بازگشت

و قتل من حضرموت


(108) بشير بن عمرو.

(109) وخرج الهفهاف بن المهند الراسبي، من البصرة، حين سمع بخروج الحسين عليه السلام، فسار حتي انتهي إلي العسكر بعدقتله فدخل عسكر عمر بن سعد، ثم انتضي سيفه، وقال: (يا أيها الجند المجنّد، أنا الهفهاف بن المهنّد، أبغي عيال محمّد) ثمّ شدّ فيهم.


.

قال علي بن الحسين عليهما السلام: فما راي الناس منذ بعث الله محمدا صلي الله عليه وآله وسلم، فارسا - بعد علي بن أبي طالب عليه السلام - قتل بيده ما قتل، فتداعوا عليه خمسة نفر، فاحتوشوه، حتي قتلوه، رحمه الله تعالي.

ولما وصلو إلي سرادقات الحسين بن علي عليهما السلام أصابوا علي بن الحسين عليلا مدنفا، ووجدوا الحسن جريحا، وامه خولة بنت منظور الفزاري، ووجدوا محمد بن عمرو بن الحسن بن علي غلاما مراهقا، فضموهم مع العيال، وعافاهم الله تعالي فانقذهم منم القتل.

فلما أتي بهم عبيد الله بن زياد ههم بعلي بن الحسين، فقال له: إن لك بهولاء حرمة، فارسل معهن من يكفلهن ويحوطهن.

فقال: لايكون أحد غيرك، فحملهم جميعا.

واجتمع أهل الكوفة ونساء همدان حين خرج بهم، فجعلوا يبكون، فقال علي بن الحسين: هذا أنتم تبكون! فاخبروني من قتلنا !

فلما أتي بهم مسجد دمشق، أتاهم مروان، فقال للوفد: كيف صنعتم بهم ! قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا، فاتينا علي آخرهم! فقال أخوه عبدالرحمان بن الحكم: (حجبتم عن محمد صلي الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، والله لا اجامعكم أبدا) ثم قام انصرف.

فلما أن دخلوا علي يزيد، فقال: إيه، يا علي! أجزرتم أنفسكم عبيد أهل العراق ! فقال علي بن الحسين: (ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في أنفسكم إلا في كتاب، من قبل أن نبراها، إن ذلك علي الله يسير).

فقال يزيد: (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير).

ثم أمرم بهم فادخلوا دارا، فهياهم وجهزهم وأمر بتسريحهم إلي المدينة.

وكان أهل المدينة يسمعون نوح الجن علي الحسين بن علي عليهما السلام حين اصيب، وجنية تقول:

ألا يا عين فاحتفلي بجهد ومن يبكي علي الشهداء بعدي.