بازگشت

في نبذة من معجزاته و كراماته و جميل أخلاقه و احتجاجاته


و فيها ثلاثة فصول:

تمهيد:

ألا يا أهل العقول و القلوب و الأرواح، انبدوا علي أهل المصائب في الغدو و الرواح، و صيحوا لما جري علي ولد نبي الوري، و خير ملوك ام القري، و ارفعوا أصواتكم لانتهاك حرمة آل المرتضي، و نوحوا علي فري أكباد بني الزهراء.

و يا أعواني في الدين، و المسابقين الي مراد رب العالمين، تنافسوا [1] في البكاء علي المتسارعين الي وصول منزل المراد، و تضاءلوا [2] للأنين علي المتناضلين في السبق الي خدمة سلطان المعاد، و تأوهوا علي النازحين [3] عن الأوطان، الي مراد الرؤوف المنان، و تباكوا علي المقتحمين في حرب حزب الشيطان، لاشتياق مسحة الاشفاق من الرحمن.

و يا ذوي البصائر و الأحلام، اجثوا علي التراب بالجنين و الاكتياب، و أحثوا الرماد علي الرؤوس لما دهاكم من أعجب العجاب، و البسوا مسوح الأحزان، و شقوا الجيوب للأشجان، و ابكوا بكاء الوالهة الثكلي، و انتحبوا كذات الكبد الحري، ولينح كل منا الي أن نال الحزن من وجنتيه، و أبلي الدموع محجريه،


و سجم [4] العبر علي خديه، و شاع التغير في عارضيه.

فيا عجباه كيف ترقي ء من العيون الدموع، و كيف يفتر الزفرات في الجوانح و الضلوع، و قد جالد الحسين عليه السلام بنفسه الشريفة الي احتمال الحتوف، و صبر بمهجته الكريمة علي شكل السيوف، مع قلة الأعوان، و ذلة سلطان الايمان، و استيلاء أحزاب الشيطان، و قعقعة [5] أسلحة أجناد العدوان، و هجوم خصماء الرحمن.

و كأني بمحمد صلي الله عليه و آله و سلم قد أشرف من المدينة علي شبله الشهيد، و أبصر بطليعته علي نجله الفقيد، و قد أحاط به زنادقة الاسلام، و أطاف عليه خصماء الديان، و استباحوا منه و من عترته النفوس المعظمات، و استلبوا الحلي من نسائهم المصونات.

بل قد رأيت أن قد حضر هنالك روح النبي صلي الله عليه و آله و سلم و ابنته عليهاالسلام، فصار بمنظر من الشهيد و عترته، فمن جهة ينظر الي الجثث العارية من الثياب، و الي الخدود اللاصقة بالتراب، و قد آل جوارح الطير الي جوارحهم هائمة، و أفواه الوحوش لأعظمهم هاشمة.

و من ناحية يشاهد ضراعة الأرامل و اليتامي من أرومته، و استكانة الأطائب و الأيامي من نسل كريمته، من بين كبد حراء، و قلوب قرحاء، و دموع سفحاء، و خدود ملطومة، و شعور منشورة، و ستور مهتوكة.

فاسعدوا النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالبكاء و العويل، والطموا خدودكم لفقد من اهتز لفقده عرش الجليل، و انتحبوا لما فاتتكم المساعدة لآل الرسول، و ساعدوه بالجزع علي ثكل الثكول، و قرة عين البتول، فان علي الأطائب من أهل بيت النبي فليبك الباكون، و لمثلهم فليندب النادبون، وليعج العاجون، وليضج الضاجون.



فداؤك روحي يا حسين و عترتي

و أنت عفير في التراب جديل



فديتك دامي النحر ملقي علي الثري

عليك ذيول السافيات تجول





پاورقي

[1] تنافسوا فيه: أي: رغبوا. الصحاح.

[2] رجل ضئيل الجسم: اذا کان صغير الجسم نحيفا. الصحاح.

[3] و قد نزح بفلان: اذا بعد عن دياره غيبة بعيدة. الصحاح.

[4] سجم الدمع سجوما و سجاما: سال. الصحاح.

[5] القعقعة: حکاية صوت السلاح و نحوه. الصحاح.