذل الأحوال، فانا لله و انا اليه راجعون.

و في رواية اخري: فأتت اليه زوجته شاه زنان بنت كسري، و هي حافية القدمين، ناشرة الضفيرتين، لاطمة علي الخدين، فوقفت عنده، و قالت: السلام عليك يا أباعبدالله الحسين، الي من أودعتني؟ و الي أي قوم أسلمتني؟ كنت ما


ترضي لصوتي، و تغار علي من جهال ترضع، فانظر الي الآن الي و اني واقفة بين الأعداء، لا ازار و لا خمار، و لا هيبة و لا وقار، يا أباعبدالله من بعدك خان الوكيل، و غدر الكفيل.

ثم أقبل بنوامية الي النساء، و هن دائرات حول الحسين عليه السلام، فأتاهن السائق و معه النياق، فأوقفها عند النساء، فلما نظر السائق اليهن، و النور يشرق من وجوههن، بكي بكاء شديدا، و قال: هلكنا و رب الكعبة، و هلكت بنوامية بفعلها مع هؤلاء القوم.

و روي: أنه كانت للحسين عليه السلام بنت صغيرة، و كانت بين تلك النساء جالسة بجنب أبيها الحسين عليه السلام، و هي قابضة بكتفه و كفه في حجرها، فتارة تشم كفه، و تارة تقبل كتفه، و تارة تضع أصابعه علي فؤادها، و تارة علي عينيها، و قد أخذت من دمه الشريف، و خضبت به وجهها، و هي تقول: يا أباه قتلك أقر عيون الشامتين، و فرح قلوب المعاندين، و شفت بنا جميع المبغضين، يا أباه ألبسوني بنوامية ثوب اليتم، و سقوني شربة السبي علي صغر سني، يا أبتاه اذا اظلم علي من يحمي حماي؟ يا أبتاه و ان عطشت فمن يروي ظمأي؟ يا أبتاه نهبوا قرطي، و جذبوا ردائي، يا أبتاه انظر الي رؤوسنا المكشفة، و الي أكبادنا المتلهفة، و الي عمتي المضروبة، و امي المسحوبة.

فذرفت عند ندبها العيون، و سالت علي سجعها الجفون، فأتاهم زجر، قال: الأمير ابن سعد قد نادي مناديه بالرحيل، فهلموا و أكبوا، فأيقنت البنية بالرحيل، فقامت الي السائق، و وقفت عنده و قالت له: سألتك بالله يا هذا أنتم مقيمون اليوم أم راحلون؟ فقال: بل راحلون، قالت: يا هذا اذا عزمتم علي المسير، فسيروا بهذه النسوة واتركوني أبكي علي والدي و أستأنس به، فان مت عنده، فقد سقط عنكم ذمامي، و أنا بنت صغيرة السن ضعيفة القوة، فدفعها عنه، و أبعدها منه، فلاذت البنت بالحسين عليه السلام و استجارت به و قبضت زنده.

فأتي اليها من جوار أبيها، فقالت له: يا هذا ان لي أخ صغير قد قتلوه القوم، فدعني أتودع منه كافأك الله، فأمهلها السائق، فتخطت نحوه خطوات قليلة، فانه كان قريبا من أبيه الحسين عليه السلام، فلما وقعت عين البنت علي أخيها و تحسرت


و أنت و بكت، و جعلت تنوح نوحة تذاب الحجر.

ثم انها لثمت أخاها لثمات متعددات، و نامت بطوله، ثم جلست فرفعته في حضنها، و جعلت فمها علي منحره، و نادته: يابن امي لو خيروني بين القيام عندك و ان السباع تأكل لحمي و بين الرواح عنك لتخيرت مقامي عندك علي الحياة، فها أناذا راحلة عنك غير جافية لك و لا لقربك، و هذه نياق الرحيل تتجاذب بنا علي المسير، فما أدري أين يريدون بنا أهل العناد؟ فاقرء جدي و جدتي عني السلام، و قل لجدي: اختي شاكية اليك حالها، و قد خرموا اذنها، و فصموا خلخالها.

ثم انها وضعت فمها علي شفتيه و قبلت خديه و عينيه، فأتاها السائق و هو يبكي علي حالها، فجرها عنه و أبعدها،و أركبها مع النساء، فلما ركبت البنت علي الناقة التفتت الي أخيها، و قال: ودعتك السميع العليم، انا لله و انا اليه راجعون [15] .

روي المفيد: قال حميد بن مسلم: فانتهينا الي علي بن الحسين عليهماالسلام، و هو منبسط علي فراش، و هو شديد المرض، و مع شمر جماعة من الرجال، فقالوا له: ألا نقتل هذا؟ فقلت: سبحان الله أيقتل الصبيان و انه لما به؟ فلم أزل حتي دفعتهم عنه.

و جاء عمر بن سعد، فصاحت النساء في وجهه و بكين، فقال لأصحابه: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النساء، و لا تعرضوا لهذا الغلام المريض، فسألته النسوة أن يسترجع ما اخذ منهن ليستترن به، فقال: من أخذ من متاعهم شيئا فليرده، فو الله ما رد أحد منهم شيئا، فوكل بالفسطاط و بيوت النساء و علي بن الحسين جماعة ممن كان معه، و قال: احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لا يساء اليهم [16] .

ثم قال السيد: ثم اخرج النساء من الخيمة: و أشعلوا فيها النار، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات، يمشين سبايا في أسر الذلة، و قلن بحق الله الا ما مررتم بنا علي مصرع الحسين عليه السلام.


فلما نظرن النسوة الي القتلي، صحن و ضربن وجوههن، قال: فو الله لا أنسي زينب بنت علي عليه السلام و هي تندب الحسين عليه السلام، و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب: يا محمداه صلي عليك مليك السماء، هذا حسين مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، و بناتك سبايا، الي الله المشتكي، و الي محمد المصطفي، و الي علي المرتضي، و الي حمزة سيد الشهداء.

يا محمداه هذا حسين بالعراء، تسفي عليه الصبا، قتيل أولاد البغايا، يا حزناه يا كرباه، اليوم مات جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفي، يساقون سوق السبايا.

و في بعض الروايات: يا محمداه بناتك سبايا، و ذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا، و هذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة و الرداء، بأبي من عسكره [17] في يوم الاثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العري، بأبي من غائب فيرتجي، و لا جريح فيداوي، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتي قضي، بأبي العطشان حتي مضي، بأبي من شيبته تقطر بالدما، بأبي من جده رسول اله السماء، بأبي من هو سبط نبي الهدي، بأبي محمد المصطفي، بأبي خديجة الكبري، بأبي علي المرتضي، بأبي فاطمة سيدة النساء، بأبي من ردت عليه الشمس حتي صلي، قال: فأبكت والله كل عدو و صديق [18] .

و في المنتخب: حتي رأينا دموع الخيل تنحدر علي حوافرها، و قيل بلسان حال زينب هذه النغمات الشجيات و زينب من فرط الأسي تكثر البكي و تقول:



أخي يابن امي يا حسين أما تري

نساءك حسري عز عندهن الستر



أخي يا كفيلي يا شقيقي و عدتي

و معتمدي ان مسني العسر و اليسر



أخي كنت ركبي في الشدائد ملجا

و عوني و من في حكمه النهي و الأمر



أخي قد رمانا الدهر بالضر و العنا

أخي قد علانا بعدك الذل و الكسر



أخي قل صبري و احتمالي و من تكن

فقيدا لها من أين يلفي لها الصبر






أخي بعدك السجاد في قيد أسرهم

فلهفي لمن قد مضه القيد و الأسر



أخي لو ترانا فوق أقتاب بزلهم

يسار بنا حسري يعالجنا القهر



أخي كل خطب هان عند حلوله

سوي يومك الجاري فمطعمه مر



فيا نكبة هدت قوي دين أحمد

و عظم مصاب في القلوب له سعر [19] .



و روي: ثم ان سكينة اعتنقت جسد الحسين عليه السلام فاجتمع عدة من الأعراب، حتي جروها عنه [20] .

و قيل عن لسان سكينة:



و لم أنس من بين النساء سكينة

تقول و دمع العين يهمي و يهمل



أبي يا أبي يا خير ذخر فقدته

فيا ضيعتي من ذا لضيمي اؤمل



أبي يا أبي ما كان أسرع فرقتي

لديك فمن لي بعدك اليوم يكفل



أبي يا أبي المرتجي لنوائبي

اذا جار دهري أنت للدهر فيصل



أبي يا أبي من للشدائد يرتجي

و من لي اذا غبت كهفا و موئل



أبي يا أبي هلا تعود لثاكل

تعل من الأحزان طورا و تنهل



و من لليتامي بعد بعدك سيدي

و من للأيامي كافل متكفل



فعذب حياتي بعد فقدك والدي

و ما دمت حتي للقيامة حنظل



و تشكوا الي الزهراء بنت محمد

بقلب حزين بالكآبة مقفل



أيا جدتا قومي من القبر و انظري

حبيبك متلول الجبين مرمل



عرايا علي عاري العراء متعفرا

قتيلا خضيبا بالدماء مغسل



و قد قطعوا دون الورود وريده

و ديس و منه الرأس في الرمح يحمل



و قد حرموا ماء الفرات عتاوة

علينا و سلب الفاطميات حللوا



و تلك الوجوه المشرقات برغمها

تهتك ما بين الأنام وتهزل



و تلك الجباه الشامخات علي القنا

تشج و ترمي بالثري و ترمل



و ساروا بنا يا جدتاه حواسرا

و أوجهنا بعد التخفر تبذل






سبايا علي الأقتاب تبدو جسومنا

عرايا بلا ظل به نتظلل [21] .



و في المنتخب: روي أن المنافقين من بني امية تركوا الحسين عليه السلام علي وجه الأرض ملقي بغير دفن، و كذلك أصحابه، و جاؤا بالنساء قصدا و عنادا، و عبروهم علي مصارع آل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، فلما رأت ام كلثوم أخاها الحسين عليه السلام و هو مطروح علي الأرض، تسفو عليه الرياح، و هو مكبوب مسلوب، وقعت من البعير الي الأرض، و حضنت أخاها الحسين عليه السلام و هي تقول ببكاء و عويل: يا رسول الله انظر الي جسد ولدك ملقي علي الأرض بغير غسل، كفنه الرمل السافي عليه، و غسله دمه الجاري من وريده، و هؤلاء أهل بيته يساقون اساري في سبي الذل، ليس لهم محام يمانع عنهم، و رؤوس أولاده مع رأسه الشريف علي الرماح كالأقمار، فلما أحسوا بها عنفوها و أركبوها، و ساروا بها باكية حزينة، لا ترقي لها دمعة، و لا تفتر لها حسرة [22] .

قال السيد: ثم نادي عمر بن سعد في أصحابه: من ينتدب للحسين فيوطي ء الخيل ظهره و صدره؟ فانتدب منهم عشرة، و هم اسحاق بن حوية الذي سلب الحسين عليه السلام قميصه، و أخنس بن مرثد، و حكيم بن طفيل السنبسي، و عمرو بن صبيح الصيداوي، و رجاء بن منقذ العبدي، و سالم بن خيثمة الجعفي، و صالح بن وهب الجعفي و واحظ بن ناعم، و هاني بن ثبيت الحضرمي، و اسيد بن مالك، فداسوا الحسين عليه السلام بحوافر خيلهم، حتي رضوا ظهره و صدره.

قال: و جاء هؤلاء العشرة حتي وقفوا علي ابن زياد، فقال اسيد بن مالك أحد العشرة:



نحن رضضنا الصدر بعد الظهر

بكل يعبوب [23] شديد الأسر



فقال ابن زياد: من أنتم؟ قالوا: نحن الذين وطئنا بخيولنا ظهر الحسين حتي طحنا جناجن صدره، قال: فأمر لهم بجائزة يسيرة.

قال أبوعمرو الزاهد، فنظرنا في هؤلاء العشرة، فوجدناهم جميعا أولاد


زنا، و هؤلاء أخذهم المختار، فشد أيديهم و أرجلهم بسكك الحديد، و أوطي ء الخيل ظهورهم حتي هلكوا [24] .

روي المنتخب مرسلا، و الفاضل المتبحر، عن الحسين بن أحمد، قال: حدثني أبوكريب، و أبوسعيد الأشج، قال: حدثنا عبدالله بن ادريس، عن أبيه ادريس بن عبدالله الأزدي، قال: لما قتل الحسين عليه السلام أراد القوم أن يوطئوه الخيل، فقالت فضة لزينب، يا سيدتي ان سفينة [25] صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان بمركب، فضربته الريح فتكسر، فسبح فقذفه البحر الي جزيرة، فاذا هو بأسد، فدنا منه.

فخشي سفينة أن يأكله، فقال: يا أباالحارث [26] أنا مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فهمهم بين يديه حتي أوقفه علي الطريق، فركبه و نجا سالما، و أري أسدا خلف مخيمنا، فدعيني أمضي اليه، فأعلمه ما هم صانعون غدا، فقالت: شأنك، قالت: فمضيت اليه، و قلت: يا أباالحارث فرفع رأسه، ثم قلت: أتدري ما يريدون أن يعلموا غدا بأبي عبدالله عليه السلام؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره.

قال: نعم فقام الأسد، فمشي حتي وضع يديه علي جسد الحسين عليه السلام، فجعل يمرغ وجهه بدم الحسين عليه السلام و يبكي الي الصباح، فلما أصبح بنوامية أقبلت الخيل يقدمهم ابن الأخنس،: فلما نظروا اليه، قال لهم عمر بن سعد: فتنة لا تثيروها، انصرفوا فانصرفوا [27] .

أقول: و سيجي ء في رواية طويلة، عن أبي عبدالله عليه السلام: أن الحسين عليه السلام لما قتل، أتاهم آت و هم في المعسكر، فصرخ صارخ، فقال لهم: و كيف لا أصرخ و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قائم ينظر الي الأرض مرة، و ينظر الي حربكم مرة، و أنا أخاف أن يدعو الله علي أهل الأرض فأهلك فيهم، فقال بعضهم لبعض: هذا انسان


مجنون، فقال التوابون، تالله ما صنعنا بأنفسنا، قتلنا لابن سمية [28] سيد شباب أهل الجنة، فخرجوا علي عبيدالله بن زياد، فكان من أمرهم ما كان.

قلت له: جعلت فداك من هذا الصارخ؟ قال: ما نراه الا جبرئيل عليه السلام، أما أنه لو أذن له فيهم لصاح بهم صيحة، يخطف بها أرواحهم من أبدانهم الي النار، و لكن امهل لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين.

و روي عن أبي مخنف انه قال: قال الطرماح بن عدي [29] : كنت في واقعة كربلا، و قد وقع في ضربات و طعنات، فأثخنتني بالجراح، فلو حلفت لحلفت صادقا أني كنت نائما اذ رأيت عشرة فوارس قد أقبلوا و عليهم ثياب بيض، تفوح منهم رائحة المسك، فقلت في نفسي: يكون هذا عبيدالله بن زياد قد أقبل لطم جسد الحسين عليه السلام، فرأيتهم حتي نزلوا علي القتلي ثمان، و رجلا منهم تقدم الي جسد الحسين عليه السلام، فجلس قريبا منهم، و مد يده الي نحو الكوفة و اذا برأس السحين عليه السلام أقبل من نحو الكوفة، فركبه علي الجسد، فعاد كما كان باذن الله تعالي، و اذا هو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قال: يا ولدي قتلوك أتراهم ما عرفوك، و من شرب الماء منعوك، ثم التفت الي من كان معه، و قال: يا أبي آدم، و يا أبي ابراهيم، و يا أخي موسي، و يا عيسي أترون ما صنعت امتي بولدي من بعدي؟ لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة.


پاورقي

[1] اللهوف ص 55.

[2] الأمالي الصدوق ص 144.

[3] قال أبومخنف: و يقول في حمحمته: الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها، فتعجبوا من ذلک «منه».

[4] التمرغ في التراب: التمعک و التقلب فيه.

[5] المنتخب ص 453 -452، و المناقب 58: 4.

[6] بحارالأنوار 60: 45.

[7] في اللهوف: حوية.

[8] اللهوف ص 57 - 56، و البحار 58 -57: 45.

[9] في هامش الأصل و المطبوع: الأخبية.

[10] الأمالي للصدوق ص 145.

[11] البحار 60: 45.

[12] المنتخب ص 455.

[13] بحارالأنوار 61 -60: 45.

[14] من هنا الي آخر ما حکاه عن بعض نقلة الأخبار غير موجود في النسختين المخطوطتين.

[15] من قوله «حکي بعض نقلة الأخبار» الي هنا غير موجود في النسختين.

[16] بحارالأنوار 61: 45 عن الارشاد 113: 2.

[17] في اللهوف، من أضحي عسکره.

[18] اللهوف ص 58 -57، و البحار 59 -58: 45.

[19] المنتخب ص 454.

[20] البحار 59: 45، و اللهوف ص 58.

[21] المنتخب للطريحي ص 454 -453.

[22] لم أعثر عليه في المنتخب.

[23] اليعبوب: الفرس السريع الطويل. القاموس.

[24] اللهوف ص 59 -58، و البحار 60 -59: 45.

[25] اشارة الي قصة سفينة مولي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أن الأسد رده الي الطريق.

[26] أبوالحارث من کني الأسد

[27] بحارالانوار 170 -169: 45، و المنتخب ص 322.

[28] هو ابن‏زياد لأن جدته سمية و هي من العواهر ذات راية.

[29] أقول: هذا غير الطرماح بن الحکيم الذي بعد شهادته عليه‏السلام جاء فأخبر بها، و مر في المجلس الخامس من المسلک الأول «منه».