بازگشت

في نبذة من سخائه و مكارم أخلاقه و مفاخره و مناقبه


في المناقب: عمرو بن دينار، قال: دخل الحسين عليه السلام علي اسامة بن زيد و هو مريض، و هو يقول: واغماه، فقال له الحسين عليه السلام: و ما غمك يا أخي؟ قال: ديني و هو ستون الف درهم، فقال الحسين عليه السلام: هو علي، قال: اني أخشي أن أموت، فقال الحسين عليه السلام: لن تموت حتي أقضيها عنك، قال: فقضاها قبل موته، و كان عليه السلام يقول: شر خصال الملوك: الجبن من الأعداء، والقسوة علي الضعفاء، و البخل عند الاعطاء [1] .

و فيه عن كتاب انس المجالس: أن الفرزدق أتي الحسين عليه السلام لما أخرجه مروان من المدينة، فأعطاه عليه السلام أربعمائة دينار، فقيل له: انه شاعر فاسق منتهر [2] ، فقال عليه السلام: ان خير مالك ما وقيت به عرضك، و قد أثاب [3] رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كعب


ابن زهير، و قال في عباس بن مرداس: اقطعوا لسانه عني [4] .

و فيه: وفد [5] أعرابي المدينة، فسأل عن أكرم الناس بها، فدل علي الحسين عليه السلام، فدخل المسجد، فوجده مصليا، فوقف بازائه و أنشأ:



لن يخب الآن من رجاك و من

حرك من دون بابك الحلقة



أنت جواد و أنت معتمد

أبوك قد كان قاتل الفسقة



لولا الذي كان من أوائلكم

كانت علينا الجحيم منطبقة



قال: فسلم الحسين عليه السلام، و قال: يا قنبر هل بقي من مال الحجاز شي ء؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فقال: هاتها قد جاء من هو أحق بها منا، ثم نزع بردته [6] .، و لف الدنانير فيها [7] ، و أخرج يده من شق الباب حياء من الأعرابي، و أنشأ:



خذها فاني اليك معتذر

و اعلم بأني عليك ذو شفقة



لو كان في سيرنا الغداة عصا [8] .

أمست سمانا عليك مندفقة



لكن ريب الزمان ذو غير

والكف مني قليلة النفقة



قال: فأخذها الأعرابي و بكي، فقال له: لعلك استقللت ما أعطيناك؟ قال: لا، و لكن كيف يأكل التراب جودك، و قد فعل مثل هذا أيضا الحسن بن علي عليهماالسلام [9] .

و فيه شعيب بن عبدالرحمن الخزاعي، قال: وجد علي ظهر الحسين بن علي عليهماالسلام يوم الطف أثر، فسألوا زين العابدين عليه السلام عن ذلك، فقال: هذا مما كان


ينقل الجراب علي ظهره الي منازل الأرامل و اليتامي و المساكين [10] .

و فيه، قيل: ان عبدالرحمن السلمي علم ولد الحسين عليه السلام الحمد، فلما قرأها علي أبيه أعطاه ألف دينار و ألف حلة، وحشا فاه درا، فقيل له في ذلك، فقال: و أين يقع هذا من عطائه؟ يعني تعليمه، و أنشد الحسين عليه السلام:



اذا جادت الدنيا عليك فجد بها

علي الناس طرا قبل أن تتفلت



فلا الجود يفنيها اذا هي أقبلت

و لا البخل يبقيها اذا ما تولت [11] .



في البحار، من أسانيد أخطب خوارزم أورده في كتاب العقدة، انه قيل للحسين [12] بن علي عليهماالسلام يابن رسول الله قد ضمنت دية كاملة و عجزت عن أدائه، فقلت في نفسي: أسأل أكرم الناس، و ما رأيت أكرم من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال الحسين عليه السلام: يا أخا العرب أسألك عن ثلاث مسائل، فان أجبت عن واحدة أعطيتك ثلث المال، و ان أجبت عن اثنتين أعطيتك ثلثي المال، و ان أجبت عن الكل أعطيتك الكل.

فقال الأعرابي: يابن رسول الله أمثلك يسأل من مثلي؟ و أنت من أهل العلم و الشرف، فقال الحسين عليه السلام: بلي سمعت جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: المعروف بقدر المعرفة، فقال الأعرابي: سل عما بدا لك، فان أجبت و الا تعلمت منك، و لا قوة الا بالله.

فقال الحسين عليه السلام: أي الأعمال أفضل؟ فقال الأعرابي: الايمان بالله، فقال الحسين عليه السلام: فما النجاة من المهلكة؟ فقال الأعرابي: الثقة بالله، فقال الحسين عليه السلام: فما يزين الرجل؟ فقال الأعرابي: علم معه حلم، فقال: فان أخطأه ذلك؟ فقال: مال معه مروءة، فقال: فان أخطأه ذلك؟ فقال: فقر معه صبر، فقال الحسين عليه السلام: فان أخطأه ذلك؟ فقال الأعرابي: فصاعقة تنزل من السماء و تحرقه فانه أهل لذلك.

فضحك الحسين عليه السلام و رمي بصرة اليه فيها ألف دينار، و أعطاه خاتمه، و فيه


فص قيمته مائتا درهم، و قال: يا أعرابي اعط الذهب الي غرمائك، و اصرف الخاتم في نفقتك، فأخذ الأعرابي، و قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته [13] .

أقول: و من مفاخره عليه السلام ما روي في كتاب منتخب آثار أميرالمؤمنين عليه السلام: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان جالسا ذات يوم و عنده الامام علي بن أبي طالب عليه السلام اذ دخل الحسين عليه السلام، فأخذه النبي صلي الله عليه و آله و سلم و جعله في حجره، و قبل بين عينيه، و قبل شفتيه، و كان للحسين عليه السلام ست سنين، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله أتحب ولدي الحسين؟ قال صلي الله عليه و آله و سلم: و كيف لا احبه و هو عضو من أعضائي.

فقال عليه السلام: يا رسول الله أينا أحب اليك أنا أم حسين؟ فقال الحسين عليه السلام: يا أبت من كان أعلي شرفا كان أحب الي النبي، و أقرب اليه منزلة، قال علي عليه السلام: أتفاخرني يا حسين؟ قال: نعم يا أبتاه ان شئت.

فقال علي عليه السلام: أنا أميرالمؤمنين، أنا لسان الصادقين، أنا وزير المصطفي حتي عد من مناقبه نيفا و سبعين منقبة، ثم سكت.

فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم للحسين عليه السلام: أسمعت يا أباعبدالله هو عشر عشير معاشر ما قاله من فضائله، و من ألف ألف فضيلة، و هو فوق ذلك و أعلي، فقال الحسين عليه السلام: الحمد لله الذي فضلنا علي كثير من عباده المؤمنين و علي جميع المخلوقين.

ثم قال: أما ما ذكرت يا أميرالمؤمنين فأنت فيه صادق أمين، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: اذكر أنت يا ولدي فضائلك.

فقال الحسين عليه السلام: أنا الحسين بن علي بن أبي طالب، و امي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، و جدي محمد المصطفي سيد بني آدم أجمعين لا ريب فيه، يا علي امي أفضل من امك عند الله و عند الناس أجمعين، و جدي خير من جدك و أفضل عند الله و عند الناس أجمعين، و أنا في المهد ناغاني جبرائيل، و تلقاني اسرافيل، يا علي أنت عند الله أفضل مني، و أنا أفخر منك بالآباء، و الامهات و الأجداد.


ثم انه عليه السلام اعتنق أباه يقبله و علي أيضا يقبله، و يقول: زادك الله شرفا و تعظيما و فخرا و علما و حلما، و لعن الله ظالميك يا أباعبدالله [14] .

و من مناقبه: ما روي في روضة الواعظين و المنتخب، و ملخصه: أن ام سلمة قالت: ان الحسن و الحسين عليهماالسلام دخلا علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و بين يديه جبرئيل عليه السلام، فجعلا يدوران حوله يشبهانه بدحية الكلبي، فجعل جبرئيل يؤمي بيده [15] كالمتناول شيئا، فاذا في يده تفاحة و سفر جلة و رمانة، فتناولهما و تهللت وجوههما، و سعيا الي جدهما فأخذ منهما فشمهما، ثم قال: صيرا الي امكما بما معكما و ابدؤا بأبيكما أعجب الي، فصارا كما أمرهما، فلم يأكلوا حتي صار النبي صلي الله عليه و آله و سلم فأكلوا جميعا.

فلم يزل كلما أكل عاد الي ما كان حتي قبض رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال الحسين عليه السلام: فلم يلحقه التغيير و النقصان أيام فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم حتي توفيت، فلما توفيت فقدنا الرمان و بقي التفاح و السفرجل أيام أبي، فلما استشهد أميرالمؤمنين عليه السلام فقدنا السفرجل و بقي التفاح علي هيئته عند الحسن، حتي مات في سمه، و بقيت التفاحة الي الوقت الذي حوصرت عن الماء، فكنت أشمها اذا عطشت، فيسكن لهب عطشي، فلما اشتد علي العطش عضضتها و أيقنت بالفناء، قال علي بن الحسين عليهماالسلام: سمعته يقول ذلك قبل مقتله بساعة، فلما قضي نحبه وجدت ريحها في مصرعه، فالتمست فلم ير منها أثر، فبقي ريحها بعد الحسين عليه السلام، و لقد زرت قبره فوجدت ريحها يفوح من قبره، فمن أراد ذلك من شيعتنا الزائرين للقبر، فليلتمس ذلك في أوقات السحر، فانه يجده اذا كان مخلصا [16] .

و من تواضعه: ما نقله ابن شهرآشوب في المناقب: أنه مر بمساكين و هم يأكلون كسرا لهم علي كساء، فسلم عليهم، فدعوه الي طعامهم، فجلس معهم، و قال: لولا أنه صدقة لأكلت معكم، ثم قال: قوموا الي منزلي، فأطعمهم و كساهم،


و أمر لهم بدراهم [17] .

و حدث الصولي عن الصادق عليه السلام في خبر: أنه جري بينه و بين محمد بن الحنفية كلام، فكتب ابن الحنفية الي الحسين عليه السلام: أما بعد يا أخي فان أبي و أباك علي، لا تفضلني فيه و لا أفضلك، و امك فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لو كان مل ء الأرض ذهبا ملك امي ما دفت [18] بامك، فاذا قرأت كتابي هذا فصر الي حتي ترضيني، فانك أحق بالفضل مني، و السلام عليك و رحمة الله و بركاته، ففعل الحسين عليه السلام ذلك، فلم يجر بعد ذلك بينهما شي ء [19] .

و فيه روي عن الحسين بن علي عليهماالسلام أنه قال: صح عندي قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أفضل الأعمال بعد الصلاة ادخال السرور في قلب المؤمن بما لا اثم فيه، فاني رأيت غلاما يؤاكل كلبا، فقلت له في ذلك، فقال: يابن رسول الله اني مغموم أطلب سرورا بسروره، لأن صاحبي يهودي اريد مفارقته [20] ، فأتي الحسين عليه السلام الي صاحبه بمائتي دينار ثمنا له، فقال اليهودي: هذا الغلام فداء لخطاك، و هذا البسان له، و رددت عليك المال، فقال عليه السلام: و أنا قد وهبت لك المال قال: قبلت المال و وهبته للغلام، فقال الحسين عليه السلام: اعتقت الغلام و وهبته له جميعا، فقالت امرأته: قد أسلمت و وهبت زوجي مهري، فقال اليهودي: و أيضا أسلمت و أعطيتها هذه الدار [21] .

و من نسكه و كرامته لدي الله تعالي: ما روي في المناقب، عن ابانة بن بطة، قال عبدالله بن عبيد أبوعمير: لقد حج الحسين بن علي عليه السلام خمسة و عشرين حجة ماشيا، و ان النجائب لتقاد معه [22] .

في البحار من كتاب الدلائل لعبدالله بن جعفر الحميري، باسناده الي أبي


عبدالله عليه السلام، قال: خرج الحسين بن علي عليه السلام الي مكة سنة ماشيا، فورمت قدماه، فقال له بعض مواليه: لو ركبت ليسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا اذا أتينا هذا المنزل فانه يستقبلك أسود و معه دهن، فاشتره منه و لا تماكسه، فقال له مولاه: بأبي أنت و امي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء فقال: بلي أمامك دون المنزل.

فسار ميلا فاذا هو بالأسود، فقال الحسين عليه السلام لمولاه: دونك الرجل فخذ منه الدهن، فأخذ منه الدهن و أعطاه الثمن، فقال له الغلام: لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسين بن علي عليه السلام، فقال: انطلق بي اليه، فسار الأسود نحوه، فقال: يابن رسول الله اني مولاك لا آخذ له ثمنا، و لكن ادع الله أن يرزقني ولدا ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، فاني خلفت امرأتي تمخض، فقال عليه السلام: انطلق الي منزلك فان الله قد وهب لك ولدا ذكرا سويا، فولدت غلاما سويا.

ثم رجع الأسود و دعا له بالخير بولادة الغلام له و ان الحسين عليه السلام قد مسح رجليه فما قام من موضعه حتي زال ذلك الورم [23] [24] .

و فيه من عيون المجالس [25] أنه عليه السلام ساير أنس بن مالك، فأتي قبر خديجة فبكي، ثم قال: اذهب عني، قال أنس: فاستخفيت عنه فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته يقول:



يا رب يا رب أنت مولاه

فارحم عبيدا اليك ملجاه



يا ذا المعالي عليك معتمدي

طوبي لمن كنت أنت مولاه



طوبي لمن كان نادما أرقا

يشكو الي ذي الجلال بلواه



و ما به علة و لا سقم

أكثر من حبه لمولاه



اذا اشتكي بثه و غصته

أجابه الله ثم لباه



اذا ابتلي بالظلام مبتهلا

أكرمه الله ثم أدناه




فنودي:



لبيك عبدي و أنت في كنفي

و كل ما قلت قد علمناه



صوتك تشتاقه ملائكتي

فحسبك الصوت قد سمعناه



دعاك عبدي يجول في حجب [26] .

فحسبك الستر قد سفرناه [27] .



لو هبت الريح من جوانبه

خر صريعا لما تغشاه



سلني بلا رغبة و لا رهب

و لا حساب اني أنا الله [28] .



و مما يدل علي شجاعته و بلائه: ما رواه في روضة الواعظين للشيخ الجليل أبي علي محمد بن أحمد النيسابوري المعروف بابن الفارسي: أن فاطمة أتت بابنيها الحسن و الحسين عليهماالسلام الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، قالت: هذان ابناك فورثهما شيئا، قال: اما الحسن له هيبتي و سؤددي، و أما الحسين فان له جرأتي وجودي [29] .

و في ارشاد المفيد روي عبدالله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، قال: اصطرع الحسن و الحسين عليهماالسلام بين يدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ايها [30] حسن، خذ حسينا، فقالت فاطمة عليهاالسلام: يا رسول الله أتستنهض الكبير علي الصغير، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: هذا جبرئيل يقول للحسين: ايها حسين، خذ حسنا [31] .

و في المناقب: أنه كان بينه عليه السلام و بين الوليد بن عقبة منازعة في ضيعة، فتناول الحسين عليه السلام عمامة الوليد عن رأسه و شدها في عنقه، و هو يومئذ وال علي


المدينة، فقال مروان: بالله ما رأيت كاليوم جرأة الرجل علي أميره، فقال الوليد: والله ما قلت هذا غضبا لي، و لكنك حسدتني علي حلمي عنه، و انما كانت الضيعة له، فقال الحسين عليه السلام: الضيعة لك يا وليد وقام [32] .

و فيه، قيل له يوم الطف: انزل علي حكم بني عمك، قال: لا والله لا أعطيكم يدي [33] اعطاء الذليل، و لا أفر فرار العبيد، ثم نادي: يا عباد الله اني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب، و قال عليه السلام: موت في عز خير من حياة في ذل، و أنشأ يوم قتله:



الموت خير من ركوب العار

والعار أولي من دخول النار



و الله ما هذا و هذا جاري [34] .

قال السيد في اللهوف: قال بعض الروات: ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا منه، و ان كانت الرجال لتشتد [35] عليه، فيشد عليها بسيفه، فتنكشف عنه انكشاف المعزي اذا اشتد فيها الذئب، و لقد كان يحمل فيهم و قد تكملوا ثلاثين ألفا، فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر، ثم يرجع الي مركزه و هو يقول: لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم [36] .



أقول: و سيجي ء أنه عليه السلام قتل يوم الطف ألف رجل و تسعمائة و خمسين رجلا سوي المجروحين.

و من كرامته و كرامة أخيه عليه السلام عند الله و رسوله و وليه عليه السلام: ما رواه الشيخ فخر الدين طريح النجفي في منتخب المراثي و الفاضل المتبحر باسناده، عن عباس بن بكار، قال: حدثنا أبوبكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس أنه قال: لما كان يوم من أيام صفين دعا علي عليه السلام ابنه محمدا، فقال: شد علي الميمنة فحمل مع أصحابه فكشف ميمنة عسكر معاوية، ثم رجع و قد جرح، فقال له: العطش،


فقام اليه عليه السلام فسقاه جرعة من ماء، ثم صب الماء بين درعه و جلده، فرأيت علق الدم يخرج من حلق الدرع.

ثم أمهله ساعة، ثم قال: يا بني شد علي الميسرة، فحمل مع أصحابه علي ميسرة معاوية فكشفهم، ثم رجع و به جراحات، و هو يقول: الماء الماء، فقام عليه السلام اليه ففعل مثل الأول، ثم قال: يا بني شد علي القلب، فحمل عليهم فكشفهم، و قتل منهم فرسانا، ثم رجع الي أبيه، و قد أثقلته الجراحات و هو يبكي، فقام اليه فقبل ما بين عينيه، و قال: فداك أبوك لقد سررتني و الله يا بني فما يبكيك أفرح أم جزع؟

فقال: كيف لا أبكي و قد عرضتني للقتل ثلاث مرات فسلمني الله تعالي و كلما رجعت اليك لتمهلني فما أمهلتني، و هذان أخواي الحسن و الحسين ما تأمرهما بشي ء فقبل عليه السلام رأسه، فقال: يا بني أنت ابني و هذان ابنا رسول الله، أفلا أصونهما من القتل؟ قال: بلي يا أباه جعلني الله فداك و فداهما [37] .

و في المنتخب: روي أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم خرج من المدينة غازيا، و أخذ معه عليا، و بقي الحسن و الحسين عليهماالسلام عند امهما لأنهما صغيران، فخرج الحسين عليه السلام ذات يوم من دار امه يمشي في شوارع المدينة و كان عمره يومئذ ثلاث سنين، فوقع بين بساتين [38] . حول المدينة، فمر عليه يهودي يقال له: صالح بن رقعة اليهودي، فأخذه الي بيته، و أخفاه عن امه، حتي بلغ النهار الي وقت العصر، و الحسين عليه السلام لم يتبين له أثر، ففار [39] . قلب فاطمة بالهم و الحزن علي ولدها الحسين عليه السلام، فصارت تخرج من دارها الي باب مسجد النبي صلي الله عليه و آله و سلم سبعين مرة، فلم تر أحدا تبعثه في طلب الحسين عليه السلام.

ثم أقبلت علي ولدها الحسن عليه السلام، و قالت: يا مهجة قلبي و قرة عيني قم فاطلب أخاك الحسين، فان قلبي يحترق من فراقه، فقام الحسن عليه السلام و خرج من المدينة [و أتي الي دور حولها نخل كثير] [40] و جعل ينادي: يا حسين بن علي، يا


قرة عين النبي، أين أنت يا أخي؟

قال: فبينما الحسن ينادي اذ بدا له غزالة في تلك الساعة، فألهم الله الحسن أن يسأل الغزالة، فقال لها: يا ظبية هل رأيت أخي حسينا، فانطق الله الغزالة ببركات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و قالت: يا حسن يا نور عين المصطفي [و سرور قلب المرتضي، و يا مهجة فؤاد الزهراء] [41] اعلم ان أخاك أخذه صالح اليهودي، و أخفاه في بيته.

فسار الحسن عليه السلام حتي أتي الي دار اليهودي، فناداه، فخرج صالح، فقال الحسن: يا صالح أخرج الي الحسين من دارك و سلمه الي و الا أقول لامي تدعو عليك في أوقات السحر و تسأل ربها حتي لا يبقي علي وجه الأرض يهودي، ثم أقول لأبي يضرب بحسامه جمعكم [42] ، حتي يلحقكم بدار البوار، و أقول لجدي يسأل الله سبحانه أن لا يدع يهوديا الا و قد فارق روحه.

فتحير صالح اليهودي من كلام الحسن عليه السلام، و قال: يا صبي من امك؟ فقال امي الزهراء بنت محمد المصطفي قلادة الصفوة، و درة صدف العصمة، و غرة جمال العلم [43] والحكمة، و هي نقطة دائرة المناقب و المفاخر، و لمعة من أنوار المحامد و المآثر، خمرت طينة وجودها من [تفاحة من] [44] تفاح الجنة، و كتب الله في صحيفتها عتق عصاة الامة، و هي ام السادة النجباء، و سيدة النساء البتول العذراء فاطمة الزهراء.

فقال اليهودي: أما امك فعرفتها، فمن أبوك؟

فقال الحسن عليه السلام، ان أبي أسد الله الغالب علي بن أبي طالب، الضارب بالسيفين، والطاعن بالرمحين، و المصلي مع النبي في القبلتين، والمفدي نفسه لسيد الثقلين، أبوالحسن والحسين.

فقال صالح: يا صبي قد عرفت أباك، فمن جدك؟


قال: جدي درة من صدف الجليل، و ثمرة من شجرة ابراهيم الخليل، الكوكب الدري، و النور المضي ء من مصابيح [45] التبجيل، المعلقة في عرش الجليل، سيد الكونين، و رسول الثقلين، و نظام الدارين، و فخر العالمين، و مقتدي الحرمين، و امام المشرقين و المغربين، و جد السبطين، أنا الحسن و أخي الحسين.

قال: فلما فرغ الحسن عليه السلام من تعداد مناقبه انجلي صدأ [46] الكفر عن قلب صالح، و هملت عيناه بالدموع، و جعل ينظر كالمتحير متعجبا من حسن منطقه، و صغر سنه، وجودة فهمه، ثم قال له: يا ثمرة فؤاد المصطفي، و يا نور عين المرتضي، و يا سرور صدر الزهراء، يا حسن أخبرني من قبل أن أسلم اليك أخاك عن أحكام دين الاسلام، حتي أذعن لك و أنقاد الي الاسلام.

ثم ان الحسن عليه السلام عرض عليه أحكام الاسلام و عرفه الحلال و الحرام، فأسلم صالح، و أحسن الاسلام علي يد الامام ابن الامام، و سلم اليه أخاه [47] الحسين، ثم نثر علي رأسيهما طبقا من الذهب و الفضة، و تصدق به علي الفقراء و المساكين ببركة الحسن و الحسين عليهماالسلام، ثم ان الحسن أخذ بيد أخيه الحسين، و أتيا الي امهما، فلما رأتهما اطمأن قلبها، و زاد سرورها بولديها.

قال: فلما كان اليوم الثاني أقبل صالح و معه سبعون رجلا من رهطه و أقاربه، و قد دخلوا جميعهم في الاسلام علي يد الامام ابن الامام أخي الامام، ثم تقدم صالح الي باب الزهراء رافعا صوته بالثناء [48] ، و جعل يمرغ وجهه و شيبته علي عتبة دار فاطمة، و هو يقول: يا بنت محمد المصطفي، عملت سوء بابنك، و آذيت ولدك، و أنا نادم علي فعلي، فاصفحي عن ذنبي، فأرسلت اليه فاطمة تقول: أما أنا فقد عفوت [49] . عنك من حقي [50] ، لكنهما ابناي و ابنا علي المرتضي، فاعتذر اليه مما آذيت ابنه.


ثم ان صالحا انتظر عليا حتي أتي من سفره، و عرض عليه حاله، و اعترف عنده بما جري له، و بكي بين يديه، و اعتذر مما أساء اليه، فقال له: يا صالح أما أنا فقد رضيت عنك، و صفحت عن ذنبك، لكن هؤلاء ابناي و ريحانتا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فامض اليه و اعتذر مما أسأت بولديه.

قال: فأتي صالح الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم باكيا حزينا، و قال: يا سيد المرسلين، أنت قد ارسلت رحمة للعالمين، و اني قد أسأت و أخطأت، و اني قد سرقت ولدك الحسين و أدخلته داري، و أخفيته عن أخيه و أمه، و قد أسأت اليهما في ذلك [51] ، و أنا الآن قد فارقت الكفر و دخلت في دين الاسلام، فقال له النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أما أنا فقد رضيت عنك، و صفحت عن جرمك، لكن يجب عليك أن تعتذر الي الله، و تستغفره مما أسأت بقرة عين الرسول، و مهجة فؤاد البتول، حتي يعفو الله عنك سبحانه.

قال: فلم يزل صالح يستغفر ربه،و يتوسل اليه، و يتضرع بين يديه في أسحار الليل و أوقات الصلاة، حتي نزل جبرئيل عليه السلام الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم بأحسن التبجيل، و هو يقول: يا محمد قد صفح الله عن جرم صالح، حيث دخل في الاسلام علي يد الامام ابن الامام أخي الامام عليهم أفضل الصلاة و السلام [52] .

و فيه: روي جمع من الصاحبة، قالوا: دخل النبي صلي الله عليه و آله و سلم دار فاطمة عليهاالسلام، فقال: يا فاطمة ان أباك اليوم ضيفك، فقالت: يا أبه ان الحسن و الحسين يطالباني بشي ء من الزاد، فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به، ثم ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم دخل و جلس مع علي و الحسن و الحسين و فاطمة عليهم السلام، و فاطمة متحيرة لا تدري ماذا تصنع [53] ؟

ثم ان النبي صلي الله عليه و آله و سلم نظر الي السماء ساعة، و اذا بجبرئيل عليه السلام قد نزل، و قال: يا محمد العلي الأعلي يقرؤك السلام، و يخصك بالتحية و الاكرام، و يقول لك: قل لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين: أي شي ء يشتهون من فواكه الجنة؟ فقال النبي: يا علي و يا فاطمة و يا حسن و يا حسين ان رب العزة علم أنكم جياع، فأي شي ء تشتهون من فواكه الجنة؟ فأمسكوا عن الكلام، و لم يردوا جوابا حياء من


النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال الحسين عليه السلام: عن اذنك يا أباه يا أميرالمؤمنين، و عن اذنك يا أماه يا سيدة نساء العالمين، و عن اذنك يا أخاه الحسن الزكي، أختار لكم شيئا من فواكه الجنة، فقالوا جميعا: قل يا حسين ما شئت، فقد رضينا بما تختاره لنا، فقال: يا رسول الله قل لجبرئيل انا نشتهي رطبا جنيا فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: قد علم الله ذلك.

ثم قال: يا فاطمة قومي ادخلي البيت، و احضري لنا ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور، مغطي بمنديل دبيقي [54] من السندس الأخضر، و فيه رطب جني في غير أوانه، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا فاطمة أني لك هذا؟ قالت: هو من عند الله، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، كما قالت مريم بنت عمران.

فقام النبي صلي الله عليه و آله و سلم و تناوله منها، و قدمه بين أيديهم، ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين، فقال: هنيئا مريئا لك يا حسين، ثم أخذ رطبة ثانية، فوضعها في فم الحسن، و قال: هنيئا مريئا لك يا حسن، ثم أخذ رطبة ثالثة، فوضعها في فم فاطمة، و قال لها: هنيئا مريئا لك يا فاطمة، ثم أخذ رطبة رابعة، فوضعها في فم علي، و قال: هنيئا مريئا لك يا علي، ثم ناول عليا رطبة اخري، ثم رطبة اخري، و النبي يقول له: هنيئا مريئا لك يا علي، ثم وثب النبي صلي الله عليه و آله و سلم قائما، ثم جلس، ثم أكلوا جميعا من ذلك الرطب.

فلما اكتفوا و شبعوا، ارتفعت المائدة الي السماء باذن الله تعالي، فقالت فاطمة: يا أبة اني [55] رأيت منك اليوم عجبا،فقال: يا فاطمة أما الرطبة الاولي التي وضعتها في فم الحسين، و قلت له: هنيئا مريئا لك يا حسين، فاني سمعت ميكائيل و اسرافيل يقولان: هنيئا مريئا لك يا حسين، فقلت أيضا موافقا لهما بالقول: هنيئا مريئا لك يا حسين، ثم أخذت الثانية، فوضعتها في فم الحسن، فاني سمعت جبرئيل و ميكائيل يقولان: هنيئا مريئا لك يا حسن، فقلت أنا موافقا لهما بالقول.

ثم أخذت الثالثة، فوضعتها في فمك يا فاطمة، فسمعت الحور العين


مسرورين مشرفين [علينا] [56] من الجنان، و هن يقلن: هنيئا مريئا لك يا فاطمة، فقلت موافقا لهن في القول، و لما أخذت الرابعة، فوضعتها في فم علي سمعت النداء عن الحق سبحانه و تعالي يقول: هنيئا مريئا لك يا علي، فقلت موافقا لقول الله عزوجل، ثم ناولت عليا رطبة اخري ثم اخري، و أنا أسمع صوت الحق سبحانه و تعالي يقول: هنيئا مريئا لك يا علي.

ثم قمت اجلالا لرب العزة جل جلاله، فسمعته يقول: يا محمد و عزتي و جلالي لو ناولت عليا من الساعة الي يوم القيامة رطبة رطبة، لقلت له هنيئا مريئا بغير انقطاع [57] .

و فيه روي أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خرج مع أصحابه الي طعام دعوا له، فتقدم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أمام القوم، و حسين مع غلمان يلعب، فأراد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن يأخذه فطفق يفر هاهنا مرة و هاهنا مرة، فجعل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يضاحكه حتي أخذه، قال: فوضع احدي يديه تحت قفاه [58] ، و الاخري تحت ذقنه، فوضع فاه علي فيه فقبله، و قال: حسين مني و أنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط [59] .

و فيه: كان الحسن و الحسين عليهماالسلام يأتيان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو في الصلاة، فيثبان عليه، فاذا نهيا عن ذلك، أشار بيده دعوهما، فاذا قضي الصلاة ضمهما اليه، و قال: من أحبني فليحب هذين [60] .

و فيه: روي بعض الأخيار في بعض الأخبار: أن أعرابيا أتي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، فقال: يا رسول الله لقد صدت خشفة [61] غزالة، و أتيت بها اليك هدية لولديك الحسن و الحسين، فقبلها النبي و دعا له بالخير، فاذا الحسن عليه السلام واقف عند جده، فرغب اليها فأعطاه اياها، فما مضي ساعة الا و الحسين عليه السلام قد أقبل، فرأي الخشفة عند


أخيه يلعب بها، فقال: يا أخي من أين لك هذه الخشفة؟ فقال الحسن: أعطانيها جدي رسول الله.

فسار الحسين عليه السلام مسرعا الي جده، فقال: يا جداه أعطيت أخي خشفة يلعب بها و لم تعطني مثلها، و جعل يكرر القول علي جده و هو ساكت، لكنه يسلي خاطره، و يلاطفه بشي ء من الكلام، حتي أفضي من أمر الحسين عليه السلام الي أن هم أن يبكي.

فبينما هو كذلك اذ نحن بصياح قد ارتفع عند باب المسجد، فنظرنا فاذا ظبية و معها خشفها، و من خلفها ذئبة تسوقها الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و تضربها بأحد أطرافها، حتي أتت بها الي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، ثم نطقت الغزاله بلسان فصيح، و قالت: يا رسول الله قد كانت لي خشفتان، احداهما صادها الصياد و أتي بها اليك، و بقيت لي هذه الاخري و أنا بها مسرورة، و اني كنت الآن أرضعها فسمعت قائلا يقول: اسرعي اسرعي يا غزالة بخشفك الي النبي محمد صلي الله عليه و آله و سلم و أوصليه سريعا، لأن الحسين عليه السلام واقف بين يدي جده و قد هم أن يبكي، و الملائكة بأجمعهم قد رفعوا رؤوسهم من صوامع العبادة، فلو بكي الحسين عليه السلام لبكت الملائكة المقربون لبكائه.

و سمعت أيضا قائلا يقول: اسرعي يا غزالة قبل جريان الدموع علي خد الحسين، فان لم تفعلي سلطت عليك هذه الذئبة تأكلك مع خشفك، فأتيت بخشفي اليك و قطعت مسافة بعيدة، لكن طويت لي الأرض حتي أتيتك سريعة، و أنا أحمد ربي علي أن جئتك قبل جريان دموع الحسين عليه السلام علي خده، فارتفع التكبير والتهليل من الأصحاب، و دعا النبي صلي الله عليه و آله و سلم للغزالة بالخير و البركة، فأخذ الحسين عليه السلام الخشفة، و أتي بها الي امه الزهراء، فسرت بذلك سرورا عظيما [62] .

و فيه: روي عن سلمان الفارسي، قال: دخل علي عليه السلام علي فاطمة الزهراء، فرآها قد اعتراها مرض، فجلس عندها يسليها من مرضها، ثم قال: يا حبيبة قلبي و ثمرة فؤادي هل يشتهي قلبك شيئا؟ قالت: نعم يا علي أشتهي الرمان، فخرج في


طلبه و لم يملك شيئا، فاستقرض درهما، و ابتاع به رمانة.

فلما أقبل رأي علي قارعة الطريق شيخا مريضا من أبناء السبيل، فأتي اليه ليعوده، ثم قال: يا شيخ قلبك هل يشتهي من طعام الدنيا؟ قال: يا علي يشتهي قلبي الرمان، فتفكر الامام، و قال: ان أطعمت الشيخ الرمانة تبقي فاطمة محرومة، و ان منحت بها فاطمة بخلت علي هذا السائل بما طلب، فكسر الرمانة و أطعمه الشيخ، فلما أكلها نهض معافي و مضي لشأنه، و أتي علي عليه السلام الي منزله و اعتذر، و قال: يا فاطمة سوف آتيك بالرمان، فقالت: يا أباالحسن فو الله من حين أطعمت الشيخ الرمانة خرج من قلبي اشتهاء الرمان، فقال: بوركت يا فاطمة ما أكرمك علي الله.

قال: و هبط الأمين جبرئيل و معه طبق فيه من رمان الجنة، مغطي بمنديل من استبرق الجنة، و قال: السلام عليك يا محمد، ربك يقرؤك السلام، و قد أرسل هذه الهدية لابنتك فاطمة، فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا سلمان احمل هذا الطبق الي منزل فاطمة.

قال سلمان: فحملته، فلما توسطت الطريق كشفت المنديل، فوجدت فيه عشر رمانات، فرفعت واحدة و ضممتها في كمي، ثم طرقت الباب، فقال علي عليه السلام: من الطارق؟ قلت: عبدكم و خادمكم سلمان، فأمر فاطمة أن تحتجب.

قال سلمان: فدخلت و وضعت الطبق بين يدي علي عليه السلام، فقال: من أين؟ قلت: من الله الي رسول الله، و من رسول الله الي فاطمة، فكشف المنديل فوجد فيه تسعة رمانات، فقال: يا سلمان ارفعه لو كان لي لكان عشرة، فقلت: و من أين لك ذلك؟ قال: تصدقت علي سائل برمانة، و قد قال الله في كتابه: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) [63] فقلت: يا مولاي قد كانت عشرة، و لكن رفعت واحدة لأستخبرك.

فقال: يا سلمان هذا مخصوص دون غيرنا، فأخرجت الرمانة من كمي و دفعتها اليه، فأخذ منها قشرا و دفعه الي، و قال: كله يا سلمان، فأكلته، فوعزة


ربي لم أجد في فواكه الدنيا مثل لذته، فألهمني الله به حب أهل البيت، و العلم الواضح النافع ببركات رسول الله و وصيه. و علي الاطائب من آل محمد فليبك الباكون. و اياهم فليندب النادبون، انا لله و انا اليه راجعون [64] .

و فيه: روي عن ام أيمن، قالت: مضيت ذات يوم الي منزل سيدتي [65] و مولاتي فاطمة الزهراء عليهاالسلام لأزورها في منزلها، و كان يوما حارا من أيام الصيف، فأتيت الي باب دارها، و اذا أنا بالباب مغلق، فنظرت من شقوق [66] الباب، فاذا بفاطمة الزهراء عليهاالسلام نائمة عند الرحي، و رأيت الرحي تطحن البر، و هي تدور من غير يد تديرها، و المهد أيضا الي جانبها، و الحسين عليه السلام نائم فيه، و المهد يهتز، و لم أر من يهزه، و رأيت كفا يسبح الله تعالي قريبا من كف فاطمة الزهراء.

قالت ام أيمن: فتعجبت من ذلك، فتركتها و مضيت الي سيدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و سلمت عليه، و قلت له: يا رسول الله اني رأيت عجبا ما رأيت مثله قط أبدا، فقال لي: ما رأيت يا ام أيمن؟ فقلت: اني قصدت منزل سيدتي فاطمة الزهراء الي آخر القصة.

فقال: يا ام أيمن اعلمي أن فاطمة الزهراء صائمة، و هي متعبة جائعة، و الزمان قيظ [67] ، فألقي الله عليها النعاس، فنامت فسبحان من لا ينام، فوكل الله ملكا يطحن عنها قوت عيالها، و أرسل الله ملكا آخر يهز مهد الحسين لئلا يزعجها من نومها، و وكل الله ملكا آخر يسبح الله قريبا من كف فاطمة يكون ثواب تسبيحه لها؛ لأن فاطمة لم تفتر عن ذكر الله تعالي، فاذا نامت جعل الله ثواب تسبيحه [68] لفاطمة.

فقلت: يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان؟، و من الذي يهز مهد الحسين عليه السلام و ينغيه؟ و من المسبح؟ فتبسم صلي الله عليه و آله و سلم ضاحكا، و قال: أما الطحان


فجبرئيل، و أما الذي يهز مهد الحسين فهو ميكائيل، و أما الملك المسبح فهو اسرافيل [69] .

و فيه روي عن عبدالله بن العباس، قال: كنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و اذا بفاطمة قد أقبلت تبكي، فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما يبكيك يا فاطمة؟ فقالت: يا أبتاه [70] ان الحسن و الحسين قد غابا عني هذا اليوم، و قد طلبتهما في بيوتك فلم أجدهما، و لا أدري أين هما، و ان عليا راح الي الدالية منذ خمسة أيام يسقي بستانا له.

و اذا أبوبكر قائم بين يدي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقال له: يا أبابكر اطلب لي قرتي عيني.

[ثم قال: يا عمر و يا سلمان و يا أباذر و يا فلان و يا فلان قوموا فاطلبوا قرتي عيني] [71] .

قال: فأحصينا علي رسول الله أنه وجه سبعين رجلا في طلبهما، فغابوا ساعة و رجعوا و لم يصيبوهما، فاغتم النبي صلي الله عليه و آله و سلم غما شديدا، فوقف عند باب المسجد، و قال: اللهم بحق ابراهيم خليلك، و بحق آدم صفيك ان كان قرتا عيني و ثمرتا فؤادي أخذا برا أو بحرا، فاحفظهما و سلمهما من كل سوء يا أرحم الراحمين.

قال: فاذا جبرئيل عليه السلام قد هبط من السماء، و قال: يا رسول الله لا تحزن و لا تغتم، فان الحسنين فاضلان في الدنيا و الآخرة، و قد وكل الله بهما ملكا يحفظهما ان ناما و ان قعدا أو قاما، و هما في حظيرة بني النجار، ففرح النبي صلي الله عليه و آله و سلم بذلك و سار، و جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن شماله، و المسلمون من حوله حتي دخلوا حظيرة بني النجار، و ذلك الملك الموكل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما و الآخر فوقهما، و علي كل واحد منهما دراعة من صوف، و المداد علي شفتيهما، و اذا الحسن معانق الحسين و هما نائمان.

فجثي النبي علي ركبتيه، و لم يزل يقبلهما حتي استيقظا، فحمل النبي صلي الله عليه و آله و سلم


الحسين، و حمل جبرئيل الحسن، و خرج النبي من الحظيرة، و هو يقول: معاشر الناس اعلموا أن من، أبغضهما فهو في النار، و من أحبهما فهو في الجنة، و من كرمهما علي الله تعالي سماهما في التوراة شبرا و شبيرا [72] .

و فيه: ان جبرئيل و ملك الكسوف و الخسوف و الزلازل تفاخر كل علي الآخر، فاختصما الي الله تعالي [فأوحي الله اليهما أن اسكتا، فوعزتي و جلالي لقد خلقت من هو خير منكما، انظرا الي ساق العرش] [73] فلما نظر جبرئيل الي ساق العرش رأي أسماء الخمسة، قال: اللهم بحقهم عليك الا ما جعلتني خادما لهم، فقال الله تعالي: لك ذلك فافتخر علي الملائكة أجمع لما صار خادما لهم، فقال: من مثلي؟ و أنا خادم آل محمد، فانكسرت الملائكة أن يفاخروه [74] .

في البحار و نصوص المعجزات مسندا، عن أبي ابراهيم عليه السلام، قال: خرج الحسن و الحسين عليهماالسلام حتي أتيا نخل العجوة [75] للخلاء، فهويا الي مكان، و ولي كل واحد منهما بظهره الي صاحبه، فرمي الله بينهما بجدار يستر أحدهما عن صاحبه، فلما قضيا حاجتهما ذهب الجدار و ارتفع عن موضعه، و صار في الموضع عين ماء و جنتان، فتوضئا و قضيا ما أرادا.

ثم انطلقا حتي صارا في بعض الطريق، عرض لهما رجل فظ غليظ، فقال لهما: ما خفتما عدوكما؟ من أين جئتما؟ فقالا: اننا جئنا من الخلاء، فهم بهما، فسمعوا صوتا يقول: يا شيطان أتريد أن تناوي [76] ابني محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و قد علمت بالأمس ما فعلت و ناويت امهما، و أحدثت في دين الله، و سلكت عن الطريق، و أغلظ له الحسين أيضا، فهوي بيده ليضرب وجه الحسين، فأيبسها الله من منكبه، فأهوي باليسري، ففعل الله به مثل ذلك، فقال: أسألكما بحق أبيكما و جدكما لما دعوتما الله أن يطلقني، فقال الحسين عليه السلام: اللهم أطلقه و اجعل له في هذا عبرة،


واجعل ذلك عليه حجة، فأطلق الله يديه.

فانطلق قدامهما حتي أتيا عليا، و أقبل عليه بالخصومة، فقال: أين دسستهما [77] ؟ و كان هذا بعد يوم السقيفة بقليل، فقال علي عليه السلام: ما خرجا الا للخلاء، و جذب رجل منهم عليا حتي شق رداءه، فقال الحسين عليه السلام للرجل: لا أخرجك الله من الدنيا حتي تبتلي بالدياثة في أهلك و ولدك، و قد كان الرجل قاد ابنته الي رجل من العراق.

فلما خرجا الي منزلهما، قال الحسين للحسن عليهماالسلام: سمعت جدي يقول: انما مثلكما مثل يونس اذ أخرجه الله من بطن الحوت، و ألقاه بظهر الأرض، و أنبت عليه شجرة من يقطين، و أخرج له عينا من تحتها، فكان يأكل من اليقطين، و يشرب من ماء العين، و سمعت جدي يقول: أما العين فلكم، و أما اليقطين فأنتم عنه أغنياء، و قد قال الله في يونس عليه السلام: «و أرسلناه الي مائة الف أو يزيدون - فآمنوا فمتعناهم الي حين) [78] و لسنا نحتاج الي اليقطين، و لكن علم الله حاجتنا الي العين فأخرجها لنا، و سنرسل الي أكثر من ذلك، فيكفرون و يتمتعون الي حين، فقال الحسن عليه السلام: قد سمعت هذا من جدي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [79] .

أقول: المراد بالفظ الغليظ و الشيطان هو الثاني.

روي [80] . عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: كيف كانت ولادة فاطمة عليهاالسلام؟ فقال: نعم ان خديجة لما تزوج بها رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم هجرتها نسوة مكة، فكن لا يدخلن عليها، و لا يسلمن عليها، و لا يتركن امرأة تدخل اليها، فاستوحشت خديجة لذلك.

فلما حملت بفاطمة عليهاالسلام كانت فاطمة تحدثها في بطنها و تصبرها، و كانت تكتم ذلك من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فدخل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوما، فسمع خديجة تحدث فاطمة، فقال لها: يا خديجة من تحدثين؟ قالت: الجنين الذي في بطني


يحدثني و يؤنسني، قال: يا خديجة هذا جبرئيل عليه السلام يبشرني انها انثي، و انها النسلة الطاهرة الميمونة، و ان الله تعالي سيجعل نسلي منها، و سيجعل من نسلها أئمة خلفاء في الأرض [81] بعد انقضاء وحيه.

فلم تزل خديجة علي ذلك، الي أن حضرت ولادتها، فوجهت الي نساء قريش و بني هاشم أن تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فأرسلن اليها عصيتينا و لم تقبلي قولنا، و تزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له، فلسنا نجي ء و لا نلي من أمرك شيئا، فاغتمت خديجة لذلك.

فبينما هي كذلك اذ دخل عليها أربع نسوة سمر طوال، كأنهن من نساء بني هاشم، ففزعت منهن لما رأتهن، فقالت احداهن: لا تحزني يا خديجة، فانا رسل ربك، و نحن أخواتك، أنا سارة، و هذه آسية بنت مزاحم، و هي رفيقتك في الجنة، و هذه مريم بنت عمران، و هذه كلثوم اخت موسي بن عمران، بعثنا الله اليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء، فجلست واحدة عن يمينها، و اخري عن يسارها، و الثالثة بين يديها، و الرابعة من خلفها، فوضعت فاطمة عليهاالسلام طاهرة مطهرة.

فلما سقطت الي الأرض أشرق منها النور حتي دخل بيوتات مكة، و لم يبق في شرق الأرض و لا في غربها موضع الا أشرق فيه ذلك النور، و دخل عشرة من الحور العين، كل واحدة منهن معها طست من الجنة، و ابريق من الجنة، و في الابريق ماء من الكوثر، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها، فغسلتها بماء الكوثر، و أخرجت خرقتين بيضاويتين أشد بياضا من اللبن، و أطيب ريحا من المسك و العنبر، فلفتها بواحدة، و قنعتها بالثانية، ثم استنطقتها.

فنطقت فاطمة عليهاالسلام بالشهادتين، فقالت: أشهد أن لا اله الا الله، و أن أبي رسول الله سيد الأنبياء، و أن بعلي سيد الأوصياء، و ولدي سادة الأسباط، ثم سلمت عليهن و سمت كل واحدة باسمها، و أقبلن يضحكن اليها، و تباشرت الحور العين، و بشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليهاالسلام، و حدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك، فقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة


زكية ميمونة بورك فيها و في نسلها، فتناولتها فرحة مستبشرة، فألقمتها ثديها فدر عليها، و كانت فاطمة تنمو [82] في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر، و في الشهر كما ينمو الصبي في السنة [83] .

و عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: فاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، و انها لتقوم في محرابها، فيسلم عليها سبعون ألفا من الملائكة المقربين، و ينادونها بما نادت به الملائكة مريم بنت عمران، فيقولون: يا فاطمة «ان الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك علي نساء العالمين» [84] ثم التفت الي علي عليه السلام فقال له: يا علي ان فاطمة بضعة مني، و هي نور عيني، و ثمرة فؤادي، يسوءني ما ساءها، و يسرني ما سرها، و انها أول من يلحقني من أهل بيتي، فأحسن اليها بعدي [85] و لله در من قال:



يا نفس ان تلتقي حزنا فقد ظلمت

بنت النبي رسول الله و ابناها



تلك التي أحمد المختار والدها

و جبرئيل أمين الله رباها



الله طهرها من كل فاحشة

و كل ريب و زكاها و صفاها



فهذا يا اخوان الدين أوصل الينا في ولادة بنت سيد المرسلين فاطمة عليهاالسلام [86] .

عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: ولدت فاطمة عليهاالسلام في جمادي الآخرة يوم العشرين منه، سنة خمس و أربعين من مولد النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و أقامت بمكة ثمان سنين، و بالمدينة عشر سنين، و بعد وفاة أبيها خمس و سبعون يوما، و قبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة احدي عشرة من الهجرة [87] انتهي.



پاورقي

[1] مناقب آل أبي‏طالب لابن شهرآشوب 65: 4، و البحار 189: 44.

[2] و في المناقب: مشهر، و نهره و انتهره أي: زبره و زجره، کذا في القاموس و المجمع، و کأن المراد به أنه فحاش، أو يزجر السائل، أو طالبه العلم، علي ما فسر به قوله تعالي (و أما السائل فلا تنهر) «منه».

[3] في المناقب: أصاب.

[4] مناقب آل أبي‏طالب 65: 4، و البحار 190 - 189: 44.

[5] في المناقب: و قدم.

[6] في البحار و المناقب: برديه.

[7] في الکتابين: فيهما.

[8] و لعل العصا کناية عن الامارة و الحکم، قال الجوهري: قولهم «لا ترفع عصاک عن أهلک» يراد به الأدب، و انه لضعيف العصا، أي: الترعية، و يقال أيضا: انه للين العصا، أي: رفيق حسن السياسة لما ولي، انتهي. أي: لو کان لنا في سيرنا في هذه الغداة ولاية و حکم أو قوة، لأمست يد عطائنا عليک صابة و السماء کناية عن يد الجود و العطاء. و الاندفاق: الانصباب، و غير الدهر کعنب أحداثه «منه».

[9] مناقب آل أبي‏طالب 66 - 65: 4، و البحار 190: 44.

[10] مناقب آل أبي‏طالب 66: 4، و البحار 191 - 190: 44.

[11] مناقب آل أبي‏طالب 66: 4.

[12] في البحار: أورده في کتاب له في مقتل آل الرسول، أن اعرابيا جاء الي الحسين عليه‏السلام.

[13] بحارالأنوار، 197 - 196: 44 ح 11.

[14] لم أعثر علي کتاب منتخب آثار أميرالمؤمنين عليه‏السلام.

[15] کذا في الروضة، و في المنتخب: بيده نحو السماء.

[16] روضة الواعظين ص 160 - 159، و المنتخب ص 157 مع تلخيص و اختلاف يسير فيهما.

[17] مناقب آل أبي‏طالب 66: 4، و البحار 191: 44.

[18] في المناقب: وفت. لعله من الدفيف، و کأنه عن أن امي ليست من جنس أمک، فلا تدف معها و لا تصف «منه».

[19] مناقب آل أبي‏طالب، 66: 4، و البحار 191: 44.

[20] في المناقب و البحار: أفارقه.

[21] مناقب آل أبي‏طالب 75: 4، و البحار 194: 44.

[22] مناقب آل أبي‏طالب 69: 4، و البحار 193: 44.

[23] قد أخرج هذا الخبر في مناقب سيدة البتول و ولدها، من جملة معجزات أبي‏محمد الحسن عليه‏السلام، فلعلهما واقعتان لکليهما عليهماالسلام، أو يکون الاختلاف من الرواة «منه».

[24] بحارالانوار 186 - 185: 44.

[25] کذا في المناقب، و في البحار: المحاسن.

[26] في المطبوع: حجبي.

[27] قوله «سفرناه» أي: حسبک انا کشفنا الستر عنک. «منه».

[28] مناقب آل أبي‏طالب 69: 4، والبحار 193: 44، و قال في البحار: قوله «لو هبت الريح من جوانبه» الضمير اما راجع الي الدعاء کناية عن أنه يجول في مقام لو کان مکانه رجل لغشي عليه مما يغشاه من أنوار الجلال. و يحتمل ارجاعه اليه عليه‏السلام علي سبيل الالتفات، لبيان غاية خضوعه و ولهه في العبادة بحيث لو تحرکت ريح لأسقطته.

[29] روضة الواعظين ص 156 والبحار 263: 43 ح 10.

[30] في القاموس: ايها بالفتح و بالنصب أمر بالسکوت انتهي. و المراد علي تقدير کون النسخ ايها کما هنا، أمره عليه‏السلام الحسن بالسکوت، والاطمئنان قولا، و استنهاضه بالأرکان عملا، و لا يخفي ما فيه من البعد، و الظاهر ايه بکسر الهاء، أو مع التنوين اذا وصلته بما بعده، و المراد استزادة العمل الخاص، أو أي عمل کان، و هذا هو الصريح من تضاعيف اللغة بل من صريحها «منه».

[31] الارشاد 128: 2، والبحار 276: 43 ح 45.

[32] مناقب آل أبي‏طالب 68: 4، والبحار 191: 44.

[33] في المناقب: بيدي.

[34] مناقب آل أبي‏طالب 68: 4، و البحار 192 - 191: 44.

[35] في اللهوف: لتشد.

[36] اللهوف في قتلي الطفوف ص 51.

[37] المنتخب للطريحي ص 174 - 173 مع اختلاف يسير في بعض الألفاظ.

[38] في المنتخب بين نخيل و بساتين.

[39] في المنتخب: فقاد.

[40] ما بين المعقوفتين من المنتخب.

[41] ما بين المعقوفتين من المنتخب.

[42] في المنتخب لجمعکم.

[43] في المنتخب: العالم.

[44] الزيادة من المنتخب.

[45] في المنتخب: مصباح.

[46] صدأ الحديد: و سخه. الصحاح.

[47] في المنتخب: و سلمه أخاه.

[48] في المنتخب: بالثناء للسادة الأمناء.

[49] في المنتخب: غفرت.

[50] في المنتخب: من حقي و نصيبي و صفحت عما سوءتني به.

[51] في المنتخب: و قد سوأتهما في ذلک.

[52] المنتخب ص 165 - 163.

[53] في المنتخب: کيف تصنع؟.

[54] دبيق کأمير: بلد بمصر منها الثياب الدبيقية. القاموس.

[55] في المنتخب: لقد.

[56] الزيادة من المنتخب.

[57] المنتخب في جمع المراثي و الخطب ص 23 - 21.

[58] في المنتخب: فاه.

[59] المنتخب ص 108.

[60] المنتخب ص 112.

[61] الخشفة: ولد الغزالة، مجمع البحرين.

[62] المنتخب ص 124 - 123.

[63] الأنعام: 160.

[64] لم أعثر علي الحديث في المنتخب.

[65] في المنتخب: ستي.

[66] في المنتخب: سقوف.

[67] قاظ يومنا: أي اشتد حره. الصحاح.

[68] في المنتخب: تسبيح ذلک الملک.

[69] المنتخب ص 240.

[70] في المنتخب: يا أبة.

[71] ما بين المعقوفتين من المنتخب.

[72] المنتخب ص 264 - 263.

[73] ما بين المعقوفتين من المنتخب.

[74] المنتخب ص 285.

[75] العجوة بالحجاز التمر المحشي و تمر بالمدينة. القاموس.

[76] ناواه: عاداه.

[77] الدس: الاخفاء، و الدسيس، من تدسه ليأتيک بالأخبار، أي: أين أرسلتهما خفية ليأتياک بالخبر. البحار.

[78] الصافات: 148 - 147.

[79] بحارالانوار 275 - 273: 43 عن الخرائج، و اثباة الهداة 559: 2 ح 16.

[80] من هنا الي آخر الفصل غير موجود في النسختين.

[81] في البحار: في أرضه.

[82] في البحار: تنمي، و کذا بعده.

[83] بحارالانوار 3 - 2: 43 ح 1 عن الأمالي.

[84] آل عمران: 42.

[85] بحارالأنوار 25 - 24: 43.

[86] المنتخب ص 146 - 144.

[87] بحارالأنوار: 9 ح 16.