بازگشت

في ان الحمرة لم تر في السماء قبل قتل الحسين


المعجم الكبير: 148، مقتل الحسين 90: 2، المحاسن و المساوي ء: 62، تاريخ دمشق 339: 4، ينابيع المودة: 322.

قال ابن حجر في صواعقه: أخرج الثعلبي ان ابن سيرين قال: اخبرنا أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل الحسين [1] انتهي.

و مر ما حكاه غير واحد عن ابن سيرين انه قال: لما قتل الحسين اظلمت الدنيا ثلاثة أيام ثم ظهرت هذه الحمرة [2] .

و حكي ابن شهراشوب في المناقب عن محمد بن سيرين انه قال: اخبرنا


ان حمرة السماء لم تكن قبل قتل الحسين عليه السلام [3] .

وروي المفيد في الارشاد مرفوعا عن يوسف بن عبدة قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: لم تر هذه الحمرة في السماء الا بعد قتل الحسين [4] انتهي.

قال صاحب البحار: يمكن ان يكون المراد كثرة الحمرة و زيادتها [5] .

أقول: و ذلك لأن الحمرة المشرقية و الشفق المغربي ناشئان من مقابلة الشمس، و لكن الظاهر ان المراد الحمرة التي مع الشفق، كما قيدها بذلك الثعلبي فيما مر من تفسيره؛ أي مع الشفق المغربي لا جميع حمرة السماء، و ذلك لأنه يحدث مع الشفق المغربي حمرة اخري في السماء مغاير له تتفاوت شدة و ضعفا، فهذه هي التي قيل عنها أنها لم تكن قبل قتل الحسين عليه السلام.

و حكي ابن شهراشوب في المناقب عن تاريخ النسوي: روي حماد بن زيد، عن هشام بن محمد قال: تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هي؟ ثم قال: من يوم قتل الحسين عليه السلام.

قال ابن شهراشوب: وروي هذا الحديث ابوعيسي الترمذي [6] انتهي.

وروي ابن طاووس في الطرائف، عن الثعلبي في تفسير: (فما بكت عليهم السماء و الأرض) [7] (الآية): ان الحمرة التي مع الشفق لم تكن قبل قتل الحسين عليه السلام [8] انتهي.


و قال ابن حجر في الصواعق: ذكر ابن سعد: ان هذه الحمرة لم تر في السماء قبل قتل الحسين.

قال في الصواعق: قال ابن الجوزي: و حكمته ان غضبنا يوثر حمرة الوجه. و الحق تنزه عن الجمسية، فأظهر تأثير غضبه علي من قتل الحسين عليه السلام بحمرة الافق، اظهارا لعظيم الجناية.

قال - يعني ابن الجوزي -: و أنين عباس و هو مأسور ببدر، منع النبي صلي الله عليه و آله النوم، فكيف بأنين الحسين؟

و لما أسلم وحشي قاتل حمزة، قال النبي صلي الله عليه و سلم: غيب وجهك عني، فاني لا احب أن أري من قتل الأحبة.

قال ابن الجوزي: هذا و الاسلام يجب ما قبله، فكيف يقدر النبي صلي الله عليه و آله أن يري من ذبح الحسين و أمر بقتله، و حمل أهله علي أقتاب الجمال [9] انتهي المنقول في الصواعق بحروفه.

و ما حكاه ابن حجر عن الجوزي حكاه سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص عن جده فقال ما لفظه: - ذكر الحمرة التي ظهرت في السماء و ما يلتحق بها - ذكر ابن سعد في الطبقات: ان هذه الحمرة لم تر في السماء قبل أن يقتل حسين.

قال جدي ابوالفرج في كتاب التبصرة: لما كان الغضبان يحمر وجهه عند الغضب، فيستدل بذلك علي غضبه، و انه امارة السخط، و الله تعالي ليس بجسم، فأظهر تأثير غضبه علي من قتل الحسين بحمرة الافق، و ذلك دليل علي عظم


الجناية.

و ذكر جدي أيضا في الكتاب المذكور: و لما اسر العباس - و ساق ما مر مما نقله ابن حجر الي قوله -: علي أقتاب الجمال [10] .

تحول الورس رمادا أو دما، و الزعفران نارا، و اللحم علقما، و الذهب نحاسا و برص من تطيبت بالطيب المنهوب يوم قتل الحسين عليه السلام [11] .

قال ابن حجر في صواعقه: و مما ظهر يوم قتل الحسين من الايات - الي أن قال -: و أخرج أبوالشيخ ان الورس الذي كان في عسكر هم تحول رمادا، و كان في قافلة من اليمن تريد العراق فوافتهم حين قتله.

قال في الصواعق: و حكي ابن عيينة عن جدته: ان جمالا ممن انقلب ورسه رمادا أخبرها بذلك.

و نحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها مثل الفيران، فطبخوها فصارت مثل العلقم [12] انتهت الصواعق.

و في خطط المقريزي يقال: انه لم يمس أحد من زعفرانهم شيئا فجعله علي وجهه الا احترق. و انهم أصابوا ابلا في عسكر الحسين يوم قتل، فنحروها


و طبخوها، فصارت مثل العلقم، فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا [13] انتهت الخطط.

و أخرج سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص بسنده عن أبي الوصين؛ و مروان بن الوصين قال: نحرت الابل التي حمل عليها رأس الحسين و أصحابه، فلم يستطيعوا أكل لحومها، كانت أمر من الصبر [14] انتهت تذكرة الخواص.

و ذكرت في لواعج الأشجان ما هذا لفظه - و لست أعلم الآن من أين نقلته -: و نحرت الابل التي كانت مع الحسين عليه السلام فلم يؤكل لحمها، لأنه كان أمر من الصبر.

وروي انه لما جعل اللحم في القدر صار نارا.

و كان مع الحسين عليه السلام ورس و طيب فاقتسموه، فلما صار الي بيوتهم صار دما [15] .

و عن مشائخ من طي ء أنهم قالوا: وجد شمر بن ذي الجوشن في رحل الحسين عليه السلام ذهبا فدفع بعضه الي ابنته، فدفعته الي صائغ يصوغ منه حليا، فلما أدخله النار صار نحاسا؛ و قيل: نارا [16] .

و في العقد الفريد عن ابن عبدالوهاب، عن يسار بن عبدالحكم قال:


انتهب عسكر الحسين فوجد فيه طيب، فما تطيبت به امرأة الا برصت [17] .

تفجر الارض و الحيطان دما، و انه لم يرفع حجر الا وجد تحته دم عبيط يوم قتل السحين عليه السلام [18] .

قال ابن حجر في صواعقه، و مما ظهر يوم قتله - يعني الحسين عليه السلام - من الآيات - الي أن قال -: و لم يرفع حجر في الشام الا وجد تحته دم عبيط.

ثم قال: و قال أبوسعيد: ما رفع حجر من الدنيا الا و تحته دم عبيط.

ثم قال: و في رواية - الي أن قال -: و انه لما جي ء برأس الحسين الي دار ابن زياد سالت حيطانها دما.

ثم قال: و ما من انه لم يرفع حجر في الشام أو الدنيا الا رؤي تحته دم عبيط، وقع يوم قتل علي أيضا، كما أشار اليه البيهقي، بأنه حكي عن الزهري، انه قدم الشام يريد الغزو، فدخل علي عبدالملك فأحبره انه يوم قتل علي لم يرفع حجر من بيت المقدس الا وجد تحته دم.

ثم قال: لم يبق من يعرف هذا غيري و غيرك فلا تخبربه.

قال: فما أخبرت به الا بعد موته.


قال ابن حجر: وحكي ايضا ان غير عبدالملك أخبر بذلك أيضا.

قال ابن حجر: قال البيهقي: والذي صح عنه أن ذلك حين قتل الحسين، و لعله وجد عند قتلهما جميعا [19] انتهي ما أردنا نقله من الصواعق.

و في خطط المقريزي عن الزهري: بلغني أنه لم يقلب حجر من أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين الا وجد تحته دم عبيط [20] انتهي.

أقول: و مر في صدر هذا الدليل ما رواه ابن حجر أيضا، عن الملا من قول علي عليه السلام: تبكي عليهم السماء و الأرض [21] - يعني الحسين و أهل بيته عليهم السلام -.

أما نهي عبدالملك للزهري عن الاخبار بذلك، و عدم اخباره به الا بعد موته - كما مر في كلام ابن حجر - ففيه دليل واضح علي ما كان عليه بنوامية من اخفاء فضائل اهل البيت جهدهم خوفا من ميل الناس اليهم.

ثم ان حديث الزهري المذكور الذي نقله ابن حجر عن البيهقي [22] قد أورده ابن عبد ربه المالكي في كتاب العقد الفريد مسد باسنادين، عن ابن شهاب الزهري قال: خرجت مع قتيبة اريد المصيصة [23] ، فقدمنا علي أميرالمؤمنين


عبدالملك بن مروان و اذا هو قاعد في ايوان له، و اذا سماطان [24] من الناس علي باب الايوان، فاذا أراد حاجة للذي يليه، حتي تبلغ المسألة باب الايوان، و لا يمشي أحد بين السماطين.

قال الزهري: فجئنا فقمنا علي باب الايوان؛ فقال عبدالملك للذي عن يمينه: هل بلغكم أي شي ء أصبح في بيت المقدس ليلة قتل الحسين بن علي؟ [قال:] [25] فسأل كل واحد منهم صاحبه حتي بلغت المسألة الباب، فلم يرد أحد فيها شيئا.

قال الزهري: فقلت: عندي في هذا علم، فرجعت المسألة رجلا عن رجل حتي انتهت الي عبدالملك، فدعيت، فمشيت بين السماطين، فلما انتهيت الي عبدالملك سلمت عليه، فقال لي: من أنت؟

قلت: انا محمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب الزهري، فعرفني بالنسب، و كان عبدالملك طلابة للحديث،[فعرفته] [26] .

فقال: ما أصبح ببيت المقدس يوم قتل الحسين بن علي بن ابي طالب؟ - و في رواية [27] انه قال: الليلة التي قتل في صبيحتها الحسين بن علي-؟

قال الزهري: [قلت:] [28] نعم، حدثني فلان - لم يسمه لنا - انه لم يرفع تلك


الليلة التي في صبيحتها قتل [علي بن أبي طالب و] [29] الحسين بن علي حجر في بيت المقدس، الا وجد تحته دم عبيط.

قال عبدالملك: صدقت، حدثني الذي حدثك، و اني و اياك في هذا الحديث لغريبان [30] (الحديث) انتهي العقد الفريد.

وروي ابن قولويه في كامل الزيارة بأسانيده عن الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي عليه السلام لم يبق ببيت المقدس حصاة الا وجد تحتها دم عبيط [31] .

وروي في الكتاب المذكور بسنده عن رجل من أهل بيت المقدس انه قال: و الله لقد عرفنا أهل بيت المقدس و نواحيها عشية قتل الحسين بن علي عليه السلام.

قلت: و كيف ذاك [32] ؟

قال: ما رفعنا حجرا و لا مدرا و لا صخرا الا و رأينا تحتها دما [عبيطا] [33] يغلي، و احمرت الحيطان كالعلق، و مطرنا ثلاثة أيام دما عبيطا، و سمعنا مناديا ينادي في جوف الليل:



أترجو امة قتلت حسينا

شفاعة جده يوم الحساب



معاذ الله لا نلتم يقينا

شفاعة أحمد و أبي تراب






قتلتم خير من ركب المطايا

و خير الشيب طرا و الشباب [34] .

و انكسفت الشمس ثلاثا [35] ، ثم تجلت عنها، و انشبكت النجوم، فلما كان من الغد أرجفنا بقتله، فلم يأت علينا كثير شي ء حتي نعي الينا الحسين عليه السلام. [36] .


پاورقي

[1] الصواعق المحرقة: 192.

[2] تذکرة الخواص: 274.

[3] المناقب 54: 4.

[4] الارشاد: 521، بحارالانوار 219: 45 ح 48.

[5] بحارالأنوار 219: 45 ح 48.

[6] المناقب 54: 4، صحيح الترمذي 187: 3.

[7] سورة الدخان: 29.

[8] الطرائف: 203.

[9] الصواعق المحرقة: 194.

[10] تذکرة الخواص: 274 - 273.

[11] مقتل الحسين: 90: 2، سير أعلاپم النبلاء 311: 3، تفسير القرآن لابن کثير 162: 9، تهذيب التهذيب 353: 2، تاريخ الخلفاء: 80، احقاق الحق 469 - 467: 11.

[12] الصواعق المحرقة: 195.

[13] الخطط للمقريزي 289: 2.

[14] تذکرة الخواص: 267.

[15] في هامش الأصل: «مر عن صواعق ابن حجر انه صار رمادا، فکأن أحدهما صحف بالآخر. منه رحمه الله».

[16] لواعج الأشجان: 163.

[17] العقد الفريد 133: 5.

[18] المعجم الکبير: 145، ذخائر العقبي: 147، الانس الجليل: 252، و سيلة المآل: 197، تهذيب التهذيب 353: 2، کفاية الطالب: 296، تاريخ الاسلام 348: 2، سير اعلام النبلاء 212: 3، مقتل الحسين 89: 2 و 90، العقد الفريد 125: 5، الخصائص الکبري 126: 2.

[19] الصواعق المحرقة: 195 - 194.

[20] الخطط للمقريزي 289: 2.

[21] الصواعق المحرقة: 193.

[22] الصواعق المحرقة: 195.

[23] المصيصة: بالفتح ثم الکسر، و التشديد، و ياء ساکنة و صاد اخري، سميت نسبة الي مصيصة بن الروم بن اليمن بن سام بن نوح عليه‏السلام. و هي قرية من قري دمشق، و کانت تعتبر من ثغور المسلمين. «معجم البلدان 144: 5».

و جاء في العقد الفريد بانها مدينة علي شاطي‏ء جيحون من ثغور الشام. «العقد الفريد 134: 5».

[24] السماط: الصف.

[25] من المصدر.

[26] من المصدر.

[27] في هامش الاصل: «اسندها في العقد الفريد أيضا الي الزهري. منه رحمه الله».

أقول: و السند کما ورد في العقد الفريد: و في رواية علي بن عبدالعزيز، عن ابراهيم بن عبدالله، عن أبي‏معشر، عن محمد بن عبدالله بن سعيد بن العاص، عن الزهري...

[28] ليس في المصدر.

[29] ليس في المصدر.

[30] العقد الفريد 134: 5.

[31] کامل الزيارات: 77 ح 3 و ص 92 ح 20، بحارالانوار 205: 45 ح 7.

[32] کذا في الأصل، و في المصدر: ذلک.

[33] من المصدر.

[34] و قد نسبت هذه الابيات الي الجن التي أخذت تنوح علي الحسين عليه‏السلام بعد مقتله، فيما تري مصادر حديثة ان أکثر الأبيات المنسوبة الي الجن هي من نظم شعراء الشيعة في ذلک الزمان، و لکن نتيجة لحالة الارهاب و الظلم الذي تعرض له الشيعة في زمن الأمويين و العباسيين، فقد نسبوا هذه القصائد الي الجن.

انظر: الطبقات الکبري 32: 1، العرائس الواضحة: 190، اسعاف الراغبين: 217، ينابيع المودة 330: 1، کفاية الطالب: 290، المعجم الکبير 127: 3، مجمع الزوائد 196: 9، احقاق الحق 568 - 567: 11.

[35] في المصدر: و ثلاثة أيام.

[36] کامل الزيارات: 76 ح 2، بحارالانوار 204: 45 ح 6.