بازگشت

ما جاء عن ائمة اهل البيت في ثواب البكاء علي الحسين


روي الصدوق في عيون أخبار الرضا، و الشيخ الطوسي في الأمالي بسنديهما عن الامام الرضا ثامن ائمة اهل البيت الطاهر عليهم السلام: انه قال: من تذكر مصابنا و أبكي لما ارتكب ما كان معنا في درجتنا يوم القيامة، و من ذكر بمصابنا فبكي و أبكي لم تبك عينه يوم تبكي العيون، و من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب [1] .

أقول، و أي حث أعظم من هذا علي تلك المجالس التي نعاب بها مممن أبت نفسه الاقتداء بأهل البيت و هو يدين بالاسلام.

و روي علي بن ابراهيم في تفسيره بسنده عن الامام جعفر الصادق عليه السلام انه قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة، غفر الله ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر. [2] .

وروي الشيخ المفيد في المجالس، و الشيخ الطوسي في الأمالي، عن ابن قولويه بسنده الي جعفر الصادق عليه السلام أنه قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح، و همه لنا عبادة، و كتمان سرنا جهاد في سبيل الله [3] .

وروي الشيخ الطوسي في الأمالي عن المفيد بسنده عن أبي عمارة


الكوفي قال، سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقول: من دمعت عينه فينا دمعة لدم سفك لنا، أو حق لنا انقصناه، او عرض انتهك لنا، أو لأحد من شيعتنا، بوأه الله تعالي بها في الجنة حقبا [4] .

وروي المفيد في المجالس، و الشيخ الطوسي في الأمالي بسنديهما عن الحسين بن علي عليه السلام انه قال: ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة، أو دمعت عيناه فينا دمعة الا بوأه الله بها في الجنة حقبا. [5] .

وروي الشيخ الطوسي في الأمالي عن المفيد بسنده عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام انه قال: كل الجزع و البكاء مكروه سوي الجزع و البكاء علي الحسين عليه السلام. [6] .

وروي ابن قولويه في الكامل بسنده عن الصادق عليه السلام أنه قال: ان البكاء و الجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء علي الحسين بن علي فانه فيه مأجور. [7] .

وروي ابن قولويه في الكامل بسنده عن الباقر عليه السلام انه قال: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين دمعة حتي تسيل علي خده، بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا [8] .

وروي في الكتاب المذكور بسنده عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: من قطرت عيناه فنيا قطرة، و دمعت عيناه فينا دمعة، بوأه الله بها في الجنة


غرفا يسكنها حقبا [9] .

وروي في الكتاب المذكور باسنادين عن جعفر الصادق عليه السلام في حديث: ان الحسين لينظر الي من يبكيه فستغفر له و يسأل أباه الاستغفار له و يقول له: أيها الباكي، لو أعد الله لك، لفرحت أكثر مما حزنت [10] الحديث.

وروي الصدوق في الأمالي و العيون بسنده عن الريان بن شبيب قال: دخلت علي الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم - الي أن قال -: قال:

يا ابن شبيب، ان المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمته، فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها، و لا حرمة نبيها صلي الله عليه و آله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته، و سبوا نساءه، و انتهبوا ثقله، فلا غفر الله لهم ذلك ابدا.

يا ابن شبيب، ان كنت باكيا لشي ء، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب، فانه ذبح كما يذبح الكبش، و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا [11] ما


لهم في الأرض شبيه، و لقد بكت السماوات السبع و الأرضون لقتله، و لقد نزل الي الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره، فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر الي أن القائم، فيكونوا من أنصاره، و شعارهم يا لثارات الحسين.

يا ابن شبيب، لقد حدثني أبي، عن أبيه، عن جده انه لما قتل جدي الحسين عليه السلام أمطرت السماء دما و ترابا أحمر.

يا ابن شبيب، ان بكيت علي الحسين حتي تصير دموعك علي خديك، غفر الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا، قليلا كان أو كثيرا - الي ان قال -:

يا ابن شبيب، ان سرك ان تكون معنا في الدرجات العلي من الجنان،


فاحزن لحزننا، و أفرح لفرحنا، و عليك بولايتنا، فلو ان رجلا تولي حجرا لحشره الله معه يوم القيامة [12] .

وروي علي بن ابراهيم في تفسيره، و ابن قولويه في الكامل، و الصدوق في ثواب الأعمال بأسانيدهم عن الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: أيما مؤمن دمعت عينه لقتل السحين بن علي عليه السلام دمعة حتي تسيل علي خده لأذي مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة [13] الحديث.

وروي الحميري في قرب الاسناد بسنده عن جعفر الصادق عليه السلام انه قال لفضيل: تجلسون و تتحدثون؟ قال: نعم، جعلت فداك.

قال: ان تلك المجالس أحبا، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا.

يا فضيل، من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب، غفر الله له ذنوبه و لو كانت أكثر من زبد البحر [14] .

وروي البرقي في المحاسن، و ابن قولويه في الكامل بأسانيدهما عن الصادق عليه السلام قال: من ذكرنا عنده ففاضت عيناه و لو مثل جناح الذباب، غفر له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر [15] .

وروي في الكامل ايضا بسنده عن الصادق عليه السلام قال: من ذكرنا


عنده ففاضت عيناه حرم الله وجهه علي النار [16] .

وروي فيه ايضا بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام يقول: من ذكر الحسين عليه السلام عنده، فخرج من عينه من الدمع مقدار جناح ذباب، كان ثوابه علي الله عزوجل، و لم يرض له بدون الجنة [17] .


پاورقي

[1] عيون الأخبار: 229: 1 ح 48،امالي الطوسي 117: 1.

[2] تفسير القمي 292: 2.

[3] المجالس للمفيد: 338 ح 3، أمالي الطوسي 115: 1، بحارالانوار 289: 44 ح 7.

[4] أمالي الطوسي 197: 1، المجالس المفيد: 147 ح 5.

[5] المجالس للمفيد: 340 ح 6، أمالي الطوسي 116: 1.

[6] أمالي الطوسي 163: 1، مجالس المفيد: 146 ح 3.

[7] کامل الزيارات: 100 ح 2.

[8] کامل الزيارات: 104 ح 9.

[9] کامل الزيارات: 100 ح 4، و فيه أحقابا و أحقابا و هي: جمع حقب بضمتين أي: زمانا کثيرا، أحقابا لا انقطاع لها، کلما مضي حقب جاء بعده حقب آخر.

[10] کامل الزيارات: 105 ح 11.

[11] لقد کثر اختلاف المؤرخين و أرباب المقاتل في تحديد عدد شهداء الطف من أهل البيت عليهم‏السلام - کاختلافهم الکثير في تحديد شهداء الاصحاب ايضا - فبين مقل الي حد الثلاثة عشر، کالمسعودي في مروجه (71: 3)، و بين مکثر الي حد الثلاثين کالأمين في أعيانه (4 ق 250: 1). و في البحار (63: 45) رواية عبدالله بن سنان تويد ذلک و بين هذه القولين من جانبي القلة و الکثرة أقوال اخري.

فالمشهور بين المؤرخين و أرباب المقاتل: انهم (17 شهيدا) غير الحسين عليه‏السلام، کما ورد تعداد أسمائهم في زيارة الناحية المقدسة، و قد أوردها المجلسي بنصها عن الاقبال في بحاره (65: 45)، و يؤيد قول محمد بن الحنفية - من حديث له -:، «و لقد قتل مع الحسين سبعة عشر ممن ارتکضوا في رحم فاطمة»- و يعني: فاطمة بنت اسد ام علي و جعفر و عقيل، فان شهداء الطف من أهل البيت ينتمون الي هؤلاء الثلاثة أولادا أو أحفادا -، ذکر ذلک الطبراني في معجمه (140: 1)، و المقريزي في خططه (286: 2) و ابن‏حجر في تهذيبه (156: 1).

و قال الدميري في حياة الحيوان (60: 1) انهم: (18 رجلا) و في تذکرة الخواص لسبط بن الجوزي (255) انهم: (19 رجلا) و يضيف اليهم اثنين برواية المدائني فيکون المجموع (21 قتيلا).

و في تاريخ الطبري (382: 5) انهم: (21 رجلا)، و هذا القول يلتقي مع قول ابن الجوزي برواية المدائني، و يقترب من قول أبي الفرج في مقاتله (67) حيث يقول: «فجميع من قتل يوم الطف من ولد ابي‏طالب سوي من يختلف في أمره اثنان و عشرون رجلا».

و يکاد يتفق الخوارزمي في مقتله (47: 2) و ابن شهراشوب في مناقبه (112: 4)- و کلاهما من أبناء القرن السادس الهجري - في النسبة الي الأکثر بأن مجموع القتلي من أهل البيت عليهم‏السلام لا يتجاوز السبعة و العشرين.

و اخيرا فالذي يرجع عندنا - بعد ان استعرضنا الکثير من المصادر المعتبرة - هو القول الوسط - و هو النيف و العشرون، بل الاثنان و العشرون بالضبط - باستثناء الحسين عليه‏السلام - اذ القولان المتطرفان في القلة و الکثرة لا يساعد عليهما الاعتبار و عامة النصوص التاريخية المعتبرة.

[12] أمالي الصدوق: 112 ح 5، عيون الأخبار 233: 1.

[13] تفسير القمي 291: 2، کامل الزيارات: 100 ح 1، ثواب الاعمال: 108 ح 1.

[14] قرب الاسناد: 18، بحارالانوار 282: 44 ح 14.

[15] المحاسن للبرقي 630: 1 ح 110، کامل الزيارات: 103 ح 8.

[16] کامل الزيارات: 104 ح 10.

[17] کامل الزيارات: 103 ح 8.