بازگشت

مراثي سعد بن معاذ الذي جرح يوم الخندق


انظر ترجمته في الاستيعاب 56: 2.

و قال رجل من الأنصار في سعد بن معاذ، حكاه ابن هشام في سيرته عن ابن اسحاق و ابن عبدالبر في الاستيعاب:



و ما اهتز عرش الله من موت هالك

سمعنا به الا لسعد أبي عمرو [1] .



و قالت ام سعد حين احتمل نعشه و هي تبكيه أورده ابن هشام في سيرته:



ويل ام سعد سعدا

صرامة وحدا



و سؤددا و مجدا

و فارسا و معدا



سد به مسدا

يقد هاما قدا



قال ابن هشام: يقول رسول الله صلي الله عليه و سلم: كل نائحة تكذب الا نائحة سعد بن معاذ [2] انتهي.@.

و فيه دلالة علي تعارف النياحة في عصره صلي الله عليه و آله، و نوع تقرير، بل مدح لها.

و قال حسان بن ثابت يبكي سعد بن معاذ أورده ابن هشام في سيرته، عن ابن اسحاق و تركنا بعضها:




لقد سجمت من دمع عيني عبرة

و حق لعيني أن تفيض علي سعد [3] .



قتيل ثوي في معرك فجت به

عيون ذواري الدمع دائمة الوجد [4] .



علي ملة الرحمن وارث جنة

مع الشهداء وفدها اكرم الوفد



فان تك قد ودعتنا و تركتنا

و أمسيت في غبراء مظلمة اللحد [5] .



فانت الذي يا سعد أبت بمشهد

كريم و أثواب المكارم و الحمد



بحكمك في حيي قريظة بالذي

قضي الله فيهم ما قضيت علي عمد [6] .



و قال حسان ايضا يبكي سعد بن معاذ و رجالا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله من الشهداء، و يذكرهم بما كان فيهم من الخير أوردها ابن هشام في سيرته و تركنا بعضها:



الا يا لقومي هل لما حم دافع

و هل ما مضي من صالح العيش راجع؟ [7] .



تذكرت عصرا قد مضي فتهافتت

بنات الحشي وانهل منها المدامع [8] .



صبابة وجد ذكرتني أخوة

و قتلي مضي فيها طفيل و رافع [9] .






و سعد فأضحوا في الجنان و أوحشت

منازلهم فالأرض منهم بلاقع [10] .



و فوا يوم بدر للرسول وفوقهم

ظلال المنايا و السيوف اللموامع



دعا فأجابوه بحق و كلهم

مطيع له في كل امر و سامع [11] .




پاورقي

[1] سيرة ابن‏هشام 56: 2، الاستيعاب 56: 2.

[2] سيرة ابن‏هشام 252: 4.

[3] سجمت: سالت.

[4] ثوي: اقام، و المعرک: موضع القتال، و ذواري الدمع: تسکبه، و الوجد: الحزن.

[5] يريد ب «الغبراء»: القبر.

[6] سيرة ابن‏هشام 296: 4.

[7] حم: قدر (بالبناء للمجهول فيهما).

[8] تهافتت: سقطت بسرعة، و بنات الحشي: القلب و ما اتصل به، و انهمل: سال و انصب.

[9] الصبابة: رقة الشوق.

[10] بلاقع: قفار خالية.

[11] سيرة ابن‏هشام 270: 4.