بازگشت

عدم نهي النبي عن البكاء بحضرته


الخامس و العشرون: عدم نهي النبي صلي الله عليه و آله عن البكاء بحضرته الدال علي عدم تحريمه؛ لأن قوله و فعله و تقريره صلي الله عليه و آله حجة.

روي النسائي في سننه بسنده عن جابر: ان أباه قتل يوم احد قال: فجعلت أكشف عن وجهه و أبكي و الناس ينهونني و رسول الله صلي الله عليه و سلم لا ينهاني، و جعلت عمتي تبكي فقال رسول الله صلي الله عليه و سلم: لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتي رفعتموه [1] .

دل عدم نهيه لجابر عن البكاء علي جوازه، و أما قوله لعمته، لا تبكيه، فهو تسلية و تعزية لها، و لم يقصد به النهي فلا يدلي علي التحريم بدليل قوله: ما زالت الملائكة.... الخ، الذي هو بمنزلة التعليل؛ أي ان من كان بهذه المنزلة بحيث تظله الملائكة لا ينبغي أن يبكي عليه، بل يفرح له، و بدليل عدم نهيه لولده.

و في منتخب كنز العمال بسنده عن ام اسحاق: انها هاجرت مع أخيها الي رسول الله صلي الله عليه و سلم بالمدينة، و انه نسي نفقته فرجع، فقتله زوجها، فدخلت علي رسول الله صلي الله عليه و سلم و هو يتوضا، قالت: قلت: يا رسول الله، قتل اسحاق. و أنا أبكي و هو ينظر الي، فاذا نظرت اليه نكس في الوضوء، فأخذ كفا من ماء فنضحه في وجهي [2] الحديث.



پاورقي

[1] سنن النسائي 261: 1.

[2] منتخب کنز العمال - بهامش المسند - 281: 5.