بازگشت

في معجزاته


في الخرائج للقطب الراوندي: روي عن مندل بن هارون بن صدقة [1] ، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: ان الحسين كان اذا أراد أن ينفذ غلمانه في بعض اموره، قال لهم: لا تخرجوا يوم كذا، اخرجوا يوم كذا، فانكم ان خالفتموني قطع عليكم، فخالفوه مرة و خرجوا، فقتلهم اللصوص، و اخذوا ما معهم، و اتصل الخبر الي الحسين عليه السلام، فقال: لقد حذرتهم فلم يقبلوا مني.

ثم قام من ساعته و دخل علي الوالي، فقال الوالي: بلغني قتل غلمانك، فآجرك الله فيهم، فقال الحسين عليه السلام: فاني أدلك علي من قتلهم فاشدد يدك بهم، قال: أو تعرفهم يابن رسول الله؟ قال: نعم، كما أعرفك، و هذا منهم، فأشار بيده الي رجل واقف بين يدي الوالي.

فقال الرجل و من أين قصدتني بهذا؟ و من أين تعرف أني منهم؟ فقال له الحسين عليه السلام: ان أنا صدقتك تصدقني؟ قال: نعم والله لاصدقنك.

فقال: خرجت و معك فلان و فلان، و ذكرهم كلهم، فمنهم أربعة من موالي المدينة، والباقون من جيشان [2] المدينة، فقال الوالي: و رب القبر و المنبر لتصدقني أو لأهرأن [3] لحمك بالسياط، فقال الرجل: والله ما كذب الحسين و لقد صدق، و كأنه كان معنا، فجمعهم الوالي جميعا فأقروا جميعا، فضرب أعناقهم [4] .

في المناقب لابن شهرآشوب عن زرارة، و في نصوص المعجزات للحر العاملي عن الكشي في كتاب الرجال، قال: سمعت أباعبدالله عليه السلام يحدث عن آبائه، أن مريضا شديد الحمي عاده الحسين عليه السلام، فلما دخل من باب الدار طارت الحمي عن الرجل، فقال له: رضيت بما اوتيتم به حقا حقا، و الحمي تهرب عنكم،


فقال له الحسين عليه السلام: و الله ما خلق الله شيئا الا و قد أمره بالطاعة لنا، قال: فاذا نحن نسمع الصوت و لا نري الشخص يقول: لبيك، قال أليس أميرالمؤمنين أمرك أن لا تقربي الا عدوا أو مذنبا لكي تكوني كفارة لذنوبه؟ فما بال هذا؟ فكان المريض عبدالله بن شداد بن الهادي الليثي [5] .

و فيهما عن التهذيب للشيخ الطوسي، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن أيوب بن أعين، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: ان امرأة كانت تطوف و خلفها رجل، فأخرجت ذراعها، فقال [6] بيده حتي وضعها علي ذراعها، فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتي قطع الطواف، و أرسل الي الأمير، و اجتمع الناس، و أرسل الي الفقهاء، فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جني الجناية، فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قالوا: نعم، الحسين بن علي عليهماالسلام قدم الليلة، فأرسل اليه فدعاه، فقال: انظر ما لقي ذان، فاستقبل الكعبة و رفع يديه، فمكث طويلا يدعو، ثم جاء اليهما حتي خلص [7] يده من يدها، فقال الأمير: ألا نعاقبه بما صنع؟ قال: لا [8] .

في المناقب: عن صفوان بن مهران، قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: رجلان اختصما في زمن الحسين عليه السلام في امرأة و ولدها، فقال هذا: لي، و قال هذا: لي، فمر بهما الحسين عليه السلام، فقال لهما: فيما تمرجان؟ قال أحدهما: ان الامرأة لي، و قال الآخر: ان الولد لي، فقال للمدعي الأول: اقعد، فقعد، و كان الغلام رضيعا، فقال الحسين عليه السلام: يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله سترك، فقالت: هذا زوجي و الولد له و لا أعرف هذا، فقال عليه السلام: يا غلام ما تقول هذه؟ انطق باذن الله تعالي، فقال له: ما أنا لهذا و لا لهذا و ما أبي الا راع لآل فلان، فأمر عليه السلام


برجمها، فقال عليه السلام: فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها [9] .

و فيه عن الأصبغ بن نباتة، قال: سألت الحسين عليه السلام، فقلت: يا سيدي أسألك عن شي ء أنا به موقن، و انه من سر الله، و أنت المسرور اليه ذلك السر، فقال: يا أصبغ أتريد أن تري مخاطبة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأبي دون [10] يوم مسجد قبا؟ قال: هذا الذي أردت.

قال: قم، فاذا أنا و هو بالكوفة، فنظرت فاذا المسجد من قبل أن يرتد الي بصري، فتبسم في وجهي، ثم قال: يا أصبغ ان سليمان بن داود عليهماالسلام اعطي الريح غدوها شهر و رواحها شهر، و أنا قد اعطيت أكثر مما اعطي سليمان، فقلت: صدقت و الله يابن رسول الله، فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب و بيان ما فيه، و ليس عند أحد [11] من خلقه ما عندنا، لانا أهل سر الله، فتبسم في وجهي، ثم قال: نحن آل الله و ورثة رسوله، فقلت: الحمد لله علي ذلك.

ثم قال لي: ادخل، فدخلت، فاذا أنا برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم محتب في المحراب بردائه، فنظرت فاذا أنا بأميرالمؤمنين عليه السلام قابض علي تلابيب الأعسر [12] ، فرأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يعض علي الأنامل، و هو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت و أصحابك عليكم لعنة الله و لعنتي الخبر [13] .

و فيه من كتاب التخريج، عن العامري بالاسناد، عن هبيرة بن مريم [14] ، عن ابن عباس، قال: رأيت الحسين عليه السلام قبل أن يتوجه الي العراق علي باب الكعبة، و كف جبرئيل في كفه، و جبرئيل ينادي: هلموا الي بيعة الله تعالي.

و عنف ابن عباس علي تركه الحسين عليه السلام [15] فقال: ان أصحاب الحسين عليه السلام لم ينقصوا رجلا، و لم يزيدوا رجلا، نعرفهم بأسمائهم من قبل شهودهم.


و قال محمد بن الحنفية: و ان أصحابه عندنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم [16] .

في أمالي الصدوق، و روضة الواعظين، و المناقب مسندا، و المحصل أنه روي عطاء بن سائب، عن أخيه، قال: شهدت يوم الحسين عليه السلام، و أقبل رجل من بني تيم يقال له: عبدالله بن جويرة، فقال: يا حسين، فقال عليه السلام ما تشاء؟ فقال: أبشر بالنار، فقال عليه السلام: كلا اني أقدم علي رب غفور، و شفيع مطاع، و أنا من خير الي خير، من أنت؟ قال: أنا ابن جويرة، فرفع يده الحسين عليه السلام حتي رأينا بياض ابطيه، و قال: اللهم جره الي النار [17] ، فغضب ابن جويرة، فحمل عليه، فاضطرب به فرسه في جدول، و تعلق رجله بالركاب، و وقع رأسه في الأرض، و نفر الفرس، فأخذ يعدو به، و يضرب رأسه بكل حجر و شجر، و انقطعت قدمه و ساقه و فخذه، و بقي جانبه الآخر متعلقا في الركاب، فصار لعنه الله الي نار الجحيم [18] .

و في المنتخب للشيخ فخرالدين طريح النجفي: عن الطبري، عن طاووس اليماني، أن الحسين بن علي عليهماالسلام كان اذا جلس في المكان المظلم، يهتدي اليه الناس ببياض جبينه و نحره، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان كثيرا ما يقبل جبينه و نحره، و ان جبرئيل عليه السلام نزل يوما فوجد الزهراء عليهاالسلام نائمة، والحسين في مهده يبكي علي جاري عادة الأطفال مع امهاتهم، فجلس جبرئيل عليه السلام عند الحسين عليه السلام، و جعل يناغيه [19] و يسليه حتي استيقظت، فسمعت صوت من يناغيه، فالتفتت فلم تر أحدا فأخبرها النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه كان جبرئيل [20] .

روي الشيخ الحر العاملي في نصوص المعجزات، عن كتاب المناقب لأحمد ابن حنبل من علماء العامة باسناده، عن أبي رجاء قال: لا تسبوا عليا و لا أهل هذا البيت، ان جارا لنا من بني الهجيم قدم من الكوفة، فقال لهم: ألم تروا الي هذا


الفاسق ابن الفاسق ان الله قتله، يعني: الحسين بن علي عليهماالسلام، فرماه الله بكوكبين في عينيه و طمس الله بصره [21] .

و في مسند السيدة البتول باسناده عن حذيفة اليماني، قال: سمعت الحسين ابن علي عليهماالسلام يقول: و الله ليجتمعن علي قتلي طغاة بني امية، و يقدمهم عمر بن سعد عليه اللعنة، و ذلك في حياة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ فقال: لا، فقال: فأتيت النبي فأخبرته، فقال: علمي علمه، و علمه علمي، لأننا نعلم بالكائن قبل كينونته [22] .

قال أبوجعفر: حدثنا محمد بن جنيد، عن أبيه جنيد بن سالم بن جنيد، عن راشد بن مزيد، قال: شهدت الحسين بن علي عليهماالسلام و صحبته من مكة، حتي أتيت القطقطانة [23] ، ثم استأذنته في الرجوع، فأذن لي، فرأيته و قد استقبله سبع عقور فكلمه، فوقف له، فقال: ما حال الناس بالكوفة؟ قال: قلوبهم معك و سيوفهم عليك، قال: و من خلفت بها؟ قال: ابن زياد و قتل ابن عقيل الحديث [24] .

و فيه باسناده عن الحارث بن وكيدة، قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين عليه السلام، فسمعته يقرأ سورة الكهف، فجعلت أشك في نفسي، و أنا أسمع نغمة أبي عبدالله عليه السلام، فقال لي: يابن وكيدة أما علمت أنا معشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟ قال: فقلت في نفسي: أسرق رأسه، فنادي: يابن وكيدة ليس لك الي ذلك سبيل، سفكهم دمي أعظم عندالله من تسييرهم اياي، فذرهم (فسوف يعلمون - اذ الأغلال في أعناقهم و السلاسل يسحبون) [25] .

و فيه مسندا عن المفضل بن عمر، قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لما منع الحسين عليه السلام و أصحابه الماء نادي فيهم: من كان ظمآنا فليجي ء، فأتاه رجل رجل و يجعل ابهامه في راحته، فلم يزل يشرب الرجل بعد الرجل حتي ارتووا، فقال


بعضهم لبعض: و الله لقد شربنا شرابا ما شربه أحد من العالمين في دار الدنيا [26] .

فلما قاتلوا [27] الحسين عليه السلام و كان في اليوم الثالث عند المغرب افتقد الحسين رجلا رجلا منهم، فيسميهم بأسماء آبائهم، فيجيئه الرجل بعد الرجل، فيقعدون حوله، ثم يدعو بالمائدة، فيطعمهم و يأكل من طعام الجنة، و يسقيهم من شرابها.

ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: والله لقد رآهم عدة من الكوفيين و لقد كرر عليهم لو عقلوا، قال: ثم خرجوا لرسلهم [28] ، فعاد كل واحد الي بلاده ثم أتي بجبال رضوي [29] ، فلا يبقي أحد من المؤمنين الا أتاه و هو علي سرير من نور قد حف به ابراهيم و موسي و عيسي و جميع الأنبياء عليه السلام و من ورائهم المؤمنين، و من ورائهم الملائكة، ينظرون ما يقول الحسين عليه السلام.

قال: فهم بهذه الحال الي أن يقوم القائم، فاذا قام القائم وافوا فيما بينهم الحسين عليه السلام حتي يأتي كربلاء، فلا يبقي سماوي و لا أرضي من المؤمنين الا حفوا بالحسين عليه السلام حتي ان الله تعالي يزور الحسين عليه السلام، و يصافحه و يقعد معه علي سرير [30] ، يا مفضل هذه والله الرفعة التي ليس فوقها شي ء، و لا ورائها لطالب مطلب.

في الخرائج: انه لما أراد العراق، قالت له ام سلمة: لا تخرج الي العراق، فقد سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول: يقتل ابني الحسين بأرض العراق، و عندي تربة دفعها الي في قارورة، فقال عليه السلام: اني والله مقتول كذلك، و ان لم أخرج الي العراق


يقتلونني أيضا، و ان أحببت أريك مضجعي و مصرع أصحابي، ثم مسح بيده علي وجهها، ففسح الله عن بصرها، حتي رأت ذلك كله، و أخذ تربة فأعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة اخري، و قال عليه السلام: اذا فاضت دما فاعلمي أني قتلت، فقالت ام سلمة: فلما كان يوم عاشوراء نظرت الي القارورتين بعد الظهر، فاذا هما قد فاضتا دما، فصاحت، و لم يقلب في ذلك اليوم حجر و لا مدر الا وجد تحته دم عبيط [31] .


پاورقي

[1] کذا في البحار و في الخرائج: عن مندل، عن هارون بن خارجة.

[2] في المطبوع: حبشان.

[3] أهرأ اللحم: أنضجه، فتهرأ حتي سقط من العظم. و في البحار: لأهرقن.

[4] الخرائج و الجرائح 248 - 247: 1. و البحار 182 - 181: 44.

[5] المناقب لابن شهرآشوب 51: 4، اثبات الهداة 585: 2 ح 50، و اختيار معرفة الرجال 299 - 298: 1 برقم: 141، و بحارالأنوار، 183: 44 ح 8 و 9.

[6] في المناقب و اثبات الهداة: فمال، و في المطبوع: فشال.

[7] في المناقب: تخلصت.

[8] المناقب 51: 4، اثبات الهداة 572: 2 ح 3، و تهذيب الأحکام 470: 5 ح 293، و بحارالأنوار 183: 44 ح 10.

[9] المناقب 52 - 51: 4، والبحار 184: 44.

[10] قال المجلسي في البحار: «لأبي دون» أي: لأبي بکر، عبر به عنه تقية، والدون: الخسيس.

[11] في المناقب: و ليس لأحد.

[12] قال في البحار: الأعسر: الشديد أو الشؤم، و المراد به اما أبوبکر أو عمر.

[13] المناقب 52: 4، و البحار 185 - 184: 44.

[14] في المناقب: بريم.

[15] کفي ابن‏عباس ذما هذا و أمثاله، و هي کثيرة «منه».

[16] المناقب 53 - 52: 4، و البحار 185: 44.

[17] و في المناقب: و في رواية غيرهما: اللهم جره الي النار، و أذقه حرها في الدنيا قبل مصيره الي الآخرة، فسقط عن فرسه في الخندق و کان فيه نار، فسجد الحسين عليه‏السلام «منه» المناقب 57: 4.

[18] بحارالأنوار 187: 44 ح 16.

[19] المرأة تناغي الصبي، أي: تکلمه بما يعجبه و يسره.

[20] بحارالأنوار 188 - 187: 44، و المنتخب ص 198.

[21] اثبات الهداة 589: 2 ح 77.

[22] اثبات الهداة 589: 2 ح 71، و بحارالانوار 186: 44 ح 14.

[23] القطقطانة بالضم: موضع.

[24] اثبات الهداة 588: 2 ح 66.

[25] غافر: 71 - 70.

[26] اثبات الهداة 589: 2 ح 76.

[27] قوله «فلما قاتلوا» أي: تهيأوا عازمين علي القتال. و المراد باليوم الثالث لعله خامس المحرم، لوصوله عليه‏السلام في ثانيه، أو بعد خامسه بقرينة منع الماء. و في سياق الخبر تشويش، کما لا يخفي، و حمل «قاتلوا» علي معني قتلوا، و کون هذا بعد شهادته محتمل و ان کان بعيدا «منه».

[28] الرسل بالکسر: الرفق والتؤدة، و بالفتح: السهل من السير. القاموس.

[29] في مجمع البحرين و القاموس: رضوي جبل بالمدينة انتهي. و الظاهر أن المراد أنه عليه‏السلام أتي بجبال رضوي مع من فيها من الأرواح و الملائکة، و أري عليه‏السلام أصحابه مکانهم و منزلتهم، کي يحتملوا السيوف، و يتحملوا للحتوف، و لا يجزعوا من کثرة الأعداء، و يتصبروا علي البأساء و الأواء، فهم بعد الشهادة أيضا کما أراهم الي قيام القائم عليه‏السلام «منه».

[30] لا يخفي فيما في هذا الخبر من التمثيل و الاستعارات، کاستعارة المصافحة لمسخه المشفق، و القعود علي السرير للاستيلاء أو الاختصاص، کما في قوله تعالي (الرحمن علي العرش استوي) «منه».

[31] الخرائج و الجرائح 254 - 253: 1 ح 7، و البحار 89: 45 ح 27.