بازگشت

ما ورد من رؤية النبي يوم قتل الحسين باكيا


الثامن: ما ورد من رؤية النبي صلي الله عليه و سلم يوم قتل الحسين عليه السلام باكيا أشعث أغبر، يلتقط دماءه و دماء أصحابه في قارورة.

ففي الصواعق المحرقة لابن حجر: أخرج الترمذي [1] : ان ام سلمة رأت النبي صلي الله عليه و سلم - يعني في المنام - باكيا و برأسه ولحيته التراب


فسألته، فقال: قتل الحسين آنفا.

قال في الصواعق: و كذلك رآه ابن عباس نصف النهار أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم يلتقطه فسأله، فقال: دم الحسين و أصحابه، لم أزل أتتبعه منذ اليوم، فنظروا فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم [2] انتهت الصواعق.

وروي الصدوق في الأمالي بسنده عن ابن عباس مثله [3] .

و أخرج أحمد بن حنبل فيما أخرجه من مسند ابن عباس: قال: رأيت النبي صلي الله عليه و آله فيما يري النائم بنصف النهار و هو قائم أشعث أغبر، بيده قارورة فيها دم فقلت: بابي أنت و امي يا رسول الله، ما هذا؟

قال: هذا دم الحسين و أصحابه، لم أزل التقطه منذ اليوم، فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم [4] .

و اخرج ابن عبدالبر في الاستيعاب؛ و ابن حجر العسقلاني في الاصابة باسنادهما عن ابن عباس في ترجمة الحسين عليه السلام مثله، الا انه في الاستيعاب لم يذكر و أصحابه [5] .

و أخرج سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص بسنده عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس مثله.

ثم قال: و قيل: الذي رأي المنام عمار بن أبي عمار [6] انتهي.


و في تاريخ ابن الاثير قال ابن عباس: رأيت النبي صلي الله عليه و سلم الليلة التي قتل فيها الحسين و بيده قارورة و هو يجمع فيها دما فقلت: يا رسول الله، ما هذا؟

فقال: هذه دماء الحسين و أصحابه أرفعها الي الله تعالي.

فأصبح ابن عباس، فأعلم الناس بقتل الحسين، و قص رؤياه فوجد قد قتل في ذلك اليوم [7] انتهي.

وروي ابن شهراشوب في المناقب عن جامع الترمذي و كتاب السدي، و فضائل السمعاني: أن ام سلمة قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام و علي رأسه التراب فقلت: ما لك يا رسول الله؟

فقال: شدت قتل الحسين آنفا [8] انتهي.

أقول: و من روايات أصحابنا في ذلك:

ما رواه الصدوق في الأمالي بسنده عن سلمة قالت: دخلت علي ام سلمة و هي تبكي فقلت لها: ما يبكيك؟

قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام، و علي رأسه و لحيته أثر التراب فقلت: ما لك يا رسول الله مغبرا؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا [9] .

وروي المفيد في المجالس، و الشيخ الطوسي في الأمالي بسندهما عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: أصبحت يوما ام سلمة تبكي فقيل لها:


مم بكاؤك؟

فقالت: لقد قتل ابني الحسين الليلة، و ذلك انني ما رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله منذ مضي الا الليلة، فرأيته شاحبا كئيبا فقلت: ما لي اراك يا رسول الله شاحبا كئيبا؟

فقال: لم أزل منذ الليلة أحفر القبور للحسين و أصحابه [10] .

وروي الشيخ الطوسي في الامالي بسنده عن عمرو بن ثابت، عن أبيه المقدام، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: بينا انا راقد في منزلي، اذ سمعت صراخا عاليا من بيت ام سلمة زوج النبي صلي الله عليه و آله، فخرجت يتوجه بي قائدي الي منزلها، و أقبل أهل المدينة اليها الرجال و النساء فقلت: يا ام المؤمنين، ما لك تصرخين و تغوثين؟ فلم تجبني.

و أقبلت علي النسوة الهاشميات و قالت: يا بنات عبدالمطلب اسعدنني وابكين معي، فقد قتل والله سيد كن و سيد شباب أهل الجنة، قد والله قتل سبط رسول الله و ريحانته الحسين.

فقلت: يا ام المؤمنين، و من أين علمت ذلك؟

قالت: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه فقال: قتل ابني الحسين و أهل بيته اليوم فدفنتهم، و الساعة فرغت من دفنهم.

قالت: فقمت حتي دخلت البيت، و انا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فاذا بتربة الحسين التي أتي بها جبرئيل من كربلاء فقال: اذا صارت هذه التربة دما فقد قتل


ابنك، و أعطانيها النبي صلي الله عليه و آله فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة - أو قال في قارورة - و لتكن عندك، فاذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين، فرأيت القارورة الآن و قد صارت دما عبيطا تفور.

قال: فأخذت ام سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها، و جعلت ذلك اليوم مأتما و مناحة علي الحسين عليه السلام، فجاءت الركبان بخبره و انه قتل في ذلك اليوم.

قال عمرو بن ثابت - أحد رواة هذا الحديث -: دخلت علي ابي جعفر محمد بن علي فسألته عن هذا الحديث و ذكرت له رواية سعيد بن جبير هذا الحديث عن عبدالله بن عباس، فقال أبوجعفر: حدثنيه عمرو بن أبي سلمة، عن امه ام سلمة [11] .


پاورقي

[1] سنن الترمذي 193: 13.

[2] الصواعق المحرقة: 193.

[3] أمالي الصدوق: 113.

[4] مسند أحمد 242: 3.

[5] الاستيعاب - بهامش الاصابة - 339: 1، الاصابة 335: 1.

[6] تذکرة الخواص: 269 - 268.

[7] الکامل في التاريخ 48: 4.

[8] المناقب 55: 4.

[9] أمالي الصدوق: 110.

[10] زينة المجالس: 84، أمالي الطوسي 320: 1.

[11] أمالي الطوسي 322: 1.