بازگشت

العسر والحرج في التطبير والضرب بالسلاسل و...


الثالث [1] : إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها. وهذا يتحقق - في مزعمة الكاتب - بضرب الرؤوس وجرحها بالمدي والسيوف. قال ص 3: (وكثيراً ما يؤدّي ذلك إلي الإغماء بنزف الدم الكثير، وإلي المرض، أو الموت [2] أو طول برأ الجرح [3] ، وبضرب الظهور بسلاسل الحديد، وغير ذلك. وتحريم ذلك ثابت بالعقل والنقل وما هو معلوم من سهولة الشريعة وسماحتها الذي تمدّح به رسول الله (صلي الله عليه وآله) بقوله: (أتيتكم بالشريعة السمحة السهلة) [4] . ومن رفع الحرج والمشقة في الدين بقوله تعالي: (ما جعل عليكم في الدين من حرج) [5] .

النقد: إضرار النفس شيءٌ وحملها علي الأمر الشاقّ شيٌ آخر، لا دخل علي رأي الكاتب لأحدهما بالآخر موضوعاً وحكماً، كما يفهم مما ذكره في ص 17 و ص 18 من رسالته، وقد صرّح في الموضعين بأن الكلفة إذا بلغت حدّ العسر والحرج، أسقطت التكليف، وإذا بلغت حدّ الإضرار، أوجبت حرمة الفعل، ولذلك فإنني أطارحه الكلام في مقامين: العسر والضرر.

وبالرغم علي ما أخذته علي نفسي من الاختصار وابتذال التعبير، لا أشك أني قد أخرج عن الشرط، لأن الكاتب - سامحة الله - قد خلط في الاستدلال بين دليلي القاعدتين الذين يعترف بتغايرهما حكماً وموضوعاً، وخبط في كل واحدة منهما بما لم يعهد من أحد قبله!!


پاورقي

[1] أي الثالث من المنکرات التي ادعي السيد محسن الأمين دخولها في الشعائر الحسينية. م.

[2] لا يخفي أن هذا الکلام عار عن الصحة تماماً، وقد کانت دعوي مرض المطبّر وموته منذ أمد بعيد أکثر ما يرد في غوغائيات القشريين المشهّرين بالشعائر الحسينية عموماً وبالتطبير خصوصاً. قال کاشف الغطاء في (المواکب الحسينية): قد بلغنا من العمر ما يناهز الستين، وفي کل سنة تقام نصب أعيننا تلک المحاشد الدموية، وما رأينا شخصاً مات أو تضرر، ولا سمعنا به في الغابرين. وقال الشيرازي في (الشعائر الحسينية): لئن سقط أحدهم - أي: أحد المطبّرين - حين الضرب، لکثرة نزف الدماء وتغلّب الضعف عليه، فسرعان ما ينهض ويواصل دوره في موکب التطبير وبقية المواکب، وإنني شخصياً لم أسمع برجل سقط فمات إلاّ وتتبعته، فإذا به يمشي في الشوارع، ويلعن أعداءه الذين أشاعوا موته کذباً. م.

[3] دعوي وقوع الإغماء والمرض والموت وبطء البُرء فرية بلا مرية. نعم قد يتحقق نزف الدم بلا ضرر، ولکن نزف الدم نفسه عند الکاتب ضرر!!.

[4] هذا اللفظ ما أظن وروده في حديث. والذي ذکره العلامة بحر العلوم والفاضل النراقي والمحقق الآشتياني هکذا: (بعثت بالحنيفية السهلة السمحة) [وهو مذکور في وسائل الشيعة 5: 246]، وفي قواعد شيخنا الشهيد تقديم لفظة السمحة علي السهلة. وأظن الکاتب نقله بالمعني.

[5] سورة الحج آية 78. م.