بازگشت

اخوه


يقترن اسم الفضيل باسم أخيه او ابن أخيه في أكثر من مورد في كتب الرجال و التراجم والفهارس [1] وقال الكشي: (قال محمد بن مسعود: وسالت علي بين الحسن، عن فضيل الرسان قال: قو فضيل بن الزبير، وكانوا ثلاثة إخوة: عبدالله وآخر) [2] .

والملاحظ أنهم يذكرون اسم أخيه عند ما يكون الحديث عن الفضيل، ولم نجد موردا كان الحديث فيه عن أخيه فذكر فيه اسم الفضيل، وهذا يشير - من بعيد - إلي أن الاخ كان أعرف منه، بحيث يعرف الفضيل به، نعم ذكر الفضيل في ترجمة ابن أخيه، معرفا له كما سياتي [3] .

قال أبوالفرج الاصفهاني: كان عبدالله بن الزبير من وجوه محدثي الشيعة، روي عنه عباد بن يعقوب - الرواجني المتوفي 205 -، ونظراوه، ومن هو أكبر منه [4] .

أقول: روي عن عبدالله بن شريك العامري وعنه موسي بن يسار [5] ، وروي عن صالح بن ميثم، وعنه بشر بن آدم في رواية أوردها كل من نالكنجي [6] والحسكاني [7] وابن عساكر [8] وابن المغازلي [9] ، لكن اسم المروي عنه (صالح بن رستم) في الاخير.


وكان عبدالله بن الزبير شاعرا، ومن شعره:

1 - عن (أنساب الاشراف) للباذري، في قصة تعذيب عبدالله بن الزبير بن العوام أخاه عمرو بن الزبير، وهي طويلة، جاء في آخرها: فقال ابن الزبير الاسدي: فلو أنكم أجهز تموا إذ قتلتموا ولكن قتلتم بالسياط وبالسجن جعلتم لضرب الظهر منه عصيكم تراوحه والاصبحية للبطن [10] .

2 - وهو القائل في رثاء مسلم بن عقيل رضي الله عنه وهانئ بن عروة رحمه الله:

فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري إلي هانئ في السوق وابن عقيل في أبيات عديدة [11] .

3 - وعن مصعب في (نسب قريش) أنه ذكر: أول من جاء بنعي الحرة الكردوس بن زيد الطائي، قال ابن الزبير الاسدي:

لعمري لقد جاء الكردوس كاظما علي خبر للمسلمين وجيع [12] ومن المحتمل أن يكون قائل هذه الابيات شاعرا آخر بهذا الاسم، ولا بد من المزيد من التحقيق

وقد عنون له بعض الرجاليين [13] .

وعبدالله كان من مناضلي الزيدية، حضر القتال مع الشهيد زيد رحمه الله، قال الكشي - في حديث عن عبدالرحمان بن سيابة - قال: دفع إلي أبوعبدالله عليه السلام دنانير، وأمرني أن اقسمها في عيالات من اصيب مع عمه زيد، فقسمتها، قال: فاصاب عيال عبدالله بن الزبير الرسان، أربعة دنانير [14] .

وروي الشيخ المفيد هذه الرواية عن أبي خالد الواسطي، قال: سلم إلي أبوعبدالله عليه السلام ألف دينار... وذكر نحوه [15] ولعلها واقعة اخري غيرما جري علي يد عبدالرحمان بن سيابة.


وقد ذكر العلامة الحلي بعد نقل الرواية: إن هذه الرواية تعطي أنه كان زيديا [16] ، وسياتي مناقشة هذه الجهة في عنوان (مذهبه).

أقول: كون عبدالله هو المستشهد مع زيد، هو المشهور، والمفهوم من هذه الروايات أنه اصيب معه، لكن أبا الفرج الاصفهاني ذكر في المقاتل ما يدل علي أن عبدالله بن الزبير بقي إلي زمان محمد بن عبدالله النفس الزكية، الذي استشهد في عهد المنصور العباسي، سنة (145)، قال أبوالفرج:

حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا عبدالله بن الزبير الاسدي - وكان في صحابة محمد بن عبدالله -، قال: رايت محمد بن عبدالله عليه سيف محلي يوم خرج، فقلت له: أتلبس سفيا محلي ! فقال: أس باس بذلك ! قد كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله يلبسون السيوف المحلاة.

ثم قال أبوالفرج: عبدالله بن الزبير هذا أبوأحمد الزبير المحدث [17] .

أقول: التشويش في عبارة المقاتل ظاهر في الفقرة الاخيرة، إذ من الواضح أن عبارة (أبوأحمد الزبير) ليست صحيحة، وأظن قويا أن العبارة هكذا: (عبدالله بن الازبير هذا أبوأبي أحمد الزبيري المحدث) وأبوأحمد الزبيري هو محمد بن عبدالله بن الزبير، وستاتي ترجمته في عنوان (ابن أخي الفضيل).

ولو كان عبدالله مستشهدا مع زيد - الشهيد سنة 122 - فلا يمكن أن يكون هو الباقي إلي أيام محمد بن عبدالله النفس الزكية - الشهيد سنة 145 -. وعبارة الاصفهاني صريحة وواحة الدلالة علي بقاء عبدالله إلي سنة (145)، لكن الروايات الدالة علي شهادته مع زيد سنة (122) غير صريحة، ولا تدل إلا علي كون عائلته في عوائل المصابين، ولعله كان مجروحا، مع أن عبارة الروايات تلك فيها اختلاف، فقد حكي عن المحدث التقي المجلسي الاول قدس الله سره أنه قال في حواشي الفقيه مشيرا إلي الخبر الذي رواه عبدالرحمان بن سيابة ما لفظه: يظهر من هذا الخبر - وغيره - أن المقتول (هو) الفضيل، وكان عبدالله عياله، إنتهي [18] .


قال المامقاني: وتامل فيه الفاضل الحائري في المنتهي [19] لما مر في ترجمة السيد الحميري من بقاء فضيل بعد زيد، ومجيئه إلي الصادق عليه السلام وإخباره بقتله و إنشاده شعر السيد رحمه الله في حضرته ثم قال: ويقرب سقوط كلمة (عيال) قبل عبدالله في نسخة أمالي الصدوق (أي في رواية ابن سيابة) [20] .

أقول: رواية إنشاد فضيل شعر السيد في حضرة الصادق عليه السلام صريحة في بقائه بعد زيد - وسياتي نقلها نصا - فلا يمكن أن يكون فضيل هو المقتول مع زيد قطعا، ولم نجد من صرح بذلك.

ورواية الاصفهاني صريحة في بقاء عبدالله بعد زيد إلي سنة (145) فالامر يحتمل أحد وجهين:

الاول: وهو الاقوي، أن يكون الحاضر مع زيد هو (عبدالله) ولكنه لم يستشهد وانما أصيب فقط، فلعله كان مجروحا وعليلا وكانت عائلته بحاجة إلي نفقة، وهذا هو الموافق لظاهر تلك الروايات، بنقولها المختلفة.

الثاني: وهو الابعد، أن يكون الاسم المذكور فيها هو (عبيدالله) وأن يكون هو الاخ الاخر لفضيل الذي لم يذكر اسمه في رواية ابن فضال عند الكشي [21] ، ولكن نسخ الكتب المتعددة متفقة علي ذكر (عبدالله) مكبرا.


پاورقي

[1] انظر: رجال البرقي: ص 34، ورجال الکشي: رقم 621، وطبقات ابن سعد: ج 6 ص 281.

[2] رجال الکشي رقم 621.

[3] الطبقات الکبري: ج ص 281.

[4] مقاتل الطالبيين: ص 290.

[5] رجال الکشي: رقم 199.

[6] کفاية الطالب: ص 110، وأخرجه محققه عن مستدرک الحاکم: 3/110، ومصادر اخري.

[7] شواهد التنزيل: ج 2 ص 275 وص 1 - 283.

[8] تاريخ دمشق - ترجمة الامام علي عليه السلام - الحديث رقم(923) وما ابعده.

[9] مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لابن المغازلي: ص 319 رقم (364).

[10] الاوائل للشيخ محمد تقي التستري: ص 213.

[11] ارشاد العباد للمفيد: ص 217، ومقاتل الطالبيين: ص 108.

[12] الاوائل للتستري: ص 139 و 86 و 228.

[13] رجال العلامة: ص 237، تنقيح المقال: ج 2 ص 182.

[14] رجال الکشي: رقم 621.

[15] إرشاد المفيد: ص 269.

[16] رجال العلامة: ص 237.

[17] مقاتل الطالبيين: ص 290.

[18] تنقيح المقال: ج 2 ص 182.

[19] أي منتهي المقال في علم الرجال لابي علي الحائري.

[20] تنقيح المقال: ج 2 ص 182.

[21] رجال الکشي: الفقرة 621.