بازگشت

في ولادته و الملائكة الذين شفعوا بسعادته و ما نيل بكرامته


قال السيد رحمه الله في اللهوف، و الفاضل رواية عن المناقب: قيل مولد الحسين عليه السلام عام الخندق يوم الخميس أو الثلاثاء لخمس ليال خلون من شعبان، سنة أربع من الهجرة، و قيل: اليوم الثالث منه، و قيل: في أواخر شهر ربيع الآخر سنة ثلاث من الهجرة، و قيل غير ذلك علي ما سيجي ء [1] .

و روي أنه لم يكن بينه و بين أخيه الا الحمل و هو ستة أشهر [2] .

و قيل: كان بينه و بين أخيه عشرة أشهر و عشرون يوما، عاش مع جده ست سين و أشهرا، و قد كان عمره سبعا و خمسين سنة و خمسة أشهر، و قيل غير ذلك.


و مدة خلافته خمس سنين و أشهر في آخر ملك معاوية، و أول ملك يزيد، و قتل يوم السبت أو يوم الجمعة، أو يوم الاثنين في عاشر محرم سنة ستين، أو احدي و ستين، و دفن بكربلا من غربي الفرات.

قال المفيد رحمه الله: فأما أصحابه عليه السلام، فانهم مدفونون حوله، و لسنا نحصل لهم أجداثا، و الحائر محيط بهم [3] .

روي الفاضل نقلا عن أمالي الطوسي باسناده، عن أخي دعبل، عن الرضا، عن آبائه عن علي بن الحسين عليهم السلام، قال: حدثتني أسماء بنت عميس الخثعمية، قالت: قبلت جدتك فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم بالحسن و الحسين عليه السلام، قالت: فلما ولدت الحسن عليه السلام جاء النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: يا أسماء هاتي ابني، قالت: فدفعته اليه في خرقة صفراء، فرمي بها، و قال: ألم أعهد اليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء، و دعا بخرقة بيضاء فلفه بها، ثم أذن في اذنه اليمني، و أقام في اذنه اليسري، و قال لعلي عليه السلام: بما سميت ابني هذا؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله.

قال: و أنا ما كنت لأسبق ربي عزوجل فهبط جبرئيل، قال: ان الله عزوجل يقرؤك السلام، و يقول لك: يا محمد علي منك بمنزلة هارون من موسي الا أنه لا نبي بعدك، فسم ابنك باسم ابن هارون، قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا جبرئيل و ما اسم ابن هارون؟ قال جبرئيل: شبر، قال: و ما شبر؟ قال: الحسن، قالت أسماء: فسماه الحسن.

قالت أسماء: فلما ولدت فاطمة الحسين عليه السلام نفستها [4] به، فجاءني النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: هلمي ابني يا أسماء، فدفعته اليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن، قالت: و بكي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قال: انه سيكون لك حديث، اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك.

قالت أسماء: فلما كان في يوم سابعه جاءني النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: هلمي ابني،


فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن عليه السلام، و عق عنه كما عق عن الحسن عليه السلام كبشا أملح، و أعطي القابلة الورك و رجلا، و حلق رأسه، و تصدق بوزن الشعر ورقا، و خلق رأسه بالخلوق، و قال: ان الدم من فعل الجاهلية، قالت: ثم وضعه في حجره، ثم قال: يا أباعبدالله عزيز علي ثم بكي.

فقلت: بأبي أنت و امي فعلت في هذا اليوم و في اليوم الأول فما هو؟ قال: أبكي علي ابني هذا تقتله فئة باغية كافرة من بني امية، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجل يثلم الدين و يكفر بالله العظيم، ثم قال: اللهم اني أسألك فيهما ما سألك ابراهيم في ذريته، اللهم أحبهما و أحب من يحبهما، و العن من يبغضهما مل ء السماء و الأرض [5] .

و في المنتخب: روي في ولادة الحسين عليه السلام، عن ابن عباس، قال: لما أراد الله أن يهب لفاطمة الزهراء الحسين عليه السلام، و كان مولده في رجب في اثني عشر ليلة خلت منه، فلما وقعت في طلقها أوحي الله عزوجل الي لعيا، و هي حوراء من حور الجنة، و أهل الجنان اذا أرادوا أن ينظروا الي شي ء حسن نظروا الي لعيا، و لها سبعون ألف وصيفة، و سبعون ألف قصر، و سبعون ألف مقصورة، و سبعون ألف غرفة مكللة بأنواع الجواهر و المرجان، و قصر لعيا أعلي من تلك القصور، و من كل قصر في الجنة، اذا أشرفت علي الجنة، نظرت جميع ما فيها، و أضاءت الجنة من ضوء خدها و جبينها.

فأوحي الله اليها أن اهبطي الي دار الدنيا الي بنت حبيبي محمد، فآنسي لها، و أوحي الي رضوان خازن الجنان أن زخرف الجنة و زينها كرامة لمولود يولد في دار الدنيا، و أوحي الله الي الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التقديس و الثناء علي الله عزوجل، فأوحي الي جبرئيل و ميكائيل و اسرافيل أن اهبطوا الي الأرض في قنديل [6] من الملائكة، قال ابن عباس: و القنديل ألف ألف ملك.

قال: فبينما هبطوا من سماء الي سماء، و اذا في السماء الرابعة ملك يقال له:


صلصائيل، له سبعون ألف جناح قد نشرها من المشرق الي المغرب، و هو شاخص نحو العرش؛ لأنه ذكر في نفسه، فقال: تري الله يعلم ما في قرار هذا البحر و ما يسير في ظلمة الليل وضوء النهار، فعلم الله ما في نفسه، فأوحي الله اليه أن أقم مكانك لا تركع و لا تسجد عقوبة لك لما فكرت في نفسك.

قال: فهبطت لعيا علي فاطمة، و قالت لها: مرحبا بك يا بنت محمد، كيف حالك؟ قالت لها: بخير، و لحق فاطمة الحياء من لعيا، لم تدر ما تفرش لها، فبينما هي متفكرة اذ هبط حوراء من الجنة، و معها درنوك [7] من درانيك الجنة، فبسطته في منزل فاطمة، فجلست عليه لعيا، و قطعت سرته، و نشفته بمنديل من مناديل الجنة، و قبلت عينيه، و تفلت في فيه، و قالت له: بارك الله فيك من مولود، و بارك في والدتك، و هنئت الملائكة جبرئيل عليه السلام، و هنأ جبرئيل محمدا صلي الله عليه و آله و سلم سبعة أيام بلياليها.

فلما كان في اليوم السابع، قال جبرئيل: يا محمد آتينا بابنك هذا حتي نراه، قال: فدخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي فاطمة، فأخذ الحسين عليه السلام و هو ملفوف بقطعة (صوف) [8] صفراء، فأتي به جبرئيل، فحله و قبل بين عينيه، و تفل في فيه، و قال: بارك الله فيك من مولود، و بارك في والدتك يا صريع كربلا، و نظر الي الحسين عليه السلام و بكي، و بكي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و بكت الملائكة، و قال له جبرئيل: اقرأ فاطمة ابنتك السلام، و قل لها: سميه الحسين، فقد سماه الله جل اسمه، و انما سمي الحسين عليه السلام لأنه لم يكن في زمانه أحسن منه وجها.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: يا جبرئيل تهنيني و تبكي؟ قال: نعم يا محمد، آجرك الله في مولودك هذا، فقال: يا حبيبي جبرئيل و من يقتله؟ قال: شر امتك [9] ، يرجون شفاعتك، لا أنالهم الله ذلك، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: خابت امة قتلت ابن بنت نبيها، قال جبرئيل: خابت ثم خابت من رحمة الله، و خاضت في عذاب الله.

و دخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي فاطمة عليهاالسلام، فأقرأها من الله السلام، و قال لها: يا


بنية سميه الحسين، فقد سماه الله الحسين، فقالت: من مولاي السلام، و اليه يعود السلام، و السلام علي جبرئيل، و هنأها النبي صلي الله عليه و آله و سلم و بكي، فقالت: يا أبتاه تهنيني و تبكي؟ قال: نعم يا بنية، آجرك الله في مولودك هذا، فشهقت شهقة، و أخذت في البكاء، و ساعدتها لعيا و وصائفها، و قالت: يا أبتاه من يقتل ولدي و قرة عيني و ثمرة فؤادي؟ قال: شراذمة من امتي، يرجون شفاعتي لا أنالهم الله ذلك، قالت فاطمة: خابت امة قتلت ابن بنت نبيها، قالت لعيا: خابت ثم خابت من رحمة الله، و خاضت في عذابه.

قالت فاطمة: يا أبتاه اقرأ جبرئيل عني السلام، و قل له في أي موضع يقتل؟ قال: في موضع يقال له: كربلاء، فاذا نادي الحسين لم يجبه أحد منهم، فعلي القاعد عن نصرته لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين، الا أنه لا يقتل حتي يخرج من صلبه تسعة من الأئمة، ثم سماهم بأسمائهم الي آخرهم، و هو الذي يخرج آخر الزمان مع عيسي بن مريم عليه السلام، فهؤلاء مصابيح الرحمن، و عروة الاسلام، محبهم يدخل الجنة، و مبغضهم يدخل النار.

قال: و عرج جبرئيل، و عرج الملائكة، و عرجت لعيا، فلقيهم الملك صلصائيل، فقال: يا حبيبي أقامت القيامة علي أهل الأرض؟ قال: لا، و لكن هبطنا الي الأرض و هنينا محمدا بولده الحسين، قال: حبيبي جبرئيل فاهبط الي الأرض، فقل له: يا محمد اشفع الي ربك في الرضا عني، فانك صاحب الشفاعة، قال: فقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم و دعا بالحسين عليه السلام، فرفعه بكلتي يديه الي السماء، و قال: اللهم بحق مولودي هذا عليك الا رضيت عن الملك، فاذا النداء من قبل العرش: يا محمد قد فعلت و قدرك كبير عظيم.

قال ابن عباس: والذي بعث محمدا بالحق أن صلصائيل يفتخر علي الملائكة أنه عتيق الحسين عليه السلام، و لعيا تفتخر علي الحور العين بأنها قابلة الحسين [10] .

و في كتاب اكمال الدين للصدوق باسناده، عن مجاهد، قال: قال ابن


عباس: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: ان الله عزوجل ملكا يقال له: دردائيل، كان له ستة عشر ألف جناح، ما بين الجناح الي الجناح هواء، و الهواء كما بين السماء و الأرض.

فجعل يوما يقول في نفسه: أفوق ربنا جل جلاله شي ء؟ فعلم الله تبارك و تعالي ما قال، فزاده أجنحة مثلها، فصار له اثنان و ثلاثون ألف جناح، ثم أوحي الله عزوجل اليه بأن طر، فطار مقدار خمسمائة عام، فلم ينل رأسه قائمة من قوائم العرش.

فلما علم الله عزوجل اتعابه، أوحي الله اليه أيها الملك عد الي مكانك، فاني [11] عظيم فوق كل عظيم، و ليس فوقي شي ء و لا اوصف بمكان، فسلبه الله أجنحته و مقامه من صفوف الملائكة.

فلما ولد الحسين بن علي عليهماالسلام، و كان مولده عشية الخميس ليلة الجمعة، أوحي الله تعالي الي مالك خازن النار: أن أخمد النيران علي أهلها، لكرامة مولود ولد لمحمد في دار الدنيا، و أوحي الله تعالي الي رضوان خازن الجنان: أن زخرف الجنان و طيبها، لكرامة مولود ولد لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم في دار الدنيا، و أوحي الله تبارك و تعالي الي حور العين: أن تزين و تزاورن، لكرامة مولود ولد لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم.

و أوحي الله الي الملائكة أن قوموا صفوفا بالتسبيح و التحميد و التمجيد و التكبير، لكرامة مولود ولد لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم في دار الدنيا، و أوحي الله عزوجل الي جبرئيل أن اهبط الي نبيي محمد في ألف قبيل من الملائكة، و القبيل ألف الف ملك، علي خيول بلق مسرجة ملجمة، عليها قباب الدر و الياقوت، و معهم ملائكة يقال لهم: الروحانيون، بأيديهم أطباق من نور أن هنئوا محمدا بمولوده.

و أخبره يا جبرئيل اني قد سميته الحسين و عزه، و قل له: يا محمد يقتله شرار امتك علي شرار الدواب، فويل للقاتل، و ويل للسائق، و ويل للقائد، قاتل الحسين أنا منه بري ء و هو مني بري ء، لأنه لا يأتي أحد يوم القيامة الا و قاتل الحسين أعظم جرما منه، قاتل الحسين يدخل النار يوم القيامة مع الذين يزعمون


أن مع الله الها آخر، و النار أشوق الي قاتل الحسين ممن أطاع الله الي الجنة.

قال: فبينا جبرئيل عليه السلام يهبط من السماء الي الأرض، اذ مر بدردائيل، فقال له دردائيل: يا جبرئيل ما هذه الليلة في السماء؟ هل قامت القيامة علي أهل الدنيا؟ قال: لا، و لكن ولد لمحمد مولود في دار الدنيا، و قد بعثني الله عزوجل لأهنئه بمولوده، فقال الملك له: يا جبرئيل بالذي خلقك و خلقني ان هبطت الي محمد صلي الله عليه و آله و سلم فاقرأه مني السلام، و قل له: بحق هذا المولود عليك الا ما سألت الله ربك عزوجل أن يرضي عني، و يرد علي أجنحتي، و مقامي من صفوف الملائكة.

فهبط جبرئيل علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و هنأه كما أمر الله عزوجل و عزاه، فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أتقتله امتي؟ قال له: نعم يا محمد، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ما هؤلاء بامتي أنا بري ء منهم، والله بري ء منهم، فقال جبرئيل: و أنا بري ء منهم يا محمد.

فدخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم علي فاطمة، فهنأها و عزاها، فبكت فاطمة عليهاالسلام و قالت: يا ليتني لم ألده، قاتل الحسين في النار، قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: و أنا أشهد بذلك يا فاطمة، و لكنه لا يقتل حتي يكون منه امام تكون منه الأئمة الهادية بعده.

ثم قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: و الأئمة بعدي: الهادي علي، الي أن عد بقية الاثني عشر، فسكتت فاطمة من البكاء، ثم أخبر جبرئيل النبي صلي الله عليه و آله و سلم بقصة الملك و ما اصيب منه.

قال ابن عباس: فأخذ النبي صلي الله عليه و آله و سلم الحسين، و هو ملفوف في خرق من صوف، فأشار به الي السماء، ثم قال: اللهم بحق هذا المولود عليك، لا بل بحقك عليه، و علي جده محمد و ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب، ان كان للحسين ابن علي و ابن فاطمة عندك قدر، فارض عن دردائيل، ورد عليه أجنحته، و مقامه من صفوف الملائكة، فاستجاب الله دعاءه، و غفر للملك، و الملك لا يعرف في الجنة الا بأن يقال له: هذا مولي الحسين بن علي و ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [12] .

و في مجالس ابن بابويه، و مسند السيدة البتول مسندا، عن أبي جعفر عليه السلام،


قال: لما ولد الحسين عليه السلام هبط جبرئيل عليه السلام في ألف ملك يهنئون النبي صلي الله عليه و آله و سلم بولادته، و كان ملك يقال له: فطرس في جزيرة من جزائر البحر، بعثه الله في أمر من اموره، فأبطأ عليه، فكسر جناحه، و ازيل عن مقامه، و اهبط الي تلك الجزيرة، فمكث فيها خمسمائة عام [13] ، و كان صديقا لجبرئيل، فلما مضي قال له: أين تريد؟ قال له: ولد النبي صلي الله عليه و آله و سلم مولود في هذه الليلة، فبعثني الله في ألف ملك لأهنئه، قال: احملني اليه لعله يدعو لي، فلما أدي جبرئيل الرسالة، و نظر النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي فطرس، قال له: يا جبرئيل من هذا؟ فأخبره بقصته، فالتفت اليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: امسح جناحك علي المولود يعني الحسين عليه السلام، فمسح جناحه، فعاد الي حاله، فلما نهض قال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ألزم أرض كربلا، و أخبرني بكل مؤمن رأيته زائرا الي يوم القيامة، فذلك الملك يسمي عتيق الحسين [14] .

أقول: نقل عن أبي جعفر الطوسي في مصباح الأنوار: أن الله عزوجل لما غضب علي هذا الملك، خيره في عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة، فاختار عذاب الدنيا، فكسر جناحه، و ألقاه في تلك الجزيرة، و كان معلقا بأشفار عينيه سبعمائة سنة، لا يمر به حيوان من تحته الا احترق من دخان يخرج منه غير منقطع، فلما أحس بجبرئيل و الملائكة النازلين من السماء، كان ما كان من أمره باذن الله تعالي، فعفي الله عنه ببركة الحسين عليه السلام [15] .

في المنتخب مرسلا أن فاطمة عليهاالسلام جاءت الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: ضاع مني الحسين عليه السلام فلم أجده، فقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم و اغروقت عيناه، و ذهب ليطلبه، فلقيه يهودي، فقال: يا محمد مالك تبكي؟ فقال: ضاع مني ابني، فقال: لا تحزن، فاني رأيته علي تل كذا نائما، فقصده النبي صلي الله عليه و آله و سلم


و اليهودي معه، فلما قرب من التل، رأي ظبيا [16] بفمه غصن أخضر يروح به الحسين عليه السلام، فلما رأي الظبي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، قال بلسان فصيح: السلام عليك يا زين القيامة، و شهد له بشهادة الحق، ثم قال: لم أر أهل بيت أكثر بركة من أهل بيتك، لأن ولدي ضاع مني ثلاث سنين، فطفت العالم فلم أجده، فببركة ولدك وجدته الآن فاكافيه.

ثم قال ولد الظبي: يا رسول الله أخذني السيل فأدخلني البحر، ثم ضربت بي الأمواج الي أن وقعت بجزيرة كذا، فلم أجد سبيلا و مخرجا منها، حتي أهب الله ريحا، فأخذتني و ألقتني في هذا الموضع عند أبي، فقال صلي الله عليه و آله و سلم: من تلك الجزيرة الي هاهنا ألف فرسخ، فأسلم اليهودي، فقال: أشهد أن لا اله الا الله، و أنك رسول الله [17] .

و فيه: روي عن سلمان الفارسي، قال: اهدي النبي صلي الله عليه و آله و سلم قطف [18] . من العنب في غير أوانه، فقال: يا سلمان ايتني بولدي الحسن و الحسين ليأكلا معي من هذا العنب، قال سلمان الفارسي: فذهبت أطرق عليهما منزل امهما، فلم أرهما، فأتيت منزل اختهما ام كلثوم فلم أرهما، فجئت فخبرت النبي صلي الله عليه و آله و سلم بذلك، فاضطرب و وثب قائما، و هو يقول: واولداه واقرة عيناه، من يرشدني عليهما؟ فله علي الله الجنة.

فنزل جبرئيل من السماء، و قال: يا محمد ما هذا الانزعاج؟ فقال: علي ولدي الحسن و الحسين، فاني خائف عليهما من كيد اليهود، فقال جبرئيل: يا محمد بل خف عليهما من كيد المنافقين، فان كيدهم أشد من كيد اليهود، و اعلم يا محمد أن ابنيك الحسن و الحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح.

فسار النبي صلي الله عليه و آله و سلم من وقته و ساعته الي الحديقة و أنا معه، حتي دخلنا الحديقة، و اذا هما نائمان، و قد اعتنق أحدهما الآخر، و ثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها وجهيهما.


فلما رأي الثعبان النبي صلي الله عليه و آله و سلم ألقي ما كان في فيه، و قال: السلام عليك يا رسول الله لست ثعبانا، و لكني ملك من الملائكة الكروبيين غفلت عن ذكر ربي طرفة عين، فغضب علي ربي و مسخني ثعبانا كما تري، و طردني من السماء الي الأرض، ولي منذ سنين كثيرة أقصد كريما علي الله، فأسأله أن يشفع لي عند ربي عسي أن يرحمني و يعيدني ملكا كما كنت أولا، انه علي كل شي ء قدير.

قال: فجثي النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقبلهما حتي استيقظا، فجلسا علي ركبتي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال لهما النبي: انظرا يا ولدي هذا ملك من ملائكة الله الكروبيين قد غفل عن ذكر ربه طرفة عين فجعله الله هكذا، و أنا مستشفع الي الله تعالي بكما، فاشفعا له، فوثب الحسن و الحسين عليهماالسلام، فأسبغا الوضوء و صليا ركعتين، و قالا: اللهم بحق جدنا الجليل محمد المصطفي، و أبينا علي المرتضي، و بامنا فاطمة الزهراء، الا ما رددته الي حالته الاولي.

قال: فما استتم دعاؤهما فاذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من الملائكة، و بشر ذلك الملك برضا الله عنه، و برده الي سيرته الاولي، ثم ارتفعوا به الي السماء و هم يسبحون الله تعالي، ثم رجع جبرئيل عليه السلام الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو متبسم، و قال: يا رسول الله ان ذلك الملك يفتخر علي ملائكة السبع السماوات، و هو يقول لهم: من مثلي؟ و أنا في شفاعة السيدين السبطين الحسن و الحسين [19] .

أقول: ويلائمه ما نقل الشيخ جعفر بن نما في مثير الأحزان، عن مختار تاريخ البلاذري، عن محمد بن يزيد المبرد النحوي، في اسناد ذكره، قال: انصرف النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي منزل فاطمة عليهاالسلام، فرآها قائمة خلف بابها، فقال: ما بال حبيبتي هاهنا؟ فقالت: ابناك خرجا غدوة، و قد غبي [20] علي خبرهما.

فمضي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقفو أثرهما حتي صار الي كهف جبل، فوجدهما نائمين، وحية مطوقة عند رؤوسهما، فأخذ حجرا و أهوي اليها، فقالت: السلام عليك يا رسول الله، والله ما نمت عند رؤوسهما الا حراسة لهما، فدعاها بخير، ثم


حمل الحسن علي كتفه اليمني، و الحسين علي كتفه اليسري. فنزل جبرئيل و أخذ الحسين عليه السلام و حمله، فكانا بعد ذلك يفتخران، فيقول الحسن: حملني خير أهل الأرض، و يقول الحسين: حملني خير أهل السماء، و في ذلك يقول حسان بن ثابت:



فجاء و قد ركبا عاتقيه

فنعم المطية و الراكبان [21] .



قال السيد: قال أصحاب الحديث: فلما أتت علي الحسين عليه السلام سنة كاملة، هبط علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم اثني عشر ملكا علي صور مختلفة، أحدهم علي صورة الأسد، و الثاني علي صورة الثور، و الثالث علي صورة التنين، و الرابع علي صورة آدم، و الثمانية الباقون علي صور شتي مختلفة محمرة وجوههم، و قد نشروا أجنحتهم يعزونه، و يقولون: انه سينزل بولدك الحسين ابن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل، و سيعطي مثل أجر هابيل، و يحمل علي قاتله مثل وزر قابيل، و لم يبق ملك الا نزل الي النبي يعزونه، و النبي صلي الله عليه و آله و سلم يقول: اللهم اخذل من خذله، و اقتل قاتله، و لا تمتعه بما طلبه.

فلما أتت عليه سنتان، خرج النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي سفر، فوقف [22] في بعض الطريق، و استرجع و دمعت عيناه، فسئل عن ذلك، فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات، يقال لها: كربلاء، يقتل فيها ولدي الحسين عليه السلام، و كأني أنظر اليه و الي مصرعه و مدفنه بها، و كأني أنظر الي السبايا علي أقتاب المطايا، و قد اهدي رأس ولدي الحسين الي يزيد لعنه الله، فو الله ما ينظر أحد الي رأس الحسين عليه السلام و يفرح الا خالف الله بين قلبه و لسانه، و عذبه الله عذابا أليما.

ثم رجع النبي صلي الله عليه و آله و سلم من سفره مغموما مهموما كئيبا حزينا، فصعد المنبر، و أصعد معه الحسن و الحسين عليهماالسلام، و خطب و وعظ الناس، فلما فرغ من خطبته، وضع يده اليمني علي رأس الحسن، و يده اليسري علي رأس الحسين، و قال: اللهم ان محمدا عبدك و رسولك، و هذان أطائب عترتي، و خيار ارومتي، و أفضل ذريتي،


و من أخلفهما في امتي، و قد أخبرني جبرئيل أن ولدي هذا مقتول بالسم، و الآخر شهيد مضرج بالدم، اللهم فبارك له في قتله، و اجعله من سادات الشهداء، اللهم و لا تبارك في قاتله و خاذله، و أصله حر نارك، و احشره في أسفل درك الجحيم.

قال: فضج الناس بالبكاء و العويل، فقال لهم النبي: أيها الناس أتبكونه و لا تنصرونه، اللهم فكن له أنت وليا و ناصرا، ثم قال: يا قوم اني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، و عترتي و ارومتي، و مزاج مائي، و ثمرة فؤادي و مهجتي، لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، ألا و اني لا أسألكم في ذلك الا ما أمرني ربي أن أسألكم عنه، أسألكم عن المودة في القربي، و احذروا أن تلقوني غدا علي الحوض و قد آذيتم عترتي و قتلتم أهل بيتي و ظلمتموهم.

ألا و أنه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الامة: الاولي: راية سوداء مظلمة، قد فزعت منها الملائكة، فتقف علي فأقول لهم: من أنتم؟ فينسون ذكري، و يقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول لهم: أنا أحمد نبي العرب و العجم، فيقولون: نحن من امتك، فأقول: كيف خلفتموني من بعدي في أهل بيتي و عترتي و كتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعناه، و أما عترتك فحرصنا علي أن نبيدهم عن جديد الأرض، فلما أسمع ذلك منهم أعرض عنهم وجهي، فيصدرون عطاشا مسودة وجوههم.

ثم ترد علي راية اخري أشد سوادا من الاولي، فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي بالثقلين كتاب الله و عترتي؟ فيقولون: أما الأكبر فخالفناه، و أما الأصغر فمزقناهم كل ممزق، فأقول اليكم عني، فيصدرون عطاشا مسودة وجوههم.

ثم ترد علي راية تلمع وجوههم نورا، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد و التقوي من امة محمد المصطفي، و نحن بقية أهل الحق، حملنا كتاب ربنا، و حللنا حلاله، و حرمنا حرامه، و أحببنا ذرية نبينا محمد، و نصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، و قاتلنا معهم من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيكم محمد، و لقد كنتم في الدنيا كما قلتم، ثم أسقيهم من حوضي، فيصدرون مرويين


مستبشرين، ثم يدخلون الجنة خالدين فيها أبد الآبدين [23] .

تبشير:

في البحار، عن الخرائج: محمد بن اسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن يحيي بن عبد الحميد، عن شريك بن حماد، عن أبي ثوبان الأسدي، و كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، عن الصلت بن المنذر، عن المقداد بن الأسود الكندي: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم خرج في طلب الحسن و الحسين عليهماالسلام، و قد خرجا من البيت و أنا معه، فرأيت أفعي علي الأرض، فلما أحست بوطي ء النبي صلي الله عليه و آله و سلم قامت و نظرت، و كانت أعلي من النخلة، و أضخم من البكر [24] ، تخرج من فيها النار، فهالني ذلك.

فلما رأت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صارت كأنها خيط، فالتفت الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: ألا تدري ما تقول هذه يا أخا كندة؟ قلت: الله و رسوله أعلم، قال: قالت: الحمد لله الذي لم يمتني حتي جعلني حارسا لابني رسول الله، و جرت في الرمل رمل الشعاب، فنظرت الي شجرة لا أعرفها بذلك الموضع، لأني ما رأيت فيه شجرة قط قبل يومي ذلك، و لقد أتيت بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها، و كانت الشجرة أظلتهما بورق.

و جلس النبي صلي الله عليه و آله و سلم بينهما، فبدأ بالحسين، فوضع رأسه علي فخذه الأيمن، ثم وضع رأس الحسن علي فخذه الأيسر، ثم جعل يرخي لسانه في فم الحسين عليه السلام، فانتبه الحسين فقال يا أبة، ثم عاد في نومه و انتبه الحسن عليه السلام و قال: يا أبة و عاد في نومه.

فقلت: كأن الحسين أكبر، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ان للحسين عليه السلام في بواطن المؤمنين معرفة مكتومة، سل امه عنه، فلما انتبها حملهما علي منكبه.

ثم أتيت فاطمة، فوقفت بالباب، فأتت حمامة، و قالت: يا أخا كندة، قلت: من أعلمك أني الباب؟ فقالت: أخبرتني سيدتي أن بالباب رجلا من كندة


من أطيبها أخبارا، يسألني عن موضع قرة عيني، فكبر ذلك عندي.

فوليتها ظهري كما كنت أفعل حين أدخل علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في منزل ام سلمة، فقلت لفاطمة: ما منزلة الحسين؟ قالت: انه لما ولدت الحسن عليه السلام أمرني أبي أن لا ألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتي أفطمه، فأتاني أبي زائرا، فنظر الي الحسن عليه السلام و هو يمص الثدي، فقال: فطمته؟ قلت: نعم، قال: اذا أحب علي الاشتمال فلا تمنعيه، فاني أري في مقدم وجهك ضوء و نورا، و ذلك أنك ستلدين حجة لهذا الخلق.

فلما تم شهر من حملي وجدت في سخنة [25] ، فقلت لأبي ذلك، فدعا بكوز من ماء، فتكلم عليه و تفل عليه، و قال: اشربي، فشربت، فطرد الله عني ما كنت أجد، و صرت في الأربعين من الأيام، فوجدت دبيبا في ظهري كدبيب النمل في بين الجلدة و الثوب، فلم أزل علي ذلك حتي تم الشهر الثاني، فوجدت الاضطراب و الحركة، فوالله لقد تحرك و أنا بعيد عن المطعم و المشرب [26] ، فعصمني الله كأني شربت لبنا، حتي تمت الثلاثة أشهر، و أنا أجد الزيادة و الخير في منزلي.

فلما صرت في الأربعة، آنس الله به وحشتي، فلزمت المسجد لا أبرح منه الا لحاجة تظهر لي، فكنت في الزيادة و الخفة في الظاهر و الباطن حتي تمت الخمسة، فلما صارت الستة كنت لا أحتاج في الليلة الظلماء الي مصباح، و جعلت أسمع اذا خلوت بنفسي في مصلاي التسبيح و التقديس في باطني.

فلما مضي فوق ذلك تسع ازددت قوة، فذكرت ذلك لام سلمة، فشد الله بها أزري، فلما زادت العشرة غلبتني عيني و أتاني آت، فمسح جناحه علي ظهري، فقمت و أسبغت الوضوء، و صليت ركعتين، ثم غلبتني عيني، فأتاني آت في منامي و عليه ثياب بيض، فجلس عند رأسي و نفخ في وجهي و قفاي، فقمت و أنا خائفة،


فأسبغت الوضوء، و أديت أربعا، ثم غلبتني عيني، فأتاني آت في منامي، فأقعدني و رقاني و عوذني.

فأصبحت و كان يوم ام سلمة، فدخلت في ثوب حمامة، ثم أتيت ام سلمة فنظر النبي صلي الله عليه و آله و سلم الي وجهي، فرأيت أثر السرور في وجهه، فذهب عني ما كنت أجد، و حكيت ذلك للنبي، فقال: أبشري، أما الأول فخليلي عزرائيل الموكل بأرحام النساء، و الثاني فخليلي ميكائيل الموكل بأرحام أهل بيتي، فنفخ فيك؟ قالت: نعم، فبكي، ثم ضمني اليه، و قال: و أما الثالث فذاك حبيبي جبرئيل يخدمه الله لولدك، فرجعت فنزل تمام السنة [27] .

أقول: هكذا وجد في النسخ التي رأيناها، و قد استشكله الفاضل المتبحر، لمنافاته الأخبار، لكن حمل قولها «فلما صارت الستة» علي دخول أولها و حمل التسع و العشر علي الليالي و الأيام لا الشهور، و يكون قولها عليهاالسلام «تمام السنة» بالنون من تصحيفات النساخ، بل كان الستة بالتاءات الثلاثة بمعني تمام ستة أشهر، و هذا الحمل لعله أولي من حمل الأخبار علي التنافي.


پاورقي

[1] اللهوف ص 6، و البحار 237: 43 عن المناقب.

[2] البحار 240: 43 ح 5.

[3] الارشاد 126: 2.

[4] قال في البحار: نفستها به، لعل المعني کنت قابلتها، و ان لم يرد بهذا المعني فيما عندنا من اللغة. و يحتمل أن يکون من نفس به بالکسر بمعني ضن، أي: ضننت به و أخذته منها، و خلقه تخليقا طيبة.

[5] بحارالأنوار 251 - 250: 44 ح 1.

[6] ليس في القاموس و الصحاح في قنديل ما يناسب المقام، و لعله اصطلاح شرعي، أو الظاهر قبيل، في القاموس: القبيل الجماعة من الثلاثة فصاعدا «منه».

[7] الدرنوک بالضم: ضرب من الثياب أو البسط أو الطنفسة.

[8] الزيادة من المنتخب.

[9] في المنتخب: شراذمة من امتک.

[10] المنتخب للطريحي ص 148 - 146.

[11] في البحار: فأنا.

[12] بحارالأنوار 250 - 248: 43 ح 24 عن کمال‏الدين ص 284 - 282.

[13] و في رواية: سبعمائة عام. و فيها: فحمله جبرئيل عليه‏السلام معه علي طرف ريشه من جناحه. و في آخر الرواية: قال فطرس: له علي مکافاة يا محمد، لا يزوره زائر الا أبلغه عنه الزيارة، و لا يسلم عليه مسلم الا أبلغته سلامه، و لا يصلي عليه مصلي الا أبلغته صلاته، ثم ارتفع طائرا الي السماء ببرکة الحسين عليه‏السلام، و هو يقول: من مثلي؟ و أنا عتيق الحسين ابن‏فاطمة و عتيق جده، و هو لا يعرف بين الملائکة الا أن يقال: هذا مولي الحسين عليه‏السلام «منه».

[14] بحارالانوار 244 - 243: 43 ح 18 عن الأمالي ص 121.

[15] المنتخب ص 100 - 99.

[16] في المنتخب: ضبا، و کذا بعده: الضب.

[17] المنتخب ص 99 - 98.

[18] القطف بالکسر العنقود، و جمعها جاء في القرآن «قطوفها دانية».

[19] المنتخب ص 256 - 255.

[20] الغباء: الخفاء في الأرض. القاموس.

[21] مثير الاحزان ص 22 - 21، و البحار 316: 43.

[22] في المنتخب: فوقف جواده عليه‏السلام «منه».

[23] اللهوف ص 9 - 7.

[24] البکر بالضم و بالفتح: ولد الناقة أو الفتي منها. القاموس.

[25] قال الجوهري: و اني لأجد في نفسي سخنة بالتحريک، و هي فضل حرارة تجدها مع وجع. البحار.

[26] و سبب بعدها عليهاالسلام عن المطعم و المشرب علي الأظهر ما يکون غالبا في النساء في أوائل الحمل، لاضطراب النطفة في الرحم. و يحتمل علي بعد أن يکون لعدم وجدانها صلوات الله عليها الطعام و الشراب. و علي التقديرين المراد بالعصمة السلامة من الفوت و بقاء القوة، کأنها شربت لبنا لکونه سائغا للشاربين و مرويا للطامئين و مشبعا للجائعين «منه». أقول: و في البحار: أي: لا أجدهما أو لا أشتهيهما.

[27] بحارالأنوار 273 - 271: 43 ح 39 عن الخرائج 845 - 841: 2.