بازگشت

تورم قدمي الزهراء و اضرارها


إنّ شيخنا المجلسي يروي - في (البحار)- عن بعض مؤلفات العامة عن الحسن أنه قال: (ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة (عليها السلام)، كانت تقوم حتي ورم قدماها) [1] وهذا يدل علي أن الحسن يري أن العبادة التي تتورم فيها القدمان من أفضل أفراد العبادة، وأن فاطمة (عليها السلام) كانت تدأب في طول القيام، وأنّ تورم قدميها ليس باتفاقي.

وجاء في أخبار كثيرة من طرقنا أن فاطمة (عليها السلام) استقت بالقربة حتي أثّر في صدرها، وطحنت بالرحي حتي مجلت يداها [2] . والمجل في اليد هو ثخن جلدها بمزاولة الأعمال بالأشياء الصلبة، وذلك لا يكون إلاّ بعد آلام متتابعة.

وفي رواية (الخرايج) عن سلمان الفارسي وقد دخل علي فاطمة، قال: كانت فاطمة جالسة، قدّامها الرحي، تطحن بها الشعير، وعلي عمود الرحي دم سائل، والحسين (عليه السلام) في ناحية من الدار يتضور من الجوع [3] . فقلت: يا بنت رسول الله! دبرت كفّاك [4] وهذه فضة جالسة؟ فقالت: (أوصاني رسول الله أن تكون الخدمة بيني وبينها أياماً [5] ، فكان أمس يوم خدمتها [6] ) الحديث.

فإن صح الحديث وكان سيلان الدم من يديها علي عمود الرحي اتفاقياً، ولم تكن تعلم بترتبه علي طحنها، فإن دبر الكفين ومجلهما الذين لا ينفكان عن إيذاء النفس وإضرارها في بدء الأمر لا يكون اتفاقياً قطعاً.


پاورقي

[1] بحار الأنوار 43: 82. م.

[2] علل الشرائع 2: 369. م.

[3] في نسخة (والحسين في ناحية الدار يبکي). م.

[4] دبرت کفّاک: حدثت قرحة أو جرح في کفيک. م.

[5] في المصدر (أن تکون الخدمة لها يوماً ولي يوماً).

[6] الخرايج والجرائح 2: 530.