بازگشت

الاخبار المكذوبة


الأخبار المكذوبة - بزعم الكاتب - مما دخل في التعازي الحسينية معدودة محصورة، وقد ذكر منها في صفحة 13 نحو عشرة أخبار، فلتكن مائة بدل كونها عشرة، فإنها مهما كثرت لا يقرأها كل قارئ، بل الصغار قد يقرءون نبذة من بعضها في السنة مرة أو مرتين جهداً منهم بأنها مفتعلة، لأنهم ليسوا من أهل التمييز بين الأخبار، فاللازم علي المصلحين تعيين تلك الأخبار والنهي عن قراءتها، لا التهويل علي الشعائر الحسينية بأنها محرّمة، لأن فيها الكذب المحرّم الذي هو من الكبائر بإجماع المسلمين، فيما هذا إلا إرعاد يراد به إخفاء صوت الحقيقة الحقة التي لا تخفي بالتهاويل.

هذا مع أنّ بعض ما أشار إليه من الأخبار المختلقة - بزعمه - لا يقصر عن غيره من المراسيل والمسانيد التي يعتمد عليها في باب التاريخ كافة العلماء.

أما حديث الطيور البيض فقد رواه في محكي (العوالم) [1] ، وفي (المنتخب) [2] ، و(البحار) [3] وعبارتها هكذا: (روي من طريق أهل البيت أنه لما استشهد الحسين (عليه السلام) [بقي في كربلاء صريعاً، ودمه علي الأرض مسفوحاً، و] إذا بطائر أبيض قد أتي وتمسّح بدمه...) [4] الحديث.

ومثله حديث الغراب [5] الذي أعلم فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) - بقتله، فقد نقله في محكي (العوالم) [6] وفي (البحار) [7] عن كتاب المناقب القديم، مسنداً [8] عن المفضل بن عمر الجعفي عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن علي بن الحسين (عليه السلام) [9] .

وأما حديث (خرجت أتفقّد الثنايا) فقد نقله في (الدمعة الساكبة) وهذا لفظه: (عثرت علي أشياء أرسلها بعض معاصرينا في مؤلفاتهم، فأحببت ذكرها، وإن لم أقف عليها في الكتب، منها ما عن المفيد قال:...) [10] الحديث.

وهذا المعاصر هو العالم العامل الشيخ حسن الملقّب بأبي قفطان، فقد حكي أنّه روي أحاديث كثيرة، منها حديث (أتفقد الثنايا)، وحديث (أنا صاحب السيف الصقيل)، وحديث (أين ظلت مطيتك يا حسان) عن مشايخ من أهل الكوفة يروونها عن آبائهم ومشايخهم. وهذه لا تقصر عن المراسيل المروية في الكتب القديمة عن حميد بن مسلم وهلال بن نافع، وبين زمان تأليفها وزمن رواتها أكثر من خمسمائة عام.

وأما حديث دفن السجاد لأبيه فقد نقله في (الدمعة) عن بعض الكتب المعتبرة عن كتاب (أسرار الشهادات) [11] ، [12] .

وروي أبو عمرو الكشّي - في رجاله - عن الرضا (عليه السلام) ما يتضمن تقرير الواقعة بأن علي بن الحسين هو الذي دفن أباه [13] .

ويؤيده ما روي عنهم من أنّ الإمام لا يلي أمره إلا إمام، إما ظاهراً وإما بطريق الخفاء [14] .

وأما قول بعض قد مائنا بدفن بني أسد له، فيراد به معاونتهم للسجاد (عليه السلام) في دفن أبيه، وكذلك ما جاء من قول: (السلام علي من دفنه أهل القري) [15] ، وقول النبي (صلي الله عليه وآله) عن الحسين (عليه السلام): (يدفنه الغرباء، ويزوره الغرباء) [16] .

ومن الغريب القطع بأمر يعينه في شأن دفن الحسين (عليه السلام) بعد إرسال المفيد [17] والسيد [18] دفن بني أسد له، ورواية (الأسرار) بأن الذي دفنه هو السجاد (عليه السلام) [19] ، وذلك مؤيد بما عرفت من رواية الكشي التي هي حجة مستقلة.

وروي الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه والصدوق في مجالسه بأسانيد معتبرة أنّ النبي (صلي الله عليه وآله) هو الذي دفن الحسين (عليه السلام) [20] .

فلماذا ولأيّ مرجح يكون الأول صادقاً ويجعل الكاذب ما عداه؟ مع أنّ الكل مروي مسنداً ومرسلاً عدا دفن بني أسد، فإنها لم ترد في رواية مرسلة، وإنما ذكر في الكتب قولاً كحادثة من التاريخ منقولة.

ومن غريب ما تركه الأول للآخر أنّ خاتمة المحدثين شيخنا النوري (قدس سره) و(ناهيك به إطلاعاً وإنكاراً للكذب) استقصي في كتابه (اللؤلؤ والمرجان) الأخبار المكذوبة [21] ، وما عدّ منها حديث دفن السجاد لأبيه مجملاً ولا مفصلاً، ولا حديث الطيور البيض، ولا الغراب الذي طار من كربلاء إلي المدينة وغيرها مما سرّده الكاتب، وما ذلك إلا لاكتفائه في مقام النقل أن توجد الرواية في كتاب معتبر، ولو بعنوان (روي بعض أصحابنا) وشبه ذلك إذا كانت مما لا يأباها العقل، ولم تظهر عليها أمارات الوضع والافتعال. وكم له في بعض كتبه مثل ذلك.

إنّ شيخنا النوري (قدس سره) في كتابه المذكور بالغ في تقريع القرّاء باستعمال الكذب ونقل الأحاديث في ذمه، وها نحن نزيده من تقريعهم علي الكذب - إذا شاء - ونؤكد ذمه وقبحه عقلاً ونقلاً، ولكن أين هو ممّا يقرءونه؟ إنّهم لم يتخطّوا قيد شبر عمّا رسمه لهم من الخطة المتبعة إذ يقول (ما ترجمته): (إنّ علي الناقل أن ينقل عن ثقة مطمئن بنقله، وذلك بأن يكون متحرزاً عن الكذب، بانياً علي الصدق، بحيث كان الصدق له ملكة أو عادة، حتي يكون معروفاً في ذلك بين من عرفه وعاشره، وأن لا يكون كثير النسيان والسهو، وأن يكون من أهل المعرفة والبصيرة) [22] .

وفي مقام آخر - بعد نقل ما جاء في النهج في كتاب علي (عليه السلام) للحارث الهمداني: (ولا تحدّت الناس بكل ما سمعت، فكفي بذلك كذباً) وبما جاء في (كشف المحجة) عن رسائل ثقة الإسلام من قولهم: (ولا تحدّث إلاّ عن ثقة، فتكون كذاباً، والكذب ذل). ونحو ذلك - قال ما ترجمته: (وحاصل مفاد جميع هذه الأخبار المعتبرة أنّ تكليف الناقل في مقام نقل أي أمر ديني أو دنيوي لغيره، بنفسه أو بواسطة أو وسائط، أو من كتاب، أن ينقل عن شخص ثقة يطمأن بنقله) [23] .

وهذا مما لا ينكره أحد، لكنه لا يوجب إلا ترك ما لا يطمأن بصدقه، أو علم كون راويه متعمداً للكذب أو كثير الخطأ في الأمور المحسوسة، فضلاً عن المنقولة، لا ما يحاوله الكاتب من الاقتصار علي مرويّات المشاهير الأقدمين وأرباب التاريخ.

وأما ما ادعاه الكاتب في صحيفة 13 من فقرات ادعي كذبها، فإنّا لا نعرفها ولا سمعنا أحداً يقرأها في العراق، ولقد سألت كثيراً من القرّاء عنها، فلم يعرفها أحد، وكم سألني جمع منهم عنّها، فلم أدر بها.

وعسي أن تكون تلك صادرة من البحر الذي ورد منه قول الكاتب أن زين العابدين (عليه السلام) شاهد شمر بن ذي الجوشن يفري بسيفه وريدي الحسين (عليه السلام) حتي فصل رأسه المكرّم عن جسده [24] .

وقوله ج 3 ص 6، وج 4 ص 3: أن الرّباب أخذت رأس الحسين (عليه السلام) ووضعتها في حجرها، وقبّلته وقالت:



واحسيـناً فلا نســـيت [25] حسيناً

أقصــــــدته أســــنة الأعداء [26]

وقوله ج 3 ص 119: بات أطفال الحسين (عليه السلام) في الليلة الحادية عشر جياعاً عطاشي.

وقوله ج 2 ص 47: كانت لحيته المباركة مخضوبة بالوسمة، كأنها سواد السبّح [27] . فإن لفظ (سواد السبج) وقع في حديث مسلم الجصاص الذي جاء فيه: (نطحت جبينها بمقدّم المحمل) [28] .

وقوله ج 3 ص 22 وج 4 ص 16: إنّ مروان أخذ رأس الحسين (عليه السلام) بعد قتله فوضعه بين يديه، وجعل يقول: (يا حبّذا بردك في اليدين). والله لكأني أنظر إلي أيام عثمان...)، مع أن من ذكر ذلك يظهر منه أنّ ذلك كان في المدينة، وهو بعيد عن الصحة. نعم جاء في كتب أصحابنا أنّ مروان لما نظر إلي الرأس الشريف في الشام جعل يهزّ أعطافه وينشد الأبيات، ولا كلمة بعدها.

وقوله في ج 2 ص 138 - تبعاً لبعض الروايات -: إنّ السجّاد عاش بعد أبيه أربعون سنة، وهو يبكي. مع أنّه يعلم بأنه (سلام الله عليه) علي جميع الأقوال والروايات في وفاته، لم يعش بعد أبيه أزيد من خمس وثلاثين سنة.

وروايته ج 4 ص 22 وص 37 حديث جابر الجعفي في تغسيل الباقر (عليه السلام) أباه، وقوله: (لما جردته ثيابه، وجدت آثار الجامعة في عنقه). إلي غير ذلك مما لا أحبّ ذكره، ولا أطيل.


پاورقي

[1] عوالم العلوم والمعارف 17: 493-494 م.

[2] لم أجده فيه. م.

[3] بحار الأنوار 45: 191 - 192. م.

[4] بقيته: (وجاء والدم يقطر منه، فرأي طيوراً...، فقال لهم.. الحسين في أرض کربلاء في هذا الحرّ ملقي علي الرمضاء، ضامئ مذبوح ودمه مسفوح... فلما رأته الطيور... تواقعن علي دمه يتمرغن فيه، وأن طيراً من هذه الطيور قصد مدينة الرسول وجاء يرفرف حول قبر سيدنا رسول الله... يعلن بالنداء ألا قتل الحسين بکربلاء، ألا ذبح الحسين بکربلاء، فلما نظر أهل المدينة...). م.

[5] قد يستبعد عقلاً صدور هذا الخبر، لبعد وصول الطير المتمرغ بالدم من کربلاء إلي المدينة فضلاً عن وقوعه علي جدران بيت فاطمة. ولکن يردّ هذا الاستبعاد أن نوعاً من الطيور في العراق تمعن في الطيران إلي أبعد من المدينة تسمي (حمام الهدي) و(حمام الرسائل). ويؤخذ من قول شهاب الدين أحمد بن يحيي بن فضل الله المعمري - في کتاب: (التعريف)- أن أصل هذه الطيور من الموصل. وقد اعتني بها الملوک الفاطميين إلي الغاية، وکانت الرسائل تعلّق بأرجلها وترسل، فتطير للمکان الذي اعتادته، مهما بعد، فإذا أخذ الکتاب منها عادت إلي المحل الذي جاءت منه مزودة بکتاب أيضاً أو غير مزودة. وأنا للآن لم أعثر علي ما يدل علي أثر لها في دولة بني أمية ولا في أوائل دولة بني العباس. وعن کتاب (تمائم الحمائم) نقل المحيي الدين بن عبد الظاهر أن أول من نقلها من الموصل من الملوک هو نور الدين محمود بن زنکي في سنة 575. وهذا خطأ يشهد به مراجعة تاريخ الفاطميين والعباسيين في القرن الثالث والرابع. ولعل هذه الطيور نوع من الغربان، أو أن المتمرغ طائرٌ صار بتمرغه بالدم والتراب بلون الغراب، فاتفق وقوعه علي جدران بيت فاطمة. والذي يغلب علي ظني - إن صح الحديث - أنه من معجزات سيد الشهداء وکراماته، وهي أول کرامة له بعد شهادته. وقد ذکره السيد هاشم البحراني في کتابه (مدينة المعاجز) [4: 72-73] بأسانيد مختلفة ومتون متقاربة من معجزاته (عليه السلام)، وکرّر نقله في مواضع من الکتاب المذکور.

[6] عوالم المعارف 17: 490.

[7] بحار الأنوار 45: 171.

[8] عن علي بن أحمد العاصمي، عن إسماعيل بن محمد البيهقي، عن أبيه، عن أبي عبد الله الحافظ، عن يحيي بن محمد العلوي، عن أبي علي الطرطوسي [في نسخة الطرسوسي] عن الحسن بن علي الحلواني، عن علي بن يعمر، عن إسحاق بن عبادة، عن المفضل بن عمر الجعفي، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليه السلام).

[9] نصه: (لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) جاء غراب، فوقع في دمه، ثم طار.. فوقع بالمدينة علي جدار فاطمة بنت الحسين بن علي (عليه السلام) وهي الصغري، فرفعت رأسها، فنظرت إليه، فبکت بکاءً شديداً. م.

[10] الدمعة الساکبة 2: 291. والذي فيه: لما نزل الحسين (عليه السلام) في کربلاء، کان أخص أصحابه وأکثرهم ملازمة له هلال بن نافع، سيما في مظان الاغتيال...، فخرج الحسين (عليه السلام) ذات ليلة إلي خارج الخيم حتي بعُد، فتقلد هلال سيفه وأسرع في مشيه حتي لحقه، فرآه يختبر الثنايا والعقبات والأکمات المشرفة علي المنزل، ثم التفت إلي خلفه فرأي هلال، فقال: من الرجل؟

هلال؟ فقال: نعم جعلني الله فداک، أزعجني خروجک ليلاً إلي جهة معکسر هذا الطاغي. م.

فقال: يا هلال! خرجتُ أتفقد هذه التلال مخافة أن تکون کنّاً لهجوم الخيل علي مخيمنا يوم تحملون ويحملون.. ثم فارق الإمام هلال ودخل خيمة أخته.. قالت: أخي! هل استعلمت من أصحابک نيّاتهم؟..

فبکي (عليه السلام) وقال: أما والله لقد بلوتهم وليس فيهم إلا الأشوس الأقعس.. م.

[11] الدمعة الساکبة 2: 317، أسرار الشهادة - للدربندي -469 (المجلسي 19). م.

[12] لعل هذا غير کتاب (أسرار الشهادة) للفاضل الدربندي، ولا أعرف مؤلف.

[13] ذکر ذلک في ترجمة ابن السراج وابن البطائني وابن المکاري، صفحة 289 في حديث طويل جاء فيه: (فقال له علي - يعني: ابن أبي حمزة البطائني -: إنّا روينا عن آبائک أن الإمام لا يلي أمره إلا إمام مثله. فقال له أبو الحسن (عليه السلام): فأخبرني عن الحسين بن علي (عليه السلام) کان إماماً أو کان غير إمام؟

قال: کان إماماً.

قال: فمن ولي أمره؟

فقال: علي بن الحسين.

قال: وأين کان علي بن الحسين؟

قال: کان محبوساً في يد عبيد الله بن زياد في الکوفة، خرج وهم کانوا لا يعلمون حتي ولي أمر أبيه، ثم انصرف.

فقال له أبو الحسن (عليه السلام): إن هذا الذي أمکن علي بن الحسين أن يأتي من کربلاء فيلي أمر أبيه فهو أمکن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثم ينصرف، وليس هو في حبس ولا في إساءة.

[14] بحار الأنوار 27: 288 - 291 و 45:169. وفيها أخبار تدل نصاً وتقريراً علي ذلک. م.

[15] هذا السلام جزء من زيارة عاشوراء المعروفة بـ(زيارة الناحية المقدسة)، ذکرها الشيخ المفيد في کتاب (المزار الکبير):165 - 171، ونقلها عنه في البحار 98: 317 - 328. م.

[16] في البحار [98:44]: وجدت بخط محمد بن علي الجبعي، نقلاً عن خط الشهيد نقلاً من مصباح الشيخ أبي منصور (رحمه الله): روي أنه دخل النبي يوماً إلي فاطمة، (وساق الحديث إلي أن) قال: وأما الحسين (عليه السلام) فإنه يظلم، ويمنع حقه، وتقتل عترته، وتطؤه الخيل، وينهب رحلة، وتسبي نساؤه وذراريه، ويدفن مرمّلاً بدمه، ويدفنه الغرباء. قال علي (عليه السلام) فبکيت وقلت: هل يزوره أحد؟ فقال: يزوره الغرباء.

[17] الإرشاد:243. وفيه: (ولما رحل ابن سعد، خرج قوم من بني أسد کانوا نزولاً بالغاضرية، إلي الحسين وأصحابه (رحمة الله عليهم)، فصلّوا عليهم، ودفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، ودفنوا...) م.

[18] اللهوف:127. م.

[19] أسرار الشهادة:469 (المجلس 19). م.

[20] روي الصدوق والشيخ في المجالس [صفحة 119] والأمالي [1: 89] عن الصادق (عليه السلام) أن أم سلمة زوجة النبي أصبحت يوماً تبکي بکاءً شديداً، فقيل لها: ممّ بکاؤک؟ قالت: لقد قتل الحسين (عليه السلام) الليلة، وذلک أني ما رأيت رسول الله (صلي الله عليه وآله) منذ مضي إلا الليلة، فرأيته شاحباً کئيباً، فقلت: مالي أراک يا رسول الله شاحباً کئيباً؟. فقال: ما زلت الليلة أحفر القبور للحسين وأصحابه.

وروي في الأمالي [1: 322] عن أم سلمة أنها أصحبت تصرخ صراخاً عظيماً، وهي تقول: يا بنات عبد المطلب أسعدنني وابکينّ معي، فقد قتل سيد کنّ الحسين. فقيل لها: من أين علمت ذلک؟ فقالت: رأيت رسول الله شعثاً مذعوراً، فسألته عن شأنه، فقال: قتل ابني الحسين وأهل بيته، فدفنتهم، والساعة فرغت من دفنهم.

وروي ذلک في المناقب [لابن شهر آشوب 4: 55] عن عدة طرق من طرق الجمهور.

وفي الأمالي [1: 323] عن ابن عباس في رواية ابن جبير عن أم سلمة أيضاً في حديث طويل جاء فيه قول أم سلمة (فلما کانت الليلة القابلة، رأيت رسول الله أغبر أشعث، فسألته عن شأنه، فقال: ألم تعلمي أني فرغت من دفن الحسين وأصحابه؟.

[21] اللؤلؤ والمرجان:175 - 180. م.

[22] اللؤلؤ والمرجان: 136 - 137. م.

[23] اللؤلؤ والمرجان:137 - 138. م.

[24] في مجالسه ج 2 ص 47.

[25] في نسخة (فلا عدمت..). م.

[26] هذا البيت وما ورد بعده ذکره الطبري في تاريخه وأبو الفرج في (الأغاني) ج 16 ص 126 لعاتکة بنت يزيد بن عمرو بن نفيل، وليس هو للرباب التي لم يؤثر عنها أنها وضعت رأس الحسين (عليه السلام) في حجرها، ولا قبّلته. إنما المروي لها في رثائه ما ذکره أبو الفرج في (الأغاني) ج 14 ص 158، وهو:



إن الذي کان نوراً يســــــتضاء به

بکربــــلاء قتــــــيلٌ غــــير مدفون



في أبيات خمسة مذکورة في المحل الذي ذکرناه من (الأغاني).

[27] سواد السَّبج: حجر شديد السواد، يشبّه به سواد الشيء. م.

[28] بحار الأنوار 45: 114، عوالم العلوم 17: 373. وفيه: (.. أتوا بالرؤوس يقدمهم رأس الحسين (عليه السلام)، وهو رأس زهريٌ قمريٌ، أشبه الخلق برسول الله (صلي الله عليه وآله) ولحيته کسواد السبج بها...، فالتفتت زينب (عليها السلام) فرأت رأس أخيها، فنطحت جبينها بمقدم المحل، حتي رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بخرقة..). ومقصود المؤلف أن کون لحية الإمام کسواد السبج ورد في حديث مسلم الجصّاص، وقد ورد في نفس هذا الحديث أن السيدة زينب بنت الإمام أمير المؤمنين جرحت رأسها في عزاء أخيها أمام الحسين. فإذا کان السيد الأمين يري حرمة تجريح الرأس، فکيف اعتمد علي حديث دال علي جواز تجريح الرأس؟ م.