بازگشت

في نبذه اخري من اخباره تعالي و سائر اخبار النبي و الأئمة بشهادته


في كامل الزيارات: الحسن بن عبدالله بن محمد، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن سمرة [1] ، عن سلام الجعفي، عن عبدالله بن محمد الصنعاني، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذا دخل الحسين عليه السلام اجتذبه اليه،


ثم يقول لأميرالمؤمنين عليه السلام: أمسكه، ثم يقع عليه فيقبله و يبكي، فيقول: يا أبة لم تبكي؟ فيقول: يا بني أقبل موضع السيوف منك و أبكي، قال: يا أبة و اقتل؟ قال: اي والله و أبوك و أخوك و أنت، قال: يا أبة فمصار عنا شتي؟ قال: نعم يا بني، قال: فمن يزورنا من امتك؟ قال: لا يزورني و يزور أباك و أخاك و أنت الا الصديقون من امتي [2] .

في المناقب: ابن عباس، سألت هند عائشة أن تسأل النبي صلي الله عليه و آله و سلم تعبير رؤياها، فقال: قولي لها: فلتقصص رؤياها، فقالت: رأيت كأن الشمس قد طلعت من فوقي، و القمر قد خرج من مخرجي، و كأن كوكبا خرج من القمر أسود، فشد علي شمس، خرجت من الشمس أصغر من الشمس، فابتلعتها، فاسود الافق بابتلاعها، ثم رأيت كواكب بدت من السماء، و كواكب مسودة في الأرض، الا أن المسودة أحاطت بافق الأرض من كل مكان.

فاكتحلت عين رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بدموعه، ثم قال: هي هند اخرجي يا عدوة الله - مرتين - فقد جددت علي أحزاني، و نعيت لي أحبابي، فلما خرجت قال: اللهم العنها و العن نسلها.

فسئل عن تفسيرها، قال صلي الله عليه و آله و سلم: أما الشمس التي طلعت عليها فعلي بن أبي طالب، و الكوكب الذي خرج كالقمر أسود، فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله، و تلك الظلمة التي زعمت و رأت كوكبا يخرج من القمر أسود، فشد علي شمس خرجت من الشمس أصغر من الشمس فابتلعتها فاسودت، فذلك ابني الحسين يقتله ابن معاوية، فتسود الشمس و يظلم الافق، و أما الكواكب السود في الأرض أحاطت بالأرض من كل مكان فتلك بنوامية [3] .

أقول: في المنتخب هكذا: قالت: رأيت في نومي شمس مشرقة علي الدنيا كلها، فولد منها قمر أشرق [4] نوره علي الدنيا، ثم ولد من ذلك القمر نجمان زاهران


قد أزهر المشرق و المغرب، ثم بدت [5] سحابة ظلماء مظلمة كأنها الليل المظلم، فولد منها حية رقطاء، فدبت الحية الي النجمين فابتلعتهما، فبكي الناس و تأسفوا علي النجمين.

ففسر النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: أما الشمس فأنا، و أما القمر ففاطمة بنتي، و أما النجمان فالحسن و الحسين، و أما السحابة فمعاوية، و أما الحية الرقطاء فيزيد [6] .

و روي الشيخ ابن نما في مثير الأحزان عن ابن عباس، قال: لما اشتد برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مرضه الذي مات فيه، ضم الحسين عليه السلام الي صدره، يسيل من عرقه عليه و هو يجود بنفسه، و يقول: مالي و ليزيد، لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد، ثم غشي عليه طويلا، و أفاق و جعل يقبل الحسين و عيناه تذرفان، و يقول: أما ان لي و لقاتلك مقاما بين يدي الله عزوجل [7] .

و روي فيه أيضا مرسلا، عن سفيان الثوري، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: كنت عند النبي صلي الله عليه و آله و سلم و علي فخذه الأيمن الحسين عليه السلام، و علي فخذه الأيسر ولده ابراهيم بن مارية بنت شمعون القبطية، تارة يقبل هذا، و تارة يقبل هذا، اذ هبط عليه جبرئيل بوحي من رب العالمين، فلما اسري عنه الوحي، قال: أتاني جبرئيل عن ربي، فقال: يا محمد ان الله يقرأ عليك السلام، و يقول: لست أجمعهما فافد أحدهما بصاحبه.

فنظر النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي ابراهيم فبكي، و نظر الي الحسين عليه السلام فبكي، ثم قال: ان ابراهيم امه أمة، و متي مات لم يحزن عليه غيري، و ام الحسين فاطمة، و أبوه علي ابن عمي و لحمي و دمي، و متي مات حزنت عليه ابنتي، و حزن ابن عمي، و حزنت عليه أنا، و أنا اوثر حزني علي حزنهما، فقلت: يا جبرئيل يقبض ابراهيم، فقد فديت الحسين به، فقبض بعد ثلاث، فكان النبي صلي الله عليه و آله و سلم اذا رأي الحسين عليه السلام مقبلا قبله، و ضمه الي صدره، و رشف ثناياه، و قال: فديت من فديته بابني


ابراهيم [8] .

و فيه: روي أن الحسن الزكي عليه السلام لما دنت وفاته و نفدت أيامه، و جري السم في بدنه و أعضائه، تغير لون وجهه، و مال بدنه الي الزرقة و الخضرة، فقال له أخوه الحسين عليه السلام: مالي أري لون وجهك مائلا الي الخضرة، فبكي الحسن عليه السلام و قال له: يا أخي لقد صح حديث جدي في و فيك، ثم مد يده الي أخيه الحسين عليه السلام فأعتنقه طويلا، و بكيا كثيرا، فقال له الحسين عليه السلام: يا أخي ما حدثك جدي؟ و ماذا سمعت منه؟

فقال: أخبرني جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: مررت ليلة المعراج بروضات الجنان، و منازل أهل الايمان، فرأيت قصرين عاليين متجاورين علي صفة واحدة، لكن أحدهما من الزبرجد الأخضر، و الآخر من الياقوت الأحمر، فاستحسنتهما و شاقني حسنهما، فقلت: يا أخي جبرئيل لمن هذان القصران؟ فقال: أحدهما لولدك الحسن، و الآخر لولدك الحسين، فقلت: يا جبرئيل فلم لا يكونان علي لون واحد؟ فسكت و لم يرد علي جوابا، فقلت له: يا أخي لم لا تتكلم؟ فقال: حياء منك، فقلت له: بالله عليك الا ما أخبرتني؟

فقال: أما خضرة قصر الحسن، فانه يسم و يخضر لونه عند موته، و أما حمرة قصر الحسين، فانه يقتل و يذبح و يخضب وجهه و شيبته و بدنه من دمائه، فعند ذلك بكيا، و ضج الناس بالبكاء و النحيب علي فقد حبيبي الحبيب [9] .

و في مجالس الصدوق، مسندا عن الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن جده عليه السلام: أن الحسين عليه السلام دخل يوما علي الحسن بن علي عليهماالسلام، فلما نظر اليه بكي، فقال له: ما يبكيك يا أباعبدالله؟ قال: أبكي لما يصنع بك، فقال له الحسن عليه السلام: ان الذي يؤتي الي سم يدس الي فاقتل به، و لكن لا يوم كيومك يا أباعبدالله، يزدلف اليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من امة جدنا محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و ينتحلون دين الاسلام، فيجتمعون علي قتلك، و سفك دمك، و انتهاك حرمتك، و سبي ذراريك و نسائك،


و انتهاب ثقلك، فعندها يحل ببني امية اللعنة، و تمطر السماء رمادا و دما، و يبكي عليك كل شي ء حتي الوحوش في الفلوات، و الحيتان في البحار [10] .

و فيه: باسناده، عن ابن عباس، قال: ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان جالسا ذات يوم، اذ أقبل الحسن عليه السلام، فلما رآه بكي، ثم قال: الي الي يا بني، فما زال يدنيه حتي أجلسه علي فخذه اليمني، ثم أقبل الحسين عليه السلام، فلما رآه بكي، ثم قال: الي الي يا بني، فما زال يدنيه حتي أجلسه علي فخذه اليسري، ثم أقبلت فاطمة، فلما رآها بكي، ثم قال: الي الي يا بنية، فأجلسها بين يديه، ثم أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام، فلما رآه بكي، ثم قال: الي الي يا أخي، فما زال يدنيه حتي أجلسه الي جنبه الأيمن.

فقال أصحابه: يا رسول ما تري واحدا من هؤلاء الا بكيت، أو ما فيهم من تسر برؤيته؟

فقال صلي الله عليه و آله و سلم: والذي بعثني بالنبوة، و اصطفاني علي جميع البرية اني و اياهم لأكرم الخلق علي الله عزوجل، و ما علي وجه الأرض نسمة أحب الي منهم.

أما علي بن أبي طالب، فانه أخي و شقيقي، و صاحب الأمر بعدي، و صاحب لوائي في الدنيا و الآخرة، و صاحب حوضي و شفاعتي، و هو مولي كل مسلم و امام كل مؤمن، و قائد كل تقي، و هو وصيي و خليفتي علي أهلي و مالي و امتي في حياتي و بعد موتي، محبه محبي، و مبغضه مبغضي، و بولايته صارت امتي مرحومة، و بعد وفاتي صارت بالمخالفة له ملعونة، و اني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الامة به بعدي، حتي انه ليزال عن مقعدي، و قد جعله الله له بعدي، ثم لا يزال الأمر به حتي يضرب علي قرنه ضربة تخضب منها لحيته في أفضل الشهور، شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدي للناس و بينات من الهدي و الفرقان.

و أما ابنتي فاطمة، فانها سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين، و هي بضعة مني، و هي نور عيني، و هي ثمرة فؤادي، و هي روحي التي بين جنبي، و هي


الحوراء الانسية، متي قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء، كما تزهر الكواكب لأهل الأرض، و يقول الله عزوجل لملائكته: انظروا الي أمتي فاطمة سيدة امائي قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، و قد أقبلت بقلبها علي عبادتي، أشهدكم أني قد آمنت شيعتها من النار.

و اني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها و قد دخل الذل بيتها، و انتهكت حرمتها، و غصبت حقها، و منعت ارثها، و كسر جنبها، و اسقطت جنينها، و هي تنادي: يا محمداه، فلا تجاب، و تستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية، تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة، و تتذكر فراقي اخري، و تستوحش اذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تسمع [11] اليه اذا تهجدت بالقرآن.

ثم تري نفسها ذليلة، بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة، فعند ذلك يؤنسها الله تعالي ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك علي نساء العالمين، يا فاطمة اقنتي لربك و اسجدي و اركعي مع الراكعين.

ثم يبتدي ء بها الوجع، فتمرض، فيبعث الله عزوجل اليها مريم بنت عمران، تمرضها و تؤنسها في علتها، و تقول عند ذلك: يا رب اني قد سئمت الحياة، و تبرمت بأهل الدنيا، فالحقني بأبي، فيلحقها الله عزوجل بي، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة، مكروبة، مغمومة، مغصوبة، فأقول عند ذلك: اللهم العن من ظلمها، و عاقب من غصبها، و ذلل من أذلها، فخلد في نارك من ضرب جنينها [12] حتي ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.

و أما الحسن، فانه ابني، و ولدي، و مني، و قرة عيني، و ضياء قلبي، و ثمرة فؤادي، و هو سيد شباب اهل الجنة، و حجة الله علي الامة، أمره أمري، و قوله قولي، من تبعه فانه مني، و من عصاه فليس مني.

و اني لما نظرت اليه، تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي، فلا يزال الأمر


به حتي يقتل بالسم ظلما و عدوانا، فعند ذلك تبكي الملائكة و السبع الشداد لموته، و تبكيه كل شي ء، حتي الطير في جو السماء و الحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون، و من حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، و من زاره في بقعته ثبتت قدمه علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام.

و أما الحسين، فانه مني، و هو ابني، و ولدي، و خير الخلق بعد أخيه، و هو امام المسلمين، و مولي المؤمنين، و خليفة رب العالمين، و غياث المستغيثين، و كهف المستجيرين، و حجة الله علي خلقه أجمعين، و هو سيد شباب أهل الجنة، و باب نجاة الامة، أمره أمري، و طاعته طاعتي، من تبعه فانه مني، و من عصاه فليس مني.

و اني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي، كأني به قد استجار بحرمي و قربي، فلا يجار، فأضمه في منامه الي صدري، و آمره بالرحلة عن دار هجرتي، و ابشره بالشهادة، فيرتحل عنها الي أرض مقتله، و موضع مصرعه، أرض كرب و بلا، و قتل و فناء، تنصره عصابة من المسلمين، اولئك من سادة شهداء امتي يوم القيامة، كأني أنظر اليه و قد رمي بسهم، فخر عن فرسه صريعا، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما.

ثم بكي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و بكي من حوله، و ارتفعت أصواته بالضجيج، ثم دعا صلي الله عليه و آله و سلم و هو يقول: اللهم اني أشكو اليك ما يلقي أهل بيتي من بعدي، ثم دخل منزله [13] .

في المنتخب: روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم لما مرض مرض الموت، اتفق يوما أنه كان رأسه في حجر ام الفضل امرأة العباس، فاستعبرت ام الفضل و بكت و قطرت دموعها علي خد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما يبكيك يا ام الفضل؟ قالت: بأبي أنت و امي يا رسول الله انك نعيت الينا نفسك، فقلت: قال الله تعالي: (انك ميت و انهم ميتون) [14] فان كان هذا الأمر فينا فبينه لنا، و ان كان


في غيرنا فأوص بنا.

فقال: ابعثي الي ابني الحسن و الحسين، ففعلت، فلما أقبلا استدناهما و ضمهما الي صدره، و وضع خد أحدهما علي خده الأيمن، و خده الآخر علي خده الآخر، ثم استعبر فبكي، و بكي من كان حاضرا، و صاحت فاطمة، و قالت:



و أبيض يستسقي الغمام بوجهه

ثمال اليتامي عصمة للأرامل



فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا فاطمة هذا قول عمك، و لكن قولي: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم) [15] أنتم المقهورون بعدي المستضعفون، فمن صبر منكم و احتسب في دار البوار، كان له الدائم الباقي في دار القرار، و الآخرة خير و أبقي.

قالت ام الفضل: يا رسول الله الي من نفزع بعدك؟ قال: الي أخي و وصيي و خليفتي أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب الحديث [16] .

أيضا في المنتخب، عن لوط بن يحيي، عن عبدالله بن قيس، قال: كنت ممن غزي مع أميرالمؤمنين عليه السلام في صفين، و قد أخذ أبوأيوب الأعور السلمي الماء، و حرزه عن الناس، فشكي المسلمون العطش، فأرسل فوارس علي كشفه، فانحرفوا خائبين، فضاق صدره، فقال له ولده الحسين عليه السلام، أمضي اليه يا أبتاه؟ فقال: امض يا ولدي، فمضي مع فوارس، فهزم أباأيوب عن الماء، و بني خيمته، و حط فوارسه، و أتي الي أبيه و أخبره.

فبكي عليه السلام، فقيل له: ما يبكيك يا أميرالمؤمنين؟ و هذا أول فتح ببركة الحسين، فقال: ذكرت أنه سيقتل عطشانا بطف كربلاء، حتي ينفر فرسه و يحمحم، و يقول: الظليمة الظليمة لامة قتلت ابن بنت نبيها [17] .

و فيه: عن ابن عباس، قال: عطش المسلمون في مدينة الرسول في بعض السنين عطشا شديدا، حتي أنهم عادوا لا يجدون الماء في المدينة، فجاءت فاطمة الزهراء عليهماالسلام بولديها الحسن و الحسين عليهماالسلام الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقالت: يا أبة ان


ابني الحسن و الحسين صغيران لا يتحملان العطش، فدعا النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالحسن، فأعطاه لسانه حتي روي، ثم دعا بالحسين، فأعطاه أيضا لسانه فمصه حتي روي، فلما رويا وضعهما علي ركبتيه، و جعل يقبل هذا مرة و هذا اخري، ثم يلثم هذا لثمة و هذا لثمة، ثم يضع لسانه الشريف في أفواههما، و هو معهما في غبطة و نعمة.

فبيناهم كذلك اذ هبط الأمين جبرئيل عليه السلام بالتحية من الرب الجليل الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: يا محمد ربك يقرؤك السلام، و يقول: ان هذا ولدك الحسن يموت مسموما مظلوما، و هذا ولدك الحسين يموت عطشانا مذبوحا، فقال: يا أخي جبرئيل و من يفعل ذلك بهما؟ قال: قوم من بني امية يزعمون أنهم من امتك، يقتلون أبناء صفوتك، و يشردون ذريتك.

فقال: يا جبرئيل هل تفلح امة تفعل هذا بذريتي؟ قال: لا والله، بل يبليهم الله في الدنيا بمن يقتل أبناءهم [18] ، و يسفك دماءهم، و يستحيي نساءهم، و لهم في الآخرة عذاب أليم، طعامهم الزقوم، و شرابهم الصديد، و لهم في درك الجحيم عذاب مكيد، و يقال لجهنم: هل امتلأت؟ فتقول: هل من مزيد.

ثم قال جبرئيل: يا محمد ان الله حمد نفسه عند هلاك الظالمين، حيث قال: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين) [19] قال: فجعل النبي تارة ينظر الي الحسن، و تارة ينظر الي الحسين، و عيناه تهملان الدموع، و يقول: لعن الله قاتلكما، و لعن الله من غصبكما حقكما من الأولين و الآخرين [20] .

في مجالس الصدوق باسناده، عن جرداء بنت سمين، عن زوجها هرثمة بن أبي مسلم، قال: غزونا مع علي بن أبي طالب عليه السلام بصفين، فلما انصرفنا نزل بكربلا، فصلي بها الغداة، ثم رفع اليه من تربتها فشمها، ثم قال: واها لك أيتها التربة ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب.

فرجع هرثمة الي زوجته، و كانت شيعة لعلي عليه السلام، فقال: ألا احدثك عن وليك أبي الحسن؟ نزل بكربلا فصلي، ثم رفع اليه من تربتها، فقال: واها لك أيتها


التربة، ليحشرن منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب، قالت: أيها الرجل فان أميرالمؤمنين عليه السلام لم يقل الا حقا.

فلما قدم الحسين عليه السلام، قال هرثمة: كنت في البعث الذين بعثهم عبيدالله بن زياد، فلما رأيت المنزل و الشجر ذكرت الحديث، فجلست علي بعيري، ثم صرت الي الحسين عليه السلام، فسلمت عليه، و أخبرته بما سمعت من أبيه في ذلك المنزل الذي نزل به الحسين عليه السلام، فقال: معنا أنت أم علينا؟ فقلت: لا معك و لا عليك، خلفت صبية أخاف عليهم عبيدالله بن زياد، قال: فامض حيث لا تري لنا مقتلا، و لا تسمع لنا صوتا، فوالذي نفس حسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا الا أكبه الله لوجهه في جهنم [21] .

و فيه أيضا، عن ابن عباس، قال: كنت مع أميرالمؤمنين عليه السلام في خروجه الي صفين، فلما نزل بنينوي و هو بشط الفرات، قال بأعلي صوته: يابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت له: ما أعرفه يا أميرالمؤمنين، فقال عليه السلام: لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتي تبكي كبكائي.

قال: فبكي طويلا حتي اخضلت لحيته، و سالت الدموع علي صدره، و بكينا معه [22] ، و هو يقول: أوه أوه مالي و لآل أبي سفيان؟ مالي و لآل حرب حزب الشيطان و أولياء الكفر؟ صبرا يا أباعبدالله، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقي منهم.

ثم دعا بماء، فتوضأ وضوء الصلاة، فصلي ما شاء الله أن يصلي، ثم ذكر نحو كلامه الأول، الا أنه نعس عند انقضاء صلاته و كلامه ساعة، ثم انتبه فقال: يابن عباس، فقلت: ها أناذا، فقال: ألا احدثك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت: نامت عيناك و رأيت خيرا يا أميرالمؤمنين.

قال: رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض، قد تقلدوا سيوفهم و هي بيض تلمع، و قد خطوا حول هذه الأرض خطة، ثم رأيت كأن هذه النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض، تضطرب بدم عبيط، و كأني بالحسين سخلي


و فرخي و مضغتي و مخي قد غرق فيه، يستغيث فلا يغاث.

و كأن الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه، و يقولون: صبرا آل الرسول، فانكم تقتلون علي أيدي شرار الناس، و هذه الجنة يا أباعبدالله اليك مشتاقة، ثم يعزوني و يقولون: يا أباالحسن أبشر، فقد أقر الله عينك به يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين.

ثم انتبهت هكذا، والذي نفس علي بيده لقد حدثني الصادق المصدق أبوالقاسم صلي الله عليه و آله و سلم أني سأراها في خروجي الي أهل البغي علينا، و هذه أرض كرب و بلاء، يدفن فيها الحسين و سبعة عشر رجلا من ولدي و ولد فاطمة، و انها لفي السماوات معروفة، تذكر أرض كرب و بلاء، كما تذكر بقعة الحرمين، و بقعة بيت المقدس.

ثم قال: يابن عباس اطلب في حولها بعر الظباء، فو الله ما كذبت و لا كذبت [23] ، و هي مصفرة لونها لون الزعفران.

قال ابن عباس: فطلبتها فوجدتها مجتمعة، فناديته يا أميرالمؤمنين قد أصبتها علي الصفة التي وصفتها لي، فقال علي عليه السلام: صدق الله و رسوله.

ثم قام يهرول اليها، فحملها و شمها، و قال: هي هي بعينها، أتعلم يابن عباس ما هذه الأباعر؟ هذه قد شمها عيسي عليه السلام، و ذلك أنه مر بها و معه الحواريون، فرأي هاهنا [24] الظباء مجتمعة و هي تبكي، فجلس عيسي بن مريم، و جلس الحواريون معه، فبكي و بكي الحواريون، و هم لا يدرون لم جلس و لم بكي؟

فقالوا: يا روح الله و كلمته ما يبكيك؟ قال: أتعلمون أي أرض هذه؟ قالوا: لا، قال: هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد، و فرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة امي، و يلحد فيها طينة أطيب من المسك؛ لأنها طينة الفرخ المستشهد،


و هكذا تكون طينة الأنبياء و أولاد الانبياء، و هذه الظباء تكلمني و تقول: انها ترعي في هذه الأرض شوقا الي تربة الفرخ المبارك، و زعمت أنها آمنة في هذه الأرض.

ثم ضرب بيده الي هذه الصيران [25] فشمها، و قال: هذه بعر الظبا علي هذه الطيب لمكان حشيشها، اللهم أبقها أبدا حتي يشمها أبوه، فيكون له عزاء و سلوة، قال: فبقيت الي يوم الناس [26] هذا، و قد اصفرت لطول زمنها، و هذه أرض كرب و بلاء، ثم قال بأعلي صوته: يا رب عيسي بن مريم لا تبارك في قتلته، و المعين عليه، و الخاذل له.

ثم بكي بكاء طويلا و بكينا معه، حتي سقط لوجهه، و غشي عليه طويلا، ثم أفاق، فأخذ البعر فصره في ردائه، و أمرني أن أصرها كذلك، ثم قال: يابن عباس اذا رأيتها تنفجر دما عبيطا، و يسيل منها دم عبيط، فاعلم أن أباعبدالله قد قتل فيها و دفن.

قال ابن عباس: فو الله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لبعض ما افترض الله تعالي علي، و أنا لا أحلها من طرف كمي، فبينا أنا في البيت نائم اذا انتبهت، فاذا هي تسيل دما عبيطا، و كان كمي قد امتلأ دما عبيطا، فجلست و أنا باك و قلت: قتل والله الحسين عليه السلام، والله ما كذبني علي قط في حديث حدثني، و لا أخبرني بشي ء قط أنه كان يكون الا كان كذلك؛ لأن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يخبره بأشياء لم يخبر بها غيره.

ففزعت و خرجت، و ذلك عند الفجر، و رأيت والله المدينة كأنها ضباب [27] ، لا يستبين فيها أثر عين، ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة، و رأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط، فجلست و أنا باك، و قلت: قتل والله الحسين عليه السلام، و سمعت صوتا من ناحية البيت، و هو يقول:



اصبروا آل الرسول

قتل الفرخ النحول






نزل الروح الأمين

ببكاء و عويل



ثم بكي بأعلي صوته و بكيت، فأثبت عندي تلك الساعة، و كان شهر المحرم يوم عاشوراء لعشر مضين منه، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره و تاريخه كذلك، فحدثت هذا الحديث اولئك الذين كانوا معه، فقالوا: و الله لقد سمعنا ما سمعت و نحن في المعركة، و لا ندري ما هو، فكنا نري أنه الخضر عليه السلام [28] .

في المنتخب، عن الصادق عليه السلام: أن عليا عليه السلام حين صار بمصارع الشهداء، قال: أيها الناس اعلموا أنه قبض في هذه الأرض مائتا نبي، و مائتا سبط من أولاد الأنبياء، كلهم شهداء، و أتباعهم استشهدوا معهم، ثم انه عليه السلام طاف علي بغلته في تلك البقعة، و هو مع ذلك مخرج [29] رجليه من الركاب، و هو يقول: هنا والله مناخ ركاب، و مصارع شهداء، لا يسبقهم بالفضل من كان قبلهم، و لا يلحقهم من كان بعدهم، ثم نزل و جعل يبكي عليه السلام [30] .

في البحار و المنتخب ما ملخصه: عن ابن مسعود، قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في مسجده اذ دخل علينا فئة من قريش، و معهم عمر بن سعد، فتغير لون رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقلنا: يا رسول الله ما شأنك؟ فقال: انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، و اني ذكرت ما يلقي أهل بيتي من قتل و ضرب و شتم و سب و تطريد، و ان أول رأس يحمل علي رأس رمح في الاسلام رأس ولدي الحسين، و كان الحسين عليه السلام حاضرا عند جده، فقال: يا جداه فمن يقتلني؟ فقال: يقتلك شرار الناس، و أشار الي ابن سعد، فصار أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم اذا رأوا ابن سعد داخلا من باب المسجد يقولون: هذا قاتل الحسين عليه السلام [31] .

و في البحار من كشف الغمة و الارشاد، روي سالم بن أبي حفصة، قال: قال عمر بن سعد للحسين عليه السلام: يا أباعبدالله ان قبلنا اناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك، فقال له الحسين عليه السلام: انهم ليسوا سفهاء، و لكنهم حلماء، أما انه يقر عيني أن لا


تأكل بر العراق الا قليلا [32] .

أقول: و قد مر في معجزاته صلوات الله عليه اخباره عليه السلام بقتله في زمن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قد سئل أنبأك بهذا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: لا، فسئل النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن ذلك، فقال: علمي علمه و علمه علمي الخبر.

و من اخبار النبي صلي الله عليه و آله و سلم في المنام، ما رواه الفاضل المتبحر، عن ابن حشيش، عن أبي المفضل الشيباني، عن علي بن محمد بن مخلد، عن محمد بن سالم بن عبدالرحمن، عن عون بن المبارك الخثعمي، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه أبي المقدام، عن ابن جبير، عن ابن عباس، قال: بينا أنا راقد في منزلي اذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت ام سلمة زوج النبي صلي الله عليه و آله و سلم فخرجت بتوجه بي قائدي الي منزلها، و أقبل أهل المدينة اليها الرجال و النساء.

فلما انتهيت اليها، قلت: يا ام المؤمنين مالك تصرخين و تغوثين؟ فلم تجبني، و أقبلت علي النسوة الهاشميات، و قالت: يا بنات عبدالمطلب أسعديني و ابكين معي، فقد قتل والله سيدكن و سيد شباب أهل الجنة، و الله قد قتل سبط رسول الله و ريحانته الحسين.

فقلت: يا ام المؤمنين و من أين علمت ذلك؟

قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه ذلك؟ فقال: قتل ابني الحسين و أهل بيته اليوم، فدفنتهم و الساعة فرغت من دفنهم. قالت: فقمت حتي دخلت البيت و أنا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فاذا بتربة الحسين عليه السلام التي أتي بها جبرئيل من كربلا، فقال: اذا صارت هذه التربة دما، فقد قتل ابنك، و أعطانيها النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة - أو قال: في قارورة - ولتكن عندك فاذا صارت دما عبيطا، فقد قتل الحسين، فرأيت القارورة الآن، و قد صارت دما عبيطا تفور.

قال: فأخذت ام سلمة من ذلك الدم، فلطخت به وجهها، و جعلت ذلك اليوم مأتما و مناحة علي الحسين عليه السلام، فجاءت الركبان بخبره، و أنه قتل في ذلك اليوم.


قال عمرو بن ثابت: اني دخلت علي أبي جعفر محمد بن علي منزله، فسألته عن هذا الحديث، و ذكرت له هذه الرواية، فصدقها [33] .

و في المنتخب، نقل عن ام سلمة، قالت: كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم معي، فبينما هو راقد علي الفراش، جاعل رجله اليمني علي اليسري، و هو علي قفاه، و اذا بالحسن عليه السلام و هو ابن ثلاث سنين و أشهر أتي اليه، فلما رآه صلي الله عليه و آله و سلم قال: مرحبا بقرة عيني، مرحبا بثمرة فؤادي، و لم يزل يمشي حتي ركب علي صدر جده، فأبطأ، فخشيت أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم تعب،: فأحببت أن انحيه عنه، فقال: دعيه متي ما أراد الا انحدر، و اعلمي بأن من آذي منه شعرة فقد آذاني، قالت: فمضيت، فما رجعت الا و رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يبكي، فعجبت من ذلك، فقلت: ما يبكيك؟ لا أبكي الله عينيك، و هو ينظر لشي ء بيده و يبكي، فنظرت و اذا بيده تربة، فقلت: ما هي؟

قال: أتاني بها جبرئيل هذه الساعة، و قال: هذه طينة في أرض كربلاء، و هي طينة ولدك الحسين، و تربته التي يدفن فيها، فصيريها في قارورة، فاذا صارت دما عبيطا، فاعلمي أن ولدي قد قتل.

قالت: فبكيت و أخذتها، و اذا لها رائحة كأنها المسك الأذفر، فما مضت الأيام و السنين الا و قد سافر الحسين عليه السلام الي كربلاء، فحس قلبي بالشر، و صرت كل يوم أتجسس القارورة، فبينما أنا كذلك اذا بالقارورة انقلبت دما عبيطا، فعلمت بقتله، و جعلت أنوح و أبكي يومي الي الليل، و لم أتهن بطعام و لا منام الي طائفة من الليل، و اذا أنا بالطيف برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم مقبل و علي رأسه و لحيته تراب كثير، فجعلت أنفضه بكمي، و أقول: نفسي لنفسك الفداء، متي أهملت نفسك هكذا يا رسول الله؟ من أين لك هذا التراب؟ قال: هذه الساعة فرغت من دفن ولدي الحسين.

قالت: فانتبهت مرعوبة، لم أملك علي نفسي، فصحت واحسيناه، واولداه، وامهجة قلباه، حتي علا نحيبي، فأقبلت الي نساء المدينة الهاشميات و غيرهن،


و قلن ما الخبر؟، فحكيت لهن بالقصة، فعلا الصراخ، و قام النياح، و صار كأنه حين مات [34] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، وسعين الي قبره بين مشقوقة الجيب، و مكشوفة الرأس، فصحن يا رسول الله قتل الحسين، فو الله الذي لا اله الا هو لقد حسسنا كأن القبر يموج بصاحبه، حتي تحركت الأرض من تحتنا، فخشينا أنها تسيخ بنا، فانحرفنا بين مشقوقة الجيب، و منشورة الشعر، و باكية العين [35] .

و روي الفاضل، عن بعض كتب المناقب مسندا، عن عمار: أن ابن عباس رأي النبي صلي الله عليه و آله و سلم في منامه يوما بنصف النهار، و هو أشعث أغبر في يده قارورة فيها دم، فقال: يا رسول الله ما هذا الدم؟ قال: دم الحسين لم أزل التقطه منذ اليوم فاحصي ذلك اليوم، فوجد قتله في ذلك اليوم [36] .


پاورقي

[1] في البحار: شجرة.

[2] بحارالأنوار 261: 44 ح 14 عن کامل الزيارات ص 70.

[3] بحارالأنوار 263: 44 ح 21 عن المناقب 72: 4.

[4] في المنتخب: فأشرق.

[5] في المنتخب: فبينما أنا کذلک اذ بدت.

[6] المنتخب للطريحي ص 222.

[7] بحارالأنوار 266: 44 ح 24 عن مثير الأحزان ص 22.

[8] مثير الاحزان ص 23.

[9] المنتخب للطريحي ص 174.

[10] بحارالأنوار 218: 45 عن الأمالي ص 102.

[11] في الأمالي: تستمع.

[12] في الأمالي: جنبها.

[13] أمالي الصدوق ص 102 - 99.

[14] الزمر: 30.

[15] آل عمران: 144.

[16] المنتخب للطريحي ص 131.

[17] المنتخب ص 300.

[18] في المنتخب: أولادهم.

[19] الأنعام: 45.

[20] المنتخب ص 188 - 187.

[21] بحارالأنوار 256 - 255: 44 ح 4 عن الأمالي ص 121 - 120.

[22] في البحار: معا.

[23] قال في البحار: قوله عليه‏السلام «و لا کذبت» علي بناء المجهول، من قولهم کذب الرجل، أي: أخبر بالکذب، أي: ما أخبرني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بکذب قط، و يحتمل أن يکون علي بناء التفعيل أي: ما أظهر أحد کذبي، والأول أظهر.

[24] في الاصل: هذه.

[25] الصيران جمع صوار، و هو القطيع من بقر الوحش، و الصوار أيضا وعاء المسک. الصحاح.

[26] روي أن الناس رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، کقوله تعالي (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) فالمراد بالناس يحتمل أن يکون هو کما يحتمل العموم «منه».

[27] الضباب بالفتح: ندي کالغيم، أو سحاب رقيق کالدخان.

[28] بحارالأنوار 255 - 252: 44 عن الأمالي ص 537 - 535.

[29] في المنتخب: خارج.

[30] المنتخب للطريحي ص 267 - 266.

[31] المنتخب ص 326.

[32] بحارالأنوار 263: 44 ح 19 عنهما.

[33] بحارالأنوار 231 - 230: 45 ح 2.

[34] في المنتخب: ممات.

[35] المنتخب ص 331 - 330.

[36] بحارالأنوار 232 - 231: 45.